الاثنين، 18 فبراير 2013

لماذا باع الإخوان أبوالفتوح وأبوإسماعيل والعوا واختاروا خيرت الشاطر المتهم في قضايا غسيل أموال؟! الجنرال العجوز قادم بمباركة الإخوان

لماذا باع الإخوان أبوالفتوح وأبوإسماعيل والعوا واختاروا خيرت الشاطر المتهم في قضايا غسيل أموال؟! الجنرال العجوز قادم بمباركة الإخوان
أصبحت الأمور في مصر في غاية التعقيد وأصبح البرلمان الذي تم اختياره لتحقيق مطالب الشعب وتحقيق طموحات الجماهير هو أكبر جبهة تعمل ضد هذا الشعب وتسعي بكافة الوسائل لكي تعيد هذا الشعب إلي عصر الديكتاتورية والفقر والجوع والجهل، فوجئنا جميعا بجماعة الإخوان تروج لترشيح المهندس خيرت الشاطر وهو المتهم في قضايا غسيل أموال وفساد وتمويل خارجي وغيرها من القضايا التي تم دفنها وأصدر المجلس العسكري قرارا بالعفو عنه منها رغم تورطه المعروف بالوقائع أمام كافة جماهير هذا الشعب العظيم.
وطرحت عشرات التساؤلات من قبل حول موقف خيرت الشاطر القانوني وكانت «الموجز» أول صحيفة تفتح ملفات الفساد وغسيل الأموال في حياة خيرت الشاطر عقب طرح اسمه من جانب الإخوان في البرلمان رئيسا لوزراء مصر، وفوجئت بعد ذلك بقرار العفو عنه وهو العفو الغريب وغير القانوني حتي وإن كان صادرا عن المجلس العسكري أو أي جهة أخري، وتم بعد ذلك طرح اسم خيرت الشاطر رئيسا للجمهورية من جانب جماعة الإخوان ولاشك عندي أن تلك صفقة بين المجلس العسكري والإخوان لتمرير حاكم عسكري يحكم البلاد عبر صندوق الانتخابات، والملاحظة البسيطة التي يمكن أن نتوقف عندها هي تلك العلاقة الوثيقة جدا بين طرح اسم خيرت الشاطر رئيسا للجمهورية وبين الموافقة النهائية من جانب اللواء عمر سليمان لخوض انتخابات الرئاسة، ظل رئيس جهاز المخابرات السابق يؤجل الترشح لانتخابات الرئاسة ويرفض الحديث عنها حتي قرر مساء الجمعة الماضي أن يخوض الانتخابات بعد أن جمع له المؤيدون أكثر من 70 ألف توكيل، وخرج عمر سليمان صباح السبت بتصريحات رسمية ليؤكد أنه قرر خوض الانتخابات بناء علي رغبة الشعب المصري!!.. ولا نستطيع أن نعرف من هو هذا الشعب المصري الذي يريد لعمر سليمان أن يحكم مصر وقد كان الذراع اليمني للرئيس المخلوع وكان شاهدا علي كل أنواع وأشكال الفساد بصفته رئيس أكبر جهاز أمني في البلاد.
إن الصفقات السرية بين المجلس العسكري وجماعة الإخوان داخل البرلمان ومنذ وصولهم إلي قبة المجلس تؤكد أننا نعود إلي عصر مبارك بكل ما فيه من فساد وتخريب وسرقة لثروات مصر، ومن هنا فإنني لا أصدق أي صدام بين جماعة الإخوان والمجلس العسكري وأن كل ما يشاع هو في إطار الصفقات السرية بين الإخوان ونظام مبارك، فاختار الإخوان منذ صعودهم الكبير إلي مجلس الشعب أن يكونوا هم البديل للحزب الوطني بكل مساوئ وفضائح هذا الحزب الذي ساهم في تدمير مصر خلال 30 سنة مضت، وكشف الشعب المصري العظيم عن تلك الصفقات السرية وأصبح الرأي العام المصري بكافة أطيافه يعلم بشكل واضح ولا يحتاج إلي دليل تفاصيل تلك الصفقات التي كان آخرها الإفراج أو إصدار قرار العفو عن المهندس خيرت الشاطر وإسقاط كل التهم المنسوبة إليه وذلك حتي يمكن له أن يقوم بترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة، وكان ذلك مقصوداً نظرا لمعرفة أجهزة المخابرات بمدي تراجع شعبية الإخوان في الشارع المصري في الفترة الأخيرة مع تكدس المشاكل وتفاقم الأزمات رغم الشعارات التي تم انتخابهم بناء عليها والتي كانت تقول إن الإخوان يحملون الخير إلي مصر، وقال المصريون إنهم اختاروا لمجلس الشعب اسوأ النواب في تاريخ البرلمان وأن جماعة الإخوان متمثلة في حزب «الحرية والعدالة» لم تقدم إلا المزيد من المشاكل الاقتصادية، فمنذ صعودهم وهم يمارسون دورا سياسيا واضحا للحفاظ علي مكانتهم باعتبارهم البديل للحزب الوطني، وانشغلوا بشكل نهائي عن قضايا الجماهير التي اختارتهم لحل مشكلاتهم واكتشفوا أن مشكلاتهم تتفاقم، وكانت المظاهرات الأخيرة التي انطلقت صباح السبت أول أمس تهتف بسقوط العسكر وجماعة الإخوان، وما نريد أن نقوله من وراء تلك التحليلات إن الدفع بالمهندس خيرت الشاطر في ذلك التوقيت مقصود لزيادة شعبية اللواء عمر سليمان، فهناك تخوف لدي جموع المصريين من صعود تيارات دينية خاصة من جماعة الإخوان وحزب «الحرية والعدالة» الممثل له في البرلمان، وبالتالي فإن الأصوات سترتفع للتصويت للواء عمر سليمان.
كما أن الأصوات التي كانت في طريقها لصالح الفريق أحمد شفيق ستصب جميعها في صالح رئيس جهاز المخابرات السابق عمر سليمان الذي يعتبره المجلس العسكري الورقة الرابحة والأقوي بكثير من ورقة الفريق أحمد شفيق وهو نفس ما يمكن قوله عن موقف المرشح المحتمل عمرو موسي.
إن جماعة الإخوان وممثلها في البرلمان حزب «الحرية والعدالة» يقومون بأسوأ وأخطر صفقة في تاريخ مصر، ولاشك عندي أن ترشيحهم للمهندس خيرت الشاطر هو جزء من تلك الصفقة وقبل المهندس خيرت الشاطر بكل أسف أن يقوم بهذا الدور ليمحو تاريخه كاملا ويسيء إلي تاريخ جماعة الإخوان إساءة لن ينساها الشعب المصري الذي سيجد أمامه نظام مبارك من جديد، فلم يتغير أي شيء والحزب الوطني أو حزب الأغلبية لم ينحل ولم يسقط رغم أنه كان الحزب الذي كان يدير البلاد ويمهد لتوريثها ويشيع الفساد في بيع الأراضي وتوزيع ثروات مصر وجاء حزب «الحرية والعدالة» ليقوم بدور ذلك الحزب وسوف نجد بدلا من أحمد عز وصفوت الشريف عشرات من رجال الأعمال الأعضاء في حزب «الحرية والعدالة» أو في جماعة الإخوان بشكل عام.
إن الصفقة بين الإخوان وعمر سليمان لا يمكن وصفها سوي بالصفقة الرخيصة، وهي صفقة تم الإعداد لها منذ أن أعلنت جماعة الإخوان التخلي عن أبرز قياداتها السابقين وهو عبدالمنعم أبوالفتوح وأعلن مرشد الإخوان بشكل قاطع عدم مساندة الجماعة لأبوالفتوح رغم أن جماهيريته أكبر بمئات المرات عن جماهيرية خيرت الشاطر الذي يعتبر اختياره مرشحا عن الإخوان جريمة في حق الإخوان وفي تاريخهم خاصة بعد أن قبل العفو من المجلس العسكري دون أن يكلف نفسه كشف الحقائق أمام الشعب المصري الذي كان يعرف أن المهندس خيرت الشاطر لم يكن معتقلا سياسيا وإنما كان متهما في قضية غسيل أموال وفق الأوراق الرسمية، وطرحت عليه السؤال أكثر من مرة ليقوم بالرد ويوضح هل تم العفو عنه بشكل قانوني ووفق إجراءات قانونية أم تم هذا العفو وفق صفقة سرية؟!
ولاشك أيضاً أن طرح اسم الشاطر مرشحا يجعل خريطة انتخابات الرئاسة واضحة وأنها قد حسمت للواء عمر سليمان، وتم تفتيت الأصوات بين المرشحين الإسلاميين ورغم التقدم الذي كان يحققه حازم أبوإسماعيل إلا أن ورقة خيرت الشاطر سحبت من رصيده هو الآخر ليدفع الجميع ثمن صفقة خيرت الشاطر وجماعة الإخوان المسلمين مع نظام مبارك المتمثل في اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات السابق ورجل الملفات الساخنة والخطيرة فكانت بين أيديه ملفات السودان والملف الفلسطيني الذي تقاسمه مع وزارة الخارجية، رغم أن سليمان تولي الملف الفلسطيني، إلا أنه فشل في أخطر ملف وهو الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط المعتقل لدي حماس، كما فشل في ملف احتواء أزمة حوض النيل، حيث لم يستطع منع سبع من دول حوض النيل من توقيع اتفاقية من شأنها التقليل من حصة مصر التاريخية من مياه النهر، الذي ليس لها سواه من مصدر للمياه العذبة.
إن الجنرال عمر سليمان وبكل المقاييس والمعايير اقترب بشكل كبير من منصب الرئاسة ومن حكم مصر ولاشك أن الإخوان هم الذين كانوا وراء ذلك فهم يريدون ضمان مستقبل من الثروات مثلهم مثل الحزب الوطني المنحل فبينهم أعضاء يمتلكون ثروات طائلة لا يريدون شيئا سوي الحفاظ علي تلك الثروات وعدم سؤالهم عن مصادرها، وفي ذلك الشأن ملفات نفتحها قريبا لنكشف حجم الثروات الإخوانية التي لا تريد شيئا سوي المحافظة عليها واستثمارها لتتحول مصر من جديد إلي عصر الحزب الوطني.
وسوف يدفع الإخوان الثمن غاليا ولن تشفع لهم ثرواتهم فلقد اكتشف الشارع المصري حقيقة هؤلاء الذين يتلاعبون بالدين من أجل السياسة ويضحون بإخوانهم من أجل السلطة والنفوذ، ولا عزاء للمرشح المحترم عبدالمنعم أبوالفتوح والمرشح المحترم حازم أبوإسماعيل باعتبارهما المرشحين الإسلاميين ومعهما أيضاً الدكتور سليم العوا فلقد تم تفتيت الأصوات بشكل مقصود حتي تخلو الساحة للجنرال عمر سليمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق