الاثنين، 18 فبراير 2013

لماذا باع الإخوان أبوالفتوح وأبوإسماعيل والعوا واختاروا خيرت الشاطر المتهم في قضايا غسيل أموال؟! الجنرال العجوز قادم بمباركة الإخوان

لماذا باع الإخوان أبوالفتوح وأبوإسماعيل والعوا واختاروا خيرت الشاطر المتهم في قضايا غسيل أموال؟! الجنرال العجوز قادم بمباركة الإخوان
أصبحت الأمور في مصر في غاية التعقيد وأصبح البرلمان الذي تم اختياره لتحقيق مطالب الشعب وتحقيق طموحات الجماهير هو أكبر جبهة تعمل ضد هذا الشعب وتسعي بكافة الوسائل لكي تعيد هذا الشعب إلي عصر الديكتاتورية والفقر والجوع والجهل، فوجئنا جميعا بجماعة الإخوان تروج لترشيح المهندس خيرت الشاطر وهو المتهم في قضايا غسيل أموال وفساد وتمويل خارجي وغيرها من القضايا التي تم دفنها وأصدر المجلس العسكري قرارا بالعفو عنه منها رغم تورطه المعروف بالوقائع أمام كافة جماهير هذا الشعب العظيم.
وطرحت عشرات التساؤلات من قبل حول موقف خيرت الشاطر القانوني وكانت «الموجز» أول صحيفة تفتح ملفات الفساد وغسيل الأموال في حياة خيرت الشاطر عقب طرح اسمه من جانب الإخوان في البرلمان رئيسا لوزراء مصر، وفوجئت بعد ذلك بقرار العفو عنه وهو العفو الغريب وغير القانوني حتي وإن كان صادرا عن المجلس العسكري أو أي جهة أخري، وتم بعد ذلك طرح اسم خيرت الشاطر رئيسا للجمهورية من جانب جماعة الإخوان ولاشك عندي أن تلك صفقة بين المجلس العسكري والإخوان لتمرير حاكم عسكري يحكم البلاد عبر صندوق الانتخابات، والملاحظة البسيطة التي يمكن أن نتوقف عندها هي تلك العلاقة الوثيقة جدا بين طرح اسم خيرت الشاطر رئيسا للجمهورية وبين الموافقة النهائية من جانب اللواء عمر سليمان لخوض انتخابات الرئاسة، ظل رئيس جهاز المخابرات السابق يؤجل الترشح لانتخابات الرئاسة ويرفض الحديث عنها حتي قرر مساء الجمعة الماضي أن يخوض الانتخابات بعد أن جمع له المؤيدون أكثر من 70 ألف توكيل، وخرج عمر سليمان صباح السبت بتصريحات رسمية ليؤكد أنه قرر خوض الانتخابات بناء علي رغبة الشعب المصري!!.. ولا نستطيع أن نعرف من هو هذا الشعب المصري الذي يريد لعمر سليمان أن يحكم مصر وقد كان الذراع اليمني للرئيس المخلوع وكان شاهدا علي كل أنواع وأشكال الفساد بصفته رئيس أكبر جهاز أمني في البلاد.
إن الصفقات السرية بين المجلس العسكري وجماعة الإخوان داخل البرلمان ومنذ وصولهم إلي قبة المجلس تؤكد أننا نعود إلي عصر مبارك بكل ما فيه من فساد وتخريب وسرقة لثروات مصر، ومن هنا فإنني لا أصدق أي صدام بين جماعة الإخوان والمجلس العسكري وأن كل ما يشاع هو في إطار الصفقات السرية بين الإخوان ونظام مبارك، فاختار الإخوان منذ صعودهم الكبير إلي مجلس الشعب أن يكونوا هم البديل للحزب الوطني بكل مساوئ وفضائح هذا الحزب الذي ساهم في تدمير مصر خلال 30 سنة مضت، وكشف الشعب المصري العظيم عن تلك الصفقات السرية وأصبح الرأي العام المصري بكافة أطيافه يعلم بشكل واضح ولا يحتاج إلي دليل تفاصيل تلك الصفقات التي كان آخرها الإفراج أو إصدار قرار العفو عن المهندس خيرت الشاطر وإسقاط كل التهم المنسوبة إليه وذلك حتي يمكن له أن يقوم بترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة، وكان ذلك مقصوداً نظرا لمعرفة أجهزة المخابرات بمدي تراجع شعبية الإخوان في الشارع المصري في الفترة الأخيرة مع تكدس المشاكل وتفاقم الأزمات رغم الشعارات التي تم انتخابهم بناء عليها والتي كانت تقول إن الإخوان يحملون الخير إلي مصر، وقال المصريون إنهم اختاروا لمجلس الشعب اسوأ النواب في تاريخ البرلمان وأن جماعة الإخوان متمثلة في حزب «الحرية والعدالة» لم تقدم إلا المزيد من المشاكل الاقتصادية، فمنذ صعودهم وهم يمارسون دورا سياسيا واضحا للحفاظ علي مكانتهم باعتبارهم البديل للحزب الوطني، وانشغلوا بشكل نهائي عن قضايا الجماهير التي اختارتهم لحل مشكلاتهم واكتشفوا أن مشكلاتهم تتفاقم، وكانت المظاهرات الأخيرة التي انطلقت صباح السبت أول أمس تهتف بسقوط العسكر وجماعة الإخوان، وما نريد أن نقوله من وراء تلك التحليلات إن الدفع بالمهندس خيرت الشاطر في ذلك التوقيت مقصود لزيادة شعبية اللواء عمر سليمان، فهناك تخوف لدي جموع المصريين من صعود تيارات دينية خاصة من جماعة الإخوان وحزب «الحرية والعدالة» الممثل له في البرلمان، وبالتالي فإن الأصوات سترتفع للتصويت للواء عمر سليمان.
كما أن الأصوات التي كانت في طريقها لصالح الفريق أحمد شفيق ستصب جميعها في صالح رئيس جهاز المخابرات السابق عمر سليمان الذي يعتبره المجلس العسكري الورقة الرابحة والأقوي بكثير من ورقة الفريق أحمد شفيق وهو نفس ما يمكن قوله عن موقف المرشح المحتمل عمرو موسي.
إن جماعة الإخوان وممثلها في البرلمان حزب «الحرية والعدالة» يقومون بأسوأ وأخطر صفقة في تاريخ مصر، ولاشك عندي أن ترشيحهم للمهندس خيرت الشاطر هو جزء من تلك الصفقة وقبل المهندس خيرت الشاطر بكل أسف أن يقوم بهذا الدور ليمحو تاريخه كاملا ويسيء إلي تاريخ جماعة الإخوان إساءة لن ينساها الشعب المصري الذي سيجد أمامه نظام مبارك من جديد، فلم يتغير أي شيء والحزب الوطني أو حزب الأغلبية لم ينحل ولم يسقط رغم أنه كان الحزب الذي كان يدير البلاد ويمهد لتوريثها ويشيع الفساد في بيع الأراضي وتوزيع ثروات مصر وجاء حزب «الحرية والعدالة» ليقوم بدور ذلك الحزب وسوف نجد بدلا من أحمد عز وصفوت الشريف عشرات من رجال الأعمال الأعضاء في حزب «الحرية والعدالة» أو في جماعة الإخوان بشكل عام.
إن الصفقة بين الإخوان وعمر سليمان لا يمكن وصفها سوي بالصفقة الرخيصة، وهي صفقة تم الإعداد لها منذ أن أعلنت جماعة الإخوان التخلي عن أبرز قياداتها السابقين وهو عبدالمنعم أبوالفتوح وأعلن مرشد الإخوان بشكل قاطع عدم مساندة الجماعة لأبوالفتوح رغم أن جماهيريته أكبر بمئات المرات عن جماهيرية خيرت الشاطر الذي يعتبر اختياره مرشحا عن الإخوان جريمة في حق الإخوان وفي تاريخهم خاصة بعد أن قبل العفو من المجلس العسكري دون أن يكلف نفسه كشف الحقائق أمام الشعب المصري الذي كان يعرف أن المهندس خيرت الشاطر لم يكن معتقلا سياسيا وإنما كان متهما في قضية غسيل أموال وفق الأوراق الرسمية، وطرحت عليه السؤال أكثر من مرة ليقوم بالرد ويوضح هل تم العفو عنه بشكل قانوني ووفق إجراءات قانونية أم تم هذا العفو وفق صفقة سرية؟!
ولاشك أيضاً أن طرح اسم الشاطر مرشحا يجعل خريطة انتخابات الرئاسة واضحة وأنها قد حسمت للواء عمر سليمان، وتم تفتيت الأصوات بين المرشحين الإسلاميين ورغم التقدم الذي كان يحققه حازم أبوإسماعيل إلا أن ورقة خيرت الشاطر سحبت من رصيده هو الآخر ليدفع الجميع ثمن صفقة خيرت الشاطر وجماعة الإخوان المسلمين مع نظام مبارك المتمثل في اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات السابق ورجل الملفات الساخنة والخطيرة فكانت بين أيديه ملفات السودان والملف الفلسطيني الذي تقاسمه مع وزارة الخارجية، رغم أن سليمان تولي الملف الفلسطيني، إلا أنه فشل في أخطر ملف وهو الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط المعتقل لدي حماس، كما فشل في ملف احتواء أزمة حوض النيل، حيث لم يستطع منع سبع من دول حوض النيل من توقيع اتفاقية من شأنها التقليل من حصة مصر التاريخية من مياه النهر، الذي ليس لها سواه من مصدر للمياه العذبة.
إن الجنرال عمر سليمان وبكل المقاييس والمعايير اقترب بشكل كبير من منصب الرئاسة ومن حكم مصر ولاشك أن الإخوان هم الذين كانوا وراء ذلك فهم يريدون ضمان مستقبل من الثروات مثلهم مثل الحزب الوطني المنحل فبينهم أعضاء يمتلكون ثروات طائلة لا يريدون شيئا سوي الحفاظ علي تلك الثروات وعدم سؤالهم عن مصادرها، وفي ذلك الشأن ملفات نفتحها قريبا لنكشف حجم الثروات الإخوانية التي لا تريد شيئا سوي المحافظة عليها واستثمارها لتتحول مصر من جديد إلي عصر الحزب الوطني.
وسوف يدفع الإخوان الثمن غاليا ولن تشفع لهم ثرواتهم فلقد اكتشف الشارع المصري حقيقة هؤلاء الذين يتلاعبون بالدين من أجل السياسة ويضحون بإخوانهم من أجل السلطة والنفوذ، ولا عزاء للمرشح المحترم عبدالمنعم أبوالفتوح والمرشح المحترم حازم أبوإسماعيل باعتبارهما المرشحين الإسلاميين ومعهما أيضاً الدكتور سليم العوا فلقد تم تفتيت الأصوات بشكل مقصود حتي تخلو الساحة للجنرال عمر سليمان.

دراسة للمنشق عن الجماعة هيثم أبوخليل يكشف فيها أسرار رحلة صعوده من «الاشتراكية»... إلى تجارة العملة... والسعودية

دراسة للمنشق هيثم أبوخليل يكشف فيها أسرار رحلة صعوده من «الاشتراكية»... إلى تجارة العملة... والسعودية
نائب المرشد العام لـ «إخوان مصر» خيرت الشاطر ... مهندس التفاوض مع «أمن الدولة» الذي أطاح بكبار «الجماعة»
في دراسة حديثة، عن رحلة صعود نائب المرشد العام لجماعة الاخوان في مصر والرجل القوي في التنظيم خيرت الشاطر، كشف المنشق عن جماعة الاخوان هيثم أبوخليل، عن أن الشاطر بدأ حياته «اشتراكيا» في التنظيم الطليعي، وعمل في تجارة العملة، وهرب من اعتقالات 1981 الى السعودية.
وذكر في دراسته أن الشاطر كان «مهندس التفاوض» مع مباحث أمن الدولة في انتخابات مجلس الشعب العام 2005، ضمن لجنة رأسها مرشد الجماعة السابق مهدي عاكف.
ولفت أبوخليل في دراسته التي حصلت «الراي» على نسخة منها الى أن الشاطر «حاول منفردا بايعاز من جهاز مباحث أمن الدولة بعد النجاح الكبير للجماعة في المرحلة الأولى؛ أن يثني بعض المرشحين وأقنعهم بالتنازل في المرحلة الثانية لارضاء الجهاز الأمني، الا أن نائب المرشد السابق محمد حبيب تصدى له وأبعده عن الملف تماما».
وأكد أن «الشاطر وهو مسجون في القضية المعروفة اعلاميا بميليشيات الاخوان في الأزهر، استطاع الاطاحة بمحمد حبيب وابعاد دكتور رشاد البيومي عن منصب المرشد، واختار بنفسه محمد بديع مرشدا، ونفذ رغبته القطب الاخواني محمود عزت».
وفي مفاجأة أخرى، كشفت الدراسة، عن أن الشاطر «هو الذي اختار محمد مرسي تلميذه النجيب رئيسا للحزب، رغم أنه لم يكن مؤثرا في التنظيم وكل تاريخه هو نجاحه في انتخابات مجلس الشعب 2005».
وفي مفاجأة ثانية، كشفت الدراسة أن «رئيس مجلس الشعب الحالي الدكتور سعد الكتاتني، ورئيس حزب الحرية والعدالة محمد مرسي، التقيا سرًّا بنائب رئيس الجمهورية عمر سليمان في أول فبراير 2011، واتفقا معه على سحب شباب الجماعة من التحرير والميادين، في مقابل السماح لهما بانشاء حزب سياسي واعطاء الشرعية لجماعة الاخوان، ونقلا ماحدث للمرشد، وأنقذهما من تنفيذ الاتفاق الأسوأ في تاريخ الجماعة، حدوث (موقعة الجمل)».
وقال الباحث ان زلة لسان لمحمد مرسي، في أحد الاجتماعات، كشفت عن هذا الاتفاق، الأمر الذي أثار المرشح المحتمل للرئاسة حاليا عبدالمنعم أبو الفتوح، وجعلته يصرخ في وجه المرشد قائلا: «هو فيه اتفاق سري يا بديع... انتوا لازم تتحولوا للتحقيق».
وبحسب الدراسة، فان الشاطر، الذي طرح أخيرا كمرشح رئاسي، من بيت متوسط الحال، وما يقال انه كان ابنا لوالد ثري يملك تجارة واسعة رائجة وعشرات الأفدنة والعقارات كلام غير دقيق ولا يوجد له دليل أو شاهد من زملاء الدراسة أو جيران السكن.
وبدأ الشاطر اشتراكيا، مع التنظيم الطليعي، واعتقل بسبب نشاطه معهم في الجامعة العام 1968، وسجن عدة أشهر، وظهرت ميوله الاسلامية في جامعة الاسكندرية العام 1971فيما يسمى «الجماعة الدينية»، التي كان نواة تكوينها «سمير أبوالنصر - خالد داود» من الاسكندرية، و«عادل مأمون- محمد جمعة - محمد أبوالناس» من المنصورة كطلاب مغتربين، بعد ذلك انتهى من دراسته بهندسة الاسكندرية العام 1974، فعاد الى المنصورة.
وهناك كانت محطة مهمة للشاطر، احتك بالشيخ صبري عرفة ومحمد العدوي، وهما من قيادات الاخوان التاريخية، وما يطلق عليهم جيل تنظيم 1965، وتأثر بهما الشاطر كثيرا والتحق رسميا بجماعة الاخوان.
وبدأ الشاطر يعمل مع الاخوان طبقا لما تعلمه من أستاذيه «صبري عرفة ومحمد العدوي»، وغلب على طريقة الشاطر في البداية تأثره الشديد بفكرة التنظيم والنواة الصلبة التي تحافظ على الفكرة.
وقال عنه محمد العدوي: «أخشى على الاخوان من طموح خيرت الشاطر».
ولم يكن لـ «الشاطر» نشاط مميز خلال السبعينات، وعندما جاءت اعتقالات سبتمبر الشهيرة العام 1981، سافر هاربا من ملاحقة نظام السادات له، وظل يتنقل من دولة الى أخرى، فذهب للسعودية، وهناك التقى بالمهندس أسامة سليمان «صاحب شركات الصرافة»، وكان متهمًا في قضية غسيل الأموال الأخيرة العام 2010، الذي كان يعمل في تجارة العملة آنذاك، وعمل الشاطر مع سليمان في تجارة العملة أو قيل انه دخل بأمواله دون المشاركة المباشرة معه، وخسر فيها خسارة فادحة ومفاجئة نتيجة التغيرات التي طرأت على أسعار العملات.
عاد الشاطر لمصر ودخل في تجارة أخرى متنوعة مع صديقه القديم حسن مالك، وشملت العديد من المجالات المختلفة من استيراد وتصدير وغيرهما، وحسن مالك هو ابن الحاج عزالدين مالك، وهو من تجار الأقمشة المعروفين في سوق الأزهر، وكان يمتلك مصنع نسيج في شبرا الخيمة، وذا تجارة جيدة بالفعل، ثم ما لبثا أن أسسا شركة سلسبيل لخدمات الحاسب الآلي.
ثم بدأت سيطرة الاخوان على النقابات المهنية.. فأسسا شركة سلسبيل لتنظيم المعارض، واستطاع الشاطر في الترويج لشركته الجيدة والاستحواذ على معارض السلع المعمرة الخاصة بالنقابات، خصوصا نقابة المهندسين، بعدما تمت ازاحة منظم هذه المعارض وقتها المهندس هشام الحداد، صاحب الشركة العربية لتنظيم المعارض والشقيق الأصغر للمهندس مدحت الحداد رئيس المكتب الاداري الحالي لاخوان الاسكندرية.
واعتبرت معارض السلع المعمرة في العام 1991 لشركة سلسبيل، هي نقطة انطلاق للشاطر ومالك، حيث خرج منها بأرباح تجاوزت عدة ملايين بأسعار هذه الأيام نتيجة المرابحة العالية في هذه المعارض.
وبدأ التوسع في شركة سلسبيل للحاسب الآلي والبرمجيات، لكن تزامن هذا التوسع هو انشاء لجنتين متخصصتين، الأولى في القاهرة برئاسة الأستاذ الزائر في جامعات أميركا الدكتور حسين القزاز، ومعه الشاطر وآخرون، وأطلق على هذه اللجنة «لجنة التنمية الادارية»، في حين كانت الأخرى بالاسكندرية وأطلق عليها اخوان الاسكندرية «لجنة التوجهات»، وكلفت هاتان اللجنتان بتقديم خطط لتطوير الجماعة بعيدة المدى، وبالفعل أنجزت لجنة الاسكندرية مشروعا أطلقت عليه «خطة التمكين»، وفي هذا المشروع كانت خطة الجماعة المفصلية لعدة عقود مقبلة حتى الوصول للحكم.
وتم ارسال الخطة لمقر شركة سلسبيل. حيث كانت الشركة المحطة التي يتم فيها تجميع مقترحات لجنة القاهرة والاسكندرية لتخزينها ومناقشتها بصورة أكثر أمانا بعيدا عن مكتب الارشاد المرصود أمنيا على مدار الساعة.
وكان تردد مرشد الجماعة مصطفى مشهور وقتها المتكرر على مقر الشركة لمناقشة ومتابعة هذه الدراسة لافتا لأنظار جهاز أمن الدولة، الذي استطاع أن يختار توقيتا مناسبا ويُداهم مقر الشركة ليجد صيدا ثمينا للغاية لم يكن يتوقعه مطلقا، وهو خطة التمكين، التي اعتبر الكثير من المراقبين أن ضبطها كان نقطة تحول للرئيس المخلوع مع جماعة الاخوان، لأن هذه كانت أول دليل عملي وفعلي يكشف للنظام عن رغبة عارمة للاخوان للوصول لسدة الحكم؟، وبعدها توالت النكيات والابتلاءات، فبدأ بعدها بنحو عام أو أكثر تصفية النقابات وضرب الشركات والكيانات الاقتصادية ثم كانت المحاكمات العسكرية.
وخرج «الشاطر» من هذه الواقعة بعد عام تقريبا من الاعتقال هو وصديقه مالك، وقد خسر الكثير من المال وتوقفت تجارته كثيرا وبعدما تم اغلاق جميع فروع شركات سلسبيل الى أجل غير مسمى.
فاتجه الشاطر مرة أخرى للنقابات، وقام بتأجير نادي المهندسين بـ «أبوالفدا» من نقابة المهندسين لمدة 10 سنوات، وهي فترة كبيرة للغاية لمتعهد في نقابة.
ودخل الشاطر مكتب الارشاد، فأعجب به أكثر الدكتور محمود عزت «رجل التنظيم القوي»، وزاد اقتناعه به، ورأى عزت في الشاطر أنه يمثل تجسيد حلمه في وجود شخصية قوية تقود التنظيم نحو مشروع الخلافة الاسلامية بشكلها التقليدي، ولذلك فقد قام بفتح الطريق أمامه وازاحة جميع المنافسين وتمكينه من الامساك بخيوط أخطر مفصلين في الاخوان.
وصعد نجم الشاطر سريعا داخل الاخوان، بعدما دخل الى مكتب الارشاد وأسند له بالفعل مهمة تنمية أموال وموارد الجماعة، فتوسع فيها الشاطر بحرفية وذكاء وجلب من مدينتي المنصورة والشرقية وغيرهما الأصدقاء الثقات، وأقام لهم كيانات مالية متوسطة.
وكانت نقطة التحول الكبرى له هي تعيينه نائبا للمرشد، وتوسع الشاطر بصورة كبيرة للغاية في المشروعات الاقتصادية للجماعة، وبمساعدة حسن مالك أنشأ شركات أدوية وسياحة وملابس ومفروشات وأثاث، وهنا اعترض الكثير من قيادات الاخوان المخلصين على اختلاط مال الدعوة بأموال التجارة، وأبدوا خشيتهم مما يحدث، وطالب الدكتور السيد عبدالستار المليجي «قيادي اخواني آخر منشق عن الاخوان»، بضبط الأمور المالية بالجماعة واعطاء صلاحيات في كل محافظة بأن تتصرف في الأموال التي تحصل عليها طبقا لميزانية واضحة تقدم لمكتب الارشاد ولمجلس الشورى العام للاعتماد بدلا من تجميع جميع الأموال في المركز العام فتصعب المحاسبة والسؤال.
وبدأ الشاطر مبكرا في استغلال القدرة المالية المتاحة أمامه في خلق تنظيم موازٍ دون الانتظار حتى للسيطرة على المتاح فعليا، فدائما كنت تجد مؤسسات الجماعة ومؤسسات خيرت في الاعلام وغيره، وعلى سبيل المثال موقع اخوان ويب وأسهم في قناة المحور وشركات لانتاج فني، ثم يبدأ في استقطاب الكفاءات الموالية وكسْب ثقتهم وولائهم وربطهم به شخصيا اداريا وماليا، ثم يدفع بهم الى مفاصل العمل داخل الجماعة.
وأوضحت الدراسة، أنه في انتخابات مجلس الشعب برز ما أطلق عليه الشاطر بنفسه... مفاهمات مع جهاز أمن الدولة منعا للصدام وتكرار ما حدث في العام 1995، وذهب للتفاوض مع أمن الدولة كعضو في لجنة بها مهدي عاكف والدكتور محمد حبيب وبعد استئذان مكتب الارشاد ومجلس الشورى العام بالتمرير ولمرة واحدة فقط... كما أكد لي أحد أعضاء مجلس الشورى آنذاك...
واتفقت اللجنة مع أمن الدولة على ألا يزيد عدد مرشحي الاخوان في جميع المراحل على 150 مرشحا، مع ترك بعض الدوائر مفتوحة لرموز النظام السابق، وكان هدف أمن الدولة من ذلك هو عمل انتخابات بقدر محتشم من التزوير تناغما مع الضغط الدولي، خصوصا الأميركي.
وانتهت الجولة الأولى، وحدثت المفاجأة في النجاح المدوي للاخوان، فتحرك أمن الدولة على محورين، الأول الضرب وبشدة والتضييق وغلق اللجان، والمحور الثاني وهو التفاوض مع الاخوان على سحب المرشحين وتقليل الأعداد في المرحلتين الثانية والثالثة..
وهنا بدأ اتصال أمن الدولة مباشرة بالشاطر وطلبوا منه التدخل واجبار المرشحين على التنازل منعًا للصدام مع الجماعة وتصعيد الأمور.
وتحرك الشاطر منفردا، وتواصل مع بعض المرشحين وطالبهم بالتنازل... وفوجئت لجنة الاشراف على الانتخابات برئاسة الدكتور محمد حبيب وعضوية عبدالمنعم أبوالفتوح وآخرين، بتنازل بعض المرشحين دون علمها، فثارت اللجنة واعترضت بشدة على ذلك، وتم التأكيد على الشاطر بالخروج نهائيا من هذا الموضوع، وحاول الشاطر دون جدوى اقناع اللجنة بعدم جدوى الصدام وترشيد المكاسب في المراحل المتبقية حفاظا عليها، فنكث الشاطر وعده مع قيادات أمن الدولة بالتنازل وتقليل المرشحين في بقية المراحل، وهو الأمر الذي أحرج قيادات الجهاز أمام القيادة العليا ولم ينسوه للشاطر.
واعتقل الشاطر مرة أخرى العام 2006 في قضية ميليشيات الأزهر، وبذل مجهودا غير عادي فيها من الناحية الاعلامية للضغط على النظام من أجل اغلاق القضية، وشعر «الشاطر» أن أداء الاخوان وتفاعلهم مع هذه المحاكمات على غير المتوقع، فأدار معركته من محبسه وبدأ يطلب في مقابلة الصحافيين ومراسلة المدونين ومخاطبة لجان حقوق الانسان في جميع دول العالم.
ولم يكن الشاطر هذه المرة بعيدا عما يحدث داخل مصر وداخل جماعة الاخوان، فسنحت له التسهيلات الكبيرة التي منحت لهذه المجموعة في سجن مزرعة طرة بأن يشارك في ادارة الجماعة وكأنه موجود بينهم، وكان التحرك الأول لضبط العمل داخل مكتب الارشاد، وبالفعل استطاع الشاطر وبمعاونة الدكتور محمود عزت بادخال 5 من القيادات أصحاب الفكر التنظيمي المنضبط الى مكتب الارشاد في انتخابات جزئية أثارت ضيق البعض في مجلس الشورى العام كونها جزئية، لاستكمال العدد، وليست كلية لتغيير قيادات ظلت أكثر من 20 عاما في مكتب الارشاد.
في حين اشتكى آخرون لعاكف من أن هذه الانتخابات كانت موجهة، كون أن مسؤولي القطاعات على مستوى الجمهورية كانوا عندما يمرون لأخذ الأصوات على أعضاء مجلس الشورى يوجهونهم الى 5 أفراد فقط.
وبالفعل نجح هؤلاء، وهم: سعد الكتاتني ومحمد عبدالرحمن وأسامة نصر ومحيي حامد وسعد الحسيني»، وتمت اقالة الدكتور أسامة نصر بعد ذلك العام 2011، تحت دعوى أنه مريض صحيا، وهذا أيضا مخالف للحقيقة.
فالدكتور يعمل الآن بالسعودية في منطقة جيزان، وقد سبقته توصية لاخوان السعودية من مكتب الارشاد بألا يتم توليه أي منصب قيادي أو اداري ويكون أعلى شيء يشارك فيه هو حضور الأسرة.
مضى الشاطر في السجن، وفي الأشهر الأخيرة وقبل قيام الثورة دب خلاف شديد بين الشاطر ومالك نتيجة عمليات «التخارج» بين أموال مالك الخاصة وأموال الشاطر وأموال الجماعة، وغضب مالك بشدة من تصرفات الشاطر وتعنته معه بعد كل ما حدث، فازدادت الهوة بينهما، وطلب مالك من مأمور السجن أن ينقله الى زنزانة أخرى بعيدا عن الشاطر.
وعن رئيس حزب الحرية والعدالة، قالت الدراسة ان الدكتور محمد المرسي، وهو أحد تلامذة الشاطر، الذين يدينون له بالولاء، فهو من أتى به الى مكتب الارشاد تعيينا وليس انتخابا، ولم يكن له ثقل تنظيمي، وشهرته بدأت بنجاحه في مجلس الشعب.
وأكد أبوخليل في دراسته، أن الشاطر وهو في السجن استطاع ابعاد محمد حبيب عن الاشراف على قطاع القاهرة الكبرى، لتلافي تأثيره المباشر على هذا القطاع المهم، وتم اسناد الاشراف للدكتور محمد مرسي، وبدأ بعدها يبسط نفوذه داخل التنظيم، خصوصا في الصرف، حيث كان هو المفوض بالصرف من الدكتور محمود عزت.
وعن أزمة استقالة مهدي عاكف قال هيثم أبوخليل: بالفعل كانت نتيجة التعنت في تصعيد الدكتور عصام العريان بعد وفاة محمد هلال، كونه حصل على أعلى الأصوات في الانتخابات السابقة.
وأضاف: «أجريت انتخابات مكتب الارشاد ولم تكن شفافة تماما، وخرج حبيب وأبوالفتوح، وكان المرشح الأكثر حظا بعد استبعاد الدكتور حبيب هو الدكتور رشاد بيومي، وقام الدكتور محمود عزت بارسال خطاب للمهندس خيرت في مستشفى السجن، فرد عليه بالعمل على استبدال الدكتور رشاد البيومي بالدكتور محمد بديع.
وكشفت الدراسة، أيضا، جزءاً مهماً سرياً في تاريخ الجماعة، وهو تفاوض الاخوان مع عمر سليمان بعد الثورة... وقالت الدراسة: أصدر مبارك تكليفا لعمر سليمان بأن يتفاوض مع القوى الوطنية يوم 31 يناير، وبالفعل بدأ سليمان سريعا، وكأن أول لقاء سري مع الاخوان شارك في التحضير له أفراد من المخابرات والجماعة الاسلامية!!
وفي يوم 1 فبراير، ذهب سعد الكتاتني ومحمد مرسي للقاء عمر سليمان في اجتماع مغلق ضم ثلاثتهم، وكان الحديث عندها عن سحب الاخوان لشبابهم من التحرير والميادين وتهدئة الأمور، في حين يكون المقابل هو حصول الاخوان على الشرعية الفعلية عن طريق ترخيص حزب وجمعية والافراج عن الشاطر ومالك.
وعاد الكتاتني ومرسي الى مكتب الارشاد بنتيجة المفاوضات، وأنقذ الاخوان من أن يعقدوا أسوأ اتفاق في تاريخهم حدوث موقعة الجمل ثاني يوم مباشرة.
وأشار أبوخليل، الى أن مكتب الارشاد اجتمع، وخشي الكثير منهم استكمال الاتفاق، وأقسموا على المصحف ألا يخرج الكلام مطلقا للنور ولا يعرف به أحد من مجلس الشورى العام حتى لا يثوروا عليهم، وظل عمر سليمان يجتمع بعد موقعة الجمل مع القوى الوطنية، وعندما سئل في أحد المؤتمرات الصحافية عن سبب عدم حضور الاخوان المفاوضات، قال واثقا: «انهم يفكرون وسيلحقون بنا»، وبالفعل اجتمعوا معه ثانية في 6 فبراير».
واجتمع مجلس الشورى العام بتاريخ 10 فبراير، وحدث ما كان غير متوقع على الاطلاق...؟!، فقد زلّ لسان الدكتور محمد مرسي عندما طلب أعضاء مجلس الشورى معرفة ما حدث دون الرجوع اليهم في لقاء 6 فبراير، فقال مرسي: اننا لم نتطرق لما كنا توصلنا اليه في اللقاء الأول.
فانتفض الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وقال: «هو كان فيه لقاء أول يا «بديع»، انتوا بتعملوا ايه في تاريخ الجماعة دي...؟!، حرام عليكوا... أنتم لازم تتحولوا للتحقيق»!، وغادر الاجتماع غاضبا!
وتابعت الدراسة: انه بعد تنحي مبارك خرج الشاطر ومالك من السجن، وهنا بدأت السيطرة الكاملة للشاطر على الجماعة، فأصبح مسؤول الاتصال الداخلي مع الجيش والحكومة والنخب ومفوضا على بياض لاتخاذ أي قرارات، ومسؤولا عن اعداد ملفات الحكومة القادمة، ومسؤولا عن ملف تطوير الجماعة، ومسؤولا عن مشروع النهضة، ومسؤول التمويل والصرف، ومسؤولا عن التنظيم الدولي.

الشاطر.. قصة الشيطان السياسي الذي يحكم مصر.الان؟؟ومن وراء حجاب؟؟

الشاطر.. قصة الشيطان السياسي الذي يحكم مصر.الان؟؟ومن وراء حجاب؟؟
"أخشي علي الإخوان من طموح خيرت الشاطر ، فلن يهدأ هذا الرجل إلا بعد أن يصل إلي منصب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين" بهذه الجملة وصف الأستاذ محمد العدوي أحد جيل السبعينيات لجماعة الإخوان المسلمين نائب المرشد الأول للإخوان، وبهذا أيضاً كتبنا وقلنا عن الشاطر أنه المرشد الحقيقي للجماعة الذي يدير مصر من هضبة المكتب، لكن المهندس هيثم أبوخليل الإخواني السابق ورئيس مركز "ضحايا" لحقوق الإنسان قرر أن يلتقط طرف الحديث منا جامعا خبرة السنين الماضية التي عاشها في كنف الجماعة بين يديه ، ففي كتابه الجديد "إخوان إصلاحيون" خصص أبو خليل فصلا كاملا عن أمير الصفقات السياسية في المكاتب المظلمة ونائب المرشد الأول للإخوان المهندس خيرت الشاطر كاشفا عن دور الشاطر في التفاوض مع قيادات أمن الدولة وكيف أطاح بكبار الجماعة خارج التنظيم؟
فتطرق أبو خليل إلي بداية الشاطر داخل الإخوان علي يد أستاذيه صبري عرفة ومحمد العدوي وتغليب فكرة النواة الصلبة التي تحافظ علي قوام التنظيم من البوار ثم مر علي صعود الشاطر في عالم المال والأعمال فذكر أنه أثناء اعتقالات سبتمبر عام 1981 سافر هاربا من ملاحقة نظام السادات له إلي السعودية والتقي هناك بالمهندس أسامة سليمان صحاب شركات الصرافة وكان متهما في قضية غسيل الأموال عام 2010 وعمل معه في تجارة العملة ،ولكي نقترب أكثر من شاطر الإخوان ونتعرف عن طبيعة عمله داخل الإخوان وكيف صعد إلي منصب نائب المرشد وكيف جمع ثروته الهائلة؟ تعالوا نقرأ سويا ونفتح النوافذ لنفهم أكثر حتي نفيق من خدر التسريبات والشائعات والتوجيهات التي تكون غالبا توطئة لأمر ما يدار في الغرف المغلقة المعتمة!!!
السطور القادمة تكشف الوجه الحقيقي للشيطان السياسي -كما يحلو لمناهضي الجماعة ومؤيديها ان يصفوه- الذي يحكم مصر من داخل الغرف المغلقة كما يستطرد في شرحها مؤلف الكتاب دون تدخل منا بالزيادة أو الحذف.
الأمور تتطور سريعاً.. فالشاطر هو ملك نفسه بل ربما يكون ملك الإخوان كتنظيم لكن عندما تتعدي الأمور تشكيل حكومات ومقابلة سفراء وجلب استثمارات ومعونات وأخيراً الحديث عن الترشح لمنصب رئيس الجمهورية حتي ولو من باب جس النبض.. فهنا لن نتكلم عن حقه في الترشح.
ولكن حقنا في أن نفهم لماذا الشاطر.؟!
تعالوا نقرأ سوياً ونفتح النوافذ لنفهم أكثر حتي نفيق من خدر التسريبات والشائعات والتوجيهات التي تكون غالباً توطئة لأمر ما يدار في الغرف المغلقة المعتمة.!
تعالوا نقرأ بحياد وأتمني أن أكون قد كتبت ونقلت بحياد..؟!
ولا أكون قد أغفلت بعض المحطات الهامة في رحلة الشاطر التي يسهو عنها البعض عمداً في كتابة السير والتاريخ..!
البداية
ولد الشاطر في بيت متوسط الحال وما يقال إنه كان ابنا لوالد ثري يملك تجارة واسعة رائجة وعشرات الأفدنة والعقارات كلام غير دقيق فلم أجد له دليلا أو شاهدا من زملاء الدراسة أو جيران السكن..!
بدأ الشاطر اشتراكياً.. مع التنظيم الطليعي واعتقل بسبب نشاطه معهم في الجامعة عام 1968 وسجن عدة أشهر.
وقام نظام جمال عبدالناصر بتجنيده إجبارياً مع آخرين أثناء دراسته مما جعله يتأخر عن زملاء الدراسة حوالي عامين.. ثم خرج من الجيش وقد اقترب كثيراً من الفكرة الإسلامية.
ظهر في جامعة الإسكندرية عام 1971ما يسمي "الجماعة الدينية" التي كان نواة تكوينها سمير أبوالنصر - خالد داود من الإسكندرية وعادل مأمون- محمد جمعة - محمد أبوالناس من المنصورة كطلاب مغتربين.
بدأ اقتراب الشاطر من الجماعة الدينية متأخراً ثم ما لبث أن انضم إليها قبيل تحولها إلي جماعة "الدراسات الإسلامية" عام 1973.
بدأ نشاط الشاطر بالكلية فأنشأ في عام 73 جمعية فاطمة الزهراء للأخوات وقام فيها بدور فعال وكبير ونظم الكثير من اللقاءات والمحاضرات.
بعد ذلك انتهي من دراسته بهندسة الإسكندرية عام 74 فعاد إلي المنصورة.. وهناك كانت محطة مهمة للشاطر فقد احتك بالشيخين صبري عرفة ومحمد العدوي وهما من قيادات الإخوان التاريخية وما يطلق عليهم جيل تنظيم 65.. تأثر بهما الشاطر كثيراً وألتحق رسمياً بجماعة الإخوان المسلمين.
وهنا يجب أن نذكر أن الشاطر حرم زخم الجماعة الإسلامية التي تكونت بعدما غادر الإسكندرية علي أيدي مجموعة هندسة سالفة الذكر بالإضافة إلي قيادات أخري مثل إبراهيم الزعفراني وحامد الدفراوي والتي توحدت مع الجماعة الإسلامية بالقاهرة بقيادة عبدالمنعم أبوالفتوح وحلمي الجزار وعصام العريان.
وانضم آلاف الشباب من الجماعة الإسلامية للإخوان فضخوا دماء جديدة فيها بعدما ظلت مجمدة طوال الفترة من منتصف الستينات وحتي منتصف السبعينات نتيجة الاعتقالات الجائرة والملاحقات المتكررة.
في حين بدأ الشاطر يعمل مع الإخوان طبقاً لما تعلمه من أساتذته صبري عرفة و محمد العدوي وغلب علي طريقة الشاطر في البداية تأثره الشديد بفكرة التنظيم والنواة الصلبة التي تحافظ علي الفكرة.
وهنا يجب أن نذكر مقولة هامة قالها عنه الأستاذ محمد العدوي رحمه الله وهي:
"أخشي علي الاخوان من طموح خيرت الشاطر".
الغربة
لم يكن للشاطر نشاطاً مميزاً خلال السبعينات خلاف إنشائه جمعية فاطمة الزهراء كما أسلفنا وعندما جاءت اعتقالات سبتمر الشهيرة عام 1981 سافر الشاطر هارباً من ملاحقة نظام السادات له وظل يتنقل من دولة إلي أخري فذهب للسعودية وهناك التقي بالمهندس أسامة سليمان صاحب شركات الصرافة وكان متهماً في قضية غسل الأموال الأخيرة عام 2010 والذي كان يعمل في تجارة العملة آنذاك وعمل الشاطر مع سليمان في تجارة العملة أو قيل إنه دخل بأمواله دون المشاركة المباشرة معه وخسر فيها خسارة فادحة ومفاجئة نتيجة التغيرات التي طرأت علي أسعار العملات!
ثم ذهب إلي الأردن وانتهي الرحال به باليمن ثم انطلق بعد ذلك إلي انجلترا وظل في غربته حوالي سبعة أعوام مارس فيها التجارة في كثير من المجالات ولم يوفق كثيراً ولم يعوض ما خسره في تجارة العملة..؟!
عاد الشاطر لمصر ودخل في تجارة أخري متنوعة مع صديقه القديم حسن مالك شملت العديد من المجالات المختلفة من استيراد وتصدير وغيرهما.
وحسن مالك هو أبن الحاج عزالدين مالك وهو من تجار الأقمشة المعروفين في سوق الأزهر وكان يمتلك مصنع نسيج في شبرا الخيمة وذا تجارة جيدة بالفعل.
ثم ما لبثوا أن أسسوا شركة سلسبيل لخدمات الحاسب الآلي.. ثم بدأت سيطرة الإخوان علي النقابات المهنية فأسس شركة سلسبيل لتنظيم المعارض واستطاع الشاطر الترويج لشركته الجيدة والاستحواذ علي معارض السلع المعمرة الخاصة بالنقابات وخاصة نقابة المهندسين بعدما تمت إزاحة منظم هذه المعارض وقتها المهندس هشام الحداد صاحب الشركة العربية لتنظيم المعارض والشقيق الأصغر للمهندس مدحت الحداد رئيس المكتب الإداري الحالي لإخوان الإسكندرية.
واعتبرت معارض السلع المعمرة في عام 1991 لشركة سلسبيل هي نقطة انطلاق للشاطر ومالك حيث خرج منها بأرباح تجاوزت عدة ملايين بأسعار هذه الأيام نتيجة نسبة المرابحة العالية في هذه المعارض..!
التمكين
بدأ التوسع في شركة سلسبيل للحاسب الآلي والبرمجيات لكن تزامن هذا التوسع مع إنشاء لجنتين متخصصتين الأولي في القاهرة برئاسة الدكتور حسين القزاز أستاذ زائر في جامعات أمريكا ومعه الشاطر وآخرين وأطلق علي هذه اللجنة (لجنة التنمية الإدارية) في حين كانت الأخري بالإسكندرية وأطلق عليها إخوان الإسكندرية (لجنة التوجهات) وكلفت هاتين اللجنتين بتقديم خطط لتطوير الجماعة بعيدة المدي وبالفعل أنجزت لجنة الإسكندرية مشروعا أطلقت عليه عنوان. "خطة التمكين" وفي هذا المشروع كان خطة الجماعة المفصلية لمدة لعدة عقود قادمة حتي الوصول للحكم!
وتم إرسال الخطة لمقر شركة سلسبيل حيث كانت الشركة المحطة التي يتم فيها تجميع مقترحات لجنة القاهرة والإسكندرية لتخزينها ومناقشتها بصورة أكثر أماناً بعيداً عن مكتب الإرشاد المرصود أمنياً علي مدار الساعة..!
وكان لتردد مصطفي مشهور مرشد الجماعة وقتها المتكرر علي مقر الشركة لمناقشة ومتابعة هذه الدراسة لافتاً لأنظار جهاز أمن الدولة والذي استطاع أن يختار توقيتاً مناسباً و يداهم مقر الشركة ليجد صيدا ثمينا للغاية لم يكن يتوقعه مطلقاً وهي خطة التمكين والتي اعتبر الكثير من المراقبين أن ضبطها كان نقطة تحول للرئيس المخلوع مع جماعة الإخوان المسلمين لأن هذا كان أول دليل عملي وفعلي يكشف للنظام عن رغبة عارمة للإخوان للوصول لسدة الحكم؟! وبعدها توالت النكبات والابتلاءات فبدأ بعدها بحوالي عام أو أكثر تصفية النقابات وضرب الشركات والكيانات الاقتصادية ثم كانت المحاكمات العسكرية.
وسارعت الجماعة بتكذيب هذه الأنباء رغم رؤيتنا لصورة هذه الأوراق وهي بخط اليد لقياداتنا بالإسكندرية ولا تخطؤها العين أبداً.!!
وزعمت الجماعة وقتها أن سبب إقتحام الشركة وغلقها والقبض علي الشاطر ورفاقه هو أن الشركة دخلت في منافسة كبيرة في السوق المصري وكانت ستصنع جهاز حاسب آلي بالكامل مصرياً خالصاً.. وأن هناك مناقصة كبيرة لتوريد أجهزة للدورة الأفريقية بالقاهرة وعندما تقدمت شركة سلسبيل بالعطاء المطلوب للمناقصة استفزت عصابة مبارك من أصحاب البيزنس.. بل أغرق البعض في التهويل وحمل أمريكا وإسرائيل تدخلهما لضرب هذه الصناعة الوليدة.!!
وصدق الكثير هذه الرواية وأنا منهم بعدما نزلت لنا في الأسر والكتائب بل المعسكرات داخل هياكل الجماعة.!! حتي تتم المداراة علي خطأ تسليم جهاز أمن الدولة خطة الإخوان لعدة عقود قادمة علي طبق من فضة..!
خرج الشاطر من هذه الواقعة بعد عام تقريباً من الاعتقال هو وصديقه مالك وقد خسر الكثير من المال وتوقفت تجارته كثيراً وبعدما تم إغلاق جميع فروع شركات سلسبيل إلي أجل غير مسمي.. فاتجه الشاطر مرة أخري للنقابات وقام بتأجير نادي المهندسين بأبوالفدا من نقابة المهندسين لمدة 10 سنوات (وهي فترة كبيرة للغاية لمتعهد في نقابة) وهنا.. التقيت لأول مرة وجهاً لوجه مع الشاطر في حوار طويل.. بعدما كنت أشاهده في معارض السلع المعمرة بالإسكندرية فقط..! ففي عام 93 استقللت القطار من الإسكندرية بصحبة الأستاذ محمد شحاتة مدير عام نادي المهندسين بالاسكندرية وقتها والعضو الحالي للمكتب الإداري لإخوان الاسكندرية وذلك بناء علي طلب الشاطر لمساعدته بخبرتنا في إدارة المشروع الجديد كوني supervisor في مجال الأغذية والمشروبات.
أكرمنا المهندس خيرت الشاطر باستقباله لنا شخصياً في محطة رمسيس وركبنا معه وسائقه سيارة مرسيدس بيضاء وتوجهنا للنادي ..وفي الطريق ظل الشاطر يحدثنا عن قضية سلسبيل وعن ضباط أمن الدولة وأنهم الآن أفضل.. من عهد عبدالناصر حيث إنهم الآن يعملون من أجل المزايا المادية والوجاهة الاجتماعية في حين كانوا في عهد ناصر يعملون عن عقيدة إجرامية تكره الدين وتعمل لتجريف مصر من التيار الإسلامي.. وحدثنا عن يوم خروجه من قضية سلسبيل والبكاء الشديد للسجانين والمخبرين نتيجة الإفراج عنه لأنهم سيحرمون من العطايا والميزات التي كان يعطيها لهم..!
تناولنا الإفطار مع الشاطر وتكلمنا كثيراً في العمل وخرجت بعدها بعدة انطباعات ربما كان بعضها صحيحا وحضوره قوي تكمله خلفية شديدة الثراء نتيجة التنوع الفكري لديه بالإضافة إلي تكوينه الجسماني المهيب بل إنه ويقرأ من أمامه جيداً وأفكاره مرتبة بصورة متميزة بحيث لا تستطيع أن تفلت مما يريد أن يوصله إليك!
أكمل الشاطر مشروعه في نادي المهندسين ثم ما لبث أن فرغ مقعد في مكتب الإرشاد نتيجة وفاة الدكتور أحمد الملط عضو مكتب الإرشاد ومؤسس الجمعية الطبية الإسلامية عام 95 فتم تصعيد المهندس خيرت الشاطر كونه حاصلا علي أعلي الأصوات في الانتخابات السابقة.
الصعود
داخل الشاطر مكتب الإرشاد فأعجب به أكثر الدكتور محمود عزت رجل التنظيم القوي وزاد اقتناعه به ورأي عزت في الشاطر أنه يمثل تجسيد حلمه في وجود شخصية قوية تقود التنظيم نحو مشروع الخلافة الإسلامية بشكلها التقليدي ولذلك فقد قام بفتح الطريق أمامه وإزاحة جميع المنافسين وتمكينه من الإمساك بخيوط أخطر مفصلين في الإخوان.
التنظيم ـ التمويل
صعد نجم الشاطر سريعاً داخل الإخوان بعدما دخل إلي مكتب الإرشاد وأسند له بالفعل مهمة تنمية أموال وموارد الجماعة فتوسع فيها الشاطر بحرفية وذكاء وجلب من مدينتي المنصورة والشرقية وغيرهما الأصدقاءالثقات وأقام لهم كيانات مالية متوسطة ثم فتح باب المحاكمات العسكرية الظالمة فاعتقل الشاطر وآخرون وحكم عليه لمدة خمسة أعوام نتيجة أحكام جائرة لمحكمة عسكرية.
لم يتوقف نشاط الشاطر باعتقاله فهو يؤمن بأهمية المعلومات جيداً حتي إن أصدقاءه وإخوانه في السجن كانوا يتندرون معه علي مهاراته ومقدرته في معرفة كل ما حوله حتي أدق تفاصيل الحياة الشخصية لكل من السجانين والمخبرين والضباط بالسجن! كي يسهل التعامل معهم وتطويعهم في خدمته ورفاقه خلال هذه المحنة.. وظهرت مواهب الشاطر في السجن بين رفقاء المحنة عن طريق تنظيمه المحاضرات واللقاءات وكما يقول عنه رفقاء السجن:
إنه يجيد ترويج نفسه لما يتمتع به من موهبة إقناع وكاريزما يستطيع بهما أن يحيد جميع الأطراف حوله إلا أنه في نفس الأمر لا يستطيع إخفاء شدته وعدم وضوحه وميله أحياناً إلي العسكرة!
خرج الشاطر من السجن وكانت نقطة التحول الكبري الثانية له تعيينه نائبا للمرشد وذكر لي أحد القيادات الحالية للإخوان بالإسكندرية أنه ذهب للأستاذ مهدي عاكف في بيته وترجاه أن يبعد الشاطر عن الملف المالي لأن في هذا خطورة كبيرة علي الدعوة.. ووعده عاكف ببحث الموضوع ولم يتغير شئ.
توسع الشاطر بعد خروجه من السجن بصورة كبيرة للغاية في المشروعات الاقتصادية للجماعة وبمساعدة حسن مالك فأنشأ شركات أدوية وسياحة وملابس ومفروشات وأثاث وهنا اعترض الكثير من قيادات الإخوان المخلصين علي اختلاط مال الدعوة بأموال التجارة وأبدوا خشيتهم مما يحدث وطالب الدكتور السيد عبدالستار المليجي بضبط الأمور المالية بالجماعة وإعطاء صلاحيات في كل محافظة بأن تتصرف في الأموال التي تحصل عليها طبقاً لميزانية واضحة تقدم لمكتب الإرشاد ولمجلس الشوري العام للاعتماد بدلا من تجميع الأموال في المركز العام فتصعب المحاسبة والسؤال.

بدأ ذكاء الشاطر يظهر في معرفة مفاتيح السيطرة وهي:
الإعلام والمعلومات والتمويل
وبدأ مبكرا في استغلال القدرة المالية المتاحة أمامه في خلق تنظيم مواز دون الانتظار حتي للسيطرة علي المتاح فعلياً (فدائما كنت تجد مؤسسات الجماعة ومؤسسات خيرت - في الإعلام وغيره وعلي سبيل المثال موقع إخوان ويب وأسهم في قناة الحوار وشركات لإنتاج فني).
ثم يبدأ في استقطاب الكفاءات الموالية وكسب ثقتهم وولائهم وربطهم به شخصيا إداريا وماليا ثم يدفع بهم إلي مفاصل العمل داخل الجماعة بل يقوم الشاطر بتمرير ما يريد من خلال أعضاء مجلس الشوري العام عن طريقين.
1- التلميع.. (بتكليف المرشح المختار بمهام بارزة وتصديره للمشهد من خلال الندوات والمحاضرات والزيارات خاصة التربوية - مما يهئ الأفراد لمعرفته وتقبله كقيادة روحية وتربوية)
.2ـ التوجيه المباشر.. من خلال النظام الإداري التنفيذي فاغلب اعضاء مجالس الشوري هم مسئولون اداريون في المكاتب الادارية او القطاعات).
مفاهمات
ثم جاءت انتخابات 2005مجلس الشعب وهنا برز ما أطلق عليه الشاطر بنفسه.. ما يسمي مفاهمات مع جهاز أمن الدولة منعاً للصدام وتكرار ما حدث في عام 1995 والتي بدأت بمحاكمات عسكرية.
وبكل موضوعية أسجل هنا أن الشاطر في البداية لم يذهب بمفرده بل ذهب للتفاوض مع أمن الدولة كعضو في لجنة بها الأستاذ مهدي عاكف والدكتور محمد حبيب و بعد استئذان مكتب الإرشاد ومجلس الشوري العام بالتمرير ولمرة واحدة فقط كما أكد لي أحد أعضاء مجلس الشوري آنذاك.
واتفقت اللجنة مع أمن الدولة علي ألا يزيد عدد مرشحي الإخوان في جميع المراحل علي 150 مرشحا مع ترك بعض الدوائر مفتوحة لرموز النظام السابق وكان هدف أمن الدولة من ذلك هو عمل انتخابات بقدر محتشم من التزوير تناغماً مع الضغط الدولي وخاصة الأمريكي.
انتهت الجولة الأولي وحدثت المفاجأة في النجاح المدوي للإخوان.. فتحرك أمن الدولة علي محورين.. الأول الضرب وبشدة والتضييق وغلق اللجان والمحور الثاني وهو التفاوض مع الإخوان علي سحب المرشحين وتقليل الأعداد في المرحلتين الثانية والثالثة وهنا بدأ اتصال أمن الدولة مباشرة بالشاطر وطلبوا منه التدخل وإجبار المرشحين علي التنازل منعاً للصدام مع الجماعة وتصعيد الأمور..!
وتحرك الشاطر منفرداً وتواصل مع بعض المرشحين وطالبهم بالتنازل.. وهنا فوجئت لجنة الإشراف علي الانتخابات برئاسة الدكتور محمد حبيب وعضوية عبدالمنعم أبوالفتوح وأخرين بتنازل بعض المرشحين دون علمها فثارت اللجنة واعترضت بشدة علي ذلك وتم التأكيد علي الشاطر بالخروج نهائياً من هذا الموضوع وحاول الشاطر دون جدوي إقناع اللجنة بعدم جدوي الصدام وترشيد المكاسب في المراحل المتبقية حفاظاً عليها.
فنكث الشاطر وعده مع قيادات أمن الدولة بالتنازل وتقليل المرشحين في بقية المراحل وهو الأمر الذي أحرج قيادات الجهاز أمام القيادة العليا ولم ينسوه للشاطر.
وهنا يمكن أن أنقل لكم ما سمعته بأذني من قيادات كبيرة للغاية من الجماعة أثناء محاكمة الشاطر في قضية ميلشيات الأزهر الأخيرة.
إن هذه القضية برمتها هي انتقام النظام من الشاطر خلاف تقويض إمبراطورية الإخوان المالية لأن جهاز أمن الدولة شعر أن الشاطر ضحك عليهم وجعل منظرهم سيئاً للغاية.!
السيطرة
اعتقل الشاطر مرة أخري عام 2006 في قضية ميلشيات الازهر وبذل الشاطر مجهودا غير عادي فيها من الناحية الإعلامية للضغط علي النظام من أجل إغلاق القضية وشعر الشاطر بأن أداء الإخوان وتفاعلهم مع هذه المحاكمات علي غير المتوقع فأدار معركته من محبسه وبدأ يطلب مقابلة الصحفيين ومراسلة المدونين ومخاطبة لجان حقوق الإنسان في جميع دول العالم.
لم يكن الشاطر هذه المرة بعيداً عما يحدث داخل مصر وداخل جماعة الإخوان المسلمين.. فسنحت له التسهيلات الكبيرة التي منحت لهذه المجموعة في سجن مزرعة طرة بأن يشارك في إدارة الجماعة وكأنه موجود بينهم.. وكان التحرك الأول لضبط العمل داخل مكتب الإرشاد وبالفعل استطاع الشاطر وبمعاونة الدكتور محمود عزت إدخال خمسة من القيادات أصحاب الفكر التنظيمي المنضبط إلي مكتب الإرشاد في انتخابات جزئية أثارت ضيق البعض في مجلس الشوري العام كونها جزئية لاستكمال العدد وليست كلية لتغيير قيادات ظلت أكثر من 20 عاماً في مكتب الإرشاد في حين اشتكي آخرون للأستاذ مهدي عاكف من أن هذه الانتخابات كانت موجهة كون أن مسئول القطاعات علي مستوي الجمهورية كانوا عندما يمرون لأخذ الأصوات علي أعضاء مجلس الشوري يوجهونهم إلي خمسة أفراد فقط وبالفعل نجح هؤلاء وهم: سعد الكتاتني ومحمد عبدالرحمن وأسامة نصر ومحيي حامد وسعد الحسيني.. (تمت إقالة الدكتور أسامة نصر بعد ذلك عام 2011 تحت دعوي أنه مريض صحياً..!! وهذا أيضاً مخالف للحقيقة فالدكتور يعمل الآن بالسعودية في منطقة جيزان وقد سبقته توصية لإخوان السعودية من مكتب الإرشاد بألا يتم توليه أي منصب قيادي أو إداري ويكون أعلي شئ يشارك فيه هو حضور الاسرة!) مضي الشاطر في السجن وفي الأشهر الأخيرة وقبل قيام الثورة دب خلاف شديد بين الشاطر ومالك نتيجة عمليات (التخارج) بين أموال مالك الخاصة وأموال الشاطر وأموال الجماعة وغضب مالك بشدة من تصرفات الشاطر وتعنته معه بعد كل ما حدث فازدادت الهوة بينهما وطلب مالك من مأمور السجن أن ينقله إلي زنزانة أخري بعيداً عن الشاطر..!
لكن حسن مالك لمن لا يعرفه يمتاز بالنبل الراقي والمروءة الشديدة.
فتناسي كل ذلك واحتضن الشاطر علي أبواب طرة عقب الإفراج عنهما سوياً بعد الثورة.
الجدير بالذكر أنه يجب ألا نغفل الحديث عن الدكتور محمد مرسي ومما يروي أن الدكتور محمد المرسي وهو أحد تلامذة خيرت الشاطر الذين يدينون له بالولاء هو من أتي به إلي مكتب الإرشاد تعييناً أيضاً وليس انتخابا..!
(فالدكتور مرسي تعرف علي الإخوان في الخارج اثناء دراسة الدكتوراة ولم يكن له ثقل تنظيمي - وشهرته بدأت بنجاحه في مجلس الشعب) وعند دخول المهندس خيرت السجن كان من الطبيعي أن يعقبه في الإشراف علي قطاع القاهرة الكبري نائب المرشد الأول - الدكتور محمد حبيب - لكن تم حجب الأمر عنه لتلافي تأثيره المباشر علي هذا القطاع المهم وتم إسناد الإشراف للدكتور محمد مرسي - وبدأ بعدها يبسط نفوذه داخل التنظيم خاصة في الصرف حيث كان هو المفوض بالصرف من الدكتور محمود عزت..!
ثم حدث ما حدث من أزمة استقالة الأستاذ مهدي عاكف بالفعل (علي عكس ما أشيع) نتيجة التعنت في تصعيد الدكتور عصام العريان بعد وفاة الأستاذ محمد هلال كونه حصل علي أعلي الأصوات في الانتخابات السابقة.. وأجريت انتخابات مكتب الإرشاد والتي أعتقد أنها لم تكن شفافة تماماً وفي طعن الدكتور إبراهيم الزعفراني عضو مجلس الشوري العام السابق ما يبرر اعتقادي هذا.. وخرج حبيب وأبوالفتوح.. وكان المرشح الأكثر حظا بعد استبعاد الدكتور حبيب هو الدكتور رشاد بيومي وقام الدكتور محمود عزت بإرسال خطاب للمهندس خيرت في مستشفي السجن فرد عليه بالعمل علي استبدال الدكتور رشاد البيومي بالدكتور محمد بديع!
ثورة
قامت الثورة المصرية المباركة في 25 يناير..
أصدر الطاغية المخلوع مبارك تكليفا لعمر سليمان بأن يتفاوض مع القوي الوطنية يوم 31 يناير..
وبالفعل بدأ سليمان سريعاً وكأن أول لقاء سري مع الإخوان شارك في التحضير له أفراد من المخابرات والجماعة الإسلامية!!
وهنا أكشف جزءا آخر لأول مرة.. عن هذا اللقاء غير المسبوق.
ففي يوم 1 فبراير ذهب سعد الكتاتني ومحمد مرسي للقاء عمر سليمان في اجتماع مغلق ضم ثلاثتهم!!
وكان الحديث عندها عن سحب الإخوان لشبابهم من التحرير وتهدئة الأمور في حين يكون المقابل هو حصول الإخوان علي الشرعية الفعلية عن طريق ترخيص حزب وجمعية والإفراج عن الشاطر ومالك..!
عاد الكتاتني ومرسي إلي مكتب الإرشاد بنتيجة المفاوضات وهنا يجب أن نذكر أن وقوع موقعة الجمل لم ينقذ الثورة فقط من الاستمرار بل أنقذ الإخوان من أن يعقدوا أسوأ اتفاق في تاريخهم واجتمع مكتب الإرشاد وخشي الكثير منهم في استكمال الاتفاق .. وأقسموا علي المصحف آلا يخرج هذا الكلام مطلقاً للنور ولا يعرف به أحد من مجلس الشوري العام حتي لا يثوروا عليهم.
وظل عمر سليمان يجتمع بعد موقعة الجمل مع القوي الوطنية.. وعندما سئل في أحد المؤتمرات الصحفية عن سبب عدم حضور الإخوان المفاوضات قال واثقاً وأكد بصورة أذهلتني أنا شخصياً:
"أنهم يفكرون وسيلحقون بنا"
ولم يكن يعرف أحد في بر مصر أن كلام عمر سليمان لم يكن كلاما في الهواء بل كان الرجل يعلم أنهم سيحضرون مرة أخري..!
وبالفعل اجتمع عمر سليمان مع الكتاتني ومرسي أمام الكاميرات في اجتماع موسع يوم 6 فبراير ضم بعض القوي الوطنية.. دون الرجوع مرة أخري لمجلس الشوري العام..!!
وهنا سجل عبدالمنعم أبوالفتوح فيديو وبثه علي اليوتيوب يندد بهذا اللقاء ويصف قيادة الجماعة بأنها تعيش في دور المضطهد الذي لم يعلم أن هناك ثورة قامت وأن الدنيا تغيرت.
وأجتمع مجلس الشوري العام بتاريخ 10 فبراير.. وهنا حدث ما كان غير متوقع علي الإطلاق فقد زل لسان الدكتور محمد مرسي عندما طلب أعضاء مجلس الشوري معرفة ما حدث دون الرجوع إليهم في لقاء 6 فبراير.. فقال مرسي إننا لم نتطرق لما كنا توصلنا إليه في اللقاء الأول..
فانتفض الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وقال:
هو كان فيه لقاء أول يا «بديع»؟
أنتوا بتعملوا إيه في تاريخ الجماعة دي..؟! حرام عليكوا.. أنتم لازم تتحولوا للتحقيق.. !وغادر الاجتماع غاضباً وانصرف!
الطريف في الأمر والعهدة علي الراوي.. أن أبوالفتوح وهو في قمة انفعاله نادي أحد أعضاء مجلس الشوري لزميله قائلاً كيف يقول أبوالفتوح للمرشد يا «بديع»؟!
دون أن يقول له يا فضيلة المرشد أو حتي الدكتور بديع!!
وتنحي المخلوع وخرج الشاطر ومالك من السجن وهنا بدأت السيطرة الكاملة للشاطر علي الجماعة فأصبح: مسئول الاتصال الداخلي مع الجيش والحكومة والنخب ومفوضا علي بياض لاتخاذ أي قرارات ومسئولاً عن اعداد ملفات الحكومة الجيدة وعن ملف تطوير الجماعة وعن مشروع النهضة والتمويل والصرف والتنظيم الدولي.
الجدير بالذكر أن الشاطر حريص علي مخاطبة الغرب ليقدم صورة إيجابية عن الإخوان وله علاقة جيدة بمكتب الإخوان في لندن.. ويؤكد البعض أن الشاطر لا يصرف مليما واحدا من أموال الجماعة في الأعمال الخاصة التي يتبناها.. ولكن هذه الأموال تأتي له مباشرة من رجال أعمال في إنجلترا وغيرها لتبني مشاريعه الإعلامية وغيرها.. واقتناع الممولين الكامل بإمكانيات الشاطر وقدراته.

وقد حوي هذا الموضوع الذي تلقفته وقتها جميع المواقع الإخوانية ونشرته علي نطاق واسع كثير من المعلومات والمواقف التي لم تكتف بتصوير الشاطر أنه زعيم طلابي فقط.. بل أوغل الكاتب في المديح والتبجيل للشاطر حتي ذكر أنه في أوربا وأثناء غربة الشاطر في الثمانينيات كان يقال من لاذ بجوار الشاطر فهو آمن!!.. خلاف ذكره كثير من المغالطات التاريخية مثل أن الشاطر زعيم الحركة الطلابية الإسلامية في الإسكندرية في بداية السبعينيات!!
بالطبع لاتوجد مشكلة أن يكتب أي إنسان عن شخص ويكتب عن إنجازاته وعن تاريخه العريض ومواقفه البطولية.. لكن هذه المقال والذي يعتبره للآن بعض أبناء الحركة الإسلامية مرجعا لهم في شهادة الأخر للشاطر خاصة أنه شيوعي (قُحّ) بضم القاف.. إلا أنني أعتبر أن هذه الشهادة تحتاج إلي إعادة نظر.
وتشاء الأقدار أنني أعرف المهندس حسني عبدالرحيم جيداً فهو سكندري مثلي ويتردد أحياناً علي مكان عملي ولنا أحاديث مختلفة ومتنوعة.
وسألته ذات مرة عن شهادته عن الشاطرفلم يعطني إجابة شافية و قال لي نصاً:
"الأستاذ إبراهيم عيسي رئيس تحرير الدستور اتصل بي وقال عايزك تكتب موضوعا عن الشاطر وقلت لإبراهيم عيسي أنا لا اكتب ببلاش واتفقنا علي 1500 جنيه علي المقال ده"!!.
لكن ولأن معرفة الحقيقة جديرة بأن يبذل من أجلها الجهد والعرق حتي لا تبتذل!!
وعليه فأردت أن أتحقق مما كتبه عبدالرحيم عن الشاطر هل هي الحقيقة..؟ أما أنها كانت لزوم القافية ولزوم الأجواء الاحتفائية بالشاطر علي صفحات الدستور وقتها؟!.
بداية.. العجيب في شهادة حسني عبدالرحيم أنه يتحدث عن وقائع لم يحضرها أو يشهدها بل وربما كان لايمر بجوار الكلية وقتها حيث كان مازال في المرحلة الإعدادية.. فالأحداث وقعت عام 1968 بينما لم يدخل عبدالرحيم الكلية إلا عام 1972!!
المهم دعونا نأخذ الشهادة من اصحابها.. وهنا تجد المواقف تختلف تماماً والاعتبار يرد لأصحابه.. فما أروعها الحقيقة حتي وإن كان أكثر ما تفعله هو إعادة الحقوق لأصحابها.
ففي يوم الخميس 21 نوفمبر عام 1968 استخدمت الشرطة الرصاص الحي في تفريق مظاهرة لطلاب المعهد الديني بالمنصورة وطلاب المدارس الثانوية ضد قرار وزير التعليم آنذاك "محمد حلمي مراد" والذي يقضي بإلغاء نجاح طلاب الثانوية الراسبين بمواد.. وأدي ذلك إلي استشهاد أربعة طلاب.
وفي صباح يوم السبت 23 نوفمبر دخل طالبان من طلاب الكلية ومن أبناء المنصورة مدرج (1) في مبني إعداي هندسة.. الأول كان بالفرقة الثانية وهو ناجي أبوالمعاطي والآخر بالإعدادي وهو خيرت الشاطر.
وصرخ ناجي أبوالمعاطي في طلاب الكلية وخطب فيهم وشرح لهم أحداث مجزرة المنصورة بينما يقف بجواره الشاطر فاشتعل الطلاب غضبا وعقدوا مؤتمرا كبيرا بمدرج الإعدادي أكبر مدرجات الكلية حضره الأستاذ "عصمت زين الدين" رئيس قسم الفيزياء النووية بالكلية، قرروا بعدها القيام بمظاهرة ضد النظام ووزير التعليم، وحين خرجت المظاهرة من الكلية وعلي رأسها رئيس كلية الهندسة ورئيس اتحاد الجامعة عاطف الشاطر" ومعه حسن الحلبي وعند كوبري الجامعة تصدت للمظاهرة قوات الأمن بقسوة ووحشية، وألقي القبض علي عاطف الشاطر والحلبي واثنين من رفاقهما، عاد الباقون إلي الكلية وهنا ظهر تيمور الملواني ورفع تيمور شعار"معتصمون معتصمون حتي يعود المعتقلون".
حضر إلي موقع الحدث سريعا المحافظ "أحمد كامل" ضابط المخابرات السابق وأحد أعمدة النظام، وقابله الطلاب الغاضبون عند مدخل الكلية، وكان الرجل يتكلم بعصبية وعنجهية، وصرخ تيمور من بين الحشود "المحافظ رهينة.. المحافظ رهينة" وفجأة تم سحب المحافظ وأدخل غرفة الحرس الجامعي مع التهديد بعدم الإفراج عنه حتي عودة المعتقلين، وفعلا أصدر أوامره بالإفراج عن عاطف الشاطر والحلبي ورفاقهم وكانوا قد رحلوا إلي مديرية الأمن، وعادوا وسط تهليل الطلاب فرحا بانتصارهم، وعقد مؤتمر طلابي بمدرج إعدادي حاول فيه المحافظ الحديث ولكنه قوطع من الطلبة فقرر الانسحاب سريعا ليعلن أنه ينتظر هذا المساء وفدا منهم في مكتبه.
في غمرة هذه الأحداث قرر الطلاب الاعتصام بالكلية حتي تجاب مطالبهم التي تم صياغتها علي عجل وتبدأ بالمطالبة بإقالة وزيري التعليم والداخلية، مرورا بالحرب ضد إسرائيل وحرية الصحافة، كانت الأحداث سريعة وتلقائية وهكذا كانت المطالب.
بدأ الطلاب قليلو الخبرة في تنظيم صفوفهم واختيار قيادة لهم وتكوين بعض اللجان لقيادة الاعتصام منها لجنة الترصد والمراقبة وعلي رأسها الدكتور عصمت زين الدين، وتم الاستيلاء علي مطبعة الكلية والبدء في طباعة منشورات وتوزيعها علي سكان المدينة في الأتوبيسات والترام والمحلات وعلي الجماهير التي التفت حول الكلية إما فضولا أو تأييدا.
في شهادة أحمد كامل محافظ الإسكندرية وقت الأحداث أنه اتصل بسامي شرف وزير رئاسة الجمهورية طالبا منه إبلاغ عبدالناصر بضرورة نزول الجيش إلي الشارع لحفظ الأمن، فأحاله الرئيس عبدالناصر إلي محمد فوزي وزير الحربية الذي أبلغه (الكلام للمحافظ) أنه وضع قيادة اللواء الشمالي بمنطقة الإسكندرية تحت تصرفه، وفعلا تحركت قوات الجيش لتعسكر في استاد الجامعة المقابل لكلية الهندسة وأرسلت القوات الجوية مجموعة من طائرات الهيلكوبتر لتحوم فوق كلية الهندسة، وصدرت الأوامر بإغلاق الجامعات والمدارس.
وفي يوم 25 نوفمبر بدأت الجماهير الغاضبة تخرج في مظاهرات حاشدة في الشوارع، في ثورة غاضبة علي النظام وعلي الهزيمة وعلي أوضاعها البائسة لتجتاح شوارع الإسكندرية وتشتبك بقوات الأمن التي استخدمت أقسي أساليب العنف ضدها، وفي حصيلة لمظاهرات هذا اليوم التي أعلنها النائب العام "علي نورالدين" كانت" تحطيم 50 "أتوبيس عام"، وعدد كبير من عربات الترام، بالإضافة إلي تحطيم جميع اشارات واكشاك المرور القريبة، وحرق نادي موظفي المحافظة بالشاطبي، أما الضحايا فبلغوا 16 حالة وفاة واصابة 167 ونقلهم إلي المستشفيات وتم القيض علي 462 شخص "طبقاً لبيان وزير العدل.
وهنا نعود لموقف الشاطر من كل ما حدث.. فلقد قبض عليه ضمن من تم قبض عليه وظل معتقلاً أربعة أشهر علي ذمة هذه القضية ثم تم الإفراج عنه.
وقد قامت إدارة الكلية بتوقيع عقوبة الفصل لمدة عام علي الشاطر والفصل لمدة عامين علي ناجي أبوالمعاطي باعتبار أبوالمعاطي هو المحرض والمحرك الأول لأحداث 68 وتم إلحاق أبوالمعاطي والشاطر بالجيش خلال فترة الفصل!.
وهنا يجب أن أذكر أنني سألت أكثر من طالب من هذه الدفعة عن زعيم الطلبة في أحداث 68 فذكر جميعهم أنه ناجي أبوالمعاطي وتحدث بعضهم عن عاطف الشاطر وعن تيمور الملواني ولم يذكر بكل موضوعية أو أمانة أحدهم الشاطر ولو علي سبيل المعرفة.
فالشاطر كان وافداً من المنصورة وكان جديداً علي التنظيم الطليعي بالإسكندرية.. علي الرغم أنه تأثر به والتحق مبكراً به بالمنصورة حيث إن خال الشاطر هو محمد الصباغ أمين التنظيم الطليعي بالمنصورة.
المنصورة من جديد:
كما أسلفنا ظل الشاطر بالجيش عاما وعدة أشهر وتخرج في الكلية عام 1974 وهنا يجب أن نرد علي فرية جديدة تتردد وهي أن الشاطر قد تعمد ان يرسب عاماً في السنة النهائية حتي لا يقع العمل الدعوي والإسلامي بالكلية!!
وعلينا أن ننظر أيضاً في المعلومات الخاطئة التي تتداول علي موقع الشاطر الرسمي الموجود رابطه علي موقع إخوان أون لاين بل والسيرة الذاتية للشاطرعلي موقع إخوان ويكي.
أن الشاطر انخرط في العمل الإسلامي عام 67 والمذهل أن العمل الإسلامي أصلاً لم يبدأ في جامعة الإسكندرية إلا عام 71!! وكيف يبدأ الشاطر عملاً إسلامياً وكان عضوا في التنظيم الطليعي منذ تخرجه من الثانوية وحتي بدايات السبعينيات!!
أما موضوع السقوط العمد فهو كذب بواح لأن دخول الشاطر الكلية عام 68 وتخرجه 74 تخللها عام ونصف ما بين الاعتقال والتجنيد!..
كما أن الامانة والموضوعية تحتم علينا أن نذكر أن الشاطر كان طالباً متفوقاً ونابهاً في دراسته في قسم كهرباء إتصالات.
ذهب الشاطر للمنصورة وتقدم لهندسة المنصورة فتم تعيينه فوراً معيداً بالكلية من خارج الكلية عام 75 حيث إن الظروف ساعدته نتيجة تأديته للجيش أثناء الدراسة بينما كانت تعاني الكلية نقصاً حاداً في المعيدين نتيجة تجنيدهم لسنوات طويلة عقب التخرج نتيجة أجواء حالة الحرب عقب حرب 73 واستطاع الشاطر بعد ذلك أن يحضر الماجستير من جامعة المنصورة.
وهنا أيضاً يجب أن أنقح ما ذكرته في الجزء الأول بالنسبة لعائلة الشاطر وكون والده يعمل بتجارة عادية أو أنه لايملك أراضي أو عقارات.
فما تأكدت منه بعدما نشر الجزء الأول أن والد الشاطر لم يعمل بالتجارة وكان رجلاً بسيطاً قروياً يعمل في مهنة الفلاحة ويمتلك 20 فدانا يعيش هو عائلته علي العائد من بيع المحصول في كل موسم؟..
كنز السلع المعمرة:
بعدما عاد الشاطرمن غربته الاختيارية عام 87 لم يكن حقق أي نجاحات كبيرة علي المستوي الشخصي فحاول في عدة مشاريع متنوعة إلا أنها لم تحقق له النجاح المطلوب مادياً.. بل إنه لم يستطع استكمال دراسته العليا لكي يحصل علي الدكتوراه من إنجلترا كما كان يخطط لذلك!..
وكما أسلفنا في الجزء الأول أن سيطرة الإخوان علي النقابات في أواخرالثمانينيات كانت بداية الانطلاق الحقيقي للشاطر في دنيا المال والأعمال.. فدخل بوابة السلع المعمرة للنقابات من أوسع أبوابها وحصل علي حق تنظيمها من الاسكندرية حتي أسوان ويرجع الفضل في هذا الأمر لصديقه القديم الحاج حسن مالك الذي كان يملك خبرة التجارة وسمعة قوية ومعروفة في السوق وهي أهم مستلزمات العمل في مجال تنظيم معارض السلع المعمرة.
مكنت سيطرة الشاطر علي معارض السلع المعمرة في عمل شبكة علاقات واسعة مع كبار التجار في مصر الذين كانوا يتوددون إليه لتنزيل بعض الأصناف الراكدة لديهم في هذه المعارض.
وحقق الشاطر أرباحا طائلة نتيجة نسبة شركة سلسبيل من المبيعات والتي تراوحت من 5% - 6% في إجمالي مبيعات بلغت حوالي 650 مليون جنيه بأسعار بداية التسعينيات!..
خلاف أن الشاطر لم يتعامل مع هذه المعارض كمنظم فقط.. بل حقق أرباحا طائلة أخري عن طريق أنه أحضر غالبية أفراد عائلته وأقاربه ومعارفه وجيرانه وأصدقائه وأسند إليهم من الباطن أعمال التوريد لهذه المعارض رغم أنهم ليسوا تجاراً فعليين وإنما هو ثاني يد في السوق أو ربما ثالث.. مما جعل أسعار هذه المعارض مبالغا فيها للغاية إلا أنها كانت بدعة جيدة ورائجة أقبل عليها الناس بنهم شديد دون النظر للأسعار.
كانت هذه المعارض النقلة النوعية لعائلة الشاطر.
بعد ذلك حقق الشاطر نجاحات متفرقة في التجارة مع شريكه حسن مالك في مصانع ومحلات سرار التركية و المستقبل للموبيليا.
في حين لم يوفق عندما أنشأ شركة كول سنتر بتكلفة بلغت 6 ملايين جنيه وأسند إدارتها لشقيقه الأصغر بهاء وخسر فيها خسارة كبيرة، كذلك استثمر الشاطر في مجال البتروكيماويات إلا انه لم يحقق فيها أيضاً نجاحاً كبيراً؟.
وأنشأ أيضاً شركة ICG في مجال الـIT واستثمر في مجال الأراضي والسيارات بصورة واسعة.
بالطبع ليست كل الأموال التي يتاجر بها الشاطر هي أموال تخصه فقط فهناك أموال للجماعة تستثمر في عدة مشاريع مختلفة وبعلم عدد محدد من أفراد مكتب الإرشاد فقط!!
الإعلام كنز لايفني:
يؤمن الشاطر بملف الإعلام بصورة كبيرة جداً ويوليه اهتماما غير عادي لذلك كان له مشاريعه الخاصة أو الموازية بجانب إعلام الجماعة ليشكل هو وجدان آخر داخل الصف الإخوان فأنشأ: إخوان ويكي - إخوان تيوب - تراث الإخوان - إخوان ويب - شركة للإنتاج الفني.. شبكة رصد علي فيسبوك.. وبعض صفحات الفيس بوك.
وبعد استقالة الدكتور محمد مرسي من مكتب الإرشاد لتوليه منصب رئيس الحزب يتولي الشاطر حالياً الإشراف علي الإعلام الرسمي للجماعة بالإضافة لما سبق فهو يشرف مباشرة علي موقع إخوان أولاين - فضائية 25 - جريدة الحرية والعدالة، وهو من اختار رئيس تحرير الجريدة ورفض بشدة إقالته بعد مشكلة قناع بنديتا ونشر أسماء المفصولين بالجماعة.
وعلي الرغم من إيمان الشاطر بدور الإعلام المهم في التأثير إلا انه يكون إقصائياً أحياناً مع الإعلام المعارض والمناوئ فلقد تدخل بنفسه عند رئيس حزب لفصل محرر في جريدة الحزب نشر عنه خبرا غير صحيح وتم فصله بالفعل!!
وحاول أن يفعل هذا الامر مع جريدة مستقلة وقورة!.. إلا أن رئيس التحرير هدد بأن استقالته ستسبق طرد المحرر من الجريدة!
يجامل الشاطر بعض الإعلاميين ممن يقبلون ذلك بطرق غير مباشرة ويتولي هذا الملف أحد رجاله المقربين؟!.
والشاطر لايحب الظهور في الفضائيات إلا في التوقيت الذي يحبه وفي المكان الذي يفضله ومع المذيع الذي يتبناه!!
الأمن والشاطر:
يجيد الشاطر التعامل مع الأمن.. وظهرت مهاراته منذ قضية سلسبيل وفي القضية العسكرية الأولي عام 1995 فكان يرسل لضباط السجن ما يطلبونه مباشرة إلي منازلهم من ثلاجات أو غسالات أو ما شابه ذلك.. ولن ينسي زملاءه ارتفاع صوت الشاطر ومشادته مع أحد ضباط السجن وغضبه أثناء الفسحة في مزرعة طرة في محنة 95 وعندما عاد للزنزانة أخبر زملاء السجن عن بجاحة الضابط الذي أرسل له كافة الأجهزة التي يطلبها علي مدار الشهور الماضية والآن يطلب سيارة!!
والشيء بالشيء يذكر أن كبار الإخوان بالسجن قد حذروا الشاطر عدة مرات من التساهل المادي مع الأمن لأن هذا سيفتح مجالا لن يستطيع غلقه.
بل وذكر أحد رجال لجنة السياسات في الحزب الوطني البائد لأحد الأصدقاء الثقات أنهم سعوا بقوة عند جمال مبارك للإفراج عن الشاطرفي القضية العسكرية الأخيرة لانه رجل الجماعة القوي الذي يمكن التفاهم معه!..
رجال حول الشاطر:
بعد أن تم اختيار الشاطر نائبا للمرشد سعي الشاطر لتطهير مكتب الإرشاد من الدخلاء علي الإخوان والذين ينعتهم بأنهم هبطوا علي الإخوان بالباراشوت بل وأنهم أصاحب أجندة أمريكية!..
واستفاد الشاطر بارتفاع نسبة التعيين بمجلس الشوري العام إلي 20% في تغيير طبيعة وتكوين مجلس الشوري العام وأصبح الشاطر يحدد دون مواربة أن المفروض فلان يخرج من مكتب الإرشاد وفلان يدخل بدلا منه وهكذا.
بل إن هناك من يؤكد واقعة أخبار المهندس سعد الحسيني والدكتور محيي حامد بالاستعداد لدخول مكتب الارشاد في الدورة قبل الماضية قبل إجراء الانتخابات التكميلية عام 2008!!
وواقعة اختيار الدكتور حسام ابو بكر لدخول مكتب الارشاد في الدورة الاخيرة!!.
ولماذا نذهب بعيداً بل إنه منذ حوالي شهر وأكثر و في يوم 8فبراير الماضي تحديداً تم (تعيين) صديق الشاطر المقرب الدكتور عصام الحداد عضواً بمكتب الإرشاد!!.
وربما لايعرف الكثير من جمهور الإخوان هذا الأمر الذي تم نشره علي نطاق ضيق وعلي استحياء شديد!!
والرجل ذو خلق وأدب رفيع إلا أنه ليس له تاريخ أو سبق داخل الإخوان إلا أنه كان يعاون الشاطر في ملف العلاقات الخارجية للإخوان خاصة في أوروبا!..