سوزان مبارك والحاشية استولوا على مليارات الجنيهات ونهبوا الأراضى وتاجروا بقوت الشعب تقديم
لعل مصر فى الفترات الماضية سهرت على جراحها كثيراً ولم تجدى التضميدات.. وعاشت فى رعب ولم تشفع المهدءات الكثيرة التى قامت بها الحكومات المتتابعة منذ وصول مبارك إلى سدنة الحكم حتى ظن الشعب المصرى أن الأيام ستبتسم أخيراً وأن القدر سيقشع غمته عن أرض مصر وعن كاهل شعبها المطحون بعد سنوات عجاف بوصول حكومة رجال الأعمال ظناً من الشعب أن هؤلاء سيحملون على عاتقهم هموم ديون الوطن إلاَّ أن الريح غالباً تأتى بما لا يشتهى السفن، مما حدا بالكاتب ناجى هيكل أن يسرد المعاناة التى عاشتها الأمة والكوارث التى تعرضت لها على يد سيدة مصر الأولى وأشقائها وأبنائها وأقاربها وحكومة وزارتها التى اختارتها بنفسها لتكون على قائمة حكم مصر وتسيير أعمالها.. وعن شلة أصدقاء الرئيس وما فعلوه بالبلاد وما نهبوه من أموال وعقارات ومتاجرات بأموال الشعب ومقدراته حدث ولا حرج، ولنا أن نتابع ما حصره الكاتب من أرقام وإحصائيات نهبها الكبار من ملك مصر وأملاك شعبها وبيع القطاع العام بثمن بخس (دراهم معدودة) وبيع غاز مصر لدولة العدو الصهيونى بأسعار أقل من سعرها عالمياً ليحظى بالعمولات أصدقاء الرئيس.. فإلى ما دونه الكاتب:
مفرداته كثيرة فى عصر مبارك, العصر الذى وجدنا فيه قامة الفساد تتعالى, والمفسدون يتلاشى أمامهم المصلحون.
لمسنا كما كبيراً من فئات الشعب المقهور تتراجع فرص التنمية لديها فعاشوا عيشاً افتراضياً لا واقعياً، فى عشوائيات تتمدد كلما تكاثر عددهم ليلتهموا الأرض هبة النيل ونبحث عن بقعة نزرعها فلا نجد.
سيدة القصر التى حكمت مصر
الاسم.: سوزان صالح ثابت
الشهرة.: الهانم
المهنة.: ملكة مصر
لم تكن ملكة عادية وإنما ملكة استثنائية فى زمن كل ما فيه استثنائى.. فهى ملكة فى زمن الجمهورية.. تأمر وتنهى.. تشخط، وتُتنر، واستغفر الله تحيى وتميت.
فى موكبها.. يخر الوزراء لها سجداً.. وفى كل حكومة تختار عدداً من الوزراء، الحالى إلى أنها حاولت توريث مصر لابنها الأكبر جمال مبارك.
عملت فى شبابها معلمة بمدرسة ابتدائية وبعد أن اختار الرئيس السادات الفريق طيار حسنى مبارك ليكون نائبا له، تغيرت دنيا.
سوزان ثابت، بعد أن صارت سوزان مبارك.
ففى فترة وجيزة حصلت على شهادة البكالوريوس من الجامعة الأمريكية وكان عمرها -آنذاك 36عاماً- وعندما صارت سيدة مصر الأولى دخلت على خط السياسة والبيزنس فصارت ملكة على العرش وكونت ثروة تتراوح ما بين 3و5مليارات دولار.
مدرسة بـ11جنيهاً
ولدت سوزان مبارك فى 28فبراير1941م بمدينة مطاي التابعة لمحافظة إلمنيا لأب مصرى عمل طبيبا وأم بريطانية تعمل ممرضة.
كان والدها يدرس الطب فى جامعة كارويف الانجليزية وهناك تعرف على ممرضة اسمها ليلى ماى بالمر، وأسفر زواجهما عن طفلة أسماها سوزان، وطفل أطلقوا عليه اسم منير.
التحقت سوزان فى طفولتها بمدرسة سانت كليو بمصر الجديدة، حصلت على شهادة الثانوية بالقاهرة والتحقت بالجامعة الأمريكية ووقتها التقت بطيار شاب بالقوات الجوية اسمه حسنى مبارك كان معلما على سرية تضم شقيق سوزان وبسرعة تطورت العلاقة بين الطيار الشاب والفتاة سوزان ثابت وتزوجا عام1959 وكانت سوزان وقتها لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها..
عاش العروسان حياة عادية جداً أقاما فى شقة متواضعة ولم يشتريا سيارة خاصة إلاَّ بعد4 سنوات من الزواج.
وفى حواراتها التليفزيونية روت سوزان مبارك سنوات زواجها الأولى ووصفتها بأنها كانت صعبة وقالت: إنها كانت وحدها المسئولة عن تربية ابنيها علاء وجمال، لأن زوجها الطيار حسنى مبارك كان وقتها مشغولاً كأي فرد من القوات المسلحة بالحرب مع إسرائيل.
وعقب فترة قصيرة من زواجها عملت سوزان مبارك معلمة بمدرسة ابتدائية براتب 11جنيهاً، وانقطعت عن الجامعة ولكنها عادت مرة أخرى والتحقت بالجامعة الأمريكية وحصلت على بكالوريوس العلوم السياسية عام1977م وكان عمرها آنذاك 36عاماً..
وواصلت دراستها الجامعية وحصلت على درجة الماجستير عام1982فى علم الاجتماع وكانت تدور حول دراسة حالة فى رفع مستوى المدرسة الابتدائية فى بولاق عام1982م.
وكان أستاذها هو المعارض الكبير حالياً د. سعد الدين إبراهيم الذى روى فى إحدى مقالاته أن مبارك كان يسخر من حرص زوجته على مواصلة التعليم وكان يردد بين الحين والآخر: انت لسه بتذاكرى!
إقالة الجنزورى
وعاماً بعد آخر اختارت سوزان مبارك لنفسها طريقاً جديداً ولم يكن ذلك الطريق سوى المشاركة فى حكم مصر.!
وكانت البداية بإقناع الرئيس مبارك بعزل مسئولين ووزراء حتى إنها كانت السبب الرئيسى فى إقالة رئيس الوزراء كمال الجنزورى عندما شرع فى تقليص ميزانية رئاسة الجمهورية.
لم تكتف سوزان مبارك بعزل وزير أو محافظ لكنها راحت تختار بنفسها عدداً من الوزراء والمحافظين، حتى صار لها وزراء تابعون لها شخصياً وبعض هؤلاء ما زالوا ضمن الحكومة الحالية وفى مقدمتهم وزير الإعلام أنس الفقى الذى طلب تعيينه وزيراً للشباب فى مطلع الألفية الحالية بعد أن تعرفت عليه من خلال عمله فى مجال تسويق الموسوعات الأجنبية وتوطدت علاقتهما بعد أن تبرع بمبلغ 25ألف جنيه لأحد الأعمال الخيرية التى تبنتها سوزان مبارك، وكان هذا التبرع فاتحة خير على "الفقى" الذى تم تعيينه رئيساً للهيئة العامة لقصور الثقافة عام2002 ثم صار وزيراً للشباب عام 2004. ووزيراً للإعلام منذ عام2005 حتى الآن.
عائشة عبد الهادى وزيرة القوى العاملة هى أيضاً إحدى الوزراء التى اختارتها سوزان مبارك واستمرت وزيرة منذ عام2006م حتى الثورة، ولا ننسى أبداً مشهداً جمع الوزيرة وزوجة الرئيس حيث سارعت الوزير عائشة عبد الهادى إلى سوزان مبارك، وانحنت أمامها وبسرعة البرق التقطت يدها وطبعت عليها قٌبلة، بينما وقفت سوزان مبارك راضية بما حدث فى مشهد يكاد يقترب مما يفعله الرعايا بملكتهم!.
وقائمة الوزراء الذين اختارتهم سوزان مبارك طويلة وتضم وزراء كان لهم شنة ورنة، كما. يقولون وآخرين ضربوا أرقاماً قياسية فى البقاء على كرسي الوزارة وعلى رأس هؤلاء: محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان والتعمير الأسبق الذى تحوم حوله عشرات الاتهامات بالفساد والتربح وإهدار أراضى الدولة، ووزير الثقافة فاروق حسنى الذى خرج من الوزارة قبل أيام بعد 24عاماً قضاها وزيراً للثقافة.
الوزراء بمزاج الهانم
وقائمة وزراء سوزان مبارك تضم أيضاً د. حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم الأسبق وعبدالرحيم شحاتة وزير التنمية المحلية الأسبق الذى تولى محافظاً للقاهرة والجيزة لسنوات طويلة.. وغيرهم وغيرهم.
ولم تكتف سوزان مبارك باختيار عدد من الوزراء وإنما تدخلت أيضاً فى اختيار المحافظين، وكان لها مع المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية الحالى حكايات وحكايات.. فالمستشار كان وزيراً للمنوفية وحدث صراع عنيف بينه وبين كمال الشاذلى الرجل القوى فى الحزب الوطنى على مدى ربع قرن.. وكاد "الشاذلى" ينهى على المستشار عدلى حسين، إلاَّ أن سوزان مبارك أو الهانم، كما يلقبها كبار المسئولين انحازت لحسين فأنقذته من مقصلة الشاذلى وظل "حسين"، محافظاً للمنوفية رغم أنف الشاذلى وهو الموقف الذى خلق ما يشبه التار البايت بين "الشاذلى" و "حسين"، وكان الأخير مرشحاً دائماً للخروج من دنيا المحافظين ولكنه ظل محافظاً حتى الآن بفضل دعم الهانم، ومساندتها، وهو الأمر الذى قابله عدلى حسين بالانضمام على طول الخط إلى الهانم، حتى إنه لا يترك اجتماعاً عاماً تحضره الهانم.
وكان المستشار عدلى حسين أول الحاضرين، كما أنه كان أكثر المتبرعين لجمعية الهلال الأحمر التى ترأسها سوزان مبارك، والتى أغدق عليها بالتبرعات من صندوق الخدمات بمحافظة القليوبية وكان طبيعياً فيمن استطاعت تعيين وزراء ومحافظين أن تتدخل فى كل مجالات الحياة بمصر حتى أنها وجهت كلمات قاسية جداً للمسئولين عن جريدة الأهرام والسبب أنهم نشروا بباب حدث فى مثل هذا اليوم يوم 28فبراير أنه فى مثل هذا اليوم عام 1941ولدت السيدة الفاضلة سوزان مبارك، وفى الصباح نال رئيس تحرير الأهرام فاصلاً من التوبيخ على ما اعتبرته سوزان مبارك، تجاوزاً فى حقها وربما لهذا السبب ألغت الهيئة العامة للاستعلامات تاريخ ميلاد سوزان مبارك من الصفحة التى تحكى قصة حياة السيدة الأولى!
نفس الأمر كان يتكرر مع رئيس تحرير أيه صحيفة حكومية تنشر صوراً لسوزان مبارك لا ترضى عنها الهانم!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق