الجمعة، 6 يناير 2012

دماء على أيادٍ ملوثة

حقاً أن الجيش ركب على الثورة وأصبحت يده ملطخة بدماء الأبرار وأبناء مصر الأوفياء وهم من المخلصين لهذا الوطن الغالى والذين كانوا يستحقون الأوسمة بدلاً من سفك دمائهم لتروى ظمأ الأرض العطشى للحرية والأمان النفسى والاجتماعى.. دراكولا العصر "مبارك" امتص دماء أبناء الوطن كثيراً وتلذذ بصرخاتهم وآلامهم وأوجاعهم وآهاتهم ونحيبهم إرضاء لغروره وغرور نظامه الذن صعدوا على جماجم المظاليم طوال العهد البائد فكنا نرى ابن الوزير وزيراً وابن القاضى مستشاراً وابن اللواء ضابطاً ومن هم فى الحضيض يخلفم أبناءهم فى أسفل ردهات التاريخ فلا ينهضون جوعاً، ولا يقيمون وزناً لحياتهم ظناً أنهم كالصراصير مأواهم المجارى والقاذورات التى ولدوا وتربوا عليها وإذا نهض منهم أحداً ليصعد فلا مجال لخروجه من هذه البوتقة سوى المواسير، فيكون الصعود إلى الهاوية!
ظننا أن الجيش هو المأرب الوحيد والسند الأول والأخير للهروب من وطأة الاستعمار المحلى لنفس المصريين واستعبادهم والحصار المفروض على حقوقهم وأموالهم ولكن كانت الطامة الكبرى أن حامى الحمى والذى ظننا أنه كذلك هو الذى اعتدى على شرف "البدلة" العسكرية ليظفر بالغنيمة وحده وينفرد بأرض الوطن وصار بين عشية وضحاها وحشاً تلوك أنيابه من يعترض طريقه أو يقف أمام أطماعه السلطوية .. اعتدى على شباب الوطن الذين أمنوه على أرواحهم وأرضهم وأعراضهم.. حارب أحلام الأقباط فى مسعاهم للقضاء على قانون دور العبادة القديم والسماح لهم ببناء دور عبادة يتعبدون فيها ويقيمون شعائرهم وكان الحصاد كبيراً من أبناء الوطن فى موقعة ماسبيرو وسفكوا دماء المصريين بعتاد الآلة العسكرية وأسقطوا القتلى، وفى شارع محمد محمود لم يختلف الأمر كثيراً ولا فى شارع مجلس الوزراء ولم تأخذهم الرأفة حتى مع أبناء التحرير الذين ساقوا لهم شرعية حكم البلاد بالتخلص من حكم الطاغية مبارك.
الزمن ليس ببعيد وفى ذكرى الثورة ستكون هناك ثورة جديدة للقضاء على قوى البغي وأذناب النظام الغاشم البالى وستعود مصر لأبنائها بعد أن يرحل المجلس العسكرى مجبراً عن موقع حكم البلاد بعد أن خانوا الأمانة مع ميدان الحرية والمعروف باسم "ميدان التحرير".. حتماً سيرحل الجيش ويعود إلى ثكناته وتعود مصر لنا نختار لها عاهلاً مخلصاً محباً للبلاد وأبنائها.. ففى ذكرى الثورة سنرى ثورة جديدة على الغلاء والظلمة من رجال الشرطة وعتاة العسكر.
ناجى هيكل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق