الاثنين، 24 أكتوبر 2011

المؤسسات المعنية بتشريح الاسلام في الغرب

من الملفات المفتوحة والساخنة في الغرب ملف الاسلام وعلاقته بالغرب ومستقبله وديناميكيته الماضية والراهنة والمستقبليّة , و تولي دوائر القرار ومراكز الدراسات الاستراتيجية والاستشرافية حيزا كبيرا من اهتماماتها للاسلام وكل ما يرتبط به من ثقافات واجتهادات وحركات و مسلكيات سياسية واجتماعية وكل ما يمت اليه بصلة من قريب أو بعيد وقد ازدادت الاهتمامات بالاسلام بعد الأحداث التي عصفت بأمريكا . و في الغرب خمس اتجاهات أو مدارس تضطلع بعملية تشريح الاسلام لتحقيق أهداف قريبة المدى ومتوسطة المدى وبعيدة المدى , و هذه المدارس هي المدرسة الأمنية وهي الملتصقة بدوائر الأمن القومي ومكافحة الارهاب , وتقوم هذه المدرسة بتشريح كامل ودقيق وتفصيلي للحركات الاسلامية وتحديدا تلك التي لها قواعد في الغرب كالجماعة الاسلامية المسلحة الجزائرية , والجماعة الاسلامية المصرية وحزب الله اللبناني و حركتي حماس والجهاد الاسلامي الفلسطينيتين وحزب الدعوة العراقي و جماعة أسامة بن لادن و عشرات التنظيمات الاسلامية التي لها قواعد في الغرب أو تحاول التحرك في العواصم الغربية ضمن حيّز الحرية الموجود .وتتعاون الأجهزة الأمنية الغربية فيما بينها لرصد تحركات الأشخاص المشتبه بانتمائهم الى هذه الجماعات ,وقانون الاتحاد الأوروبي في بعض بنوده ينص على ضرورة التنسيق الأمني وتبادل المعلومات والتعاون قائم في أعلى مستواه في هذا المجال , وتستعين هذه الأجهزة بخبراء من العالم العربي والاسلامي في فهم المنطلقات الفكرية و الفقه الخاص بهذه الحركات وأفاق تفكيرها واستراتيجياتها , وغرض هذه الأجهزة من تشريح حركات الاسلام السياسي هو الحفاظ على الأمن القومي ومنع تكرار ما يحدث في العالم العربي والاسلامي على أراضي الغرب , و الحؤول دون تحويل الغرب الى قواعد للراغبين في الاطاحة بنظمهم واقامة مشاريع فكرية وسياسية في العالمين العربي والاسلامي مغايرة للعلمانية الغربية وقد تكون هذه المشاريع معادية للغرب بالأساس , ويجري ها هنا التنسيق كاملا مع الأجهزة الأمنية العربية للحصول على معلومات عن الأشخاص والتنظيمات الاسلامية ,والأرشيف الأمني العربي دائما مفتوح للغربيين خصوصا فيما يتعلق بالخصوم الاسلاميين . لكن لم يسبق للأجهزة الأمنية الغربية أن تعاملت مع الاسلاميين على أراضيها بالطريقة التي يتعامل بها معهم رجال المخابرات العرب , فما دام هؤلاء في نطاق المعارضة الفكرية والسياسية فلا أحد يستطيع أن يطالهم لأنّ حرية التعبير مكفولة في كل الدساتير الغربية , لكن في حال أراد أحدهم التلاعب بالأمن القومي الغربي فيكون بذلك قد جنى على نفسه ,لأن الأمن القومي مقدّس في الغرب . والمدرسة الثانية هي المدرسة المرتبطة بوزارات الهجرة ودوائر الاندماج حيث لدى هذه الدوائر مراكز للبحث والدراسات و تضطلع هذه المراكز بتشريح ثقافة المسلمين وعاداتهم و تقاليدهم والغرض منها ليس أمنيا على الاطلاق بل الغرض منها فهم المسلمين عن قرب في محاولة لادماجهم في المجتمعات الجديدة المستقبلة لهم ولوضع قوانين تتماشى مع توجهات المسلمين و لتجنيب المجتمعات الغربية التصادم مع من يمثلون الظاهرة الاسلامية الوافدة , وتستعين هذه الدوائر أيضا ببعض الباحثين العرب والمسلمين , ولها أيضا باحثوها الأصليون والذين يقومون في أحايين كثيرة بزيارات الى عواصم عربية واسلامية لفهم أسلوب حياة المسلمين وعاداتهم وتقاليدهم .
والمدرسة الثالثة هي المدرسة الأكاديمية والتي قوامها مجموعة كبيرة من المستشرقين والباحثين في قضايا العالم العربي والاسلامي ومجموعة من المعاهد والكليات التي تعنى بالحضارة الاسلامية و الحوار الاسلامي- الغربي , وتضم هذه المدرسة ثلات اتجاهات اتجاه منصف للحضارة الاسلامية ومتفهم للخلل الحاصل في حياة المسلمين والفرق الشاسع بين مسلكيات المسلمين و تعاليم الاسلام السمحة , واتجاه حاقد يهمه الانتصار لمنطلقاته الايديولوجية ويحمّل الاسلام كل خيبات العالم العربي والاسلامي ويصوره أنه الخطر المحدق بالمنظومة الغربية , واتجاه ثالث عقلاني واقعي يحاول تفسير الأمور تفسيرا ابستمولوجيّا وعلميّا .
والمدرسة الرابعة قوامها مجموعة من مراكز الدراسات الخاصة والتي تسوّق منتوجها البحثي لحساب وزارات خارجية ودوائر قرار ودوائر حساسة وحسب الطلب, وتوظف هذه المراكز خليطا من الباحثين من مختلف الجنسيات والبلدان , ويمكن القول أن السرعة هي طابع الدراسات عن الاسلام السياسي التي تصدر عن هذه المراكز ذات البعد التجاري .والمدرسة الخامسة و قوامها مراكز محدودة لبعض أصحاب النفوذ الديني من مسيحيين ويهود , والغرض منها اشعال نار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين بالنسبة للفريق الأول , ورسم منهجية علمية للتنصير من خلال فهم المسلمين وكيفية التسلل الى عقلياتهم بالنسبة للفريق الثاني .و يبقى القول أن المسلمين في الغرب صحيح أنهم تخلصوا من قمع سلطاتهم وباتوا يعيشون في وضع سياسي واقتصادي متميّز , الاّ أنّه ومما لا شك فيه أنّهم قد أصبحوا حقل تجارب في مختبرات الأفكار والدراسات ومن خلالهم تمكنت الدوائر الغربية وبامتياز الغوص في شعور ولاشعور مليار مسلم موزّعين بين طنجة وجاكرتا , وكل ذلك تم لها بأبخس الأثمان !
ملوكنا وملوكهم
منذ نعومة أظفارنا و نحن نشاهد في شاشاتنا الوطنيّة جدّا صور رؤسائنا , ولا يخلو برنامج أو تقرير أو خبر إلاّ وفيه لفخامة الرئيس نصيب كبير من الحديث , إستقبل السيد الرئيس , ودعّ السيد الرئيس , دشنّ السيد الرئيس مجاري الصرف الصحّي , و أمر السيّد بإقامة مراحيض عامة للمواطنين , وغرس السيّد الرئيس شجرة تشاء الصدف أن لا تنمو أبدا تماما كالحركة التنمويّة في بلادنا و التي تتقدّم إلى الخلف دوما , ويكفي تدقيق بسيط في إحصاءات التنمية وحجم الديون لندرك خطورة التراجع والتقهقر العربيين في كافة المجالات .
و إذا تركنا الشاشة الوطنية جدّا والتي تخلط بين المقرئ الحصري و المطرب عمرو ديّاب , وبين المطرب رابح درياسة و شارل أزنافور و توجهنا إلى مدارسنا الوطنية جدا , نصادف أيضا صورة السيد الرئيس ونبدأ صباحنا بالدعاء له و إبداء تحيّة التقديس لحضرته بينما هو قابع في سريره الحريري الوثير بعد سهرات حمراء أين منها ليالي هارون الرشيد المظلوم مقابل رؤسائنا , فهذا رئيس عربي كانت لديه مائتان محظيّة أي جاريّة وكان يدخل عليهنّ وهنّ في الحمّام الجماعي عاريّات حتى نصحه رئيس عربي آخر أن يتقّي الله ويكتفي بزوجة واحدة , و هذا رئيس عربي يجمع البيضاوات والسمروات و الشقروات في مسبح عام ويحلو له إبصارهنّ وهنّ يسبحنّ عاريات , و البعض بات يستورد ممثلات رائعات الحسن والجمال , و هذا رئيس يحلو له التفرّج على أفلام خاصة إلى الساعة الخامسة صباحا وعندما يرفع آذان الصبح يكرع آخر كأس فودكا ثمّ يخلد إلى النوم إلى الساعة الثانية عشر تاركا إمرة البلاد لأجهزة المخابرات التي تقوم باللازم وزيادة , وهذا رئيس يحلو له دعوة مطربات اللائي يعملنّ بائعات هوى بإمتياز تحت عنوان مطربات وفنانات و آخر أغنية لا تغنيها المطربة طبعا بل يغنيها السيد الرئيس و مطلع كلماتها عيونك مقابل الوطن على صيغة النفط مقابل الدواء الأمميّة , وهذا رئيس يختار من مجلات الأزياء ما يحلو له من الغيد الأمانيد , أمّا أبناء الرؤساء فقد تطوروا وباتوا يستوردون الحسان عبر شبكة المعلوماتية مباشرة و من كل الأصناف , ومع كل ذلك كنّا في مدارسنا نغنّي للسيد الرئيس ونعتبر نزواته من ضرورات الوجاهة و مقتضيات الرئاسة , و من الإبتدائية و إلى الجامعة كان السيّد الرئيس رفيقا لنا نذكره في مناهجنا وفي فترات إستراحتنا , وحتى في الحمامات كنّا نصادف صورته المقدسّة , لكن كنّا نقول من الحرام بمكان أن نجعل صورة هذا الطاهر في مواقع النجاسة !!!و في فترة خدمة العلم كانت صورة السيد الرئيس حاضرة , ويجوز للمواطن أن يسبّ الله ورسوله و ملائكته وعرشه و قرآنه لكن لا يجوز له مطلقا ذكر السيد الرئيس بأي نقيصة وإنّ ذلك يكلف ذاكر الرئيس بسوء الكثير الكثير , بين الإختفاء و القتل والدفن في المقابر الجماعية و كل وسائل التعذيب الوحشية يجوز إستعمالها في ذامّ السيد الرئيس أو منتقده , و عند موتنا ونحن نلحد لا نلقنّ الشهادة بحيث نلقى عليها الله , بل يقال لنا إذا جاءكم منكر ونكير فقولوا : السيد الرئيس ربنا و زعيمنا الأوحد ونبينا المرتجى . هذا في بلادنا حيث ملوكنا ورؤساؤنا أرباب من دون الله , أمّا في الغرب فالملك رمزي لا يحكم بل يتجول في الطرقات , فمنذ سنوات وأنا أعيش في السويد لم أشاهد البتّة صور الملك كارل غوستاف في الشاشات الفضيّة , غاية ما هناك أشاهده في العاشر من كانون الأول – ديسمبر من كل عام عندما يقوم بتوزيع جائزة نوبل كل سنة , و يجوز لي أنا الجزائري المقيم في السويد أن أذمّه وأنتقده بل أطالب بإلغاء الملكيّة إذا شئت و أنام مطمئن قرير العين لا أخاف دركا ولا أحزن , الملوك في الغرب يعيشون بين الناس ويتجولون في الشوارع , و يمكن لأيّ مواطن أن يحدد موعدا معهم ليراهم ويفطر معهم , ولا يلتقون كل صباح مع مدراء الأجهزة الأمنية ليحصلوا على جردة بأسماء المقتولين والمقموعين لتطمئن قلوبهم , و لا يلتقون بمدراء البنوك ليحولوا أموال النفط والغاز و أقوات الفقراء إلى حسابات خاصة بهم و زوجاتهم وأولادهم , ولا يلتقون برؤساء الحكومات ليغيروا هذا الوزير وذاك الوزير , وهذا البوّاب وذاك جامع الزبالة والقمامة من المستوعبات , فالملوك في الغرب لا يتدخلون في شيئ , أما في بلادنا فهم كل شيئ , الملوك والرؤساء هم بمثابة رأس الدولة و يديها ومفاصلها وأقدامها و أذرعها و خلاياها و نخاعاتها و كرياتها البيض والحمر , وهذا ما يفسّر لماذا تنهار دولنا بسرعة الضوء عندما ينهار ملوكنا وحكامنا إما موتا أو إسقاطا بفعل دبابة أمريكية , فهم الدولة و الدولة هم لقد غيبّوا المؤسسّات الحقيقية التي تحافظ على ديمومة الدولة وصيروتها بعدهم .
ملوكهم لا يحكمون شيئا وملوكنا يحكمون كل شيئ , ملوكهم يقرأون ثيرا وملوكنا لا يقرأون شيئا وقد حرمهم الله نعمة البيان ونعمة الكتابة والقراءة , إذا تكلموا بان جهلهم , و إذا كتبوا فالمصيبة أعظم .
ولأنّهم كذلك فهم يريدون رعيّة من سنخهم , فالقائد العظيم يوجد منطقيا الأمة العظيمة , والقائد الخائن الجاهل الأمي الأمني العسكري الطمّاع سارق أقوات الناس يوجد أمة هزيلة ضعيفة سريعة الإنهيار , وهذا ما يفسّر الإنهيار الشامل الذي يميزّ واقعنا العربي والإسلامي من طنجة وإلى جاكرتا !!!!
جزأرة السعودية
تمرّ المملكة العربيّة السعودية في الظرف الراهن بأزمة دقيقة و خطيرة للغاية قد يؤدّي عدم التحكم في مسبباتّها إلى إنتشار الزلزال الأمني في الخريطة السعوديّة من أقصاها وإلى أدناها ولا أحد يتمنى على الإطلاق أن يحدث هذا في أرض الحرمين .
وتذكرّني الأحداث التي عرفتها المملكة العربية السعودية ببدايات الأحداث في الجزائر حيث كان الرسميون الجزائريون يتوقعون أنّ الحريق الذي أعقب إلغاء المسار الإنتخابي الذي فازت فيه الجبهة الإسلامية للإنقاذ في كانون الأول – ديسمبر 1991 محدود ويمكن التحكم فيه .
وعندما كنت أكتب في الصحافة الجزائريّة عن قرب تحوّل هذا الحريق المحدود إلى براكين حقيقية تأتي على اليابس و الأخضر في بلد المليون شهيد كان البعض يتهكم على هذه النتيجة ويعتبرها تضخيما إعلاميا أبعد ما يكون عن الواقع الجزائري , و أكدّت الأحداث الجزائريّة أنّ الفتنة التي بدأت في الجزائر بحريق هنا وحريق هناك أنّ عدم قدرة السلطة الجزائرية على التعامل مع هذه الفتنة كان أبرز سبب لإتسّاع الحريق و إمتداده إلى كافة الولايات الجزائريّة , كما أنّ لجوء السلطة إلى خيّار المواجهة والإستئصال والعصا الفولاذيّة والغليظة و إغلاقها لكل أبواب ومنافذ الحوار مع خصومها كان أبرز سبب لإدامة الأزمة الأمنية في الجزائر والتي لم تخرج لحدّ الساعة من عنق الزجاجة .
وحتى لا تتكررّ الأحداث الجزائرية وجب على القيادة السعودية كما المعارضة السعودية كما جمهرة أهل العلم والصلاح والإصلاح في المجتمع السعودي الإلتفات إلى مجموعة أمور أراها ضرورية لوضعّ حد للأزمة المدفونة في رمال الحجاز والتي قد تطلّ برأسها في أي لحظة مهددّة أمن الملكة العربية السعودية في كل أبعاده.
فالقيّادة السعودية يجب أن تتحلّى بالحكمة في مواجهة هذه التحديّات وأن لا تغلّب الخيار الأمني على الخيار الحواري , ولا الخيار الإستئصالي على الخيار التصالحي , ويجب أن لا تأخذ كل الإسلاميين الناشطين في أرض المملكة والمحبين لدينهم وحضارتهم بجريرة ما فعله بعض الأشخاص المتأثرين بفكر تكفيري معيّن , ففي أرض المملكة العربية السعوديّة جمهرة كبيرة من أهل العلم والفقاهة و الإعتدال الذين يملكون رجاحة العقل و رقيّ المنطق والذين بإمكانهم مواجهة فكر الغلو الذي وجد أرضا خصبة في معظم البلاد العربية والإسلامية , ولعلّ أتباع هذا الفكر قد فقدوا رصيدهم بالكامل في الشارع السعودي عندما إستهدفوا الأطفال والكهول والمدنيين وهو ما ترفضه كل الشرائع والأديان ناهيك عن الشريعة الإسلامية السمحة , وعلى القيادة السعودية و خصومها الذين لجأوا إلى خيّار المواجهة الأمنية أن يعلموا أنّ هذه المواجهة تتقاطع مع الرغبة الأمريكية الباطنة والظاهرة بتمزيق السعودية و تعطيل مسيرتها و تجميد المشروع الإسلامي الحضاري فيها و جعلها تحترق وبإحتراق مركز العالم الإسلامي وأرض الحرمين ستتنكّب مسيرة العالم الإسلامي جملة وتفصيلا , وهنا يجب على القيادة السعودية أن تدع رجالات الإصلاح و المعوّل عليهم في هذه الأمور والذين أمتحنوا سابقا في دينهم وعقيدتهم ليلعبوا الدور الترشيدي والتوجيهي المطلوب خصوصا وأنّ الكثير من الشباب الذي حملوا السلاح ضدّ المملكة العربية السعودية يقرّون بأن هؤلاء ثقاة ومن أهل العقل والحجى .
وإعتماد قيادة المملكة على خيّار الحوار والمصالحة يجّر إلى مجموعة تبعات منها إطلاق سراح من لا يزال معتقلا من السنّة والشيعة في القطيف والدمّام والأحساء , وإقامة جسور تواصل مع كل الناشطين وربما الندوة التوافقيّة التي دعا إليها الأمير عبد الله بن عبد العزيز و شاركت فيها شخصيات سنية وشيعية كانت تشكلّ منطلقا لإقامة حوار حقيقي بين كل ألوان الطيف في المملكة العربية السعوديّة , وهذا الإنفتاح على قوى الداخل يجب أن يعقبه إنفتاح على قوى الخارج أيضا وتفهم ما يريده اللاجئون السعوديون في الخارج , لأنّ التجربة العراقية وغيرها علمتنا أنّ الإرادات الدولية كثيرا ما تنسج علاقات تستخدمها عند الحاجة مع هذا الكمّ الكبير من المعارضين في الخارج .
وعلى القيادة السعودية أن تعي أن عامل الوقت مهم للغاية فكلما أسرعت في خطواتها بإتجاه المصالحة الشاملة وأوجدت الأرضية لهذه المصالحة كلما أسرعت في إطفاء الحريق وبسرعة وهو المطلوب , لأنّ إتساع رقعة الحريق لن يأتي على أمن المملكة العربية السعودية فحسب بل على كيانها الإقتصادي و مستقبلها وهو ما تنتظره بفارغ الصبر إرادات دولية تعتبر المملكة العربية السعودية ينبوع الإسلام الذي سبب أزمات لها كما تعتقد هذه الإرادات .
وعلى المعارضة السعودية العسكرية أن تدرك أنّها بدأت بداية خاطئة و بدأت بمحاربة السلطة من خلال محاربة المجتمع والآمنين في أرض المملكة العربية السعودية , صحيح أنّ بعض الذين حملوا السلاح قد تحملوا كل المشّاق والعذابات في الزنزانات لكنّ الإسلام علمنا التفريق بين المصلحة الخاصة والمصالح الكبرى للإسلام والمسلمين .
و هنا لابد أن يلعب رجالات الفقاهة والإصلاح والتقوى في المملكة العربية السعودية دورهم في توعية بعض المستعجلين في تحقيق المراد الحضاري الإسلامي بأساليب خاطئة , وفي هذه الحالة الصبر مطلوب إلى أقصى درجة .
و إذا تقاطعت فعالنا مع الرغبات الأمريكية علينا أن نجمّد فعالنا لتفويت الفرصة على الأمريكان الذين يريدون تمزيق العالم الإسلامي شرّ ممزّق و تحديدا الجزء الذي يشكلّ قلب العالم الإسلامي و هو أرض الحرمين.
لا شكّ أنّ أي مسلم غيور على دينه وأمته يهمه أن تنطفئ الحرائق في العالم العربي والإسلامي في الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا والأردن والسعودية والسودان وكل الأقطار في أقرب الآجال لأنّ أهم مقوّض لحركة التنمية والتطور هو اللاإستقرار , و أهم محرض للقوى الإستعمارية للقدوم إلى جغرافيتنا هو اللاإستقرار أيضا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق