الأربعاء، 24 أغسطس 2011

الإسلام ليس هو الحل!!????????

الإسلام ليس هو الحل!!

هذه هي رؤيتي بشان هذا الشعار ...لأنه لايحل مشكلة البطالة ولا ينعش الاقتصاد؟؟!!

تَمور الساحة الفكرية والثقافية والصحافية العربية منذ أعلن «إخوان مصر» برنامجهم لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى 2010، بالدراسات والنقاشات بالغة الأهمية حول الإصرار على اتخاذ «الإسلام هو الحل» شعارا انتخابيا للجماعة، علما بأن هذا هو شعارها المرفوع منذ ربع قرن في إطار تحركاتها السياسية، وقد أكدت – في موقعها الإلكتروني 9/5/2010– أنها تخوض الانتخابات تحت هذا الشعار إيمانا منها بضرورة القيام بالواجب الشرعي لتحقيق الإصلاح الشامل، وإزالة التعارض المزعوم بين مبادئ الشريعة وبين الدولة المدنية الحديثة، وترسيخ مبدأ الحرية لكل إنسان، والدعوة إلى قيام حكم رشيد قائم على العدل والمساواة بين جميع أفراد الأمة»، وهي أربع نقاط لا تخرج عن كونها أسسا لتقديم مشروع فكري إسلامي نهضوي لا علاقة له بالسياسة ولا بالانتخابات. ...لا خلاف على الدور التاريخي الذي لعبته جماعة الإخوان المسلمين في مصر والمنطقة العربية والعالم الإسلامي في إحداث الصحوة الإسلامية المعاصرة بإيجابياتها وسلبياتها، كما لا خلاف على أحقية كافة الأحزاب السياسية والتكتلات الوطنية في خوض الانتخابات في بلادها تحت الشعار الذي تريد، ولكن الخلاف يَنْصَبّ على استخدام هذا «الشعار» بالذات سياسيا وانتخابيا، وعلى المفاهيم الأربعة السابقة التي حددتها الجماعة في إطار شرحها للهدف من استخدام هذا الشعار، وعلى دور الحركات الإسلامية في الحياة السياسية، وتركيزها على الوصول إلى الحكم باعتباره -من وجهة نظر معظمها- الوسيلة الرئيسة لتغيير الأوضاع في المنطقة العربية، كما ينصب الخلاف على الموقف بالغ السلبية للجماعة نفسها من حركة النقد والنقاش التي تقوم حول هذا الشعار وغيره مما يتعلق بقضايا ما يسمى «الإسلام السياسي». راجع مقالات كبار الأعضاء في الرد على ما كُتب ومن كَتَب حول الموضوع، فضلا عن الخلاف القائم المحوري الأساس والمتركز حول ما إذا كان «الإسلام» هو الحل؟ فعن أي «إسلام» نتكلم؟ وكيف يكون «الإسلام « هو «الحل» أو «حلاً»؟ وما هي بالضبط المشكلات التي يمكن أن يكون «الإسلام» حلاً لها اليوم بالشكل الذي يطرحه هذا الشعار؟! بالضبط كما فعل «حزب الله» اللبناني إذ ادعى أنه حزب الله، وبدا بذلك وكأنه قد أخرج كل من سواه إلى دائرة حزب آخر مذكور اسمه في نفس الآية القرآنية التي اشتق منها اسمه!! فقد ادعى الإخوان في مصر بأنهم القيّمون على حل مشكلات الأمة اليوم باسم الإسلام الذي ينتسبون إليه «حزبياً». كان ينبغي لمن يرفع مثل هذه الشعارات أن يعرف مبقا أنه إنما يتعامل مع شعارات تهمّ الأمة، بل هي ملك للأمة، ولا يحق لأحد كائناً من كان أن يحتكرها في مناسبة تنظيمية أو انتخابية أو سياسية أو حتى دعوية، من حق الأمة بكل طوائفها ومذاهبها واتجاهاتها الفكرية والسياسية والدينية أن تبحث في هذا الشعار وتفند مصداقيته وأهلية استعماله في هذا السياق أو ذاك، من حق الأمة أن تقبل أو ترفض استعمال هذا الشعار، لأن هذا الشعار لا يمكن أن يكون حكرا على أحد، إنه ملك لأمة، بمعنى «الأمة» الممتد بشُعبه الثلاث، العقائدي والتاريخي والإنساني. ولا ينبغي والحال هذه على جماعة الإخوان المسلمين هنا في مصر أن ترفض النقد ولا أن تعتبره مُرُوقا وفحشا وجورا يقوم به «أصحاب الأقلام المأجورة من أعوان السلاطين»! فمن استعمل شعارا عاما من «أملاك» الأمة كان من حق الأمة عليه أن تحاسبه على استعمال هذا الشعار وتناقشه فيه، وتشاركه في مهمة استيعاب استعمالاته وأبعادها السياسية والفكرية وحتى الدينية منها. وعودة إلى البرنامج الانتخابي للإخوان فإننا نجد في صحيفة «الشروق» ونقلا عن الجماعة: «لقد جاء خوض هذه الانتخابات تأكيدا لاحترام إرادة الأمة، وتحقيق الفصل بين السلطات، والتداول السلمي للسلطة.. استقلال القضاء.. حرية تكوين الأحزاب.. حق إصدار الصحف.. محاربة الفساد والاستبداد... رفض القوانين المقيدة للحريات.. تخفيف الأعباء عن المواطنين» كما نجد أن هذا البرنامج يناقش ملفات مقومات الإصلاح من وجهة نظر الجماعة: «السياسة الداخلية والخارجية، الأمن، القضاء، الاقتصاد, الفقر والبطالة، الصحة، التعليم، البحث العلمي، الاتصالات، السياحة، الزراعة والصناعة، المؤسسات الدينية». والسؤال الذي يجب أن يطرح نفسه في هذا المقام وعلى كل أحد، ليس «ماذا يجب أن نعمل»؟! فما يجب أن نعمل من خلال هذا البرنامج الانتخابي الذي يعتبر صورة طبق الأصل من كل البرامج الانتخابية في المنطقة العربية – على الأقل - فما ينبغي أن نعمله ينحصر في كلمات: كالترشيد، والإصلاح، والتفعيل، التبني، وإعادة النظر، والتحسين، والإعمال، والتقديم. السؤال الذي يجب أن يطرح ليس «ماذا يجب أن نعمل»؟ ولكن « كيف نعمل»؟ وما هي الخطط العملية الواقعية العلمية التي يجب أن يتبعها حزب من الأحزاب أو جهة من الجهات لنقل الشعارات والأطروحات إلى الواقع الملموس المعاش؟ والسؤال الآخر هو: «ما علاقة الشعار المرفوع من قبل أي حزب من الأحزاب لسياسية ببرنامج الحزب المطروح على الشعب»؟ وفي حالتنا هذه ما علاقة شعار «الإسلام هو الحل» ببرنامج مثل هذا البرنامج؟!لا يختلف اثنان على أن مما يطلبه الجميع في المنطقة العربية - على سبيل المثال - «إعمال الزكاة والوقف بشكل حضاري وإعادة توزيع الدخول» ولكن ما لا يعرفه ولا يفهمه ولا يستوعبه أحد هو كيف يمكن تفعيل موضوع الزكاة اليوم في مجتمعات تقوم على الطبقية والعنصرية والاستئثار والرشوة والنهب؟ ويقوم اقتصادها على مسخٍ متولدٍ من زواج سِـفاح بين اشتراكية مشوهة ورأسمالية متوحشةٍ خاصةٍ بواحد في المليون من المواطنين الذين لم يفيدوا من ميزات الاشتراكية ولا تمتعوا بمردودات الرأسمالية. كيف يمكن في مجتمع كهذا «تبني سياسات تهدف إلى حل مشكلة لبطالة تتلخص في إعادة تشغيل الطاقات المهدرة؟» علماً بأن هذه الطاقات المهدرة تقدر بعشرات الملايين، ما هي هذه الوسائل والسياسات؟ وكيف يمكن لحزب أو جماعة تطبيق هذه السياسات؟ ما هي الخطوات الواضحة والعلمية والمنطقية -أي التي تتطابق مع العقل والقدرة والإمكانات والواقع- التي سيتبعها هذا الحزب أو ذاك في سبيل الوصول إلى هذا الهدف أو ذاك ضمن إطار برنامج انتخابي ما؟ وما هي علاقة «الإسلام» كدين وشريعة بأن يكون حلا لمثل هذه المعضلات المطروحة على الساحة العربية اليوم؟! وما هي طريقة الوصل بين الشعار والبرنامج والتي عليها المُعول للخروج من الأزمة؟. ليس الهدف من هذه التساؤلات توجيه الاتهام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وإن كنت قد أشرت إلى برنامجها الانتخابي كمثال للدرس، لأنها الجماعة الأم التي تولدت عنها كل الحركات الإسلامية المعاصرة بكل توجهاتها، وليس القصد القيام بمهاجمة الجماعات والحركات الإسلامية التي ترفع هذا الشعار الإسلامي «الخطير» في برامجها وحملاتها الانتخابية، وليس الغرض التشهير والتشكيك والتعريض، ولكنها الرغبة الصادقة في تفنيد صلاحية شعار «الإسلام هو الحل» كراية انتخابية للجماعات والحركات الإسلامية، لأنه وكما يُقدم اليوم وبهذه الطريقة ليس إلا شعارا «فضفاضا» وكلمة «فضفاض» هنا تؤدي نصف المعنى الشرعي؛ فهو ساتر سابغ، لكنه يشِفّ ويصِف، فهو يصف فقرنا المدقع إلى التفكير ملياً في دور الحركات الإسلامية في هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة التي نعيشها، وصلاحية استعمال شعارات بمثل هذا البريق للإعلان عن الرغبة والنية في إصلاح مشهد مثل المشهد الذي يرسمه واقع المنطقة العربية اليوم. «الإسلام هو الحل» شعار براق في سياق شعارات براقة أخرى فشلت في تحقيق شيء للمواطن والوطن والمنطقة والأمة، لأن هناك خللا ما في فهمنا ورفعنا للشعارات، شعار براق يُعمي بريقه عن واقع مصداقيته، ليس لأننا لا نؤمن بأن الإسلام هو الحل، ولكن لأننا لا نؤمن بقدرة رفع الشعارات -كائنة ما كانت- على إحياء الأمم دون خطط مدروسة حقيقية واقعية منطقية عملية علمية تدل الشعوب على الخطوات التي يجب عليها السير فيها لإحداث التغيير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق