الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015

زوال اسرائيل عام 2022 نبوءة رقمية

زوال اسرائيل عام 2022 نبوءة رقمية
النبـوءة الغــامضـة ::
تدوم إسرائيل وفق النبوءة الغامضة 76 سنة، أي (19×4). ويُفترض أن تكون سنين قمريّة، لأن اليهود يتعاملون دينياً بالشهر القمري، ويضيفون كل ثلاث سنوات شهراً للتوفيق بين السنة القمريّة والشمسيّة. ومعلوم أنّ العام 1948م هو العام 1367هـ. وعلى ضوء ذلك، وإذا صحّت النبوءة، فإن إسرائيل تدوم حتى:( 1367 + 76 ) = 1443 هجري، وهذا يوافق 2022 ميلادي.

تسمّى سورة الإسراء أيضا سورة بني إسرائيل. وهي تتحدث في مطلعها عن نبوءة أنزلها الله تعالى في التوراة، وتنصّ هذه النبوءة على إفسادين لبني إسرائيل في الأرض االمقدّسة، ويكون هذا الإفساد في صورة مجتمعيّة، أو ما يسمّى اليوم بالدولة،[1] فيكون ذلك عن علو واستكبار. يقول سبحانه وتعالى : " وَءَاتَينا مُوسَى الكتابَ وجعلناهُ هدىً لبني إسرائيلَ أَلا تَتخذوا من دوني وَكيلا، ذُرّيةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إنّهُ كانَ عَبْدَاً شَكُوراً. وَقَضَيْنَا إلى بني إسرائيلَ في الكتابِ لَتُفْسِدُنّ في الأرضِ مرّتين وَلَتَعْلُنّ عُلواً كبيراً،... فإذا جاء َوْعدُ أولاهُما... فإذا جاءَ وَعْدُ الآخرة ِ"[2] أمّا الإفساد الأول فقد مضى قبل الإسلام، وأمّا الثاني والأخير فإن المعطيات تقول إنه الدّولة التي قامت في فلسطين عام 1948م،[3] والملاحظ أن تعبير " وعد الآخرة "،لم يرد في القرآن الكريم إلا مرّتين: الأولىعند الكلام عن الإفساد الثاني، في بداية سورة الإسراء، والثانية عند الكلام عن الإفساد نفسه، قبل نهاية سورة الإسراء في الآية 104. وعلى ضوء ذلك نقول:

إذا قمنا بِعدّ الكلمات من بداية الكلام عن النبوءة: "وآتينا موسى الكتاب" إلى آخر كلام في النّبوءة: "فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا"[4] فسوف نجد أنّ عدد الكلمات هو 1443 كلمة، وهو رقم يطابق ما خلصنا إليه في البند (1) أي: (1367 هـ + 76) = 1443هـ

هاجر الرسول، صلى الله عليه وسلم، بتاريخ 20/9/622م، ويذهب ابن حزم الظّاهري إلى أنّ العلماء قد أجمعوا على أنّ حادثة الإسراء كانت قبل الهجرة بسنة، أي عام 621 م. ومع شكّنا في صحّة القول بالإجماع، إلا أنّ الأقوال الرّاجحة لا تخرج عن هذا العام، ولا يُتصوّر تراخي نزول فواتح سورة الإسراء عن حادثة الإسراء نفسها. على ضوء ذلك، وإذا صحّت النبوءة، وكانت نهاية إسرائيل عام 1443 هجري، فإن عدد السنين القمريّة من سنة نزول النبوءة[5] إلى سنة زوال إسرائيل هو 1444 لأن الإسراء كان قبل الهجرة بسنة. وإليك هذه الملاحظة: (19 × 76) = 1444. لاحظ أن 76 هو عدد السنين القمريّة لعمر دولة إسرائيل، أي أنّ المدّة الزمنيّة من وقت نزول النبوءة إلى زوال إسرائيل هي 19 ضعفاً لعمر إسرائيل المتوقّع.

توفي سليمان عليه السّلام سنة 935 ق.م، فانشقّت الدولة بعد وفاته بوقت قصير، وكان هذا الانشقاق، فيما نراه، بداية الإفساد الأول المشار إليه في فواتح سورة الإسراء. أمّا نهاية الإفساد الثاني والأخير فيتوقّع أن يكون عام 2022م الموافق 1443هـ. وعليه يكون عدد السّنين من بداية الإفساد الأول إلى حادثة الإسراء هو: (935+621) = 1556سنة شمسيّة. والمفاجأة هنا أنّ هذا هو عدد كلمات سورة الإسراء. أمّا عدد السّنين من بداية الإسراء حتى نهاية الإفساد الثاني فهو 1444 سنة قمريّة، وهو، كما قلنا، 19 ضعفاً لعمر إسرائيل المتوقّع. ويُلاحِظ القارئ أنّنا أحصينا قبل عام الإسراء سنين شمسيّة، وبعده سنين قمريّة.

وجدنا أنّ كل كلمة من كلمات سورة الإسراء تقابل سنة؛ فعدد كلمات السّورة - 1556- قابل عدد السنين من سنة وفاة سليمان عليه السلام، إلى سنة الإسراء. وترتيب كلمة لفيفا، في نبوءة سورة الإسراء، قابل العام 1443هـ الموافق 2022م. وسنجد مصداق ذلك في أمثلة أخرى من هذا الكتاب، بل إنّ هناك أمثلة كثيرة في سور متعددة تؤكّد صِدقِيّة هذا المسلك الرياضيّ. وإليك هذا المثال من سورة الكهف: تبدأ قصة الكهف بقوله تعالى: " أم حَسبتَ أنّ أصحاب الكهفِ والرّقيم...". ثمّ يكون الكلام عن مدّة لبث الفتية في الآية (25): " ولبثوا في كهفهم ثلاث مائةٍ سنينَ وازدادوا تسعا ". ويمكن أن نقول بلغة الأرقام: "ولبثوا في كهفهم 309 ". على ضوء ذلك نقول: إذا بدأنا العدّ من بداية القصّة: " أم حسبت أنّ..." فسنجد أنّ ترتيب الكلمة التي تأتي بعد عبارة: " ولبثوا في كهفهم..." هو (309)، وهذا يعني أنّ كل كلمة قابلت سنة. في المقابل لاحظنا سابقاً أنّ كل حرف من حروف سورة سبأ قابلت سنة.
--------------------------------------------------------------------------------

[1]راجع الصفحات: (24،23).

[2]الإسراء:( 2 - 7 )

[3]راجع التفسير.

[4]الإسراء 104

[5]أي زمن حادثة الإسراء، وزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم للمسجد الأقصى.
..................
العدد 76 وسورة الإسراء::

تنتهي كل آية من آيات سورة الإسراء بكلمة وتسمى (فاصِلة) مثل: (وكيلاً، شكوراً، نفيراً، لفيفاً... الخ) أي أن هناك (111) فاصلة. وعندما نحذف الفواصل المتكررة، نجد أنّ عددالفواصل هو 76 فاصلة،[1] ولا ننسى أنّ هذا العدد يشير إلى عمر إسرائيل المتوقّع بالسنين القمريّة، وقد عرفنا سابقاً أنّ كل كلمة من كلمات سورة الإسراء تقابل سنة. واللافت أيضاً في سورة الإسراء أنّ هناك فقط (4) آيات عدد كلمات كلٍّ منها (19) كلمة. وعليه يكون المجموع: (19×4) = 76

الآية 76 والجذر فزز :
يخطر بالبال هنا الرجوع إلى الآية 76 من سورة الإسراء. وإليك نص الآية الكريمة: " وإنْ كَادُوا لَيستفِزّونك مِنَ الأرضِ لِيُخرجوكَ منها وإذاً لا يلبثونَ خِلافك إلا قليلاً " واضح أنّه يأتي بعد كلمة (قليلاً) رقم الآية، وهو (76). وقد يرمز هذا الرّقم إلى عدد السنين؛ فالنبوءات أحياناً تأتي على صورة رمز يحتاج إلى تأويل، كما يحصل في الرؤيا الصادقة؛ كرؤيا يوسف عليه السلام، أو رؤيا الملك في سورة يوسف. وإليك المؤشِّرات على احتمال ذلك احتمالاً راجحاً:

أ) الآية 76 تتحدث عن الإخراج من الدّيار، وعن مدّة لبث الكفار بعد هذا الإخراج. وما نحن بصدده هنا هو البحث عن عدد السنين التي تلبثها إسرائيل بعد قيامها في الأرض المقدّسة، وبعد إخراج أهلها منها.

ب) قد يقول البعض إنّ الآية تتحدث عن إخراج الرسول صلى الله عليه وسلم - وهذا صحيح - ولكنّ الآية التي تليها هي: " سُنّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنّتِنَا تَحْويلاً ". فالآية تتحدّث عن سُنّة في الماضي، والحاضر، والمستقبل.

ج) اشتقّ في القرآن الكريم من الجذر الثلاثي (فزز) فقط ثلاث كلمات

، واللافت للانتباه أن هذه الكلمات الثلاث موجودة في سورة الإسراء، الآيات: (64، 76، 103). أمّا الآية 64:

" وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم..." فهي 19 كلمة، وبالتالي تقابل - كما أسلفنا - 19 سنة. وأمّا الآية الثانية فهي الآية 76، والتي نحن بصدد ترجيح احتمال أنّ يكون رقمها يشير إلى عدد السنين التي ستلبثها إسرائيل في الأرض المباركة؛ فهو تفسير رمزي لكلمة (قليلا). أمّا الآية الثالثة فهي: " فَأرادَ أَن يَسْتَفِزّهُم مِنَ الأرضِ فَأغْرَقْنَاهُ وَمَن مَعَهُ جَميعاً " وتليها الآية (104): " وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إسْرائيلَ اسْكُنُوا الأرضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْناَ بِكُمْ لَفِيفاً " أي قلنا لبني إسرائيل بعد غرق فرعون اسكنوا الأرض المقدّسة،[3] فكانت هذه السّكنى المقدّمة التي لابدّ منها ليتحقّق وعد الإفساد الأول، الذي يحصل بسببه الشتات الأول. فإذا جاء وعد المرّة الثانية والأخيرة جمعناكم من الشّتات، والحال أنّكم تنتمون إلى أصولٍ شتىّ، على خلاف المرّة الأولى،حيث كنتم تنتمون إلى أصلٍ واحد، وهو يعقوب عليه السلام: " فَإذا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُم لَفِيفَاً ". واللافت هنا أنّ الكلمة الثالثة (يَستفِزّهم) تتعلق بالكلام عن الإفسادين، وعلى وجه الخصوص الإفساد الأخير، والذي هو موضوع هذا البحث. ولا ننسى هنا أنّ عدد الكلمات من بداية الحديث عن النبّوءة: " وآتينا موسى الكتاب..." إلى آخر حديثٍ صريح عنها: " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُم لَفِيفَاُ "، هو 1443كلمة، ويتطابق هذا العدد مع العام 1443هـ، ويجدر التذكير هنا أنّ عدد السنين من عام الإسراء، إلى هذا العام، هو 1444 سنة قمريّة، أي (19×76).
على ضوء ما سبق، وعلى ضوء أنّ كل كلمة في سورة الإسراء تقابل سنة، إليك هذه المعادلة العدديّة التي تحصّلت من متعلّقات الكلمات التي اشتقّت من (فزز): فالكلمة الأولى (واستفزز) تقع في الآية 64، والتي عدد كلماتها (19) كلمة. والكلمة الثانية (ليستفزّونك) تقع في الآية 76 والتي يراد ترجيح احتمال أنها ترمز إلى عدد سنين. والكلمة الثالثة (يستفزهم) تقع في الآية 103 التي تتحدّث عن غرق فرعون، ثمّ تليها الآية التي تتحدّث عن وعد الآخرة. وعليه نقول: بما أنّ عدد كلمات الآية الأولى 19 كلمة، وكل كلمة في سورة الإسراء تقابل سنة، وبما أنّنا نفترض أنّ رقم الآية 76 يشير إلى عدد سنين، فإنّ المعادلة هي: ( 19×76 ) = 1444 والمفاجأة هنا أنّ ترتيب الكلمة الثالثة، أي يستفزهم، في سورة الإسراء هو (1444). فتأمّل!!
--------------------------------------------------------------------------------
[1]مع ملاحظة أنّ فاصلة:( مفعولا) وفاصلة: ( لمفعولا) هي فاصلة واحدة.

[2]الاستفزاز هنا الإزعاج والإيذاء من أجل الإخراج أو الاستنهاض. ومن هنا تم اختيار كلمة (ليستفزّونك) دون غيرها من الكلمات في الآية 76
[3]راجع التفسير.
..............
19 مَلِكـاً::
عندما توفي سليمان عليه السّلام عام 935 ق.م انشقّت الدولة إلى قسمين؛ إسرائيل في الشمال، ودَمّرها الأشوريّون عام 722 ق.م، ويهوذا في الجنوب، ودَمّرها البابليّون عام 586 ق.م. وبذلك تكون يهوذا قد عُمّرت (136) سنة أكثر من إسرائيل. وعلى الرُّغم من ذلك نجد أنّ عدد الملوك الذين تعاقبوا على حكم كل واحدة من الدولتين هو (19) ملكاً. يقول فيليب حِتيّ في كتابه: (تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين): " إن إسرائيل عندما فنيت كان قد تعاقب على عرشها 19 ملكاً ". ثم يقول: " إنّ يهوذا كذلك تعاقب على عرشها 19 ملكاً " [1]، وهذا أمر لافت للنظر؛ لأنّ يهوذا، كما قلنا، عُمّرت 136 سنة أكثر من إسرائيل!!

935ق.م 586 1م 2022م

*______*______*_________*_________________________ *

722

586ق.م هو تاريخ دمار دولة يهوذا في المرّة الأولى، وهو أيضاً تاريخ نهاية الإفسادة الأولى. أما زوال لإفساد الثاني المتوقّع فهو 2022م وعليه: (586+ 2022) = 2608 سنة، وتشكّل هذه المدّة 19 ضعفاً للفترة الزمنية من زوال دولة إسرائيل، إلى زوال دولة يهوذا.[2] وقد ذكر العهد القديم أنّ نهاية دولة يهوذا كانت في السنة 19 للملك نبوخذ نصر[3].

ونلاحظ أنّ العام 722ق.م الذي دُمّرت فيه دولة إسرائيل هو عدد من مضاعفات 19 أي: ( 19×38). وإذا ضاعفنا هذا العدد نجد أنه:

(722 ×2 ) = 1444، وهذا هو عدد السّنين القمريّة من سنة الإسراء، وحتى العام 2022م. وهو أيضاً المضاعف 19 للعدد 76، والذي هو عمر إسرائيل المتوقّع بالسّنين القمريّة.

--------------------------------------------------------------------------------
[1]تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، د. فيليب حتي، ترجمة د. جورج حداد. دار الثقافة، بيروت، ط3 ج1، ص208، 215

[2] (2608 ÷ 136) = 19,17

[3]سفر الملوك الثاني، الإصحاح الخامس والعشرون: "... وفي الشهر الخامس من سابع الشهر وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذنصر..." وكذلك سفر أرميا الإصحاح 52: "في اليوم العاشر..".اللافت هنا الاختلاف بين السّفرين في تحديد اليوم، والمشهور عند اليهود أنّ إحياء هذه الذكرى يكون بتاريخ 8و9 آب. والشهر الخامس في العهد القديم يقصد به الثامن ميلادي. والملحوظ هنا أنّ مجموع أرقام 586 هو 19.
..........
:: دلالات الخواتيم ::
جاء في خواتيم سورة الإسراء: " قُل آمنوا بهِ أَوْ لا تُؤْمِنوا، إنّ الذين أُوتُوا العِلمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتلى عَلَيْهِم يَخِرّونَ لِلأَذقانِ سُجّداً، وَيَقُولونَ سُبْحَانَ رَبنا إنْ كَانَ وَعْدُ رَبّنا لَمَفْعُولاً "[1] .

(قُل آمِنوا بِهِ): أي بالقرآن، ولا ننسى أننا في سياق الحديث عن وعد الآخرة، وعليه فقد يرجع الضّمير في (به) إلى الوعد القرآني، ويُقَوّي هذا ملاحظة أنّ (وعد مفعول) لم يرد في القرآن الكريم إلا ثلاث مرات: "كان وعده مفعولاً" من سورة المزمّل[2] . ووردت المرتان الأخريان في سورة الإسراء؛ الأولى بعد الحديث عن تحقّق الوعد الأول قبل الإسلام: " وكان وعداً مفعولاً ". والثانية جاءت بعد الحديث عن وعد الآخرة، عند الكلام عن تعجّب الذين أوتوا العلم[3] من صدق الوعد الإلهي، وقولهم: "سُبحان ربّنا إنْ كانَ وعْدُ رَبّنا لَمفعولا". واللافت للانتباه أنّ سورة الإسراء تُختم بقوله تعالى: "وَكَبرِّهُ تَكْبيرا". وتُشير خواتيم السورة إلى نصرٍ مجلجل، وتفاعل شديد عند تحقّق الوعد، ويبدو أنّه سيكون نقطة تحوّل هامّة في تاريخ البشريّة. وقد جاء في الحديث الشريف: " آية العز: وَقُل الحمدُ للهِ الذي لم يَتخِذ وَلَدَاً، وَلَم يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلك، وَلَم يَكُن لَهُ وَليٌ مِنَ الذّل وَكَبّرهُ تَكْبيرا ".

المتدبّر لسورة الإسراء، وعلى وجه الخصوص خواتيمها، يدرك أنّها تتحدث حول انتصار صراط الذين أنعم الله عليهم، في مواجهة مناهج المغضوب عليهم والضّالين، ويبدو أنّه انتصار يؤدّي إلى تحوّلات عالمية تتلاءم مع مكانة " الأرض التي باركنا فيها للعالمين "[4] ، وهذا الإدراك دفعنا إلى إحصاء الآيات من نهاية الفاتحة، حيث الكلام عن: " صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم، ولا الضالين "، إلى بداية سورة الإسراء، التي موضوعها انتصار الصّراط الحق، فكان عدد الآيات من بداية سورة البقرة، إلى نهاية سورة النحل، أي بداية سورة الإسراء، هو 2022 آية. فتأمّل!!

جاء في سورة المائدة، الآية (21) على لسان موسى عل

يه السلام يخاطب قومه : " يا قومِ ادخلوا الأرضَ المقدّسةَ التي كتبَ اللهُ لكم، ولا ترتدُّوا على أدباركُم فتنقلبوا خاسرين"

في هذه الآية يطلب موسى عليه السلام من قومه أن يدخلوا فلسطين الأرض المقدسة، التي أخبر الوحي أنهم سيدخلونها. ومعلوم أنهم جبنوا وتقاعسوا فَحُرّمت عليهم أربعين سنة، يتيهون في الأرض. وكان دخولهم الأرض المقدّسة بعد ذلك مقدِّمة - بغض النظر عن طول الزمن- لحصول وعد الفساد الأول، الذي وقع قبل الإسلام. والمتدبّر للآية 104 من سورة الإسراء يجد أنّها تتحدث عن بداية الوجود الإسرائيلي اليهودي في الأرض المقدسة، وعن نهايته أيضاً، أي أنها تلخّص النبوءة الواردة في التوراة حول الإفسادين : " وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائيلَ اسْكُنُوا الأرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً ".الإسراء 104

اللافت للانتباه أنّ عدد الآيات من الآية 21 من سورة المائدة، إلى الآية 104 من سورة الإسراء هو 1443 آية. وسبق أن لفتنا الانتباه إلى أنّ عدد الكلمات من بداية الكلام عن نبوءة الإفساد أول سورة الإسراء إلى قوله تعالى " لفيفا" هو أيضاً 1443 كلمة، وهذا العدد يوافق العام 1443 هـ/ 2022م.

سورة الإسراء هي السورة 17 في ترتيب المصحف، وواضح أنّها السّورة التي تتحدث عن زوال الإفساد اليهودي في الأرض المقدسة. واللافت للانتباه أنّ السورة 18، وهي سورة الكهف، ترد فيها قصة موسى عليه السّلام مع الخضر، ولا ذكر فيها لليهوديّة، ولا لبني إسرائيل، ولأول مرّة نجد رسولاً يكون تابعاً. وقد يشير هذا إلى تذكير اليهود، وبعد زوال دولتهم وزوال إفسادهم من الأرض المقدّسة، أنْ تواضعوا كما تواضع موسى عليه السلام، وخذوا الحق ممن يملكه، وما يضر الإنسان أن يكون تابعاً للحق، ولمن اصطفاه الله بعلمه ووحيه؟! وهذا وجه لطيف من وجوه التناسب بين سورة الإسراء وسورة الكهف.

عدد آيات سورة الإسراء، والتي تسمى أيضاً سورة بني إسرائيل، هو 111 آية. ويُلاحظ أنّ سورة يوسف هي أيضاً 111 آية. ولا يوجد غيرهما من السّور القرآنيّة ما له العدد نفسه من الآيات. والملاحظ هنا أنّ سورة يوسف تتحدث عن نشأة مسألة بني إسرائيل، وعن خروجهم من الأرض المقدّسة إلى مصر، وأنّ سورة الإسراء تتحدث عن الإفساد الثاني والأخير لبني إسرائيل في الأرض المقدّسة، وبالتالي خروجهم منها الخروج الأخير، الذي لن يكون بعده لبني إسرائيل وجود مجتمعي في الأرض المقدّسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق