الاثنين، 11 أكتوبر 2010

عرفـت ناجـى هيكــــل

يعد ناجى هيكل من شباب سيدي سالم الذين نشأوا وترعرعوا فى أسرة اجتماعية بالدرجة الأولى حيث كان بيت الأسرة عبارة عن ملتقى لأهل البلدة والمناطق المجاورة لحل مشاكلهم، فقد كان أبوه واحداً من الذين يلجأ إليه الناس لفض المنازعات وحل المشاكل وكان محل ثقة جميع أهل المنطقة.
ولد "ناجى" ليتربى ويترعرع على أرض صلبة عايش الكبار منذ طفولته حيث كان لا يبارح والده طرفة عين فكان يأخذه فى يده أينما راح وجاء.
تعلم "هيكل الصغير" منذ الصغر مجالسة الكبار والنظر للأمور بعقلانية وحكمة حتى حصل على ليسانس أصول الدين فى جامعة الأزهر وقبلها بسنوات كانت تشغله لغة الكتابة التى تولدت فى كيانه وترعرعت فى أرجائه فذهب إلى قاهرة المعز لدين الله ليكتب بالقلم على جدران الواقع ويعزف بقلمه على صفحات الخير لكل أبناء مصر.
وبين صحيفة وأخرى ومجلة وأخرى راح يصول ويجول باذلاً العرق والجهد ولم تؤثر فى جنباته كلمات الإحباط ولا لغة الحقد الأعمى، وظل على دربه مستعيناً بالله مؤمناً أن الطريق مهما طال فلابد من الوصول إلى الهدف، واثقاً أنه مهما طال الدرب فالأمل موجود ومهما طال ظلام الليل واشتد سواده لابد من انبثاق النور وبزوغ الفجر.
ظل "ناجى" تلاطمه أمواج التحدى ويلاطمها و"كنس" على رأسه تراب بلاط صاحبة الجلالة حتى ابتسمت له الحياة لتحقق مأربه وحلمه عام 1996م عندما أصبح عضواً بنقابة الصحفيين مرشحاً من مجلة الإذاعة والتليفزيون العريقة.
ومنذ هذا الحين تأصلت فى نفسه روح الخدمة لكل من يقصده حتى أصبح محراباً يلجأ إليه الناس وقت الضيق للجوء إلى رجال السلطة للحصول على حقوقهم ومتطلباتهم دون مقابل، وكرس حياته لخدمة الفقراء والمحتاجين ومد يد العون لإنصاف من تلاطمه أمواج الحياة.
له العديد من المواقف التى تشهد له منها:
أن بيته الريفي انتقل إلى القاهرة فأبوابه مفتوحة للجميع ليلاً نهاراً لاستقبال الأهل والأصدقاء وذوى الحاجة لقضاء مصالحهم وحل مشاكلهم.
لجراءته الغير منقطعة النظير طلب منه المقربون لما ارتأوه فيه من تقديم الخدمات التى يقدمها للناس –عامة وخاصة- لابد وأن تكون من نطاق أوسع فقام بالترشح لانتخابات مجلس الشعب 2000م بناء على طلب المقربين فلم يحالفه التوفيق، ولكن نهر خدماته للناس لم يتوقف بين جنبات مجاريه ولليوم ما زال النيل يجرى.
ظل "هيكل" نبراساً يهتدي به كل ضال عن الوصول للهدف ولم يطلبه أحداً ولم يجده، وتليفونه لم يغلقه يوماً ومهما كلفته خدمة الناس من جهد ومال لا يكل ولا يهدأ حتى تنقضى ووقتها يشعر بالسعادة والراحة وأن هدفه فى الحياة يتحقق يوماً بعد الآخر.
وفى بلاط صاحبة الجلالة ظل معطاءاً صبوراً ذكياً مناقشاً للقضايا من خلال تحقيقاته الجريئة وقلمه الذى لا ينطوى لأحد أو يقف أمام مداده المتدفق أحداً، كان دائماً منبراً لخدمة الناس وقول الحق ولو كان مراً.
كرس ناجى حياته حباً فى بلاط صاحبة الجلالة يقدم القرابين لعشاقها فى كل مكان.. يساند المظلوم ويقف موقف الرجل فى شتى ساحاتها مدافعاً عن الزملاء وأهل المهنة وكانوا يحسدون مجلة التليفزيون على وجود شاب بهذه الجراءة بين أركانها –لا يخشى فى الحق لومة لائم ولا تهزه النكبات ولا العثرات.
جاء اليوم لنتساءل: أين هو الآن؟
بعدما انبرى قلمه مناهضاً للفساد والفاسدين بقطاع وزارة التربية والتعليم الذى أوكلته المجلة ليكون محرراً علمياً عنها ناقلاً لأخبارها ومتابعاً لقضاياها ومشاكلها وراصداً لشتى أمورها قام بعض الخبثاء والمستفيدين بتلفيق قضايا ضده لإبعاده عن الساحة ليفعلوا ما شاء لهم دون رقيب فأنصفه القضاء الشامخ الذى سيظل سيفاً للحق والعدل فى أرض الله..
بعدها لم نجد قلمه على الساحة إلاَّ قليلاً، والكل يتساءل: أين هو؟
هل استطاع أهل النفوذ من "تحجيمه" فى أرض المبنى العريق.. هل استطاعوا بنفوذهم أن يقصفوا جراءة قلمه.. هل كان لهم دور فى غياب قلمه عن منبر القوة والبحث عن المتاعب التى لم يرهقه الوقوف عليه طويلاً منادياً بالقضاء على الفساد ومطالباً بملاحقة المفسدين وراصداً لكل جميل ومتابعاً لكل ما يدور على الساحة العربية من آمال وآلام تعيشها منطقتنا؟
رغم أنه يتمتع بكاريزما خاصة ولسان قادر على المناقشة وجراءة غير معهودة فى الكثير من أبناء المهنة إلاَّ أنه لم تبهره الأضواء ورفض العمل فى العديد من فضائيات الزمن التى تحولت إلى منابر للنفاق والرياء والمدح والوصول إلى المصالح الشخصية وتحولت إلى أوكار للتلميع والارتزاق فرفضها جميعاً لأنه شروطه لم تجد للعمل بها لم تجد لها مكاناً لأنه يؤمن أن الهدف من هذه الفضائيات ليس "الشو" بقدر أن تكون صوتاً للناس لا سوطاً نجلد به ظهور الغلابة على حساب المصالح الخاصة والوصول إلى أهداف دنيئة.
وفى ظل هذا الكم الذى تتمتع به هذه الشخصية الفريدة من سلاسة الأسلوب وجراءة فى قول الحق نجد البلد يكرم الراقصات والمغنيين والذين نهبوا قوت الشعب والذين وضعوا له السم فى أرض الزراعة وجعلوه يعيش فى ضياع وجوع نجد أن من يقدموا حياتهم لخدمة الشعب خلف أضواء الزمن يتوارون خلف غياهب المجاملات الحقيرة والأهداف الرخيصة.. فمن يكرم مثل هؤلاء الذين جعلوا من حياتهم زكاة لخدمة الناس.. وجعلوا من أنفسهم بوقاً يدافع بقوة عن الناس، وعزفوا كثيراً على أوتار الحق حتى أن نقيب الصحفيين فى موقف لـ "هيكل" مع شيخ الأزهر لحل قضية الصحفيين عادل حمودة ومحمد الباز ولاستخدامه ألفاظاً معبرة ولغويات مقنعة –رغم أنه لم تكن له سابق معرفة لا بالأول ولا بالثانى ودافع عنهم بكل قوة كزملاء مهنة، فنال إعجاب شيخ الأزهر ونقيب الصحفيين فأشادوا به وطالبوه بإكمال كلمته بعد ان توقف عن السرد مدافعاً عن الزملاء، ولم يعتد يوماً العهر الصحفى.
خيرى محمد الكومى
مدير عام تحرير جريدة آخر الأنباء العالمية
وابن من أبناء سيدى سالم
ومراسل الحياة اللندنية
0168404042 0143602857

هناك تعليقان (2):