السبت، 29 أكتوبر 2011

سائق القذافى يحكى للجارديان اللحظات الأخيرة فى حياته

محمد ناجي ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن حنيش نصر السائق الخاص للزعيم الليبى السابق معمر القذافى قد كشف عن تفاصيل جديدة للحظات الأخيرة التى سبقت مقتله وما سبقها من فترة هروبه بعد سقوط العاصمة طرابلس فى يد الثوار الليبيين.
وقالت الصحيفة - فى سياق تقرير أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت أن نصر ومعه رئيس أمن القذافى "منصور ضو" بقيا الشاهدين اللذين يمكنهما كشف التفاصيل الغامضة لأيامه الأخيرة ولحظات ما قبل مقتله، حيث كانا برفقته خلال تلك الفترة.
ونقلت الصحيفة عن نصر قوله: عملت كسائق خاص للقذافى لنحو 30عاماً وفى 17مارس الماضى طلب منى إنهاء عملى معه فعدت إلى سرت ولم أر العقيد حتى سبتمبر بعد أن غادر طرابلس بصحبة أربعة من رجاله.
وتابع "نصر" لقد قضيت الأيام الخمسة الأخيرة من الحصار مع الزعيم فى سرت، كنا نتنقل من منزل لآخر، وكان القصف قريباً وعنيفاً، حيث احتل المقاتلون الحي المجاور لمخبأنا.
وعن اللحظات الأخيرة من حياة القذافى، قال: وقف القذافى مودعاً سرت ناظراً إلى أطلالها التى بدت وكأن أبواب الجحيم قد فتحت عليها، فكل شىء حوله كان مدمراً من أثر التفجيرات.
وأضاف: بعد أن توقف الركب بفعل القصف الذى تعرضنا له، شاهدت مجموعة من الثوار المقاتلين يتجهون نحونا، لم يكن العقيد خائفاً لكنه بدا وكأنه لا يعرف ما ينبغى عليه فعله، كانت المرة الأولى التى رأيته فيها فى موقف كهذا.
وتابع نصر: رفعت يدى لأعلى مع اقتراب الثوار المدججين بالسلاح، صدمنى أحدهم بمؤخرة بندقيته فسقطت أرضاً، شاهدت بعضهم يسحبون العقيد من داخل إحدى أنابيب الصرف قبل أن أسقط فاقداً للرؤية بشكل جزئى، ألقيت بصعوبة نظرة أخيرة عليه وقد احتشد الثوار حوله، ثم انهمرت الضربات على كلينا.
وبسؤال وجه له عن الحرس القديم للقذافى، قال نصر: إن بقى منهم أحد على قيد الحياة فمن المحتمل أن يكونوا قد فروا أو ألقى الثوار القبض عليهم، لم يعد لديَّ علم بأماكنهم ولا مصائرهم.
وأوضح نصر أن القذافى بدا فى أيامه الأخيرة وكأنه قد فقد القدرة على فهم ما يدور حوله قائلاً: كان غريب الأطوار، لكنه بدا فى الوقت نفسه صامدا وغير خائف.
وأضاف: عملت كسائقه الخاص لثلاثين عاماً ولم يسيء التعامل معى يوماً، كنت أتقاضى منه راتبا يقدر بـ 800دينار -أى ما يزيد قليلاً عن 300دولار أمريكى - كما منحنى منزلاً فى سرت.
واختتمت الجارديان تقريرها قائلة: فى ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء.. تم اقتياد سائق القذافى إلى سيارة اندفعت به إلى قلب الصحراء، حيث تمكن من رؤية ضريح مطموس المعالم لرجل لم يكن يعتقد أن يكون مصيره قاتماً على هذا النحو، فيما بقى مصير حنيش نصر بعد مقتل سيده مجهولاً إلى حد بعيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق