السبت، 27 أغسطس 2011

لكن الأسد لا يزأر في دمشق شِبلُ الأسد ليس بالضرورةِ مـَلِكَ الغابةِ حتّى لو أوهمته فِئرانُها وأرانِبُها البريّة أنَّ عَرينَه عَرْشٌ لا يَفْنىَ،

لكن الأسد لا يزأر في دمشق؟؟؟؟

شِبلُ الأسد ليس بالضرورةِ مـَلِكَ الغابةِ حتّى لو أوهمته فِئرانُها وأرانِبُها البريّة أنَّ عَرينَه عَرْشٌ لا يَفْنىَ، وأنه ورثَ عن أبيه الـُملْكَ وحقَّ افتراسِ كل الكائنات الحيّة فوق الأشجار وتحتها وعلىَ حافة النهر.أسدُ دمشق ورثَ المـُلْكَ في ربع ساعة تحت قُبّة برلمانٍ يستخدم أعضاؤه الأيدي في المصافحة والتصفيق فقط، ولو أعلن رئيسُ مجلس الشعب بعد رحيل الأسد الأب أنَّ الأشبالَ يرثون الحـُكْمَ قبل الفِطام لـَمْا تردد في التصفيقِ عُضوٌ واحِدٌ!طبيبُ العيون الشاب لم يـَعُدْ قادراً علىَ الرؤية فالرياحُ المـُحَمَّلَة بِغُبارِ الغضَب تأتيه من الأردن واليمن والبحرين والجزائر والجماهيرية العُظمى فتخترق قلبَ العروبة النابض زنقة .. زنقة، فإذا سقط النظامُ الطائفي في لبنان فلن يكون له نصير في ضيعة فيروز، فكل الثورات العربية تطالب بالديمقراطية، أما ثورة الأَرز فيبحث أصحابُها عن انصهار مواطنين في وطن أعطى العربَ الموسيقى والغناءَ والجَمال ومشهيات الطعام، فجاستْ أجهزةُ الاستخبارات العربية والغربية والاسرائيلية في كل شبر من سويسرا الشرق.خمسون عاما من قانون الطواريء في سورية، ولا يزال ساكنُ القصر في دمشق يظن بأنَّ تجَـَمُّعَاً يَضُم عشرة سوريين قد يمثل تهديداً لأمْنِ الوطن، حتى لو كانوا يتحدثون عن آخر المسلسلات التلفزيونية!هل رأيتَ سورياً يستطيع أنْ ينظر في عينيّ ضابط أمن في مطار العاصمة أو علىَ الحدود مع الأردن أو العراق أو لبنان؟الوحيد الذي تمكن من البحلقة في عيون مُستقبليه كان إيلّي كوهين ، فتمكن بعد وصوله بعدة سنوات من الوصول أيضا إلى الرجل الأول في حزب البعث العربي الاشتراكي، رغم فلسفة ميشيل عفلق عن الحذر من رجال تل أبيب!النظامُ السوري يساعد رسول الصحراء المجنون لابادة شعبه الليبي العظيم، فما الذي يربط بين سيد القصر في دمشق و .. سيد الخيمة في باب العزيزية؟الثاني يختطف ضيوفه، أما الأول فيختطف جيرانَه و .. مُواطنيه!الأول يقنع ضيوفَه في المخيمات الفلسطينية أو السجون أن الوطن السجن حماية لأمةٍ عربيةٍ واحدةٍ، ذاتِ رسالةٍ خالدة، والثاني يُلقي بهم في صحراء السلوم إذا غضب عليهم، ويستبدل بهم ضيوفا سُمْرَ الوجوه جاءوا ليعيشوا في كـَنَف مَلِك ملوك أفريقيا.في نظام الأول دفنتْ سرايا الدفاع مئات السوريين في مقبرة جماعية بعد تصفيتهم، أما نظام الثاني فاكتفىَ بتصفية مئات من معارضيه في سجن أبو سليم دونما حاجة لسرايا من اللجان الشعبية.الثاني يرى أنَّ مَنْ تحزّب فقد خان، أما الأول فيؤمن أنَّ مَنْ خان فهو ليس حِزبيا!الأول تحالف مع كل أطراف الحرب الطائفية في لبنان ضد خصومها، والثاني طلب منهم أن ينتحروا، وتساقطت دموع التماسيح على وجهيّ القائد المهيب والقائد المفكر، ودفع الليطاني ثمنا غاليا للفرات و .. للاصطناعي العظيم.الأول لم يُحرك شعرة واحدة في رأس أي قائد عسكري صهيوني، فالجولان أكثر هدوءا من شوارع آيسلندا صباح يوم الأحد، والثاني أقنع نتنياهو أن العرب ظاهرة صوتية.الأول يتحالف مع الإمام الإيراني، والثاني اختطف الإمام اللبناني!الأول لديه أجهزة أمن تستطيع أن تستدعي مَلَكَ الموت لقبض روح السوريين كلهم في وقت قصير، والثاني يقوم فعلا بتحرير ليبيا من سكانها في وقت أقْصَرّ، ويراهن على أنه الأكثر دموية!ماذا لو سقط الأُسُود الثلاثة في صنعاء ودمشق وطرابلس الغرب في أيام معدودات؟أغلب الظن أن قلوب آلاف من العرب ستتوقف من الفرحة والبهجة والسعادة، لكن لو بالغت في أحلامي، وتمنيت سقوط البشير وبوتفليقة معهم، فلست مسؤولا عن قلوب ضعيفة لا تتحمل مزيدا من الفرح!شهر ابريل سيفقد كذبته الشهيرة، وسقوط طاغية خلاله سيهزم الباطلَ بالضربة القاضية، لكنني متفائلٌ بانتهاء عصر طاغيتين، وأخشى علىّ قلبي من الفرحة بسقوط الثالث في نفس الشهر.السوريون على موعد مع الحرية، وأجهزة الأمن التي صنعت جحيما في أقبية السجون والمعتقلات لن تجد ملاذا آمنا من غضب السوريين إلا بالتوجه إلى تل أبيت، وطلب اللجوء السياسي، فزبانية التعذيب حملوا معهم دائما روحَ إيللي كوهين.أيها السوريون،جنة الخلد تحت أقدام الثوار، ونزعُ الخوف ليس له غيرُ طر يقٍ واحد: الشعبُ يريد اسقاطَ النظام!لا يصحُّ ، عقليا ومنطقيا وثوريا ووطنيا وقوميا، أن يثور العرب كلهم قبل السوريين، فالشعب السوري كان دائما صانعَ الغضب، وقد آن الوقت الذي يُغطي هديرُ الجماهير الحرة، والوحدوية، والمؤمنة بالله والوطن والكرامة سوريةَ من لاذقيتها إلى طرابلسها، ومن حلبها إلى حِمْصها، ومن دمشقها إلى (حَماة) الحزن التي أحياها أملُ سكانها بعد موتها بأيدي سرايا الدفاع.عندما ينسى السوري أنه سُنّي أو شيعي أو علوي أو كردي أو مسيحي، وتبقى الكرامة حاملة الهوية السورية فقط، فإن طريقَ سقوط النظام يصبح أقصر الطرق إلى تحرير الوطن .. السجن.وسلام الله على سورية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق