الثلاثاء، 12 يوليو 2011

حالة الغضب من الحكومة والمجلس العسكري معا، بسبب ما يعتبره المتظاهرون فشل عصام شرف في تلبية

مطالب الثورة، والمطالبة بإقالته، وإعطائه مهلة لتنفيذ مطالب الثورة التي تلاها في ميدان التحرير صديقنا جورج اسحق وهي: 'حظر محاكمة المدنيين عسكرياً والإفراج الفوري عن جميع المدنيين الذين حوكموا عسكريا، وإعادة محاكمتهم أمام القضاء المدني، وإلغاء قوانين تجريم الاعتصامات والاضرابات السلمية وقانون الأحزاب الجديد وقانون مجلس الشعب، لتعارضها جميعا مع أهداف ومطالب الثورة، وتخصيص دوائر قضائية خاصة من القضاة الطبيعيين لنظر قضايا قتل الشهداء والفساد السياسي والاقتصادي لمبارك وأعوانه ومحاكمتهم في محاكمات علنية منظورة امام الرأي العام، وتلبية جميع الحقوق المشروعة لأسر الشهداء ومصابي الثورة، والعمل على استرداد أموال وأملاك الدولة المنهوبة في الداخل والخارج.
وتعيين وزير داخلية مدني وإعادة هيكلة الوزارة واستبعاد ومحاكمة الضباط المشاركين في جرائم التعذيب واخضاع الوزارة لإشراف قضائي كامل، وحل الاتحاد العام لعمال مصر بتشكيلاته الثلاثة تنفيذا لأحكام القضاء، وإعداد مشروع موازنة جديدة يلبي الحاجات الأساسية للطبقات الشعبية، وعلى رأسها رفع الحد الأدنى للأجور الى الف ومئتي جنيه شهريا وتحديد حد أقصى للأجور لا يزيد على خمسة عشر ضعف الحد الأدنى، وربط الأجور بالأسعار، والتطهير الفوري لمجلس الوزراء وجميع مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الإعلام من رموز النظام السابق ومنع قيادات وأعضاء الحزب الوطني المنحل من المشاركة في الحياة السياسية لدورتين انتخابيتين'.
واجتمع عصام شرف مع ممثلين لائتلافات الثورة وتعهد بتنفيذ المطالب، وقد اتصلت الإعلامية هالة سرحان مقدمة برنامج - ناس بوك - على قناة روتانا مساء الأحد، بأحد الشباب الذين حضروا المقابلة، وقال لها، انهم سألوا الدكتور عصام:
- هل هناك ضغط عليك؟ فصمت.
وأما وزير الداخلية منصور العيسوي فصرح بأنه لا رئيس الوزراء الذي يصدر قرارات بشأن ضباط الشرطة، ولن يتخذ أي إجراء غير قانوني، وإلا سوف يقدم استقالته، وأن حركة التنقلات الواسعة والتغييرات ستصدر يوم الأربعاء، وصدور قرار من المستشار أحمد إدريس مستشار التحقيق المنتدب من وزارة العدل للتحقيق في قضايا وزارة الزراعة، بإصدار أمر ضبط، وإحضار وزير الزراعة الاسبق الدكتور يوسف والي لاتهامه بادخال مبيدات مسرطنة، ونجاح الجيش في فتح طريق السويس - العين السخنة بعد إغلاق المتظاهرين له، واستمرار الاعتصامات في السويس وحمل المتظاهرين أكفانهم، واستمرار محكمة الجنايات نظر قضية لوحات السيارات والتربح منها والتي يحاكم فيها كل من وزير الداخلية حبيب العادلي المحبوس، وخفيف الظل الهارب الدكتور يوسف بطرس غالي، وزير المالية، ومعهما رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف، وكاد محاميه وجيه نجيب ان يبكي وهو يقول للمحكمة: 'والمسيح الحي احمد نظيف مالهوش فيللتين، ده راجل مش لاقي ياكل'.
وحضور المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري حفل تخريج دفعة جديدة من القوات الجوية. ولدينا غدا إن شاء المولى، الكثير عن مبارك:


مطالب بالتأكد من عدم تزوير
حالة مبارك الصحية لمنع محاكمته

أما عن آخر أخبار الحالة الصحية لمبارك فقالت عنها 'الأخبار': 'أكد د. أشرف حاتم وزير الصحة أن صحة الرئيس السابق حسني مبارك لم يطرأ عليها أي تغيير خلال العشرة أيام الأخيرة، ونفى ما تردد من شائعات عن توقف قلبه عن العمل وقال ان مبارك يعاني من ضعب عام يتناسب مع المرحلة العمرية الخاصة به، وقالت مصادر طبية بمستشفى شرم الشيخ الدولي أن حالته النفسية تزداد سوءا، وقد حضرت امس هايدي زوجة نجله علاء وبصحبتها ابنها لزيارته وقضيا معه بعض الوقت، وأكدت المصادر ان حالة الرئيس السابق الصحية تزداد سوءا يوما بعد يوم وان الفريق الطبي المشرف على علاجه أوصى بسرعة حضور الطبيب الألماني لمتابعة حالته الصحية وإجراء منظار له في مكان الجراحة التي أجراها الرئيس السابق في ألمانيا خوفا من تجدد الأورام، وقد قامت إدارة المستشفى بارسال التقرير الطبي عن حالة الرئيس السابق الى وزارة الصحة'.

اولى جلسات محاكمة مبارك في 3 أغسطس

والى ردود الأفعال التي لا تريد أن تتوقف عند حد، أو يهدأ أصحابها، على مبارك وأسرته ورجال نظامه، طالما ان الناس لا تراه مسجونا، أو في المحكمة أو مشنوقاً، وكذلك الأمر بالنسبة لأسرته ورجال نظامه، وهم يتعجلون هذه النهايات، ويتمنون رؤيتها قبل أن يتوفاهم رب العرش، ولهم في ذلك مذاهب وآراء، فمثلا نشرت 'الوفد' يوم الخميس الماضي تحقيقا لزميلنا جمال عبدالمجيد جاء فيه: 'جاء قرار النيابة العامة بالإحالة، وحدد رئيس استئناف القاهرة السيد عبدالعزيز عمر دائرة المستشار أحمد رفعت لبدء محاكمة مبارك التي تنظر أولى جلساتها 3 اب/أغسطس القادم وحدثت المفاجأة التي لم يستوعبها الشارع حتى الآن والقضاة على حد سواء، حيث تم ضم اتهام مبارك بقتل المتظاهرين إلى قضية حبيب العادلي المتهم أيضا بذلك لظروف تشابه الوقائع وليفاجأ الجميع بأن مبارك سيحاكم في هذه القضية الخطيرة التي تصل عقوبتها إلى الإعدام أمام المستشار عادل عبدالسلام جمعة، رجل النظام الأول وبلا منازع الذي كان يتلقى تعليماته من جهاز مباحث أمن الدولة، المستشار محمد حامل الجمل رئيس مجلس الدولة الأسبق يؤكد بلهجة واثقة، أعتقد بوجود اتفاق بين مبارك والنيابة لتعطيل الفصل في الاتهامات الموجهة إليه، من خلال التقارير التي تصلها عن حالته الصحية، فغالباً تلك التقارير التي ترد إلى النيابة العامة تصف حالة مبارك بالسوء وعدم قدرته على المثول أمام المحاكمة، فإذا ثبت عدم صحة هذه التقارير وتزويرها، فإن ذلك يمثل جريمة تعطيل العدالة.
وعن ضم اتهام مبارك بالتحريض على قتل المتظاهرين إلى قضية تزوير داخليته قال: هذا الضم يساعد على عدم إنجاز محاكمة مبارك، وإن كانت تهمة العادلي ومبارك واحدة، ويؤكد المستشار الدكتور وحيد محمود رئيس محكمة الاستئناف السابق تصدي المستشار عادل عبدالسلام جمعة لمحاكمة مبارك بعدما قيل ان علاقته بالنظام السابق يوجب عليه التنحي بمحض إرادته'.

محامي مبارك موضع سخرية من الجميع

ومن رئيس المحكمة المستشار عادل عبدالسلام إلى محامي مبارك، فريد الديب الذي تعرض في مجلة 'روز اليوسف' إلى هجوم عنيف من حمادة حسين، وتشبيهه بمحامي دنشواي إبراهيم الهلباوي الذي كان رئيس المحكمة التي حاكمت الفلاحين المصريين وأصدرت عليهم أحكام الإعدام: 'لو مددت تصريحات فريد الديب على استقامتها، فإن مبارك رئيس فاضل، مظلوم ربما أن خطيئته الوحيدة أنه حكم أمة استعذبت نفاق الحكام منذ أيام الفراعنة حتى أصبح جزءا من مكونها الثقافي أولاده مميزون بالفطرة وطبيعي أن يترجم هذا التميز في ثرواتهما ووالدتهما تستحق بجدارة لقب 'أم المصريين'، ولو كان الشعب المصري بالرقة التي يتعامل بها مع نظام مبارك فائق الفساد والوحشية لغفر لإبراهيم الهلباوي جريمته المعتقة منذ مئة عام وربما وضعه في قائمة الأبطال، ذلك أن عدد ضحاياه لم يصل خمس عشرة فيما يقدر ضحايا 'الديب' حال صدمتهم في نتائج المحاكمات بالملايين، الأمر الذي يرشح الديب للقب 'جلاد الشعب' متفوقاً على المحامي الأشهر إبراهيم الهلباوي الذي وصمه المصريون بـ'جلاد دنشواي'، الديب يدافع عن مبارك في ثلاث تهم، هي مع وزير البترول الأسبق سامح فهمي في تصدير الغاز لإسرائيل بأسعار زهيدة، كذلك يدافع عن بقية أفراد أسرة مبارك، هذه القضايا تدخل الديب في أقوى صدام مع الأغلبية الساحقة الغاضبة لمجرد قبوله الدفاع وتبرئة الرجل الذي أذلهم سنين طويلة أصلاً، والتي تنتظر - فقط - الحكم المشدد عليه.
ثلاثون سنة، عاشها إبراهيم الهلباوي مطاردا بعاره لم يغفر له المصريون رغم محاولاته المستميتة للتكفير عن خطيئته، حتى إنه تطوع للدفاع عن إبراهيم الورداني الذي اغتال بطرس غالي رئيس المحكمة التي أصدرت أحكام دنشواي، أدان نفسه في المرافعة لكن الناس لم تنس خطيئته وأصبح الرجل الذي كان علامة للتباهي مثل مرض معد يخاف الاقتراب منه أو حتى ذكر اسمه، يحيى حقي عبر عن هذه الحالة: لا أعرف أحدا من ساسة مصر تجرع منه العذاب علقماً كأساً بعد كأس سنين طويلة'.

لماذا لم يغادر مبارك واسرته مصر؟

لكن أعنف هجوم كان يوم الأحد لزميلنا في 'الوفد' علاء عريبي، الذي أبدى دهشته من عدم مغادرة مبارك وأسرته مصر، فراراً مما يمكن أن يحدث لهم، وشبهه، بالمرأة الزانية التي اعترفت للرسول، صلى الله عليه وسلم بأنها زنت - فقال وهو في دهشة من أمر مبارك: 'خيار مبارك هذا يجب ألا يمر مرور الكرام، وعلينا أن نشهر العشرات من علامات الاستفهام: لماذا قرر الرئيس مبارك الانتحار؟ هل من المنطقي أن يقرر البقاء رغم مخاطر السجن أو الإعدام؟ هل اعتزم الاستسلام لأمر الله عز وجل ومشيئته؟
هل اختار مصير المرأة التي زنت واصرت أن يطبق عليها الرسول الحد؟ هل تمثل شخصية المسيح عندما استسلم لأعدائه؟ هل تمثل شخصية المسيح عندما استسلم لأعدائه؟ هل حسني مبارك بهذه الشجاعة؟ هل هو مؤمن إلى هذه الدرجة؟ وماذا عن أسرته؟ لماذا أصر على بقائهم؟
ولماذا وافقوا هم على البقاء؟ هل حبا واستجابة لرغبة والدهم؟ هل لإيمانهم بنظافة أيديهم؟ لماذا قبل أولاد مبارك فكرة الانتحار؟ لماذا اختاروا احتمال 'ربما' السجن أو التنكيل أو الموت؟ أعتقد والله أعلم أن مبارك ليس بشجاعة المرأة التي أصرت على تطبيق حد الله، ولا بذهنية أو قدرات المسيح ولا مجنونا لكي يختار البقاء المساوي للانتحار؟ وأعتقد كذلك أن أولاده يتحلون بعقلية منضبطة وسوية، ومن المستحيل أن يختاروا الانتحار وهم يمتلكون خيار الحياة الرغدة في بلدان المنفى لهذا لم يتبق أمامنا سوى أن نسأل المجلس العسكري: ما هو نص الاتفاقية التي تشمل العادلي ورشيد وعز وسرور والشريف وغيرهم من قيادات النظام السابق؟'.

إبراهيم عيسى يشكك
بتصرفات المجلس العسكري

وإلى المعارك والردود التي اشتعلت بسبب الدعوة إلى مليونية مصر أولا، واتجهت الى مهاجمة الحكومة واتهامها بالعجز، واتهام المجلس العسكري بأن بعض تصرفاته تثير الشكوك فيه، وقد بدأها يوم السبت زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة 'التحرير' اليومية المستقلة بقوله: 'لا سيطرة عجائز على مقدرات بناء وطن، ولا سيطرة موظفين من عجينة عبدالمأمور على مقاعد الوزارات، لا ينفع احتكار القرارات والعناد في المواقف والتدليس الرخيص للقتلة والحماية والحصانة التي تتم ممارستها مع أجهزة أمن متورطة ومتواطئة لا يمكن أن يركب على صدر البلد مسؤولون عجزة عن اتخاذ القرار وينتظرون التعليمات من المجلس، كأنهم تسعة عشر مباركا، وليس مباركا واحدا، لا سبيل خلاص للرضا والقبول والتعايش مع محاكمات عسكرية لمدنيين، وطبطبة وهدهدة للمسؤولين السابقين الذين تحاكمهم محاكم عادية على قضايا مالية تافهة، وصناعة القرار في مصر لم يتغير، 8 يوليو تريد أن يجيب عنها المجلس العسكري بوضوح، هل هو يدير ثورة أم انه يدير دولة مبارك بعد التعديل والتحسين والتخلص من جمال مبارك والمحيطين به؟'.

الثوار عادوا لميدان التحرير

وشارك في الهجوم على المجلس العسكري والحكومة، إبراهيم الثاني، رئيس التحرير التنفيذي، زميلنا وصديقنا إبراهيم منصور بقوله: 'الثوار الآن عادوا إلى ميدان التحرير ليبلغوا رسالة قوية الى الذين يديرون شؤون البلاد، سواء كانوا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أو الحكومة انهم يعطلون أهداف الثورة ويحاولون تبديدها، ولعله لم يعد غريبا عندما يخرج الناس الى الميادين يخرجون علينا بقضية في محاولة لإلهاء الناس وكأنهم يقولون لهم، انهم مهتمون بكم، كما حدث قبل ساعات من جمعة استرداد الثورة من إحالة صفوت الشريف وفتحي سرور وغيرهما من المتهمين في موقعة الجمل، على الرغم من ان التحقيقات لم تستكمل، حيث لم تجر الإشارة إلى غرفة العمليات التي أدارت هذه المعركة وكان على رأسها جمال مبارك وأنس الفقي ووزير الداخلية محمود وجدي، بالإضافة الى رئيس الوزراء وقتها أحمد شفيق، وهم يعلمون ذلك جيدا، لكن يريدونها هكذا، لنفاجأ بعد فترة بإطلاق سراح المتهمين وأنهم أبرياء من ذلك بالفعل ولعلنا نتذكر جميعا انه قبل أي مظاهرة كبيرة، نجدهم يقدمون بعض الأشخاص من رموز النظام الى المحاكمة، كما حدث في جمعة التطهير والإنقاذ ووصل الأمر إلى إحالة مبارك وابنه الى التحقيق، ثم الى المحاكمة ويبدو ان ذلك ليس إيمانا بالمحاكمة لكن لتهدئة الناس فقط'. يا أيها السادة، والله عيب عليكم ما تفعلونه في مصر الثورة'.
والمهاجم الثالث للمجلس العسكري في نفس العدد كان زميلنا وائل عبدالفتاح عندما قال: 'أراد المجلس والحكومة تحويل الثورة الى وجهة نظر تصارع وجهات نظر أخرى، والثورة اثبتت انها إرادة تغيير وليست مجرد وجهة نظر'.

'روزاليوسف' واثقة من المجلس العسكري

لكن ما قاله الثلاثة في التحرير، لم يعجب زميلنا السيد النجار رئيس تحرير 'أخبار اليوم' الذي كان له رأي مخالف تماما عن الحكومة هو: 'حكومة ثورة قادرة على اتخاذ ما تراه من قرارات على مدى ما يزيد قليلا على مئة يوم فعلت الكثير وتغير الكثير، ولكن ما زال الشارع يلومها على التباطؤ في القرارات التي يطالب بها المواطنون في ميدان التحرير والمعبرة عن نبض الناس والمتظاهرين'.
أما زميلنا أسامة سلامة رئيس تحرير مجلة 'روزاليوسف' فقد وضع ثقته في المجلس العسكري، بقوله: 'أهم ما حدث يوم جمعة 8 يوليو، هو ان الشعب اثبت انه يستطيع ان يتوحد مهما فرقته الرؤى المختلفة، وأن الثوار قادرون على تجاوز خلافات سياسية ضيقة إذا تعرضت الثورة للخطر، وانني أثق ايضا بان الجيش الذي أيد الثورة، ومطالب الثوار منذ اللحظة الأولى لن يخذل الشعب المصري، خاصة انه أعلن انه مع المطالب العادلة للثوار عند بداية الثورة، اعلم ان تأخر المحاكمات ليست مسؤوليته، فهناك استقلال للقضاء وأن تطهير الداخلية من قتلة الثوار مسؤولية الوزارة، ولكنني أثق في أن الجيش الذي يحمي الثورة لن يخذلها وأنه سيسعى لتحقيق مطالب الثوار العادلة'.

ابن القرضاوي: من يحكمون مصر
الان يصرون على تكرار نفس الاخطاء

وأول امس تواصلت الهجمات - ضد الحكومة والمجلس العسكري، فقال عنهما الشاعر عبدالرحمن يوسف وهو ابن الشيخ يوسف القرضاوي في عموده اليومي بجريدة 'اليوم السابع' اليومية المستقلة: 'لم تكمل ثورة يناير المجيدة شهرها السادس، ولكن من يتحكمون في مقاليد الأمور يصرون على تكرار نفس أخطاء مبارك، يختارون أسماء ولاؤها لمبارك ونظامه ومدامه لكي يصبحوا وزراء جاثمين على أنفاسنا وخير دليل على ذلك السيد وزير الخارجية، الذي لا يمكن تفسير تعيينه في هذا الموقع إلا بالرغبة في إغاظة المصريين، فهو بين زملائه شخص عادي، لا يتميز عنهم بأي شكل من أشكال العبقرية أو النبوغ.
يبالغون في تدليل الشرطة لدرجة ان وزير الداخلية القاتل حبيب العادلي مازال حتى الآن محصنا ضد كاميرات المصورين أثناء جلسات محاكمته.
يطلقون الإعلام والصحافة بالتسبيح والتهليل لمن في يدهم الأمر بنفس طريقة حسني مبارك القديمة، بدون أي تعديل يكاد يذكر، البعض ذاكرته ضعيفة، أو ربما يحتاج الى التذكير لكي لا ينسى، لذلك أذكر بالحقائق التالية:
أولا: ما يحدث في ميدان التحرير في هذه اللحظة ليس حدثا عابرا، وهذا الاعتصام موجة من الممكن ان تعلو لتصبح أعلى من الموجة التي خلعت مبارك.
ثانيا: تأجيل الاستجابة لمطالبات الشعب الى آخر الاسبوع يعني ان اسلوب مبارك في الحكم مازال هو المرجع في إداة الأمور، وسيكون حينها قد فات الأوان، لأن سقف المطالب سيرتفع، كما أن غضب الأمة سيكون قد تصاعد'.

لا بد للثورة
ان تطهر الحياة في مصر

وإذا توجهنا في نفس اليوم - الأحد - إلى 'المصري اليوم' - سنجد فيها الاستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور محمود خليل يحذر الحكومة والمجلس العسكري قائلا:
'تؤذن الموجة الثانية بدخول الثورة مرحلة التطهير، والتطهير هنا له معنيان، أولهما: تطهير الواقع من جميع العناصر التي تجتهد الآن في منح النظام الهالك حياة واستمرارية، وثانيهما: التطهير النفسي لأفراد الشعب العاديين.
فسوف تطهر هذه الموجة الأرض من فلول النظام بالخلع الموجع والقسري لهم ولأنصارهم، وقد تدخل معهم في مواجهات لن تحتمل سوى نتيجة واحدة هي انتصار إرادة المجموع، لأن مصر ليست كغيرها، والمصريين ليسوا كغيرهم!
أما التطهير النفسي فسوف يشمل كل من سكتوا على ظلم المخلوع ونظامه - خوفا أو طمعا لثلاثة عقود متتالية ورضوا بالفساد واعوجاج الأوضاع من حولهم وعند قيام الثورة لم يشاركوا فيها فتعاونوا باستمرارهم في السكوت مع من أرادوا إجهاضها ويندرج ضمن هذه الفئة قطاع كبير من أبناء الطبقة الوسطى الذين تباطأوا، رغم ما يمتلكون من وعي وقدرة على القيام بدورهم في تصحيح الأوضاع ومواجهة الظلم والفساد، واتصور ان الأيام المقبلة سوف تشكل لحظات فارقة في تاريخ الثورة، بعد عدة أشهر من الصراع المتوازن وغير المحسوم بين الثوار من أبناء الطبقة الوسطى من ناحية وفلول النظام والمدافعين عن استمراره.
من ناحية أخرى، فقد بدأت الكتلة الفقيرة الصامتة في التحرك من أجل الحصول على حقها، بعد ثلاثين عاما من السحق الممنهج - ويبقى ان الرهان الآن اصبح على قدرة الطبقة الوسطى على التحالف والعمل المنظم مع أبناء الطبقة الفقيرة'.

الثوار يصححون اختلال ثورتهم

ونظل في نفس عدد 'المصري' الذي شهد بداية وجهة النظر الأخرى غير العنيفة نحو الحكومة والمجلس، يقول الخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز: 'من حقك كمصري أن تشعر بالاعتداد والفخر، لأن جمعة 'الثورة أولاًً' مرت على هذا النحو، فأثبتت للجميع أن ما جرى في 25 يناير كان ثورة وليس مجرد تمرد أو انتفاضة وأن الثوار قادرون على بلورة مطالبهم والاتفاق على الحد الأدنى منها وطرحها والإصرار عليها من دون ان يسمحوا لفلول النظام السابق، وغيرهم من البلطجية والانتهازيين وأصحاب الأغراض السوداء بتفجير الأوضاع أو إجهاض الثورة وتفريغها من مضمونها.
من حقك كمصري أن تشعر بالاطمئنان حين تقارن ما يحدث عندنا بما يقع في بلدان أخرى مجاورة، فرغم كل مشاعر القلق المشروعة وكل بوادر الخطر التي تظهر بين وقت وآخر وكل مظاهر الاضطراب وعدم الاستقرار، يبقى البلد قادرا على تحقيق درجة من الضبط واحتواء الشطط والممارسات الحادة والعنيفة.
لم تستطع مصر تخطي تلك الفترات العصيبة والحرجة في حياة أي شعب من الشعوب بأقل قدر من الأضرار والانفلاتات والمخاطر، إلا بسبب نبل ثورتها ووضوح أهدافها ومناقب شعبها، ورشد جيشها.
الانصاف يقتضي الإقرار بأن الثورة لن تكون قادرة على بلوغ أهدافها إلا بمساعدة حاميها وضامنها، الجيش.
يبقى شعار 'الشعب والجيش يد واحدة' من أفضل شعارات الثورة على الإطلاق وتبقى العلاقة بين الثورة والجيش بمنزلة رابطة مصيرية مقدسة من جهة وميثاق معلن وملزم من جهة، وعلاقة مصلحية تقوم على منفعة واضحة متبادلة من جهة اخرى'.

التحذير من الوقيعة بين الجيش والشعب

وشاركه التفاؤل زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي الذي حذر من وقيعة بين الجيش والشعب، بقوله في 'الشروق': 'لدي اعتراض على الهجوم على المجلس العسكري وأكثر من اعتراض على مداهنته والهجوم الذي أعنيه هو مطالبة المجلس بالرحيل ورئيسه بالاستقالة وهو من قبيل الدعوات التي إذا أطلقت في غمرة الحماس والانفعال فقد تكون من قبيل الرعونة والطيش، وإذا أطلقت عن قصد ووعي فإنها تدعونا الى إساءة الظن بالقائلين، خصوصا إذا لم يقدموا لنا بديلا أفضل يقنعنا ويطمئننا، وما لم يحدث ذلك فلست أشك في ان مثل هذه الدعوات إذا لم تكن صادرة عن عناصر الثورة المضادة، فإنها تقدم هدية مجانية لتلك العناصر، وفي حدود علمي فإن فكرة تخلي الجيش وخروجه من المشهد طرحت في دوائر قيادة القوات المسلحة، كما وجه المجلس العسكري رسالة أو أكثر إلى من يهمه الأمر تنبه الى ذلك الاحتمال انسحابه من المشهد في مجمله والعودة الى الثكنات إلا أن الحرص على حماية الثورة وتأمينها كان العنصر الذي رجح استبعاد امثال تلك الخيارات.
ولئن دعوت الى ضرورة الحفاظ على المجلس العسكري واستمرار قيادته لاستكمال دور الجيش في الحفاظ على الثورة والانحياز إلى أهدافها، فإنني لا أرى غضاضة في نقد الآراء التي تصدر عن أعضاء المجلس، بل أزعم أن ذلك النقد من الضرورة بمكان - ليس فقط لأن بعضها يستحق المراجعة والتصويب، وإنما ايضا لكي لا يتصور أحد من أولئك الأعضاء بأنه فوق النقد، وهو داء يصيب بعض أهل السلطة في مصر التي لم تعان من الفراعين فحسب، وإنما عانت ايضا من الذين تخصصوا في صناعة الفراعين وتأليه ذوي السلطان.
في هذا الصدد فإنني لم أسترح مثلا الى تشديد أحد كبار أعضاء المجلس العسكري في اجتماع عقد مع رؤساء الأحزاب في الأسبوع الماضي على اننا 'لن نسمح' بكذا وكذا، وإذ استخدم المتحدث هذه العبارة ثلاث مرات، فإن ذلك أعطى انطباعا سلبيا لدى الحاضرين، الذين اشتموا في لغة الحديث رائحة الدور الوصائي الذي ضقنا به ذرعا في ظل النظام السابق'.

عيون المجلس العسكري
على ميدان التحرير

ونتحول لـ'الأخبار' يوم الأحد ايضا وزميلنا عادل دربالة وقوله: 'الحكومة والمجلس العسكري يستمعان جيدا لما طالب به الثوار والشعب أول أمس في ميدان التحرير لقد أثبتوا أن هذا الشعب وبحق، شعب حضارة سبقت جميع الحضارات، هذه الجمعة كانت أشبه بالصلاة حول الكعبة وانتهى اليوم بأحسن حال، بالتأكيد هؤلاء الناس وأطفالهم وزوجاتهم لم يذهبوا في درجة الحرارة القاسية من دون أن يكون لديهم قضية يدافعون عنها، وهل هناك قضية أهم من استقرار الوطن وحق الشهيد، نرجوكم لا تضيعوا فرصة إعطاء الشعب حقه وتحقيق مطالبه العادلة حتى يعود الجميع الى منازلهم مطمئنين، فهذه الثورة دفع ثمنها الكثيرون من دمائهم وأعصابهم وصحتهم ولتعش مصر حرة كريمة وإلى الأبد'.
أما زميلنا وإمام الساخرين فعبر عن عدم رضاه على حكايات الاعتصامات بقوله:
'الأرجح أن الذين يعتصمون أياما طويلة لا يعنيهم العمل ولا الفصل من العمل، لذلك نرجو من الحكومة ألا تتعلل بالميزانية الخربانة وتصرف لهم بدل اعتصام يكفل لأسرهم حياة كريمة مع إلزام جهات العمل بصرف معاش شهري مناسب في حالة الفصل مع الشكر'.

الدفاع عن مبدأ عدالة
المحاكمات للنظام السابق

وشهدت الجمهورية عدة هجمات تعكس عدم رضا عما حدث، الأولى لزميلنا مؤمن ماجد وقوله: 'لا أدافع عن اي من رموز النظام السابق ولا أؤكد أو أنفي عن اي منهم تهم الفساد والتربح وإهدار المال العام، ولكنني أدافع عن مبدأ عدالة المحاكمة واتمنى ان يكتب القضاة الفصل الأول من تاريخ مصر بعد ثورة 25 يناير بحروف العدالة المطلقة التي لا تخضع للضغوط الشعبية والمبارزات الإعلامية والمظاهرات الممجوجة، لم يكن مستغربا أن تهب أعاصير الغضب بعد صدور حكم براءة بعض رموز النظام السابق لأن هناك حالة من التعبئة الكاملة لكل الشعب ضدهم بحيث لم يعد أحد يعرف امكانية أن يحصل أي منهم على البراءة حتى لو كانت لهم قضايا أخرى وصلت الأحكام فيها الى السجن 30 عاما، في كل الدنيا يكون المتهم بريئا حتى تثبت إدانته ولكننا أهدرنا كرامة العدالة واصبح المتهم مدانا حتى لو اثبت القضاء براءته وهكذا استبدلنا ظلم النظام السابق باستبداد سيادة المستشار الذي لم يدرس القانون وربما حتى لو يكمل تعليمه ولكنه بشرعية الثورة اصبح يصدر الاحكام ولا يملك احد معارضته، الخطورة أن هناك حملة تشكيك في القضاء واتهامات بالتواطؤ وإذا شاهدنا البرامج الحوارية في التلفزيون أو تابعنا المقالات في الصحف سنرى سيوفا مشهرة على رقاب القضاة وسهاما مسلطة الى صدورهم وجوا خانقا من الإرهاب يحاصرهم'.

ما رأي ثوار الفضائيات
في ما يحدث الآن في مصر؟

وكان الثاني زميله صلاح الحفناوي وقوله وهو حزين: 'ما رأي ثوار الفضائيات في ما يحدث الآن في مصر؟
ما رأي الوكلاء الحصريين لإرادة الشعب وأحلامه وآماله في ما يعانيه الشعب؟ ما رأي أصحاب الذقون الحليقة أو الطليقة والبدل الأنيقة والطلة الباسمة الرقيقة في حالة الانفلات العام والتوهان الشامل التي نعيشها ونعايشها؟
هل حقا تعرفون ما يحدث في مصر، أم أن أضواء الاستديوهات أعمت أبصاركم، وحصار الكاميرات والميكروفونات ختمت على عقولكم، وبريق الشهرة والزعامة أصاب ضمائركم بالحذر فانعزلتم بإرادتكم وابتعدتم باختياركم عن الشعب الذي لا يريد ما تريدون له ولا يرغب في ما تحاولون فرضه عليه.
الشعب يريد الإحساس بالأمان، فهل تحقق أو يبدو في الأفق؟ الشعب يريد تعويض سنوات الحرمان، فهل تحقق أو يبدو في الأفق؟ الشعب يريد حاضرا لا يشعر فيه بخوف من جوع ولا عجز عن علاج مرض'.

البلد الذي تحكمه
ريمة منذ سبعة آلاف عام

والثالث كان مدير عام التحرير خفيف الظل محمد أبو كريشة وقوله: 'البلد الذي تحكمه ريمة منذ سبعة آلاف عام لم يكن ولن يكون فيه نظام سابق أبدا، ولن تعيش له ثورة ولا قيمة ولا شعار ولا حاكم عادل ولا حرية ولا ديمقراطية ولا تصلح له اشتراكية ولا رأسمالية ولا 'مهلبية'، فالناس اصبحوا أو كانوا منذ قديم الزمان ومازالوا وسيظلون حيوانات سائبة قطعت مرابطها، وفكت رباطها، وانطلقت وراحت تجري الى ما لا تدري، فأهلكت الزرع والضرع، البلد الذي تحكمه ريمة محروس وفيه خير أجناد الأرض بشرط أن يظل في رباط الى يوم القيامة، ولا يفكه، ولكننا فككنا الرباط فانتفى الشرط ولن نبقى محروسين ولن نكون خير أجناد الأرض، وستكون الكلمة العليا عندنا لريمة التي رأسها وألف صرمة أن ترجع الى عادتها القديمة، وإذا أراد الله بنا خيرا فإننا نسأله ان يخلص البلاد والعباد من ريمة التي ترتكب في حقنا أكبر جريمة!'.

'سيبوهم يتسلوا':
هل يكررها الواقع؟

والرابع والأخير كان زميلهم محمد تعلب وقوله: 'سيبوهم يتسلوا'، الجملة الشهيرة التي عجلت بنهاية النظام السابق وخروج مصر من الدكتاتورية التي وجهت للمعارضة في هذا التوقيت، لكن يبدو اننا اعجبنا جميعا بهذه العبارة وأصبحنا نتسلى بمستقبل مصر وأمنها واستقرارها، فبدءا من الوزير الذي يذهب الى مكتبه وهو خائف من اتخاذ القرارات لتهاجمه الصحافة أو العاملين او تنال منه هتافات ميدان التحرير فيجمد الأوضاع ويتركها تمشي بالبركة، مرورا بناشطي الجمعة الذين تفرغوا للاعتصامات وإقامة الخيام وتعليق اللافتات ضد كل شيء في البلد واصحاب المؤتمرات والندوات، ونهاية برموز الفضائيات وأعضاء الائتلافات الذين لم يقدم أحد منهم عملا يجعلنا ننحني له ونعشقه ونقدمه علينا، ولا يمكن الربط بين هؤلاء وبين نجاح الثورة لأنها ثورة الجميع.
- كنت أتمنى أن أجد كل يوم ائتلافا لإنشاء مصنع أو مؤسسة تحتاجها مصر وتوفر ولو 10 فرص عمل، أو ائتلاف لمساعدة ومحاربة الفقر والأمية أو توعية الناس أو مجموعة عمل لتعمير الصحراء'.
وبهذا نرجو أن نكون قد نجحــــنا في تقديم صورة أوضح لما يحدث من معارك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق