الاثنين، 17 أكتوبر 2011

تزايد عدد الذين أسلموا في أمريكا عقب محاولة حرق المصحف 280 أمريكي

تزايد عدد الذين أسلموا في أمريكا عقب محاولة حرق المصحف 280 أمريكي
مظاهر العداء للإسلام تتصاعد في الغرب

ناجي هيكل
تصاعدت حدة العداء للجالية المسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل غير مسبوق خلال الأيام القليلة الماضية في أكثر من اتجاه، الأول إعلان راعي كنيسة دوف المحلية التبشيرية في فلوريدا تيري جونز عن تخصيص يوم لحرق القرآن الكريم، داعياً من خلال صفحته على الفيس بوك جميع رعاياها في الولايات المتحدة وخارجها للمشاركة في يوم حريق المصحف والذي يواكب أحداث الحادي عشر من سبتمبر المقبل باعتبار المسلمين المسؤولين المباشرين عن هذه الأحداث الدامية.
ووجه جونز انتقادات شديدة للمصحف الشريف بشكل خاص والإسلام بشكل عام باتهام الأول بأنه من تأليف إبليس وأنه يشجع على العنف وسفك الدماء ويمنع التعايش مع أصحاب الملل المخالفة، فضلاً عن الزعم بأن الإسلام ليس دينًا سماويًا وينبغي استهدافه والقضاء عليه باعتباره دينًا لا يجلب السعادة لمعتنقيه بل يجرهم إلى ألوان من الشقاء والتعاسة، فضلاً عن تعاليمه التي تحض على استخدام العنف والإرهاب وكراهية الآخر زاعمًا أن أنصار هذا الدين مصيرهم جهنم.
وقد أشعلت هذه التصريحات موجة غضب وانتقادات لاذعة من جانب الجالية المسلمة عبر هيئاتها المختلفة مثل الاتحاد الإسلامي الأمريكي ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) حيث أصدرا بيانًا أعربا فيه عن رفضهما الشديد لهذه التصريحات التي تنم عن موجة عداء وكراهية موجهة ضد مسلمي الولايات المتحدة، مؤكدين أن مثل هذه التصريحات والدعوات إلى حرق القرآن الكريم تضر بالتعايش بين المسلمين ومواطني الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك بمساعي إدارة الرئيس أوباما لتحسين صورة الولايات المتحدة داخل العالم الإسلامي.
بينما حذر الاتحاد الإسلامي، وهو من أكبر المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة من أن العداء يولد عداء والحرق يولد حرقًا في إشارة إلى أن قيام الكنيسة بحرق المصحف قد يستتبعه قيام مسلمين بنفس هذا الفعل مما سيثير مزيدًا من الحنق بين أتباع الديانات السماوية، أشار إلى أن الإسلام بريء من العنف والحض على الكراهية، فضلاً عن أن المتورطين في أحداث الحادي عشر من سبتمبر لا يمثلون أخلاق ولا مبادئ الإسلام من قريب أو بعيد.
أما الموجة الثانية من العداء للإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية فتمثلت في إبداء أكثر من جهة أمريكية تحفظها الشديد على بناء مركز إسلامي يعتزم تدشينه في حي مانهاتن بنيويورك بالقرب من برجي مركز التجارة العالمي اللذين دمرا في أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
وبرر المتحفظون على بناء مركز قرطبة الإسلامي المكون من 13 طابقاً يضم مسجداً ومكتبة ومقرات لمنظمات إسلامية بأن إنشاء مسجد بالقرب من برجي مركز التجارة سينكأ جراحاً خصوصاً لدى ذوي ضحايا الحادي عشر من سبتمبر، وهو ما بدا واضحاً في بيان أبدى رفضًا صريحًا لبناء المركز الإسلامي رغم ترحيب عمدة نيويورك مايكل بلومبيرج ببنائه في البقعة صفر بالمدينة مما سيكرس قيم التعددية والتنوع الثقافي والعرقي والديني الذي بنيت على أساسه مفردات الثقافة الأمريكية.
غضب إسلامي
وبقدر ما أشعلت الدعوة إلى حرق المصاحف حنق وغضب الجالية المسلمة في الولايات المتحدة التي يتجاوز عددها حوالي 8 ملايين نسمة فإن الاعتراضات على بناء المسجد أثارت هي الأخرى استياءً شديدًا لدى المؤسسات الإسلامية الأمريكية التي اعتبرتها دليلاً لا يقبل الشك على مدى الروح العدائية المتنامية ضد مسلمي الولايات المتحدة ولاسيما من جهة تواكبه مع حملة (أوقفوا أسلمه أمريكا) التي تستخدم الحافلات العامة كأداة للتصدي للإسلام والجالية المسلمة في معظم الولايات الأمريكية.
ودخلت جهات صهيونية ويمينية على خطى المعارضين لبناء المسجد عبر مبررات وذرائع تزعم مخالفة هذا المسجد للطابع المعماري والتاريخي للحي واعتباره أمرًا صادمًا لذوي ضحايا أحداث سبتمبر، بل التدخل لدى الدير الكاثوليكي للتراجع عن بيع أرضيته لهيئات إسلامية لبناء المسجد، وهو أمر تحاول مؤسسات إسلامية التصدي له بقوة.
تصاعد الضغوط
ومما يزيد الضغوط على مسلمي الولايات المتحدة تصاعد أعداد الهجمات ضد المراكز والمؤسسات الإسلامية هناك وزيادة حدة المراقبة لأنشطة هذه المراكز، خصوصًا بعد إحباط محاولة تفجير ميدان (تايم اسكوير) وتورط مواطن نيجيري في محاولة تفجير طائرة أمريكية، والتوسع في استخدام قانون الأدلة السرية لملاحقة أعداد كبيرة من المسلمين هناك واحتجازهم لمدد طويلة دون تقديم أي اتهامات لديهم، فضلاً عن توسيع دائرة الاشتباه في صفوف المسلمين الأمريكيين واستمرار النهج المعادي لهم من قبل جهات صهيونية ويمينية واسعة النفوذ في المجتمع الأمريكي لدرجة أن (اللوبي) الصهيوني قد موّل خلال الفترة الأخيرة فيلمًا يحذر من تنامي خطر المسلمين في المجتمع الأمريكي ويطالب بضرورة التصدي لتمددهم في المجتمع الأمريكي.
ولا تتوقف التحديات أمام مسلمي الولايات المتحدة الأمريكية عند هذا الحد؛ فمازالت قضية التعريف بالإسلام تواجه صعوبات شديدة في المجتمع الأمريكي نتيجة هيمنة (اللوبي) الصهيوني على وسائل الإعلام الأمريكية وحرصه على إبقاء الصورة النمطية للجالية المسلمة وللإسلام بشكل عام وتحميلهم مسؤولية التورط في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ودعم أجهزة الإعلام الصهيونية لحملة حرق القرآن لدرجة أن المؤسسات الإسلامية لم تجد سبيلاً للتصدي لهذه الحملة إلا القيام بتوزيع 100 ألف نسخة من القرآن الكريم في اليوم المقرر لحملة الحرق؛ وذلك لتوضيح ما يذخر به هذا الكتاب من مكارم الأخلاق والحض على التسامح ونبذ العنف والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وهي حملة يعتقد الكثيرون بنجاح مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في استغلالها لمحو الصورة التقليدية عن الإسلام والقرآن في المجتمع الأمريكي.
احتواء النجاحات
وقد زاد اشتعال الحملة ضد الإسلام تساؤلات بين أوساط المسلمين في الولايات المتحدة والمراقبين لشؤون المسلمين هناك حول توقيت هذه الحملة وتواكبها مع حملة (أوقفوا أسلمه أمريكا) فهناك من يعتقد أن النجاحات الشديدة على المستويين الدعوي والسياسي التي حققتها الجالية المسلمة وظهرت تداعياتها في ارتفاع أعداد معتنقي الإسلام في المجتمع الأمريكي بصورة مزعجة (للوبي) الصهيوني وللكنائس البروتستانتية متنامية النفوذ في المجتمع الأمريكي بشكل حفزها على التحرك بقوة للتصدي لتنامي شعبية الإسلام.
إشادة أمريكية
وليس هناك من شك أن نجاح الجالية المسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية وتحسين صورة الإسلام لدى الرأي العام الأمريكي وخروج إشارات متتالية من أركان إدارة أوباما للإشادة بالعالم الإسلامي وبدور منظمة المؤتمر الإسلامي في توثيق أواصر التعاون بين المسلمين ومواطني الولايات المتحدة الأمريكية التي توجت علاقاتها بتدشين مؤتمر لشباب رجال الأعمال المسلمين، كل ذلك أشعل القلق لدى (اللوبي) الصهيوني ودفعه للتحرك لإعادة صورة الإسلام إلى المربع الأول، وهو أمر قد لا ينجح فيه هذا (اللوبي) بصورة تامة نتيجة النجاحات التي حققتها الجالية المسلمة في أمريكا والتي ظهرت في تحسين صورة الإسلام والمسلمين والنأي بهم عن أي عنف غير مشروع موجه ضد المصالح الأمريكية.
فتح آفاق ونوافذ
ويدعم الرأي السابق السفير رضا أحمد حسين مساعد وزير الخارجية المصري السابق للشؤون الأمريكية بالإشارة إلى نجاح الجالية المسلمة في فتح النوافذ مع الإدارة الأمريكية وإقناعها بعدم جدوى الربط بين الإسلام وأي عمليات عنف فضلاً عن وقف اعتبار الإسلام مسؤولاً عن قيام بعض المنتسبين له بعمليات عنف، وتفجير، والتعامل مع المجتمع الأمريكي وفقًا لعاداته وقيمه وثقافته ونجاحهم في اكتساب أرضية جديدة حتمت على بعض المعادين للإسلام شن هذه الحملة لوقف النجاحات التي حققها المسلمون.
ولفت السفير رضا إلى أن حملة حرق القرآن التي دعا إليها قسيس متطرف سيكون لها آثار عكسية على صورة الولايات المتحدة الأمريكية لدى دول العالم الإسلامي، بل ستحرك وفقًا لما يطلق عليه رد الفعل من يقوم بأعمال مماثلة، مطالبًا العقلاء من الجانبين ولاسيما لدى الجانب الأمريكي بحظر الدعوة إلى إحراق القرآن باعتبار أن تداعياتها لا تخدم المصالح الأمريكية بأي شكل.
ولم يستبعد السفير رضا أن تكون الحملة المعادية للإسلام غرضها غض الطرف عن فضائح ارتكبتها بعض الجهات الدينية الأمريكية في الفترة الأخيرة ينبغي صرف النظر عنها وتوجيه بوصلة الأحداث إلى واجهة مسيئة للإسلام، وهو ما ينبغي على المسلمين التصدي له بصورة عاقلة ومتأنية لتطويق الأقليات الإسلامية في الغرب والاضطهاد الصهيوني
الأقليات المسلمة في الدول الأوروبية أمل وألممنذ أن أشرق العالم بنور الإسلام, في ذلك العهد الزاهر المبارك؛ كان المسلمون في مجدهم وعزهم يتعايشون مع أبناء الأديان الأخرى, وكان تصريف أمور الأقلية غير المسلمة يتم عن طريق رؤوسائهم المدنيين؛ فيجدون حقوقهم لدى المسؤولين المسلمين مستقرة مشروعة.
ثم دارت الأيام، فصار جزء من المسلمين يمثلون أقليات تعيش في وسط غير إسلامي, إلا أننا هنا نرى صورة أخرى للتعامل مع الأقليات، نتج عنها إشكاليات لكل مهاجر، فضلًا عن الذين اعتنقوا الإسلام في البلدان الغير إسلامية, وعلى سبيل المثال الذي سنتناول الحديث عنه اليوم: المسلمون في أوروبا.
أوروبا:هي إحدى قارات العالم السبع، وتعد أوروبا جغرافيا شبه قارة أو شبه جزيرة كبيرة، وتعتبر قارة صغيرة نسبيًا مقارنة ببقية القارات، لكن قارة استراليا أصغر منها, ويعتقد البعض أن اسم القارة مشتق من اسم الأميرة الفينيقية يوروبا التي كانت قد خطفت من قبل زيوس -إله السماء عند اليونان- على ظهر ثور، وأخذت لجزيرة كريت حسب الأساطير اليونانية، ومن بعد حادثة الخطف سميت اليونان باسم يوروبا، وبحلول العام 500ق.م؛ امتد المقصود من الكلمة ليشمل الأراضي الواقعة شمال اليونان.
المساحة : حوالي 10.79 مليون كم2 [7.1 % من مساحة الأرض].
عدد السكان: ثالث قارة في العالم من حيث عدد السكان إذ يزيد عدد سكانها عن 700 مليون نسمة [11 % من سكان الأرض].
اللغة: تنتشر في قارة أوروبا عدة لغات منها: الجرمانية, الرومانسية, و السلافية ,الأورالية, الألطية, البلطية, والكلتية و لغات أخرى.
الأديان المنتشرة في القارة: المسيحية، وتمثل الديانة الأولى, ويليها الإسلام، وهناك دول ومناطق ذات نسبة كبيرة من المسلمين في القارة مثل: ألبانيا والبوسنة والهرسك وبلغاريا ومقدونيا وقبرص وكازاخستان وتركيا وأذربيجان وجورجيا, و على مستوى القارة بشكل عام فإن 5 % من مواطني دول الاتحاد الأوروبي يدينون بالإسلام، يتركز العديد من المسلمين في ألمانيا 3.878 %، وفرنسا 5 إلى 10 %، والمملكة المتحدة 2.7 %, وهناك ديانات أخرى كاليهودية والهندوسية و السيخية.
لأوروبا تاريخ طويل حافل بالأحداث والتغيرات الاجتماعية والثقافية و الصراعات طويلة الأمد، و قدر تاريخها لحوالي 800 ألف سنة خلت، هي أول فترة في تاريخ تلك القارة العريقة.
وتنسب الحضارة الأوروبية الحديثة والتقدم الثقافي لبعض أجزاء تلك القارة لقدامى اليونان بشكل رئيس، كما أن للمسيحية تأثيرًا كبيرًا أيضًا, وقد كان لدخول المسلمين الأندلس، وتأسيسهم فيها دولة اهتمت بالعلم والعلماء في الوقت الذي كانت تعيش أوروبا في العصور المظلمة؛ تأثيرًا بالغًا على الأوروبيين أنفسهم، وأدى تأثرهم هذا -على المدى البعيد- لنقلهم إلى عصور النهضة والتقدم والديمقراطية، التي تم الوصول إليها في القرن العشرين.
قامت الإمبراطورية الرومانية على أجزاء واسعة من القارة الأوروبية، وكان سقوطها في القرن الخامس الميلادي بوابة لكثير من التغيرات في القارة، وقد عانت أوروبا كثيرًا من الظروف المعيشية في العصور المظلمة، حتى انتقلت لعصر النهضة الأوروبية، ثم تبع ذلك الفتح الإسلامي العثماني لمدينة استامبول البيزنطية في القرن الخامس عشر الميلادي، وأسقطوا بذلك تلك الإمبراطورية، وقاموا بالتوغل في قلب القارة الأوروبية حتى وصلوا لحدود إيطاليا والنمسا، وشكلوا القوة الأبرز في القارة في تلك الفترة.
وبعد ذلك جاء عصر النهضة الأوروبية، وقد كان شغل أوروبا الشاغل بعد ذلك العصر هو بث أفكار الديمقراطية وكيفية تطبيقها, ثم بدأت الشعوب الأوروبية بالمناداة بالحرية والمساواة الفردية، وكان أبرز حدث توج تلك الأفكار والتوجهات هو الثورة الفرنسية التي أدت لشيوع وانتشار أفكار الثورة على الإقطاعيين أو الكنيسة في مختلف مناطق القارة، و قد أدى نشوء القوميات -بمعناها الحديث- إلى تعزيز الصراع الدائر بين القوى العظمى في أوروبا على دول العالم الحديث، وكان أشهر تلك الصراعات استيلاء نابليون بونابرت على السلطة في فرنسا، حيث أنشأ ما عرف باسم الإمبراطورية التي سرعان ما انهارت، وبعد سقوط نابليون هدأت القارة الأوروبية نسبيًا، وبدأ في تلك الفترة انهيار الممالك ونظم الحكم القديمة.
ونحن هنا بصدد محاولة تسليط الضوء على الإسلام والمسلمين في القارة الأوربية، حتى نستطيع التعرف على واقع قرابة 52 مليون مسلم يعيشون هناك.
وتؤكد المعلومات التاريخية بدء دخول الإسلام إلى القارة الأوربية من جنوبها إلى بلاد القوقاز، في وقت مبكر مع جيوش الفتح الإسلامي في عهد عمر بن الخطاب في عام 22هـ, ودخل حوض نهر الفولجا في بداية القرن الرابع الهجري عن طريق التجار المسلمين, وفي القرن السابع الهجري عندما دخلت القبائل التتارية في هذه المنطقة,ثم امتد إلى غرب أوروبا في العقد الأخير من القرن الأول الهجري في عام 91هـ تقريبًا، عندما فتحت الأندلس عل يد طارق بن زياد وموسى بن نصير, ثم واصل الإسلام انتشاره في القرن ال12 الهجري في عهد الدولة العثمانية.
و لقد طرق الإسلام أبواب أوروبا من الشرق بمحاولته فتح القسطنطينية، ومن الجنوب بفتحه لصقلية وجنوب إيطاليا, ومن الغرب بفتح الأندلس والتوغل في بلاد الغال –فرنسا اليوم- حتى مدينة' بواتيه', ثم كر الإسلام ليدق أبواب أوروبا الشرقية ثم الوسطى في زمن السلطان محمد الفاتح وخلفائه الأقوياء، حيث سيطر العثمانيون على شرق أوروبا, وقد استفادت أوروبا كثيرًا من سماحة الحكم العثماني، وكذلك سماحة الأتراك والتنظيم الدقيق للعسكرية
واليوم يشكل المسلمون في أوروبا وجودًا حقيقيًا ذا فاعلية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ورغم عدم وجود إحصاء رسمي يبين حجم الأقلية المسلمة في دول أوروبا، فإن بعض المصادر الإسلامية تقدر عدد المسلمين هناكبـ 52 مليونًا من أصل 705 مليون نسمة هم عدد سكان القارة الأوروبية، ويعيش في فرنسا وحدها 6 مليون مسلم.
وتختلف أوضاع الأقليات الإسلامية في أوروبا من دولة إلى أخرى، حسب الوضع القانوني السائد في تلك الدولة، وتبعًا للشعور العام السائد داخل المؤسسات الحكوميةالأوروبية تجاه الإسلام؛ فبعض الدول تنظر إليه نظرة توجس وريبة مثل فرنسا وألمانيا،مما ينعكس على التسهيلات الممنوحة لتلك الأقلية، وخاصة فيما يتعلق باستخراج تصريحات بناء المساجد، في حين يتضاءل هذا الشعور في دول أخرى، كما هو الحال في بريطانيا على سبيل المثال.
والمسلمون في أوروبا موزعون في أقليات، يختلف حجمها بين الآلاف والملايين، ومن أمثلة الدول الأوربية التي يبلغ عدد المسلمين فيها الملايين بعض دول أوروبا الشرقية، وهناك دولة واحدة يشكل المسلمون فيها أغلبية وهي ألبانيا، أما المسلمون في أوروبا الغربية فأحوالهم مختلفة، ذلك أن عددهم في هذه البلاد يبدأ من المئات في البعض منها، ويرتفع العدد تدريجيًا حتى يقارب بضعة ملايين في بعضها الآخر مثل فرنسا.
وتتركز الجاليات الإسلامية الكبيرة في غرب أوروبا في كل من فرنسا من 5-6 مليون, وألمانيا من 2-3 مليون نسمة, وبريطانيا من 1.5-2 مليون نسمة, وفي إيطاليا 0.7مليون نسمة، وفي هولندا 0،4 مليون نسمة، وبلجيكا 0.75مليون نسمة، واليونان 0.25 مليون نسمة، وفي قبرص 0.16 مليون نسمة، أما في إسبانيا 0.12 مليون نسمة، ومالطة 0.1 مليون نسمة ومثلها سويسرا، وفي الدانمارك 0.05 مليون نسمة, أما في السويد والبرتغال و النرويج و فنلندا وجبل طارق و لكسمبورج وأيرلندا؛ فعدد المسلمين يقل في كل منها عن 50 ألف مسلم.
ومن المعلوم أن الغالبية العظمى من المسلمين في هذه البلاد وفدوا إليها بحكم الصلات السياسية التي كانت تربط بلدانهم بالبلدان الأوروبية التي يعيشون فيها، وقد وفدوا إلى تلك البلاد بحثًا وراء فرص أفضل في الحياة لم تتيسر لهم في بلادهم الأصلية, وهناك أعداد كبيرة منهم دخلوا في الإسلام نتيجة مخالطة المسلمين عن قرب.
وتواجه المسلمين في تلك البلاد مشكلات كثيرة، وتعتبر مشكلة التردد بين العزلة والاندماج أهم ما يؤرق الأقليات المسلمـة في الغرب، حيث أنهم يعانون من صعوبة الحفاظ على الخصوصيات الثقافية الدينية؛ فالدساتير تضمن حرية التعبير إجمالًا، لكن التطبيق يتفاوت بين دولة وأخرى وبين ظرف وآخر، وقد جاءت قوانين الرقابة في ألمانيا مثلًا لتضع كل مسلم بين العشرين والأربعين من عمره في دائرة الاتهام، مما يعني ذلك خوف وقلق .
و تشكـل الهويـة الإسلامية والخـوف عليهـا من الذوبان في ثقافة الآخـر؛ التحدي الأول لها، خاصة لدى الأبناء من الجيلين الثاني والثالث، الذين
1. لوا على جنسية البلدان المقيمين فيها، وأصبح لهم حقوق مواطنة كاملة.
وتحاول تلك الأقليات الحفاظ على هويتها الإسلامية، لكن ضعف الإمكانيات والموارد، وندرة الدعاة المتخصصين؛ يقف عائقًا دون تحقيق ما تصبو إليه، مما ينعكس سلبًا على أوضاعها الاجتماعية والثقافية؛ فالكثير من المسلمين يعيشون في ظروف صعبة، فهم إما في أحزمة البؤس التي تحيط بالمدن الأوروبية الكبرى، أو في تجمعات سكانية مكتظة، وفي حالة تهميش وتقوقع ثقافيين، ويزيد من حدة هذه المشكلة عدم وجود تنظيم عربي وإسلامي قوي، يدافع أمام الحكومات الأوروبية عن حقوق تلك الأقليات، وسرعة تنفيذ مطالبها.
هكذا تناولنا في هذه الحلقة حقائق حول تاريخ المسلمون والأقليات في القارة الأوربية، وفي الحلقة القادمة نستكمل الحديث حول مستقبل المسلمين، والدعوة للإسلام في الغرب, كما نتحدث إن شاء الله عن التحديات التي تواجه المسلمين هناك، فإلى لقاء قادم إن أحيانا الله عز وجل.
تحدثنا في الجزء الأول من هذا الموضوع عن تاريخ الأقليات المسلمة في القارة الأوربية، وكيف انتشر الإسلام فيها، واليوم نبدأ من حيث انتهينا.
وقد أوضحنا كيف أن تلك الأقليات تحاول الحفاظ على هويتها الإسلامية، لكن ضعف الإمكانيات والموارد، وندرة الدعاة المتخصصين يقف عائقًا دون تحقيق ما تصبو إليه، مما ينعكس سلبًا على أوضاعها الاجتماعية والثقافية؛ فالكثير من المسلمين يعيشون في ظروف صعبة، فهم إما في أحزمة البؤس التي تحيط بالمدن الأوروبية الكبرى، أو في تجمعات سكانية مكتظة، وفي حالة تهميش وتقوقع ثقافيين، ويزيد من حدة هذه المشكلة عدم وجود تنظيم عربي وإسلامي قوي، يدافع أمام الحكومات الأوروبية عن حقوق تلك الأقليات، وسرعة تنفيذ مطالبها.
ونحن اليوم نتناول بشيء من التفصيل مستقبل المسلمين والدعوة للإسلام في الغرب, وكذلك أهم التحديات التي تواجه المسلمين هناك.
منذ العقد السادس من القرن العشرين، وأوروبا تشهد موجات متعاقبة من الهجرة من الدول الإسلامية، وسوف نحاول ان نبذل جهدا في هذه القضايا حتي يعرف الرأي العام العالمي ان الإسلام دين العدل والمساواة في قلب أوروبا الغاضبة من الإسلام والمسلمين وسنوالي تلك القضايا في حلقات قادمة ويكفينا شرفا وفخرا إن بعد أن قام القس بمحاولة حرق القران اسلم 280 أمريكي وهذا دليل علي عظمة الإسلام واحترام المسلمين للأديان والعقائد الاخري وحسبنا الله ونعم الوكيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق