الثلاثاء، 2 أبريل 2013


السفارة الأمريكية كشفت للمجلس العسكري أسرار صفقات جماعة الإخوان مع الشيخة موزة
خر الاخبار, الاخوان و السلطة 
في نفس هذا المكان منذ أسبوعين كشفت عن أسرار التمويل القطري لجماعة الإخوان المسلمين في مصر تحت رعاية ومباركة الولايات المتحدة الأمريكية وذلك عن طريق أكاديمية التغيير بالدوحة التي يترأسها الدكتور هشام مرسي زوج ابنة الشيخ يوسف القرضاوي. وفي نفس هذا المكان أيضًا كشفت منذ عدة أشهر عن الصفقة الأمريكية المشبوهة التي تم إبرامها بين أمريكا وقطر التي ساندت بموجبها واشنطن الدوحة في استضافة مونديال كأس العالم لكرة القدم عام 2022 مقابل قيام قادة قطر بتنفيذ مخططات هدامة في عدد من الدول العربية وفي مقدمتها مصر وهو ما وضح بجلاء قبل وأثناء وبعد الثورة في مصر.. ورغم أنني كتبت منذ اسبوعين وكشفت ما قالته الشيخة موزة بنت ناصر المسند زوجة أمير قطر وبالحرف الواحد: (مستعدة أبيع قطر كلها مقابل تركيع مصر) 
وللأسف لم يتنبه أحد ــ خاصة علي المستوي الرسمي والتنفيذي ــ لخطورة هذا الكلام الصادر عن السيدة الأولي في قطر.. وقد اضطرت للعودة إلي الكتابة في هذا الموضوع مرة أخري بعد أن أصابتني الدهشة بل والصدمة من حفاوة الاستقبال ــ غير المبرر ــ الذي استقبلت به الشيخة موزة أثناء زيارتها إلي مصرالتي استمرت يومين.
وقد أقامت الشيخة موزة خلال زيارتها في فندق «ونتر بالاس» التاريخي، الذي شيد عام 1886 كما زارت الشيخة موزة مقبرة الملكة نفرتاري الشهيرة، غربي الأقصر. وقد تم فتح المقبرة خصيصا لسيدة قطر الأولي بطلب من وزارة الخارجية المصرية لأمين عام المجلس الأعلي للآثار في مصر، الغريب أن حفاوة الاستقبال بالشيخة موزة لم تقتصر علي الجانب الرسمي فقط.. بل انتقلت العدوي إلي مؤسسات المجتمع المدني التي أعربت قياداتها عن تقديرها للدور الاجتماعي الرائد ــ من وجهة نظرهم ــ الذي تقوم به الشيخة موزة داخل قطر وخارجها، باعتبارها رئيسة للمؤسسة العربية للديمقراطية ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والمبعوث الخاص للتعليم الأساسي والعالي لدي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) وغيرها من المناصب.
وطالبت قيادات تلك المؤسسات بأن يكون هناك دور لقطر في دعم مشروعات حماية التراث في الأقصر.
الغريب أن كل الذين تابعوا زيارة الشيخة موزة لاحظوا أنها تتصرف كما لو أنها سيدة مصر ــ وليس قطر ــ الأولي وذكرتنا بما كانت تقوم به سوزان مبارك ــ الله لا يرجع أيامها ــ أثناء زياراتها لدور الرعاية الاجتماعية وذوي الاحتياجات الخاصة.. وللأسف فإن الهدف في الحالتين ليس إلا التصوير التليفزيوني والشو الإعلامي وهنا أطرح سؤالاً آخر هو: بأي صفة التقي الشيخ تميم بن حمد ولي العهد القطري وابن الشيخة موزة بعدد من شباب الثورة المصريين خلال زيارته الأخيرة للقاهرة؟ وأتساءل: لماذا لم تكشف أي جهة رسمية أو إعلامية (خاصة قناة الجزيرة) عن أسباب عقد هذه اللقاءات التي تمت من قبل أيضا في الدوحة؟ ولماذا لم يكشف السادة (الثورجية) عما دار في هذه اللقاءات المشبوهة؟
وهنا أؤكد حقيقة مهمة وهي أنني لست من الرافضين لزيارة أي شخص إلي مصر - بمن فيهم الشيخة موزة نفسها - أو أي شخص أو مواطن قطري أو الترحيب به علي أوسع نطاق في مصر بشرط أن يكشف لنا عن أهدافه الحقيقية من الزيارة خاصة في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها مصر بعد الثورة. وبعيدا عن زيارة السيدة القطرية الأولي إلي مصر وما صاحبها من إرهاصات سياسية وإعلامية.. نشير إلي محاولة اخري من محاولات التعاون القطري -الإخواني التي تستهدف كسب تعاطف وشعبية للجماعة قبل انتخابات مجلس الشعب القادمة حيث تحاول قطر إقناع الولايات المتحدة بالإفراج عن مفتي الجماعة الإسلامية الدكتور عمر عبدالرحمن والمحبوس في الولايات المتحدة منذ أكثر من 20 عاما.. علي أن يتم الترويج لذلك إعلاميا علي أنه أحد إنجازات الجماعة لدعم مرشحيها في الانتخابات المقبلة التي تبدأ في الثامن والعشرين من نوفمبر المقبل. تأتي هذه الخطوة التي تكشف العلاقات المشبوهة بين كل من قطر والولايات المتحدة من ناحية وبين جماعة الإخوان في مصر من ناحية اخري بعد أيام من محاولات ثلاثي أضواء الشر في الشرق الأوسط تسليط الأضواء الإعلامية علي دور قطر وأمريكا والجماعة في صفقة الإفراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط مقابل أكثر من ألف من المعتقلين والاسري الفلسطينيين. وكشفت المصادر عن تعهد الاخوان المسلمين للمجلس العسكري بضمان تنفيذ الصفقة كما تمت لقاءات بين مسئولين في المخابرات الأمريكية وممثلين عن الإخوان المسلمين في تركيا.
وذكرت تقارير خاصة ان القيادي الإخواني كمال الهلباوي التقي في شهر مايو الماضي ستيفن كابس الذي كان يشغل موقع مدير الـ«سي آي إيه» في الشرق الأوسط ثم أصبح مدير غرفة العمليات في الجهاز الأمريكي نفسه وكانت برفقته سيدة تدعي اليزا مانينغهام فكانت بداية الاتصالات بين الأطراف لتحريك ملف الصفقة.
وأوضحت المصادر ان الإخوان المسلمين أرادوا من المساعدة في إتمام الصفقة تقديم بادرة جيدة للغرب حول قدرتهم علي حل ملفات سياسية مأزومة لم يستطع النظام المصري السابق بحلحلتها مما يمثل دليلاً علي حسن النية والبعد عن المواقف المتشددة تجاه الغرب. وأوضحت المصادر المصرية أن ضغطاً قوياً من الاخوان المسلمين في مصر وقطر والاردن وتركيا علي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أدي إلي تحركه وإتمام الصفقة. وبالمناسبة نشير إلي أن خالد مشعل سيقوم بزيارة إلي الأردن خلال الأيام القليلة المقبلة ويرافقة فيها الشيخ تميم بن حمد ولي العهد القطري ونجل الشيخة موزة .
وتشير المصادر إلي ان المجلس العسكري في مصر فوجئ بطلب من أحد قياديي «الإخوان» تضمن استعدادهم لاتمام الصفقة، وفوجئ اكثر بأن طلباً أمريكيًا بتسهيل عمل الإخوان تم عبر السفيرة الأمريكية في القاهرة أن باترسون، مما اثار امتعاضا داخل المجلس العسكري تركز في عدم معرفته بالجهود التي كانت تتم لشهور في تركيا وقطر والأردن ودمشق.
وقد أشارت تقارير خاصة إلي أن المكتب السياسي لحركة حماس سيتم نقله من دمشق إلي القاهرة وبرضا أمريكي حيث سيفقد النظام السوري ورقة ثمينة كان يلعب بها لوقت طويل وسيتيح ذلك تقوية دور الإخوان علي المسرح السياسي في مصر والمنطقة، مما يشير إلي أن الصفقة قد تكون البداية للحكم الإخواني في مصر بالتراضي مع المجلس العسكري. وتأتي خطوة نقل مقر حركة حماس من دمشق إلي القاهرة كنوع من الانتقام القطري من سوريا بعد تحفظ القيادات السورية علي رئاسة قطر للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية بسبب معرفة القيادات السورية للأغراض المشبوهة لقطر في تدمير عدد من الدول العربية خاصة التي شهدت ثورات داخلية منذ بداية هذا العام مثل تونس ومصر وليبيا وتقوم بنفس الدور حاليا في كل من سوريا واليمن، وكمحاولة لاستعراض العضلات أمام الرأي العام العربي والعالمي وجهت قطر الدعوة للدكتور نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية - والذي كان لقطر دور بارز في فوزه بالمنصب منذ عدة أشهر بعد سحب مرشحها أمامه أحمد العطية - لزيارة الدوحة كنوع من رد الجميل لها والإيحاء بأنها الدولة المحركة للاحداث في المنطقة وسوف تتم زيارة (العربي) للدوحة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وللتدليل علي صحة كلامي حول وجود مخطط قطري بالتعاون مع حلفائها في المنطقة لتدمير عدد من الدول العربية ليسمح لي القراء بأن أستشهد بما كشفته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن القادة الليبيين في طرابلس كانوا علي مقربة من التوصل إلي اتفاق بشأن تأسيس قيادة موحدة، حتي تدخل شخصان قياديان، هما عبد الحكيم بلحاج، مقاتل إسلامي سابق تم احتجازه من قبل لفترة وجيزة من جانب وكالة المخابرات المركزية عام 2004، وهو إذ يتهم الآن قادة الميليشيات المحلية بتهميشه، قال لهم نصاً «لن تفعلوا ذلك مطلقاً بدوني»، وفقاً لما ذكره أشخاص مطلعون علي تفاصيل ذلك الاجتماع، الذي جري في الـ 11 من سبتمبر الماضي.
ولفت هؤلاء الأشخاص أيضاً إلي أن الشخص الآخر الذي حضر هذا الاجتماع هو قائد أركان الجيش القطري، اللواء حمد بن علي العطية. وأوضحوا أن بلحاج حقق فوزاً تكتيكياً في تلك المناسبة، حيث انتهي الاجتماع من دون أن يتم التوصل إلي اتفاق، ومازالت الجهود الرامية إلي توحيد ميليشيات طرابلس المختلفة مُتوقفة حتي يومنا هذا رغم رحيل القذافي منذ أيام .
وهنا، أكدت الصحيفة أن وجود قائد عسكري أجنبي في طرابلس (في إشارة إلي اللواء حمد)، الذي وصف أحد الأشخاص المطلعين زيارته بأنها جاءت بمثابة المفاجأة للقيادة المؤقتة في ليبيا، يعد دليلاً علي دور قطر البارز في جهود الإطاحة بالقذافي.
ثم مضت الصحيفة لتشير إلي المساعدات النقدية التي زوّدت بها قطر الثوار، والتي قدرت بعشرات الملايين من الدولارات، في صورة مساعدات وتدريبات عسكرية، إضافة إلي أكثر من 20 ألف طن من الأسلحة. وقد حظيت الجهود القطرية التي بذلت في هذا الشأن بدعم الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين وكثيرين من الليبيين أنفسهم باهتمام كبير .
ونقلت (ستريت جورنال) في هذا الصدد عن مسئولين ليبيين ومراقبين غربيين قولهم إن هناك تخوفاً من علاقات قطر الوطيدة بزمرة من الإسلاميين الليبيين، الذين سبق لهم القتال في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، والبقاء لسنوات في السجون أثناء فترة حكم القذافي. ونشرهم بعد ذلك أطروحة لاهوتية تدين الجهاد العنيف. وعبر الدعم الذي يحصلون عليه من قطر، أضحوا لاعبين أساسيين في الشأن السياسي الليبي.
وفي نفس السياق أيضا نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية تقريرا كشفت فيه نقلا عن عدد من الدبلوماسيين الغربيين في العاصمة الليبية قلقهم مما يصفونه «بتمويل قطر للتوتر وعدم الاستقرار في ليبيا قبل وبعد مقتل القذافي». ويتهم الدبلوماسيون الغربيون الدولة الخليجية الصغيرة «بالتدخل في شئون سيادية ليبية».
ولفتت إلي أنه «تأتي الاتهامات في وقت يتزايد فيه القلق في صفوف المجلس الوطني الانتقالي من تنفيذ قطر لأجندتها الخاصة ما بعد الحرب دون أي اعتبار لجهود اعادة الاستقرار


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق