السبت، 29 أكتوبر 2011

رئيس بيرو: تجربة مصر فى استعادة الآثار يحتذى بها عالمياً

فى افتتاح المؤتمر الدولى لاستعادة الآثار للدول ذات الحضارات القديمة والذى بدأ أعماله فى بيرو أشاد د. مصطفى أمين -أمين المجلس الأعلى لشئون الآثار بدور الشباب فى حماية الآثار والتراث الحضارى الموجود بالمتاحف والمواقع الأثرية فى مصر مشيراً إلى قيام مجموعة من شباب ثورة الخامس والعشرين من يناير طواعية بتكوين سلسلة بشرية أحاطت بمبنى المتحف المصرى بالقاهرة لحمايته وتأمينه إثر الإنهيار الأمنى والفراغ الأمنى الذى شهدته القاهرة يوم الثامن والعشرين من يناير الماضى وقال فى كلمته أمام المؤتمر إنه لولا دور الشباب لتمت سرقة كنوز المتحف المصرى فى ظل هذه الفوضى الأمنية وغياب الأمن والشرطة فى ذلك اليوم، كما أشاد بدور القوات المسلحة المصرية التى أرسلت خبرة رجالها لتأمين المتحف المصرى والمواقع الأثرية المصرية المهمة.
وقال رئيس بيرو أنه يقدر دور القائمين على الآثار فى مصر وجهودهم فى مجال الحفاظ على التراث الحضارى واسترجاع الآثار المسروقة إلى بلادهم. وتقديراً لدوره فى مجال الآثار قام ألان جارسيا رئيس بيرو بتكريم رئيس المجلس الأعلى للآثار وتقليده "وسام الشمس" وهو أرفع الأوسمة التى تمنحها بيرو لشخصيات عالمية بارزة فى المجالات المدنية والعسكرية وذلك فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بحضور أكثر من عشرين دولة ويعد د. أمين المجلس الأعلى للآثار المصرى أول شخصية عربية تمنح هذا الوسام الذى يعد أقدم الأوسمة فى الأمريكيتين إذ يرجع تاريخه إلى عام 1821.
هذا وأشار أمين المجلس للآثار فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إلى أن إحدى الآليات المهمة فى استعادة الآثار هو قطع العلاقات الثقافية والعلمية مع أي معهد أو متحف يثبت لديه وجود قطع أثرية مسروقة ويماطل فى إعادتها موضحاً أن مصر نجحت بالفعل فى تطبيق هذه الآلية وأسفرت عن استعادة قطع أثرية مهمة من بعض المتاحف الأوروبية والأمريكية مثل متحف اللوفر الذى تم وقف عمل بعثته الأثرية العاملة فى مصر حتى تم استعادة الآثار المسروقة الموجودة لديه. كما أوضح أمام المؤتمر أن الاتفاقيات والتعاون الثنائى ومتعددة الأطراف من شأنه العمل على الحد من تهريب والاتجار فى الآثار المسروقة من البلاد الأصلية وفى هذا الصدد فإن مصر وقعت اتفاقيات تعاون مع تسع عشرة دولة من بينها دول فى أمريكا الجنوبية من بينها بيرو و بوليفيا والإكوادور وطبقاً لقوانين تلك الدول.كما أشار إلى تجربة مصر فى مجال إنشاء مخازن الآثار المؤمنة وتدريب الأفراد على أعمال الحراسة والتأمين وإلى تجربة مصر فى تطوير التشريعات الخاصة بحماية الآثار وتغليظ العقوبات ضد المعتدين أو السارقين للآثار أيضاً أكد اهتمام مصر بضرورة الحفاظ على حقوق الملكية الثقافية للدول ذات الحضارات العريقة بعد استنساخ مقتنياتهم الأثرية بعيداً عن الاتفاقيات الدولية المنظمة لذلك ومنها اتفاقية التجارة العالمية بخصوص حقوق الملكية الفكرية والثقافية للمنتجات الثقافية والفنية.
مضيفاً أن قضية استعادة الآثار المسروقة أصبحت قضية مهمة لكل الدول ذات الحضارات العريقة وأنه أنشأ أول إدارة خاصة بمتابعة ملف استعادة الآثار موضحاً أن الجهود المبذولة أسفرت عن استعادة أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية كانت قد سرقت منذ عقود وسنوات طويلة بفضل الإصرار على استعادتها وأيضاً بفضل التعاون مع المؤسسات الثقافية والأثرية العالمية مثل المعاهد والمتاحف والأفراد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق