الاثنين، 23 مايو 2011

تفاقم الأزمة بين المسئولين والشعب فى المحافظات.. والجيزة تشتعل.

تفاقم الأزمة بين المسئولين والشعب فى المحافظات..
مواطن يبصق على مسئول أمن محافظة الجيزة وآخر يطلق النار أما مبنى محافظة الغربية
الأمن لا يتدخل لحماية المسئولين عن البوابات.. والدخول بالعافية المطلقة
تظاهرات فردية لطرد رؤساء الأحياء.. والمحافظون يلتزمون الصمت
عايش الأحداث: ناجى هيكل
رغم أننا قمنا بثورة الهدف منها الإصلاح للرقي بمصرنا الحبيبة ووضع خطوط عريضة لمستقبل آمن للأجيال القادمة وضحينا بكل غال وثمين لنتخلص من الديكتاتورية والاستبداد ونهب المال العام وقوت الشعب إلاَّ أن الأيام التى تلت الثورة تقول غير ذلك لأن جميع مؤشرات الواقع تؤكد أن أغلبية أبناء الشعب من الذين يقولون ما لا يفعلون وأننا بعد نجاحنا المذهل فى تحقيق الثورة الذى أبهر العالم بأسره إلاَّ أننا اليوم من يقف لدمار وخراب مصر.
هذه حقيقة أقولها ولا أخشى فيها لومة لائم لأن ما حدث بعد الثورة من تكاتف أبناء الشعب لمقاومة الخارجين على القانون يؤكد أننا شعب متماسك ورباطه متين، لأن كل الشعب وقف بالمرصاد للبلطجية بعد الانفلات الأمنى الذى تعرضت له البلاد من خلال أكمنة صنعها الأهالى بالإضافة للدروع البشرية للذود عن شوارعهم والشوارع المجاورة ومراقبة الطرقات وتفتيش السيارات كمقاومة شعبية غير مسبوقة المثيل.
أيضاً عندما وقف شبابنا لتنظيف الشوارع مما لحق بها من أضرار وسوء مظهر لأن البعض استغلها كلافتات لإسقاط النظام وشوه صورها.. قام بعض شبابنا بـ "كنس" الشوارع وغسلها وتزيينها بالدهانات وهذا أرسل للعالم رسالة مفادها أننا شعب حضارته تدب فى أعماق التاريخ وبالفعل توارثناها عنهم.
لكن للأسف عند دخولى مبنى محافظة الجيزة رأيت عجباً: مشاجرات هنا ومشاحنات هناك وشد وجذب وأصوات مرتفعة لأن كل مواطن لا يريد أن يبرز تحقيق شخصيته عند دخوله للمبنى ويصطدم بالأمن الغير مؤمن حيث لا يتدخل أحد لتخليصهم لا من الشرطة ولا من الجيش، وكل مواطن منهم يرى أن المحافظة ملكه الخاص وليست منشأة عامة لابد وأن ندخلها من الباب بالأصول والاحترام والرقى لقضاء المصالح خاصة فى ظل ظروف الانفلات الأمنى الذى يعم البلاد فلابد من التحقق من الشخصية.
وآخر يقف فى مكتب المحافظ له مصلحة معطلة عند رئيس أحد الأحياء، وكما كان فى السابق كان يلجأ للمحافظ كسلطة أعلى ويتقدم بشكواه إلاَّ أن الغريب فى الأمر أن المواطن بأعلى صوته فى مكتب المحافظ: مش عايز فلان رئيس حي.. هل هذا يُعقل؟
فلو حققنا مطلبه الذى هو غير منطقي أعتقد لن يبقى فى البلد رئيس حي ولا رئيس مدينة ولا محافظ ولا حتى رئيس جمهورية.. لأن هذا البلد لن يسير على أهواء أفراد قد لا يكون لهم حق فى مطالبهم.!
أيضاً 40% من القادمين إلى ديوان عام المحافظة يريدون عمل أكشاك للاسترزاق منها ومطلبهم فوق الخيال.. عايزين الأكشاك فى شارع الهرم الرئيسي!!
وكام طلب معونات من الشئون وافق عليها المحافظ وأصدر مساعدات لمن ليس لهم مصدر دخل أو توقفت بهم شئون الحياة فى ظل الظروف الحالية لكنه يسأل عن قيمة المبلغ الذى ستصرفه له الشئون والموظف يرد: مأعرفش.. نجد الأصوات ترتفع من جديد: متعرفش إزاي يعنى؟
وكأن هناك من جاء خصيصاً ليفتعل المشاكل وليس لقضاء المصالح.
يقول عبد الله محمد سالم بإدارة أمن محافظة الجيزة: رغم كل التسهيلات التى نقدمها للمواطنين حسب تعليمات السيد المحافظ إلاَّ أننا نتعرض كل يوم للإهانة وتكال لنا السباب من الواردين لقضاء مصالحهم كما ترى الآن وليس لنا أي ذنب فى أي شيء غير أننا نحافظ على البلد ونؤدى دورنا الوظيفى بكل احترام وفى خدمة المواطن بالدرجة الأولى.
ويضيف زميله حازم عبد الراضى -موظف أمن: المواطن لو اتكلمنا معاه فى أي استفسار صوته يعلو علينا وممكن يدفعنا ويهيننا ومش قادرين نعملوا معاهم حاجة لأن الشرطة والجيش كتير مبيدخلوش بيننا وكأننا احنا اللى معطلين مصالحهم ولقد رأيت بنفسك عندما طالبت المواطن بإبراز تحقيق شخصيته بصق فى وجهى على مرأى ومسمع من جميع الحضور.
وأضاف: نرجو من الأخوة المواطنين أن يثقوا أننا منهم ومن أهلهم ولو نقدر نقدم أي مساعدة لهم مش حنتأخر عنهم.
وبالاتصال مع د. مهندس على عبد الرحمن -محافظ الجيزة- أكد أنه تم اختيار المحافظين ومجلس الوزراء لتسيير الأعمال خلال الفترة الحالية ومهمتنا تخفيف الأعباء عن المواطنين والعمل على حل المشاكل بقدر المستطاع، وظروف البلد لا تحتمل المطالب الفئوية والوقفات الاحتجاجية ولابد وأن تتكاتف الأيدى للنهوض بالوطن بأن يؤدى كل فى موقعه دوره بأمانة إذا كان بالفعل بيحب مصر.. وإحنا تحت أمر الشعب طالما المطالب مشروعة وحق للمواطن.
وفى محافظة الغربية الأمر كان أكثر وطأة حيث قام مسجل شقى خطر سرقات من محافظة القليوبية بإطلاق أعيرة نارية من مسدس بحوزته مما أصاب الجمهور والموظفين بالرعب على حد سواء والسبب أن كان يستقل أوتوبيس نقل عام واكتشف الركاب بأنه "نشَّال" فنزل من المركبة ولاحقه الركاب فلم يجد مفراً لإرهابهم سوى إطلاق الأعيرة تجاه مبنى الديوان العام للمحافظة ولكن عناصر من أفراد الجيش بادلوه الطلقات وقاموا بالقبض عليه.
وفى كفر الشيخ يعانى المحافظ أشد المعاناة فبعد أن تم طرد العديد من رؤساء المدن بمعرفة الأهالى، وبعض وكلاء الوزارات يؤدون أعمالهم من خلال مكتب المحافظ شخصياً بعد أنا منعهم الموظفين من دخول مكاتبهم وكذلك المستشفيات التى ثارت ضد مديريها واختارت مديرين أكثر استسهالاً من ذى قبلهم وأصبحت المحافظة بسبب المطالب الخاصة مصابة بالشلل أعلن المحافظ هو الآخر تمرده على أبناء المحافظ ويطالب المجلس العسكرى بإعفائه من منصبه إلاَّ أن القيادة العامة للقوات المسلحة آثرت بقائه فى منصبه لأنها تعلم قدراته الخاصة فى الحكم المحلى وطهارة يده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق