الاثنين، 17 أكتوبر 2011

الوزيرة اعتنقت الإسلام في المؤتمر

تعيش الأقليات المسلمة في أنحاء كثيرة من دول العالم والقارات؟؟
تحليل ناجي هيكل

بأوروبا وإفريقيا وآسيا وأمريكا واستراليا أوضاعا مزرية على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ولا يخفى علينا نحن المسلمين وعلى شعوب العالم أجمع ما تتعرض له الأقليات المسلمة من كل أنواع الحرمان والحصار والتنكيل كالتقتيل والإبادة والتشريد والتجويع والتهجير، وغير ذلك من الأساليب البدائية المقيتة التى تستهدف استبعادها وإبادتها وإهدار حقوقها المادية والمعنوية ...ونخص من هذه الأقليات المسلمة الشعوب القاطنة بمناطق بورما وكشميروالفلبين وجامو وكوسوفا والشيشان وغيرها.

تداعي الأمم والدول العظمى لإبادة الأقليات المسلمة :

لقد تداعت الأمم والدول العظمى الشرقية والغربية مثل أمريكا وروسيا والهند وصربيا -وإسرائيل- وغيرها على شعوب الأقليات المسلمة من أجل محاربتها وإبادتها بكل الأشكال والطرق لاسيما البدائية والهمجية منها، مثل التعذيب والتقتيل والتشريد والتهجير والتجويع والحصار والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية المعترف بها دوليا. ولا أدل على ذلك من المشاهد والصور المروعة والمحزنة التى تبث على شاشات القنوات التلفزيونية العالمية.

مشكلات اقتصادية واجتماعية عويصة:

ومن المعاناة والهموم التى تتخبط فيها الأقليات المسلمة في مختلف بقاع العالم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة مثل الجهل والأمية والفقر والبطالة والمرض والحرمان المادي والمعنوي والأمراض النفسية الناجمة عن الحروب والاضطهاد، فهذه الأقليات تعانى إشكالية الأمية وضعف الوعي الديني لاسيما ما يتعلق منها بأمور الدين وأساسيات العقيدة . كما تعيش مختلف أصناف الفقر والحرمان والحاجة، وتحرم من تقلد الوظائف الحكومية وإقامة المشاريع الاستثمارية والتجارية والاقتصادية. كما أن غياب المستشفيات والمراكز الصحية التي تقوم بدور العلاج والتطبيب يساهم في انتشار الأمراض والأوبئة في صفوفها.

حملات التنصير والتبشير المكثفة:



تتعرض الأقليات المسلمة في العالم لحملات التنصير المكثفة حيث يعمل المنصرون بكل ما أوتوا من قوة وإمكانيات مادية وتقنية على تنصيرها ودعوتها إلى المسيحية، ومحاولة سلخها عن هويتها الحضارية والدينية واللغوية، معتمدين في ذلك كل الوسائل الممكنة كالغزو الإعلامي والفكري وتوزيع الكتب والمنشورات بالمجان وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية والإغاثية وخصوصا عند الكوارث والزلازل والمجاعات والأوبئة التي تحدث هنا وهناك فجأة.
غياب الاهتمام والمساندة من لدن ذوي القربى:
لقد تداعت إذاً دول العالم القوية على شعوب الأقليات المسلمة لاسيما النصارى واليهود والهنود والعرب والشيوعيون، وأصبحت تفعل بها ما تشاء من تعذيب وتنكيل وتقتيل وإهانة وظلم واضطهاد .. أمام مرأى ومسمع من العالم دون أن يحرك ذلك ساكنا أو رد فعل من الدول والحكومات، بل وحتى البلاد العربية والإسلامية مع الأسف الشديد تتغاضى عما يقع للأقليات المسلمة وهم إخوان في الدين والعقيدة وتلتزم مواقف مخجله كالصمت والحياد والتواطؤ أحيانا باستثناء القليل منها حيث يقوم بواجب النصرة والدعم والمساعدة. فهل تقوم الحكومات والدول العربية والإسلامية بواجبها الديني في نصرة الأقليات المسلمة المضطهدة في كل مكان من العالم وتقدم لها كل أشكال المساندة والعون.
الأقلّيات الإسلاميّة.. واغتيال الهُويّة الثقافيّة
يعاني المسلمون في مختلف أنحاء الأرض -حيثما وُجدت الحكومات المستعبدة المتطرفة في بلدان الغرب وآسيا وأمريكا- من اضطهاد وتفرقة عنصرية على المستوى الشعبي من المتطرفين وعلى المستوى الحكومي، هذا إلى جانب خطر أكبر يهدد هذه الجاليات على مستوى أنحاء العالم، وهو محو الهوية الإسلامية في ظل إعلام غربي يرسخ لمبادئ الانحلال وإعلام عربي وإسلامي ضعيف لا يصل إلى الطوائف المسلمة أينما كانت.
ويبلغ عدد المسلمين الذين يقطنون الدول غير العضو في منظمة المؤتمر الإسلامي نحو (450) مليون مسلم على مستوى قارات العالم الست، وهو ما يقدر بثلث عدد المسلمين، وعلى وجه التحديد يزيد عدد المسلمين في دول الغرب عن (25) مليون نسمة، يعيش منهم (16) مليون مسلم في أوربا ـ عدا ألبانيا والبوسنة حيث المسلمون أكثرية ـ و(8) ملايين مسلم في الأمريكيتين، وحوالي نصف مليون مسلم في استراليا.
محو الهوية!
تواجه الأقليات المسلمة السابق ذكرها محاولات ـ سواء بشكل مقصود أو عفوي ـ لمحو الهوية، أو ما يسميها البعض باغتيال الهوية، لما في هذا الأمر من نية مدبرة من قبل الغرب، وتشمل هذه التحديات المستويات الثقافية والاجتماعية والإعلامية والتربوية والتعليمية. ويكون الاغتيال الاجتماعي عن طريق بث العادات والتقاليد الغربية التي تتسم بقدر كبير من التسيّب، والذي يتنافى مع الدين الإسلامي ويتنافى مع واقع الأسرة المسلمة وعلاقات أبنائها مع بعضهم، والعلاقات الاجتماعية داخل الأقلّيات، وعلاقاتها بالوسط الذي تعيش فيه.
بالإضافة إلى التفكك الأسري، الأمر الذي يؤدي إلى انحراف الأبناء دينياً وسلوكياً، وتمردهم على الأعراف الأسرية والاجتماعية الإسلامية، وقد يجد الأبناء في الصداقات مع أبناء غير المسلمين ملجأ للهروب من ضغوطات البيت.
أما الاغتيال الثقافي فيكون عن طريق اقتلاع التاريخ الإسلامي من الواقع وتحويله إلى مجرد ذكرى مشوّهة في عقولهم، وتستند حكومات الغرب في القيام بهذا الدور إلى إعلام قوي يمكنها من بثّ السم في عقول وحياة الجاليات المسلمة التي ترى من المجتمع ما يكفي لمسخ هويتها الثقافية وتحويلها إلى مجرد ثقافة ممسوخة أخذت من الغرب كل شيء وتحوّلت إلى صورة مماثلة.
تفرض بعض الدول على الأقليات المسلمة وضع مقطع زيادة على أسمائهم العربية لتشويهها؛ فعلى سبيل المثال أحمد يتحول إلى أحمدوف وعلي إلى علييف
وتعتمد ثقافة مسلم التربوية والتعليمية على المصادر الثقافية الإسلامية، وفي مقدمتها القرآن الكريم والسنة الشريفة، وبالطبع مفتاح هذه المصادر هو اللغة العربية، وهنا تكمن مشكلة خطيرة؛ إذ إن الأجيال القادمة بين هذه الأقليات تفتقد إلى عنصر هام جداً، وهو اللغة التي يمكنهم بها أن يتعرفوا على تعاليم الإسلام وأخلاقه عن طريق دراسة قرآنه وسنته، وهي اللغة العربية؛ إذ غالباً ما يتعلمون باللغة الأم للبلد الذي يعيشون فيه، مما يترتب على هذا جهلاً حقيقياً في فهم الإسلام ، وتمتد الخطورة هنا إلى العقيدة نفسها وليس الهوية فقط .
حملة منظمة‍‍‍‍‍‍!
وتعمل سلطات البلدان الغربية بأساليب مدروسة ومخططة لمحو الثقافة؛ إذ تعمل دول أوروبا الشرقية على سبيل المثال على القضاء على الأسماء العربية ومنع استخدامها بقوة القانون; لأنها تعتقد أن الشخص الذي يحمل اسم أحمد أو علي يعني بقاء ارتباطه بالإسلام أي المحافظة على الحد الأدنى من الانتماء الثقافي للإسلام، فتعمد تلك السلطات إلى تغيير هذه الأسماء وتعريض من يخالف للعقوبة. في حين تفرض بعض الدول على الأقليات المسلمة وضع مقطع زيادة على أسمائهم العربية لتشويهها؛ فعلى سبيل المثال أحمد يتحول إلى أحمدوف وعلي إلى علييف.
بالإضافة إلى أن بعض تلك الدول تلجأ إلى طمس أي مظهر من مظاهر الإسلام
كحملتها المنظمة على الحجاب مثلاً، والتي شنتها فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية تحت مزاعم الإرهاب، إلى جانب هولندا التي شرعت قانوناً لحظر النقاب ودفع المسلمين في اتجاه الأعراف، والتقاليد الاجتماعية السائدة في البلدان الغربية في سلوكيات غير شرعية لدى الأقلّيات المسلمة فيها محاكاة لتلك الأعراف،
مهمة إسلامية

وفي ظل ما يواجهه المسلمون من تحديات فيما وراء البحار كان لزاماً على الدول الإسلامية أن تقوم بدور فعّال في بثّ الثقافة الإسلامية إلى هذه الأقلّيات عبر وسائل الإعلام، وعلى شكل كتب تعليمية أو عامة ومجلات وأشرطة سمعية وبصرية وغيرها، ولاسيما تلك المعدّة خصيصاً لمخاطبة الأقلّيات المسلمة في الغرب، إضافة إلى إنشاء مشاريع في دول الغرب نفسها تقوم بمهمة الإنتاج، أو الترجمة كحد أدنى، وصولاً إلى إنشاء إذاعات ومحطات تلفازية ووكالات أنباء خاصة لبث الأخبار الإسلامية بديلاً عن وكالات الأنباء ومصادر الأخبار ووسائل الإعلام التي تشرف عليها وتمولها الدول الغربية.
وكذلك الاهتمام بإعداد الكوادر الإعلامية من أبناء الأقلّيات لسد أي فراغ محتمل في هذا المجال، على أن تتم هذه النشاطات ـ بالنظر لخطورة رسالتها وتأثيرها -تحت إشراف أساتذة وعلماء كمرجعيات في الجانب الشرعي.
ومن المثير للدهشة أن الغرب يستهدف الإساءة إلى الإسلام بأكثر من وسيلة، ويطمح إلى محو الهوية العربية الإسلامية حتى يستبدل بها النموذج الغربي. يقول أحد الكتاب العرب: إن العالم الغربي بقيادة الولايات المتحدة ينتهج خطوات تسعى إلى إحداث الفرقة تمهيداً للتدخل العسكري؛ إذ تحوّلت "الحرب الثقافية إلى حرب عسكرية أفضت إلى احتلال أفغانستان والعراق والطموح إلى غزو دول أخرى كسوريا".
ومن هنا يتضح أن المسلمين يواجهون حملة منظمة يقودها الغرب وغير المسلمين تتطلب الحذر والانتباه، مما يضع على عاتقهم مواجهة هذه الحملة التي جاءت إلى ديارهم إلى جانب وضع آليات للحفاظ على هوية الأقليات
جمهورية ترينداد وتوباجو
تكونت في جمهورية ترينداد وتوباجو جمعيات إسلامية استهدفت نشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة بين السكان والتصدي لكافة الأخطار التي تواجه الدعوة الإسلامية .. وإنجاز العديد من المشروعات الدعوية التي تصون هوية النشء المسلم، في مقدمتها إنجاز ترجمات صحيحة لمعاني القرآن الكريم باللغتين الأسبانية والإنجليزية .. وتوزيعها علي المسلمين هناك.
وقد حققت المؤسسات الإسلامية في ترينداد وتوباحو.. انتصاراً كبيراً على خصوم الإسلام والمسلمين.. حيث نجحت هذه المؤسسات الإسلامية في التصدي للفكر المنحرف.. كما حققت إنجازات مهمة؛ إذ تمكنت من إعادة الذين تنصّروا أو انحرفوا عن المنهج الإسلامي الأصيل.. إلى حظيرة الإسلام من جديد.. كما استوعبت العديد من أتباع الديانات الأخرى لصالح الخريطة العقائدية الإسلامية في ترينداد وتوباجو.
وترينداد.. كلمة أسبانية معناها "الثالوث المقدس".. وقد أطلقت أسبانيا عليها هذا الاسم.. لوجود ثلاثة تلال كبيرة تحيط بهذه الجزيرة.. ولكن علماء الإسلام هناك يشيرون إلى أن "الثالوث المقدس" تعبير عن تعايش أتباع الديانات السماوية الثلاثة في ترينداد .. وهناك من يقول إن الهنود الحمر هم الذين أطلقوا عليها هذا الاسم.. لوجود ثلاثة أجناس هم الهنود الحمر والأفارقة والهنود.. ومهما تعددت الروايات والمسوغات .. فإن ترينداد تضم ثلاث جنسيات وثلاثة أديان وثلاث تلال.
الجزر والناس
ترينداد من دول البحر الكاريبي .. تحدها من الشرق: مياه المحيط الأطلنطي .. ومن الغرب: فنزويلا .. ومن الجنوب: جويانا وسورينام وجيانا.. ولكن الجزيرة تكاد تلتصق بالشاطئ الشرقي لفنزويلا .. وتقع في شمالها جزيرة "توباجو" والجزيرتان تتكون منهما جمهورية واحدة عاصمتها مدينة "بورت أوف اسبين" أي "الميناء الأسباني" وقد تم اكتشافها بمعرفة "كريستوفر كولمبس".
وتبلغ مساحة هذه الدولة (خمسة آلاف و128) كيلو متراً مربعاً .. إذ تبلغ مساحة جزيرة ترينداد وحدها (أربعة آلاف و 828) كيلومتراً مربعاً.. بينما تشغل جزيرة توباجو وبعض الجزر الأخرى (300) كيلو متراً مربعاً فقط .. وتبعد جزيرة "توباجو" عن جزيرة "ترينداد" بنحو (32) كيلو متراً نحو الشمال.
أما عدد سكانها فيبلغ (مليوناً و 775 ألف) نسمة.. كانوا في عام 1971 ميلادية (مليوناً و30 ألف نسمة) وفي عام 1974 ميلادية (مليوناً و108 ألف) نسمة.. والسكان خليط من الهنود الحمر والأفارقة والهنود.. بينما يبلغ عدد المسلمين (430) ألف نسمة ـ من الهنود والأفارقة ـ والسكان من أصل أفريقي هم الغالبية؛ إذ يمثلون نسبة 43 % من إجمالي السكان، بينما بلغت نسبة السكان من أصل هندي 41 %، و يمثل الهنود الحمر نسبة 16 % من إجمالي عدد السكان في ترينداد وتوباجو.
تاريخ المسلمين
عرفت ترينداد وتوباجو الإسلام منذ وقت مبكر قبل اكتشافها في عام 1533 ميلادية .. حيث قام مسلمون من غرب القارة الإفريقية برحلات مبكّرة عبر بحر الظلمات ـ المحيط الأطلنطي ـ لاكتشاف العالم الجديد .. وقد عثر الأسبان هناك على العديد من الآثار الإسلامية المتمثلة في المساجد التي عُثر بداخلها على مكتبات تضم المصاحف الشريفة وبعض كتب الفقه الإسلامي ـ على المذهب المالكي ـ المنتشر في غرب القارة الإفريقية .. إلا أن الوجود الإسلامي هناك قد تلاشى وتلاشت معه هذه الآثار الإسلامية.
دعم الوجود الإسلامي
احتلت أسبانيا جزيرة ترينداد، وقامت بنقل عدد لا بأس به من الأفارقة للعمل بالجزيرة.. وكانت غالبيتهم من المسلمين الذين دعموا الوجود الإسلامي، واختلطوا بسكان البلاد، وقامت بينهم علاقات تزاوج ومصاهرة.. مما أدى إلى اعتناق عدد كبير منهم للدين الإسلامي الحنيف.. وقد تمكّن المسلمون الروّاد من إنشاء بعض المساجد الصغيرة، وقد بُنيت هذه المساجد وفقاً للعمارة الإسلامية البسيطة عن طريق استخدام التكنولوجيا المحلية المتوافرة في ترينداد.
ولما احتلت بريطانيا جزيرة ترينداد.. جلبت عدداً آخر من شبه القارة الهندية للعمل بالجزيرة ـ وكان من بينهم أيضاً عدد كبير من المسلمين ـ وبذلك زادت أعداد المسلمين في ترينداد وتوباجو .. و برزت معالم الهوية الإسلامية في البلاد.
التصدي للانحراف
بظهور بوادر الدعوة الإسلامية العلنية في ترينداد وتوباجو وزيادة أعداد المُقبلين على اعتناق الإسلام.. بدأت الحرب ضد الإسلام والمسلمين بهدف تقليص الوجود الإسلامي المتنامي في البلاد.. إذ بدأ المسلمون جهاداً لمقاومة الانحرافات الفكرية التي تعمل على تشويه العقيدة الإسلامية أو محاولة إبعاد المسلمين عن العمل بعقيدتهم وشريعتهم الإسلامية.. فعمل المسلمون هناك على صدّ المدّ التنصيري.. وعلى مقاومة فرق الضلال الفكري المتمثّل في الهجمة الشرسة من أتباع هذه النحل الضالّة التي تستهدف تضليل المسلمين والتسرّب إليهم تحت شعارات إسلامية.
لقد خاض المسلمون في ترينداد جهاداً كبيراً استمر عدة سنوات .. وكان من أهم ثمار هذا الجهاد هو بقاء الإسلام نقيّاً، وبقاء المسلمين بالرغم من كل هذه التحديات الشرسة.
المؤسسات الإسلامية النشطة
تكوّنت في تريداد وتوباجو .. جمعيات إسلامية نشطة استهدفت نشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة بين المسلمين والانطلاق بالمسيرة الدعوية لجذب أتباع الديانات الأخرى لصالح الإسلام والمسلمين في البلاد .. وتخليص العقيدة الإسلامية من الشوائب الفكرية الدخيلة التي نشرها أتباع النحل الضالة.
فتم تأسيس جمعية "تقوية الإسلام" في عام 1919 ميلادية.. ولم تعترف بها السلطات إلا في عام 1923 ميلادية.. ثم تكونت جمعية إسلامية أخرى هي جمعية "أهل السنة والجماعة" برئاسة المرحوم الشيخ "ركن الدين" التي تصدت للفكر المنحرف الضال الذي وفد إلى ترينداد من شبه القارة الهندية.. كما تكونت "رابطة مسلمي ترينداد" ومن أهدافها الالتزام بما جاء في الكتاب والسنة النبوية المطهرة.
حرص المسلمون في ترينداد على دعم الجمعيات الإسلامية وتمكينها من أداء رسالتها.. فطُبعت العديد من الكتب التي تعمل علي تعرية أهداف النحل الضالة وتحذير المسلمين من أخطارها.. وكشف المغالطات التي تروّج لها هذه النحل الضالة.. وبذلك أصبح الفكر الإسلامي خالياً من الشوائب المُغرضة والمعادية للإسلام في ترينداد وتوباجو.
مجلس التنسيق الإسلامي
تعددت الجمعيات الإسلامية النشطة في ترينداد وتوباجو .. الأمر الذي بات معه تنسيق العمل الإسلامي هناك من الأمور المهمة .. فتم إنشاء المجلس الأعلى للتنسيق الإسلامي في ترينداد لتوحيد جهود الجمعيات الإسلامية في البلاد.. ووضع إستراتيجية جديدة ومعاصرة للدعوة الإسلامية والانفتاح على العالم الخارجي وإيجاد صيغة مقبولة للتعاون مع المؤسسات الإسلامية في دول أمريكا الجنوبية.
جهود رابطة العالم الإسلامي
كلفت رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة مدير المركز الإسلامي في "كاراكس" عاصمة "فنزويلا" بدراسة أحوال المسلمين في ترينداد وتوباجو، والتعرّف على احتياجاتهم لدعم مؤسساتهم الدعوية والتعليمية.
وفي لقاء مع الدكتور مصطفى الهمشري مدير المركز الإسلامي في كاراكس السابق ـ الذي أعد التقرير الذي كلفته بإعداده رابطة العالم الإسلامي .. أكد ـ لي ـ أن الإقبال على اعتناق الإسلام في تزايد مستمر في ترينداد وتوباجو.. وأن المؤسسات الإسلامية هناك تسعي لاستيعاب (390) ألف نسمة من الهندوس لاعتناق الإسلام.. وأن المؤسسات التنصيرية تسعى لجذبهم نحو المسيحية بشتى الوسائل.. وقال: إن عدد المساجد ـ وقت إعداد التقرير ـ قد بلغ مائة مسجد ملحق بكل منها مدرسة قرآنية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم وتعلّم اللغة العربية. بينما بلغ عدد المدارس الإسلامية هناك (70) مدرسة إسلامية لتربية النشء المسلم تربية إسلامية صحيحة.
كما أوفدت وزارة الأوقاف المصرية بعض دعاة المركز الإسلامي المصري في كل من الأرجنتين والبرازيل.. لدراسة أحوال المسلمين في ترينداد وتوباجو .. وقد تضمن التقرير الذي أعده دعاة مصر.. أن الوجود الإسلامي في ترينداد وتوباجو له ثقل سياسي واقتصادي كبير.. فمنهم الوزراء وأعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء البرلمان.. كما أن السلطات هناك قد وافقت على اعتبار الأعياد والمناسبات الإسلامية إجازات رسمية للمسلمين مدفوعة الأجر.. كما التزمت حكومة ترينداد وتوباجو بدفع ثلثي ميزانية التعليم الإسلامي هناك .. وأن الجمعيات الإسلامية قد تمكنت من ترشيد جميع المسلمين في البلاد.
المؤتمر الإسلامي
شهدت مدينة "بورت أوف اسبين" انعقاد مؤتمر إسلامي نظمته رابطة العالم الإسلامي بالمملكة العربية السعودية .. بالتعاون مع الجمعية الإسلامية في ترينداد وتوباجو .. وقد شارك في المؤتمر (56) جمعية إسلامية في أمريكا الجنوبية ودول البحر الكاريبي .. وحضر المؤتمر الإسلامي رئيس وزراء ترينداد ورئيس مجلس الشيوخ وهو من المسلمين.. وقد تقرر في هذا المؤتمر تدريب أئمة المساجد على أحدث وسائل الدعوة.. كما تقرر التوسع في إنجاز العديد من الترجمات الصحيحة لمعاني القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والكتب الدينية.. بالإضافة إلى التوسع في دعم التعليم الإسلامي وغير ذلك من القرارات المهمة لصالح المسلمين هناك.
كما عُقد بمقر المسجد الجامع ـ مسجد المتقين ـ بمدينة "كونوسيا" المؤتمر الإسلامي العالمي الذي شاركت فيه وفود تمثّل العالم الإسلامي .. وقد لاقي هذا المؤتمر إقبالاً من المسلمين ومن أتباع الديانات الأخرى .. الذين وفدوا من مختلف المدن للاستماع إلى الندوات والمحاضرات الإسلامية.
اعتناق الإسلام بالمؤتمر
وخلال فترة انعقاد هذا المؤتمر.. أعلن عدد لا بأس به من أتباع الديانات الأخرى اعتناقهم للدين الإسلامي.. وقد أعدّ لهم المجلس الأعلى للتنسيق الإسلامي.. مخيّمات حول المسجد لتوعيتهم بهدايات وتعاليم الإسلام .. وقد تقرر عقد هذا المؤتمر بصفة دورية في مدن ترينداد وتوباجو .. واعتباره من أهم معالم جذب أتباع الديانات الأخرى للتعرّف على الإسلام واعتناقه.

مسلمون مسلحون بالجنوب التايلاندي يهددون بشن هجمات على بانكوك
مفكرة الإسلام: أعلن مسلحون مسلمون - يعملون على تحرير الجنوب التايلاندي ذي الغالبية المسلمة - أنهم لا يستبعدون توسيع هجماتهم لتشمل العاصمة التايلاندية [بانكوك]، ومركز "فوكيت" للسياحة.
وقال اتحاد "بولو" لتحرير ولاية فطاني أن تلك الخطوة قد تتخذ في حالة استمرار الحكومة التايلاندية في تصرفاتها القامعة للمواطنين المسلمين الذين يتحدثون معظمهم بلغة الملايو.
وقال "كاستوري مهكوتا"، مسئول الشؤون الخارجية لاتحاد "بولو": "إنه لا يستحيل أن تنوي أية مجموعة لتحرير عرق الملايو شن الهجوم على أي مستهدف خارج تلك الولايات الجنوبية.
وأضاف أن لدى اتحاد "بولو" مسئولين وفريقاً مسلحاً مهماً في جنوبي تايلاند، إلا أن المسئول رفض الإفصاح عن تفاصيل أو الاعتراف بالمسؤولية عن أي هجوم في تلك الولايات.
وحول سؤال عن هجوم واسع النطاق قد يشنه اتحاد "بولو"، أجاب قائلاً: هذا شيء لن نصادق عليه أو ننفيه، ولا أستطيع تحديده.
وقد ظهر اتحاد "بولو" في السبعينيات من القرن الماضي خلال مقاومة المسلمين في الولايات الجنوبية وهي "يالا" و"فطاني" و"ناراتيوات" التي تطالب بالاستقلال عن الحكومة التايلاندية.
وحسب وكالة الأنباء الماليزية [برناما]، أفاد "كاستوري" أن اتحاد "بولو" على الاستعداد للتفاوض مع الحكومة التايلاندية لأجل التوصل إلى "تسوية"، مضيفاً أن قيادة اتحاد "بولو" تشعر بالقلق إزاء أعمال العنف في تلك الولايات وكذلك ارتفاع عدد القتلىأعلنت "ماديل دافيد" وزيرة الشؤون الاجتماعية والمحليات في ترينداد وتوباجو.. اعتناقها للإسلام، وأطلقت على نفسها اسم "فاطمة الزهراء داود"، وانضمت إلى صفوف الداعيات المسلمات لتوعية المرأة المسلمة بأحكام دينها الإسلامي .. وقد زارت هذه الوزيرة مصر، والتقت المسؤولين عن الدعوة الإسلامية في مقدمتهم شيخ الأزهر.
وقالت الوزيرة المسلمة: إن أحد الدعاة في ترينداد دعاها لاعتناق الإسلام في عام 1950 ميلادية، لكنها رفضت التخلي عن ديانتها المسيحية .. لكنها عكفت على دراسة الإسلام وقراءة معاني القرآن الكريم والكتب الدينية.. وكلما وجدت استفساراً سألت الدعاة.. وأصبحت زياراتها للجمعيات الإسلامية تتم بصورة يومية.. حتى اقتنعت بأن الإسلام هو الدين الحق، فاعتنقت الإسلام وعملت على التعريف به ونشره. مسلمون مسلحون بالجنوب التايلاندي يهددون بشن هجمات على بانكوك
مفكرة الإسلام: أعلن مسلحون مسلمون - يعملون على تحرير الجنوب التايلاندي ذي الغالبية المسلمة - أنهم لا يستبعدون توسيع هجماتهم لتشمل العاصمة التايلاندية [بانكوك]، ومركز "فوكيت" للسياحة.
وقال اتحاد "بولو" لتحرير ولاية فطاني أن تلك الخطوة قد تتخذ في حالة استمرار الحكومة التايلاندية في تصرفاتها القامعة للمواطنين المسلمين الذين يتحدثون معظمهم بلغة الملايو.
وقال "كاستوري مهكوتا"، مسئول الشؤون الخارجية لاتحاد "بولو": "إنه لا يستحيل أن تنوي أية مجموعة لتحرير عرق الملايو شن الهجوم على أي مستهدف خارج تلك الولايات الجنوبية.
وأضاف أن لدى اتحاد "بولو" مسئولين وفريقاً مسلحاً مهماً في جنوبي تايلاند، إلا أن المسئول رفض الإفصاح عن تفاصيل أو الاعتراف بالمسؤولية عن أي هجوم في تلك الولايات.
وحول سؤال عن هجوم واسع النطاق قد يشنه اتحاد "بولو"، أجاب قائلاً: هذا شيء لن نصادق عليه أو ننفيه، ولا أستطيع تحديده.
وقد ظهر اتحاد "بولو" في السبعينيات من القرن الماضي خلال مقاومة المسلمين في الولايات الجنوبية وهي "يالا" و"فطاني" و"ناراتيوات" التي تطالب بالاستقلال عن الحكومة التايلاندية.
وحسب وكالة الأنباء الماليزية [برناما]، أفاد "كاستوري" أن اتحاد "بولو" على الاستعداد للتفاوض مع الحكومة التايلاندية لأجل التوصل إلى "تسوية"، مضيفاً أن قيادة اتحاد "بولو" تشعر بالقلق إزاء أعمال العنف في تلك الولايات وكذلك ارتفاع عدد القتلى
مشكلات وتحديات الأقليات الإسلامية فى فرنسـا
قبل وبعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر2001
غالة " أو " الفرنجة " أو فرنسا " كلها مسميات لبلد واحد، و هي فرنسا إحدى الدول الأوربية المهمة، يحدها من الشمال الغربي بحر المانش وبحر الشمال، ومن الشمال الشرقي لكسمبرج و ألمانيا و بلجيكا ومن الشرق سويسرا، ومن الجنوب الشرقي ايطاليا و من الجنوب البحر الأبيض المتوسط وأسبانيا، ومن الغرب المحيط الاطلسى، ويبلغ عدد سكانها حوالي (75) مليون نسمة، يمثل المسلمون منهم (10) ملايين مسلم أي ما يعادل (7%) و(90 %) مسيحيون كاثوليك و (1 %) بروتستانت.
وتشير بعض الدراسات التاريخية أن المسلمين لو تحقق لهم النصر في معركة بلاط الشهداء (732 هـ) والتى قادها عبد الرحمن الغافقى لانتشر الإسلام في ربوع فرنسا كلها، وانطلق منها إلى سائر أوربا وبجانبه اللغة العربية.
وعلى الرغم من وجود صعوبة في حصر تعداد الأقليات الإسلامية في فرنسا، إلا أن الثابت وفق البيانات الرسمية أن الإسلام هو الدين الثاني بفرنسا بعد الكاثوليكية، ويزيد على والعشرة ملايين مسلم كما أشرنا سابقا، ويمثل دول المغرب العربي منهم حوالي (50 %) الـ (50 %) الباقية من دول إسلامية عربية وغير عربية ومن جنسيات مختلفة وترتيبا، الجزائر،المغرب، تونس، السنغال، مالي، زائير، الكاميرون، ساحل العاج، مدغشقر، موريتانيا، مصر، ومن أوربا البرتغال، تركيا، ايطاليا، أسبانيا، ومن منطقة الشرق الأوسط تأتى لبنان كأعلى نسبة تواجد بفرنسا يليها سوريا، وإسرائيل، وعلى مستوى قارة أسيا تأتى باكستان فى الترتيب الأول لعدد المهاجرين لفرنسا والأقلية المسلمة فى فرنسا هي بلغة الخطابات السائدة في فرنسا بل وفى أوربا حاليا، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بالولايات المتحدة 2001 – تمثل مشكلة - فإذا كان الخطاب الرسمي يواجهها بما يمكن أن نطلق عليه " استراتيجية التحاشي " لأسباب كثيرة منها علاقة فرنسا بالعالم العربي والاسلامى، ومصالحها الاقتصادية المتزايدة في هذه الدول، وقبل ذلك ما يمثله المسلمون الأن بفرنسا من قوة عددية، واقتصادية في معظم المهن والمصالح الإدارية فـ (47 %) من الأيدى العاملة بفرنسا من المسلمين، و العرب وهذا ما يؤكد حقيقة أن فرنسا تدين للمسلمين بالفضل في نهضتها الاقتصادية و التنموية الحالية.
وإذا كان هذا هو حال خطاب الدولة الفرنسية تجاة التواجد الإسلامى فى فرنسا، فإن خطاب الجبهة الوطنية للدين (ليبوان –lepon) فيحمل الكثير من مشاعر العداء تجاة العرب والمسلمين هناك، فهو يحملها مسئولية الانشطارات والأزمات والتوترات، وحالات القلق التي لم يكن يعرفها المجتمع الفرنسى قبل حلول الإسلام على فرنسا ويتهم (ليبون) المسلمين بفرنسا بأنهم " يأكلون خبز الفرنسيين " ويطالب بطردهم من فرنسا حفاظا على الكيان العام للدولة من الانقسام و التفسخ.
والدستور الفرنسى الصادر عام (1791) أكد على حرية التدين، بينما جاء دستور (1905) ليفصل الدين عن الدولة والذي تم تعديله بدستور (1958) الذي يؤكد علمانية فرنسا وأنها لا تعترف بأى دين ولا تموله ، أما فئات المسلمين في فرنسا فهم جاءوا إلى أوربا في شكل تجمعات تحمل كل فئة مشاعر خاصة تجاه الغرب أهمها:
• الفئة الأولى: وتضم المهاجرين، وهؤلاء حصلوا على الجنسية، ويصل عدد المسلمين منهم حوالي (4) ملايين مسلم.
• الفئة الثانية: المهاجرون الذين يتمتعون بإقامة شرعية من المسلمين ويزيد عددهم عن مليوني و نصف المليون مسلم.
• الفئة الثالثة: وتشمل فئة المقيمون في الظل، ولا يملكون بطاقات إقامة دائمة وعددهم غير معروف، وان كانت بعض المصادر تؤكد أن عددهم يصل المليون مسلم.
• الفئة الرابعة: وتضم هذه الفئة رجال الأعمال وطلاب العلم، والمهاجرون هجرة غير دائمة واللاجئون السياسيون، وتصل نسبة المسلمين بينهم إلى مليون مسلم.
• الفئة الخامسة: وتشمل المسلمين من أبناء فرنسا، الذين أعلنوا اعتناقهم للإسلام وأصبح لديهم أبناء مسلمين، وتشير البيانات الرسمية أن تعدادهم حوالي ثلاثة ملايين مسلم
ومع هذا التزايد الملحوظ في تعداد المسلمين في فرنسا، سواء الذين يهاجرون إليها، أو من بين أبنائها الذين دخلوا الإسلام، إلا أن فرنسا و منذ سنوات قليلة ماضية كانت تترد في الاعتراف بالإسلام كديانة محلية، ذات حق في الإقامة، وترفض سياسة احتفاظ المهاجرين بثقافتهم و لغتهم الخاصة، وتمنع بناء المدارس أو المعاهد الدينية، وعادة مع ترتبط موافقتها بشروط تعجيزيه يصعب على المسلمين تنفيذ بعض بنودها.
وهذا ما يؤكد حقيقة العداء التاريخي بين الإسلام والغرب، والذي كانت فرنسا أحد محاوره الأساسية، فمعظم الحملات الصليبية التي شنتها أوربا على العالم الاسلامى كانت تأتى فرنسا فى المقدمة، وكانت هي صاحبة الفكرة والتخطيط حتى أسر ملكها لويس التاسع بدار ابن لقمان بمدينة المنصورة في مصر، ومن هنا فالسلطة في فرنسا تحاول أن تجد نوعا من التوازن بين موروثها العدائى القديم للإسلام، وبين المسلمين الذين يقيمون على أرضها، ويشتركون معهم في النسيج القومي والكيان المكتمل لفرنسا، وأصبحوا حقيقة لا يمكن تجاهلها.
وتسعى فرنسا إلى الحفاظ على التزايد العددى للكنيسة الكاثوليكية التي تعانى من الإنحسار المتزايد في الأتباع على الإسلام، بل والطوائف المسيحية الأخرى من أرثوذكس، وبروتستانت، وأن ارتفاع نسبة الأقليات الأخرى، وبخاصة الأقليات الإسلامية، فإن النتائج بلا شك ستكون خطيرة في الحياة السياسية الفرنسية وبصفة خاصة في ظل وجود هذا الوعي العنصري – والتعصب الديني - الذي بدا واضحاً بمجرد حدوث التفجيرات الأمريكية في الحادي عشر من سبتمبر 2001.
المسلمون الأكثر نشاطا فى فرنسا:
والجالية الإسلامية في فرنسا من كبرى الجاليات في أوربا من حيث الحجم، حيث تتجاوز على مستوى الأيدى العاملة بفرنسا حوالي خمسة ملايين عامل مسلم، يعملون في مختلف القطاعات الإنتاجية والاستثمارية ، وعددياً فإن عائلات المهاجرين متعددة الأفراد، وهي بذلك عامل أساسى في تنشيط حركة الاستهلاك والرواج الاقتصادي، وتكفى الإشارة هنا إلى مناسبة عيد الأضحى المبارك، وعدد رؤوس الماشية (الخراف) التي يتم ذبحها كل عام.
وحسب تقرير المجموعة الأوربية فى بروكسل عن عام 2001 أن المهاجرين يساهمون بـ (15.7 %) من الناتج المحلى الاجمالى بفرنسا، لذلك عندما سئل زعيم الجبهة الوطنية والمرشح للرئاسة فى فرنسا (ليبوان) عن كيفية معالجته لهذه المعادلة في برنامجة الذي أعلن عنه في الترشيحات الرئاسية لفرنسا 2002 (وهو طرد المهاجرين) قال: أن العرب والمسلمين لا يساهمون بشئ في الاقتصاد الفرنسي، بل يمثلون عبئا على الاقتصاد القومي الفرنسي، حيث يميلون إلى توفير مرتباتهم وثرواتهم في مصارف وبنوك خاصة، تمهيدا للعودة بها إلى بلدانهم الأصلية.
ورغم حملات العداء التى لا يكف عن شنها (ليبوان والحزب الذى ينتمى إليه) والسعي نحو إصدار قرارا بطرد كل المسلمين والعرب من فرنسا، إلا أنه وبلا شك الأن أصبح القرار في غاية الصعوبة، فحوالى (10) ملايين مسلم في فرنسا أصبحوا يشكلون اليوم قوة لا يستهان بها، وتستطيع أن تقف في وجة أية قرارات في غير صالحها.
كما أن إمام مسجد باريس أصبح اليوم يتمتع بإحترام ديني كبير، وأن الرئيس الفرنسي جاك شيراك ينظم لقاءات معه على فترات ليست بعيدة، واستشارته في بعض الأمور التى تخص المسلمين، مما يؤكد حقيقة الدور الذي أصبح يمثله الدين الاسلامى في المجتمع الفرنسي.
ولعل ذلك يرجع إلى أسباب منها كون العرب والمسلمين هم الجالية الأكبر بين الجاليات المهاجرة، بحيث يرتبط كل رد فعل ضد المهاجرين بالعرب و ينعكس عليهم بالدرجة الأولى، والثانية لطبيعة هذه الجاليات المكونة أساساٌ من أغلبية كبيرة من العمال المهاجرين الذين يتمتعون بكفاءات مهنية عالية، والثالثة للروح العدائية التى طبعت بقوة منذ عقود وقرون مضت، والعلاقات القائمة بين فرنسا ومستعمراتها السابقة، بل وتشديد إجراءات تجديد أقامة المهاجرين، وتقنين عمليات الطرد الجماعي والادارى من دون العودة المسبقة إلى القضاء، وتشديد العقوبات على المخالفين وإلغاء التجنس التلقائي للجيل الثاني أو الثالث المولود على الأرض الفرنسية.
ويقوم مسجد باريس إزاء هذة الممارسات بدور الوسيط مع الإدارة الفرنسية لإيجاد حلول سريعة لهذه المشكلات ويمارس المسجد هذا الدور منذ أن تم انشائة عام 1926، من ميزانية الدولة الفرنسية مكافأة للقوات الإسلامية التي شاركت في الحرب مع فرنسا أثناء الحرب العالمية الأولى وافتتح المسجد الرئيس الفرنسي أنذاك " دومارغ " والرئيس المغربى " مولاي يوسف " وتضم فرنسا حالياٌ (3500) مسجداٌ، يوجد بالعاصمة الفرنسية وحدها (330) مسجداٌ ومركزاٌ إسلامياً.
الجمعيات والمنظمات الإسلامية بفرنسا:
في ضاحية كورنيف الواقعة شمال فرنسا يوجد مركز عملاق هو " إتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا " والمسجد التابع له وفي المسجد لا يمر أسبوعاً إلا ويأتيه أفراد من جنسيات مختلفة لإشهار إسلامهم، وذلك بفضل الدور الذي تلعبة الجمعيات والمنظمات الإسلامية هناك.
ويزيد عدد الجمعيات العربية الإسلامية في فرنسا عن ثلاثة ألاف جمعية ومنظمة مسجلة في الجريدة الرسمية الفرنسية، وتحمل صفة إسلامية في تسميتها، أما مجال نشاط هذه الجمعيات فهو منوع ومختلف فمنها ما ينشط المستوى المحلى ومنها ما ينشط على المستوى القومي ومنها نوع ثالث تغطى أنشطته مناطق الحضور الإسلامي كلها، وهذه الجمعيات تدخل في إطار بعض التكتلات الإسلامية الكبرى مثل (الفيدرالية الوطنية لمسلمي فرنسا، وجماعة التبليغ والدعوة، وإتحاد المنظمات الإسلامية، وفيدرالية الجمعيات الإسلامية الإفريقية، والإتحاد الإسلامي الفرنسي الذي يضم الجمعيات التركية) كما تضم هذه الجمعيات مثقفين وطلبه وناشطين سياسيين ينتمون إلى أقطار عربية وإسلامية عديدة، أو ربما ينتمون لدولة واحدة،(والسمة الغالبة على هذه الجمعيات والمنظمات الإسلامية أنها غير مستقرة، فبعضها يظهر لفترة زمنية معينة ثم يختفي، دون أن يشعر باختفائه أحد، وربما تم إشهار منظمات وجمعيات إسلامية في فرنسا، وألغيت وأيضاٌ لم يشعر بها أحد.
إلا أن الثابت تاريخياً أن هذه الجمعيات يسود بينها التشرذم والخلاف ولكل منظمة ترى الإسلام من وجهه نظرها هي، والتي قد تأخذ ميلاٌ تجاه الدولة القومية التي ينتمي إليها أعضائها، ويزيد ذلك من ضعفهم، ويطرح بحدة مشكلة تمثيل المسلمين في فرنسا، ومن هي المنظمة أو الجمعية الجديرة بأن تتولى هي إدارة شئون المسلمين في فرنسا أمام الجهات الرسمية الفرنسية ؟
ومن هنا يمكن القول أن مسلمي فرنسا يلتقون مع بقية مسلمي أوربا والغرب في التطور في الاهتمامات والبحث عن حلول فقهية من منظور اسلامى للإشكاليات الاقتصادية التي تعترضهم في الغرب مثل الأسهم والاستثمار والتعامل مع البنوك، ويشترك بعض رموز العمل الاسلامى بفرنسا التفكير فى هذه القضايا ببعديها التأصيلى الفقهي، والتطبيقي العملي، وذلك عن طريق مؤسسات معروفة مثل المجلس الأوربى للبحوث والإفتاء، ومركز البحوث والدراسات التابع للكلية الأوربية للعلوم الإنسانية في باريس، و يشرف عليه الدكتور عبد المجيد النجار أحد علماء الأزهر الشريف.
ولعل الوجود الاسلامى في فرنسا يعتمد على استمراره من خلال بعض الهيئات الأهلية التى تحمل الصفة الرسمية الى حد ما، منها المعهد الاسلامى لمسجد باريس، حيث يعد مسجد باريس الكبير نقطة ثقل رئيسية كبرى من الناحية الدينية والسياسية والاجتماعية، كما أشرنا سابقاٌ ، فهو لا يمثل مركز عباده فحسب، لكنه يعمل أيضاٌ على تنظيم شئون المسلمين باعتباره الممثل للجالية الإسلامية لدى السلطات الفرنسية الرسمية، ولدى الجاليات الدينية الأخرى، وهذا المسجد كان مكافأة فرنسية للمسلمين الأتراك والعرب، كذلك فان المترددين علية لأداء الشعائر الإسلامية معظمهم من العرب، ولغة الصلاة وخطبه الجمعة باللغة العربية، حتى إدارة المسجد من بعض العلماء الذين تلقوا العلوم الشرعية في كبريات الجامعات الإسلامية، في مصر و السعودية، و الهند، وباكستان.....
وقد ازدادت أهمية هذا المسجد عندما زاره الرئيس الفرنسي جاك شيراك أثناء حملته الانتخابية ودعوة إمام المسجد للتشاور مع المسؤولين الفرنسيين في قصر الإليزية حول ما يخص المسلمين فى فرنسا، وجعلت منه المحاور الشرعي الوحيد عن الجالية العربية والإسلامية في فرنسا، يأتي في الترتيب الثالث معهد العالم العربي بباريس الذي بدأ نشاطاته منذ عام 1990، و يعد مركزاٌ ثقافياٌ عربياٌ للفنانين والمبدعين العرب، وينظم الندوات والمهرجانات واللقاءات الفكرية والأدبية ويتبنى مناقشات حوار الحضارات بين المثقفين العرب والمثقفين الفرنسيين.
التحديات التي تواجة الأقليات الإسلامية بفرنسا
يعانى المسلمون في فرنسا من أزمة تنظيمية يرثى لها، فلا يوجد تنظيم عام كما في شرق البحر الأبيض المتوسط، وليس للمسلمين مدارس، وأن كان لهم بعض الأماكن التي يؤدون فيها الصلاة والبعض الأخر مغلق لإتهام بعض أفراد إدارته بإنتمائهم لتنظيم القاعدة، وأسامة بن لادن، كما أن أداء الصلوات والأنشطة التي يقوم بها المسلمون الأن فى فرنسا تتم بمراقبه صارمة من السلطات الفرنسية، وظهر العداء والتعصب العنصري ضد المسلمين من خلال إعتداء بعض المتعصبين الكاثوليك على المسلمين في أماكن عملهم، وطردهم من الوظائف التي كانوا يعملون بها، وتسريح المئات من العمال المسلمين، وبدأت حملات الاضطهاد تتصاعد يوما بعد الأخر داخل المصانع الفرنسية عن الفترة السابقة لأحداث 11 سبتمبر 2001، وكذلك التضييق على المسلمات في تحركهن وهن بالزى الإسلامي، وإجبار طلاب المدارس على مقررات دراسية معينة، تحمل في معظمها الطابع العدائى الذي يكنه الغرب للإسلام والمسلمين، أما عن التحديات التي تواجه مسلمي فرنسا فهى عديدة أبرزها:-
1- العمل على تنصير أبناء المسلمين:
كانت فرنسا ولا تزال هي راعية المذهب الكاثوليكي في أوربا، فهي الدولة التي دفعت أوربا للحملات الصليبية على العالم الاسلامى، كما أنها الدولة التي سعت من خلال مستعمراتها في إفريقيا وأسيا إلى تنصير التجمعات الإسلامية، ووقف النفوذ الإسلامى فى البلدان التى خضعت لها.
من هنا فان معظم حملات التنصير النشطة على المستوى الافريقى، إما فرنسية، أو أمريكية، والبعض الأخر منه يتبع الكنيسة الأنجيلكانية البريطانية، لذلك فإن فرنسا تحظى بتأييد ومباركة ودعوات من بابا الفاتيكان على الدور الذي تقوم به لصالح الكاثوليكية في العالم.
وتاريخياً ومنذ العصور الوسطي والكنيسة تسيطر على الدولة في أوربا، وقد لا ترغب فرنسا الخروج من هذه البوتقة، وكانت من الدول التي حاربت حركة الإصلاح الكنسي التي قام بها مارتن لوثر، وكالفن حتى قامت الثورة الفرنسية، وتم تحطيم سجن الباستيل، ورغم ذلك بقيت فرنسا كاثوليكية، تدين بالولاء الكامل لها، وترى أن هذا ما يميز فرنسا عن دول أوربا، حيث يدين (90%) من سكانها بالكاثوليكية وبالتالي لم يكن مستغرباً أن تكون فرنسا على قائمة الدول التي تسعى لتنصير المسلمين خارج وداخل أراضيها، وكانت أبرز جمعيات التنصير فى العالم في فرنسا على مدار تاريخها وهى جمعية " كوفردى نتردام دى سالارات " وهي جمعية ظهرت مع ظهور التجمعات الإسلامية في فرنسا، وتم الإعلان عنها عام (1957) وتهدف إلى تنصير أبناء المسلمين في المدارس ودور الحضانة، وعبر تقديم الهدايا والمساعدات الإنسانية باسم يسوع المسيح.
وترصد الفاتيكان والحكومة الفرنسية مبالغ ضخمة لهذه الجمعية نظراٌ للهدف التبشيرى والحيوى الذي تقوم عليه من ناحية، والدور الذي لعبته في تنصير عدد كبير من أبناء المسلمين أثناء حرب البوسنة والهرسك وكوسوفا من ناحية أخرى، هذا بجانب مئات الجمعيات والمنظمات التي لا تسعى إلا لتنصير المسلمين داخل فرنسا وليس لها علاقة بالتنصير الدولي في إفريقيا، أو دول أسيا الوسطي.
2- تشجيع التيارات المعادية للإسلام:
مع أن الكثيرين من المنصرين يؤكدون على نجاح الحملات التنصيرية للمسلمين فى فرنسا، إلا أنه وعلى المستوى العام يعد نجاحا محدودا ، مقابل العدد الضخم الذى يعلن إسلامه بفرنسا سنوياٌ، حيث اعتنق الإسلام ما يقرب من (10) آلاف كاثوليكي فى أقل من عاميين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، لذلك اعتمدت الحملات التنصيرية على تشجيع بعض التيارات الهدامة التي تسعى لتشوية صورة الإسلام في الغرب كالبهائية والقاديانية، والصهيونية من خلال توفير كافة الإمكانيات التى يحتاجون إليها، والدعم المادي اللازم لإيجاد التنازع والشقاق بين الطوائف والحركات والفرق والتيارات الإسلامية فى الشرق والغرب معا.
3- التمييز العنصري ضد المسلمين:
الثابت أن الثقافة الإسلامية ليست في مجملها ضد أو معادية للغرب، ولا لثقافة فرنسا كدولة راعية للكاثوليكية فى عالم اليوم ، وإنما لكل ثقافة خصوصيتها وسماتها المميزة، وبالتالي كان من الصعوبة مزج الثقافة الإسلامية بالثقافة الفرنسية في إطار علماني واحد، لإختلاف الخصائص والسمات ومنطلقات وأهداف كل ثقافة منهما.
لذلك ثارت فرنسا عندما فوجئت بتزايد الزى الإسلامى على أرضها وفى العديد من المدارس الفرنسية الحكومية، وأن عدد الطالبات المحتجبات في مدرسة واحدة تعدى الـ (2500) طالبة من بين (9) ألاف طالبة غير محتجبة من مذاهب ومعتقدات أخرى ، وانتقل ذلك إلى الشوارع والحدائق، والمنتديات والنوادى مما أصبح يشكل ظاهرة واضحة للعيان.
كما أن اللحى (وهى ترك المسلم لحيته دون حلقها) كانت ظاهرة عادية قبل أحداث 11 سبتمبر 2001، ولكن بعد الأحداث لم تعد ظاهرة عادية، وتم القبض على كل ملتحي واخضاعة للتحقيقات لمعرفة صلتة بتنظيم القاعدة وأسامة بن لادن، بل يتعرض بعضهم للاعتداء من جانب بعض العناصر المتعصبة، وحرمان المسلمين من معظم حقوقهم التي كانوا يحصلون عليها قبل أحداث سبتمبر، الأمر الذي دفع المنظمات الإسلامية لأن تنظم مظاهرة ضخمة شارك فيها أكثر من مائتي ألف مسلم يطالبون فيها الإدارة الفرنسية بتخفيف الضغط وحملات الاضطهاد عن مسلمى فرنسا، حتى لا يظهر بفرنسا من هم أعنف من تنظيم القاعدة وأرحج عقلاُ من أسامة بن لادن،
ويبدو أن هذه المظاهرات كان لها نتائجها الايجابية الملموسة حيث خففت الشرطة الفرنسية من حدة العنف ضد المسلمين، نظراٌ للنفوذ الاسلامى المتنامى على المستوى السياسي والاجتماعي بفرنسا.
فالمسلمون بفرنسا لهم تأثيرهم الملحوظ على قصر الإليزية، ولهم أوراق ضغط كثيرة لإخضاع الحكومة الفرنسية لمتطلباتهم كالإضراب عن الطعام، والاعتصام، والإمتناع عن العمل في المصانع الإنتاجية، والمظاهرات، وعقد الندوات، والمؤتمرات واللقاءات مع المسئولين الفرنسيين، وهم يطالبون الأن وبعد 11 سبتمبر 2001 بأن يكون هناك حزباٌ إسلاميا لرعاية مصالح المسلمين بفرنسا على غرار ما حدث في بريطانيا، وتكوين هيئة لرقابة الشئون الإسلامية، ومساواتهم مع الأديان الأخرى في الحقوق والوجبات.
ومن هنا يمكن القول أن فرنسا كانت أفضل كثيراٌ في إحتواء موجه العداء التي ظهرت عبر وسائل الإعلام بعد أحداث سبتمبر2001، واستطاعت أن تأخذ طابع اللين والمرونة لكسب التأييد العربي في سعيها للعب دور سياسي على المستوى الدولي _ مناهض للسياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.مع انني اعرف ان الاسلام في الغرب تاهت معالمه من ابنائه ؟؟ لكن المسالة تحتاج الي تروي اكثر من ذلك حتي ننهض برسالة الحوار الهادئ ولانتهم في اسلامنا ؟؟
*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق