الخميس، 17 أكتوبر 2013
لابتزاز الأمريكي فى مواجهة الكبرياء الوطنى
(٢) المشكلة ليست فى
حالة الضعف التى تعانى منها الإدارة الأمريكية الآن، وإنما فى ضعفنا نحن العرب..
فى عجزنا وفشلنا وعدم قدرتنا على النهوض والتقدم والمقاومة والتحدى.. الأمر مرتبط
بمصر صاحبة القيادة والريادة على المستويين الإقليمى والدولى، لكنها ليست فى عافية
بالقدر الذى يجعلها قادرة على استعادة دورها فى الظروف الراهنة، والأسباب معروفة
وواضحة لكل ذى عينين.. جرت عليها عوامل التقهقر والتراجع منذ عقود، حيث نخر فيها
سوس الفساد والاستبداد، والرشوة والمحسوبية، والمداهنة والتملق والتسلق، إضافة إلى
الثالوث المدمر؛ الجهل والفقر والمرض.. هذا بالإضافة إلى أن لدينا قوى فى الداخل
حريصة على إضعاف وإنهاك مؤسسات الدولة؛ الجيش والشرطة والقضاء والحكومة، بل
والاستعانة بالإدارة الأمريكية لتحقيق ذلك.. نسوا -أو تناسوا- ما فعلته الإدارة
الأمريكية فى أفغانستان، وما ارتكبته من حرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية فى
العراق.. نسوا ما قامت به من تفكيك مؤسسات الدولة على يد بول بريمر، وممارسات
جنودها فى سجن أبوغريب.. نسوا -أو تناسوا- تأييدها الكامل ودعمها المعنوى والمادى
للكيان الصهيونى فى كل ما قام ويقوم به من مذابح وتطهير عرقى للشعب الفلسطينى،
واستيلاء على مزيد من الأراضى فى فلسطين، فضلا عن تهديده الدائم والمستمر لأمننا
القومى.. لكن، لا بأس، طالما أن هذه الإدارة سوف تقف إلى جوارهم فى الوصول إلى
السلطة، أو فى استعادتها حال فقدانها(!)
(0) لقد جن
جنون الإدارة الأمريكية يوم أزيح الإخوان عن السلطة فى ٣ يوليو.. فقدت اتزانها
وطاش صوابها.. أطاحت ثورة ٣٠ يونيو بأحلامها وأمانيها، خاصة فيما يتعلق بخطط
وبرامج أمن وأمان الكيان الصهيونى وضمان توسعاته على حساب فلسطين والمنطقة
العربية.. كما أن الثورة أضاعت عليها فرصة صراع مذهبى كانت تعد له بقوة، بين محور
سنى تقوده مصر -أو بالأحرى الإخوان المسلمون- فى مواجهة آخر شيعى، وذلك لمصلحة
المشروع الأمريكى/ الصهيونى، الذى ما برح يستهدف مزيدا من تفكيك المنطقة وتركيع
الأمة والسيطرة على مقدراتها والقضاء على خصوصيتها الثقافية وطمس معالم تراثها الحضارى..
من هنا كان وقوفها أو عداؤها لثورة ٣٠ يونيو، وللجيش المصرى.. وقد بذلت ضغوطا
كبيرة لإعادة مرسى والإخوان إلى سدة الحكم، واتبعت فى ذلك وسائل عدة.. فى الآونة
الأخيرة بدأ الحديث عن قطع المعونة عن مصر، بالتزامن مع محاولات إشاعة الفوضى
وإثارة القلاقل واستنزاف الدم المصرى، سواء كان من الجيش والشرطة من ناحية، أو من
الإخوان ومناصريهم من ناحية أخرى.. أعتقد أننا لسنا فى حاجة إلى المعونة
الأمريكية، فاستقلال إرادتنا وكبرياؤنا الوطنى فوق أى ضغط أو ابتزاز.. كما أن
القضاء على مظاهر الفوضى والعنف والإرهاب أوشك أن يصل إلى محطته الأخيرة.. المهم
أن نعمل جاهدين على استتباب الأمن وفرض هيبة الدولة فى كل أرجاء الوطن داخل إطار
سيادة القانون، إذ لا يمكن لأحدهما أن يعمل بمعزل عن الآخر.. كما أنه لا قانون دون
تحقيق عدالة عاجلة وناجزة
(1)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق