الجمعة، 17 ديسمبر 2010

اللوبي اليهودي يخطط للقضاء علي المسلمين والإسلام:؟

اللوبي اليهودي يخطط للقضاء علي المسلمين والإسلام:؟
والعالم الإسلامي في نوم عميق؟؟؟


تحقيق : ناجي هيكل


نحن اليوم بصدد عرض قضية من أهم القضايا المطروحة على الساحة الدولية والعالمية, ألا وهي قضية الأقليات الدينية, تلك القضية التي تحتل مساحة كبيرة من اهتمامات المؤسسات العالمية؛ وذلك بهدف توافر الحريات الكاملة لهم في ممارسة شعائر دينهم في حرية وكذلك علنية ولاشك أن قضية الأقليات الدينية في العالم قضية سياسية ذات غلاف ديني في المقام الأول, ولابد من تضافر الجهود لمحاولة إصلاح حال الأقليات الدينية؛ حيث إن لها حقًا مشروعًا في الأمن والسلام.
ومن المعروف أن حقوق الأقليات الدينية مصانة تمامًا في الإسلام منذ العصر الإسلامي الأول وحتى يومنا هذا, فلم يسمع عن اعتداءات على الكنائس والمعابد في النطاق الإسلامي, اللهم إلا النزر اليسير, وهي إما ردود أفعال لبعض الممارسات تجاه المسلمين في بعض الدول, أو أنها تهمة إعلامية روّج لها الإعلام الصليبي وألصقها بالمسلمين وهذا ماحدث .
إلا أن الذي لا شك فيه أن الأقليات المسلمة في بعض المجتمعات تعاني إما من هدم مساجدها كما حدث في المسجد 'البابري' في الهند, لا لجريرة ارتكبها المسلمون, ولكن ما هو إلا تنفيس للحقد الهندوسي على المسلمين, أو التهديد بهدم المساجد أو إغلاقها كما حدث في الاتحاد السوفيتي سابقًا, أو الاعتداء على أملاك المسلمين وأرواحهم, أو توافر الحياة لهم في أدنى مستوى معيشي, كما أن هناك مجتمعات متعددة في دول العالم عرف عنها اضطهاد الأقليات المسلمة؛ لا لشيء إلا لأنهم مسلمون.
وأهم ما نودّ أن نصل إليه من كل ما سبق أن هناك واقعًا تعيشه أجزاء كبيرة من الأمة الإسلامية, وربما لا يستشعره غيرها ويتعلق بوجود أقلية مسلمة تعيش في وسط أكثرية غير مسلمة, مثلما هو الحال في المجتمع الغربي وفي أمريكا اللاتينية وفي الجمهوريات الآسيوية والهند وغيرها من مناطق العالم المختلفة, وفي مثل هذه الظروف يحتاج المسلم إلى تأكيد كونه مواطناً كاملاً في تلك الدول.

وللأقليات جذور تمتد في أعماق التاريخ, حيث تشير الحقائق التاريخية إلى أن الدعوة الإسلامية قد عرفت طريقها إلى أوروبا في وقت مبكر من عام 711م, وأصبحت الأندلس قاعدة انطلقت منها تلك الدعوة إلى عمق القارة, ثم تحول البحر المتوسط إلى معبر ينتقل خلاله الإسلام إلى دول العالم الغربي, ثم دخل المسلمون البلقان عام 1355م, وانتشر في جميع أوروبا الشرقية حتى وصل أسوار فيينا عام 1620م, واستمر في أوروبا قرونًا طويلة تاركًا آثارًا ثقافية وحضارية خالدة, وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية شهدت الدول الأوروبية تدفقًا كبيرًا للمسلمين؛ نظرًا لحاجتها الشديدة إليهم في بناء ما دمرته الحرب.

ولا يملك المرء الآن إلا أن يقف حزينًا إزاء الوضع المؤسف الذي يعيشه المسلمون في دول الغرب خاصة, على الرغم من كثرتهم؛ حيث يبلغ تعدادهم قرابة 30 مليونًا, إلا أنهم يعيشون في شقاق وخلاف وصراع, بالإضافة إلى المشكلات السياسية والاقتصادية والثقافية المتعددة التي تحاول القضاء على هويتهم وتمزيق وحدتهم والنيل من عقيدتهم.
ويعتبر الجهل بتعاليم الشريعة الإسلامية من أبرز المشكلات التي يعاني منها كثير من المسلمين في مختلف أنحاء العالم وبخاصة أوروبا, وقد أجمع الكثير من المواطنين المسلمين على أن تغييب الدين الإسلامي, ومنع تدريس المواد الدينية إبان فترة الحكم الشيوعي لهذه البلدان, إضافة إلى بعدها عن العالم الإسلامي - والذي قلّما ينظر بعين الرعاية والاهتمام إلى تلك الأقليات؛ نظرًا لانشغاله بخلافاته الداخلية والتي ألهاه بها الاستعمار الفكري الغربي – وتقصير المسلمين بعد زوال الحكم الشيوعي؛ أسباب رئيسة في المعانة التي يشعرون بها.
ويعد الجهل بالإسلام الذي تعاني منه الأقليات سببه الرئيس الإعلام السلبي وعدم مواجهته بإعلام صحيح قوي, ولعل أهم سبل معالجة هذه المشكلة هو تكثيف المطبوعات والمنشورات والكتب التي تبرز الوجه الحقيقي للإسلام.
وكذلك يجب الاهتمام بمضاعفة جهود المسلمين في مجال إنشاء المراكز الإسلامية وتزويدها بالدعاة والمعلمين الأكفاء.
ولكن الملاحظ أن هناك انفصامًا وتباعدًا بين الأقليات العربية والإسلامية والدول التي تنتمي إليها هذه الأقليات, وكأن هذه الدول قد لفظت أبناءها وتخلصت منهم, فهم مواطنون غير مرغوب فيهم, وكثيرًا ما تشير أصابع الاتهام إلى أنهم 'إرهابيون' تارة, أو مارقون فقدوا الانتماء والهوية تارة أخرى, واستهوتهم الحياة الغربية المنفتحة.
ان هذه الأقليات كما تحدث عنها فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي أنها تعاني من مشكلات كبيرة نضعها هنا بين يدي من يهمه الأمر, فمنها ما يخص المسلمين أنفسهم:
• كأن يتعامل المسلم مع هذا المجتمع على أنه مواطن من الدرجة الثانية, باعتبار استمرار نظره لنفسه كمهاجر أو كمواطن غير مرتبط بشكل أصيل بهذه الدولة.
• عدم ممارسته لجميع حقوقه, والاكتفاء بدفع الضرائب وغيرها, فهو يطبق نصف قاعدة الحقوق والواجبات, فيتنازل طواعية أو عجزًا عن حقوقه, مقابل العيش في سلام لإحساسه بالوحدة بين مسلمي العالم, وعدم استشعار العون والمؤازرة من إخوانه من المسلمين.
• مع نشأة جيل ثانٍ من الأبناء بالذات في الغرب, تنشأ فجوة بينهم وبين ذويهم الذين يعجزون عن مواكبة الصراع النفسي لدى الناشئة, وعلى سبيل المثال من ناحية الجنسية, بمعنى أن الأسرة لو أوضحت لأبنائها الفرق بين حمل الجنسية لبلد ما والانتماء إلى دين الإسلام أي أنه يجب عليه حب الخير لهذا البلد وذلك بهدايته للإسلام مثلما يفعل أي مسلم في أي بلد مسلم في بلاد العرب أو غيرها, فهو يحب الخير له وفق ما تمليه عليه تعاليم الإسلام, وليس لمجرد الحمية لهذا العرق أو ذاك.
ومنها ما يختص بممارسات تلك الدول تجاه الأقليات:
• فهناك دولة تجبر المسلمين على تغيير أسمائهم وحتى أسماء الموتى منهم, وهي بهذا الشكل تؤذي المسلمين وتعاقبهم لمجرد أنهم ينتمون إلى عقيدة دينية مختلفة هي عقيدة الدين الإسلامي الحنيف.
• وفي دول أخرى يُكره المسلم, ويُجبر على ترك عقيدته الإسلامية, أو يضطر لممارسة شعائره الدينية في الخفاء خوفًا من اضطهاد المجتمع الذي يعيش فيه, بل وامتد هذا الأمر إلى الأغلبيات في بعض الدول, مثلما عاش المسلمون الألبان فترة من فترات تاريخهم, حتى أن الأمر وصل بهم لأن يُضطر المسلم لأن يفطر في شهر رمضان؛ حيث إن التعبد جريمة في نظر تلك المجتمعات, وما كانت تلك المهانة والذلة ليحدثان في العهود الزاهرة للإسلام والمسلمين, ولكنها حدثت ويا لخزينا يوم ضاعت هيبتنا في عيون أعدائنا وهنّا عليهم فهان عندهم المستضعفون من المسلمين.
وهكذا فإن سجل اضطهاد الأقليات المسلمة في بعض دول العالم ينوء بما تحمل صفحاته من المآسي والظلم, فبعض الدول تعتبر الأقليات المسلمة كيانات غريبة في نطاق مجتمعاتها, وغير مرغوب في إقامتهم, وتجردهم من حق المواطنة, وتطالبهم بالعودة من حيث أتوا, بل وتطردهم من ديارهم, وتجردهم من أموالهم وممتلكاتهم؛ ليعيشوا في حال لجوء يعانون من العِوز والاحتياج والمرض, وما حدود بعض الدول التي يسكنها اللاجئون من المسلمين منا ببعيدة, على سبيل المثال بنجلاديش وباكستان, ولا نملك لهم سوى بعض البطاطين التي لا تصلح للغطاء في حر الصيف, فما بالنا بصقيع الشتاء وبعض البقايا من الطعام والفتات التي تقذف به أيدي بعض أثرياء المسلمين, إلى جانب بعض الاستنكار وقليل من الدموع المنهمرة ممن لا حول لهم ولا قوة, ولهم الله مستضعفو المسلمين.
هذا, وقد ازدادت التحديات التي تواجه هذه الأقليات في الآونة الأخيرة؛ حيث اعتبر الإسلام كمنظومة فكرية بديلة تواجه الفكر الغربي بعد سقوط الشيوعية؛ مما أدى إلى ملاحقة المسلمين ومحاربتهم في أرزاقهم, وفرض القيود على تمثيلهم في المجالس النيابية لممارسة حقوقهم الانتخابية.
وفي الحقيقة فإن الأقليات الإسلامية في العالم الغربي محاصرة بكم هائل من وسائل الإعلام الحديثة, التي تقدم دومًا كل ما هو منافٍي لأخلاق وتعاليم ديننا الحنيف.
وفي الوقت الذي تلهث فيه هذه الأقليات جاهدة لتحقيق شخصيتها الثقافية والتمسك بمرجعيتها العقدية فإنها تواجه عقبات كثيرة كعدم توافر المدارس واختلاف نظم التعليم في الغرب, حتى إن الأغلبية العظمى من أبناء تلك الأقليات لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه, وبالتالي قد انقطعت صلتهم بلغتهم الأم.
ويلتقط خيط الحديث الدكتور والعالم الجليل عبد الله الشزلي استاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر قائلا ان هناك أيضًا المنظمات اليهودية والأنشطة التنصيرية, بالإضافة إلى الفرق الضالة التي تدعي الإسلام ظاهرًا وتبطن العداء الشديد له, مثل البهائية والقاديانية وغيرها ممن يقفون حجر عثرة في طريق الدعوة الإسلامية في تلك البلاد.
إن الأمر جد خطير, ويحتاج إلى المزيد من التضحية بكل غالٍ ونفيس, وكذلك وقفة أمينة صادقة خالصة لوجه الله لمعونة هذه الأقليات؛ للحفاظ على هويتها والدفاع عن دينها, ومن ثم استثمارها لتشكل جسورًا تعبر من خلالها الدعوة الإسلامية إلى الملتقى الغربي, ولا سياما أن الإسلام ينتشر بقوته الذاتية في أوروبا والولايات المتحدة بسرعة وقوة تذهل خبراء السياسة والعلاقات الدولية, ولو وجد هذا الدين من يقدمه إلى الرأي العام الغربي بصورته الصحيحة لحدث انقلاب كامل وتغيير لشكل الحياة في هذه المجتمعات.
فهل نأمل أن تتحرك الحكومات والمنظمات الإسلامية لتحيق هذا الأمل بدلاً من مناصبة هذه الأقليات العداء أو العمل على توظيفها لتحقيق الأغراض السياسية لأنظمة الحكم القائمة في العالم الإسلامي؟!
وأخيرًا ولأن هذه الأقليات المسلمة من وجهة نظر التاريخ هي ترجمة للمد الإسلامي تاريخيًا وجغرافيًا, فتوزع هذه الأقليات في مناطق متفرقة من العالم هو جزء من الجغرافيات الإسلامية, وتمسّك الأقليات المسلمة بعقيدتها الإسلامية هو ترجمة لتواصل حلقات التاريخ الإسلامي المجيد, فقد رأينا بعين الاهتمام برفعة الإسلام وإعزاز المسلمين أن نسجل كافة جوانب هذه القضية المهمة الخطيرة, ونفتح صفحاتها ونضعها بين يديْ علماء الاسلام في العالم الإسلامي وخاصتها الأزهر الشريف, فالمسيرة طويلة وتحتاج لتكاتفنا جميعًا.
ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين


لقد بحثت في الكثير من المراجع والصحف وحتي المواقع الإسلامية لأتابع أخبار الدعوة والدعاة وآخر التطورات السياسية
والاجتماعية والاقتصادية للجاليات الإسلامية في بلاد الغرب فلم أجد أي موقع إسلامي أو عربي يغطي هذا
الجانب الحيوي وقد يكون هناك فعلا مواقع معينة تقدم هذه الأخبار فهي وإن وجدت أعتقد تكاد تكون معدودة
لكن معا مطلع القرن العشرين... تدفقت أعداد كبيرة من المهاجرين من أنحاء العالم الإسلامي إلى أوروبا لتحريك عجلة الصناعة وإنعاش الطفرة الإقتصادية وتنمية مجتمعات الرفاه , فكانت منهم القوى العاملة التي أفنت حياتها في العمل في المناجم والأتفاق والمصانع , وبرزت من بينهم الأدمغة المتفوقة التي ساهمت في مسيرة الابتكار والابداع والتطوير , والكفاءات الأكاديمية التي أفنت حياتها في ميادين الطب والهندسة والعلوم , كما كان منهم العلماء والوعاظ الذين حملوا مشاغل الهدى في مجتمعات تبحث عن الحقيقة والطمأنينة, فرارا من مادية جامحة تتجاهل الإنسان واحتياجاته.
أما اليوم ... فإن عشرات الملايين من المسلمين في غرب أوروبا وشرقها يواجهون تحديات غير يسيرة في مختلف المجالات,ومن المؤكد أن تنشئة أجيال مسلمة صالحة أولوية نقع في معدمة هذه الإهتمامات.
فما زال مسلمو أوروبا بحاجة إلى المزيد من المؤسسات التعليمية والمحاضن التربوية وجهود الخبراء , بما يعينهم على تلافي المصاعب التي تكتنف أبناءهم .
ومن الضروري في الوقت ذاتعه في تعزيز رسالة المساجد والمراكز الإسلامية المنتشرة في القارة الأوروبية , منارات للإشعاع المبارك على الحياة الأوروبية ككل, ولنسنوعب المسلمين بأجيالهم المتعاقبة كبارا وصغارا.

ورغم تصاعد النزعات العنصرية التي تستهدف المسلمين هنا أو هناك والمعاناة التي تطال النشئ الإسلامي جراء آفات البطالة والإنحراف والإفتقار الى الفرص المتكافئة , فإن هذا كله لا يجب أن يفت من عضد الجيل المسلم الأوروبي الصاعد فيصرفه عن تحقيق رسالته الحضارية المأمولة , لأن المستقبل الذي ننشده ينبغي أن يكون متحررا من وطأة الحاضر وأزماته , دون أن يتجاهل الواقع والظروف المحيطة.
وإذا كان مسلمو أوروبا قد حققوا مكاسب واضحة في السنوات الأخيرة على أكثر من صعيد , وأظهروا تفاعلا إيجابيا مع الحياة العامة التي يعيشون في نطاقها , فإن علينا أن نسعى جاهدين كي نعين الأجيال المسلمة الجديدة على إحراز مواقع ومراكز متقدمة في مجتمعاتها الأوروبية لمواصلة المسيرة في الإتجاه الصحيح , وأن نعمل على تذليل الصعاب التي تعترض طريق نشأتها وإزاحة العراقيل التي تحول دون تحقيقها للطموحات المعقودة على ناصيتها فإن أزمة الهوية التي تعصف بالأجيال الناشئةهنا تستدعي توكيدا للإنتماء الى الإسلام دينا وعقيدة , وإلى اوروبا وطنا ومستقرا .
كما أن خطر العزلة والتهميش الذي يلوح في الافق يقتضي منح أبناء المسلمين مشاعر الثقة , وتعزيز قدراتهم على تحقيق الذات في ظروف تبدو مختلفة الى حد كبير عن تلك التي عرفها الجيل الأول المهاجر .
وأحسب أنه من المفيد في هذا الصدد ان يستحضر الجيل الجديد أهمية الدور التاريخي الذي اضطلع به المسلمون في تمكين أوروبا من إنجاز نهضتها , وإدراك حقيقة أن الإسلام يكون غريبا عن القارة التي تشهد بالكثير من الفضل لغرناطة وسراييفو وشكودرا واسطنبول , وأن الأمم الأوروبية ذاتها لن يكون بوسعها أن تحافظ على حيويتها وتجددها إذا ما غلقت أبوابها لتكون بمنأى عن التأثر بالأخرين والتأتير بهم .
فالتفاعل التقافي والتواصل الحضاري ظاهرة إنسانية أصيلة , أشار القرآن الكريم بقوله تعالى (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) , ومن المؤكد أن انفتاح القارات وتجاوز الحدود والمسافات في عصر الإتصال والعولمة يمنح هذا التعارف حيوية أكبر .
ولا شك في أن التقدم الذي تمكنت المجتمعات الأوروبية من إحرازه في القرون الأخيرة في أكثر من إتجاه أغفل اتجاهات أخرى لا يمكن التقليل من أهميتها , ولذا فأمام مسلمي اوروبا واجبات حضارية تتمثل أساسا في إثراء مجتمعاتهم بالقيم الإيجابية , الى جانب إسهامهم في كبح جماح النزعة المادية التي تجعل من الإنسان مجرد ترس في آلة .
بل من أعظم المهام الملقاة على عاتق المسلمين في البلدان الأوروبية , التعريف بدينهم بالحكمة والموعظة الحسنة والعودة بالناس إلى الايمان بالله الذي لا تصلح الحياة إلا به .
وعندما يدرك المسلمون هذه المسؤوليات الثقال يكون من الطبيعي أن يتداعوا إلى التعاون والتنسيق فيما بينهم , بمختلف أطيافهم اللغوية والعرقية , وتوزيعاتهم الجغرافية والمؤسسية , لآن الجهود المبعثرة لا يعول عليها , خاصة عندما يتعلق الأمر بقارة مترامية الأطراف تنطق بعشرات اللغات.لكن الحماية الأمنية أصبحت معدومة ويجب الحرص من أعداء الإنسانية في الغرب ضد الإسلام والمسلمين والدليل انه أكد مسئول بمسجد في مدينة تورنتو بكندا يُدعى "ماجد السيد" أن المسلمين يتعرضون لتهديدات ومضايقات منذ تفجيرات الولايات المتحدة في مدينتي نيويورك وواشنطن؛ لذا تم اتخاذ الاحتياطات الأمنية لحماية الجالية المسلمة .
وأضاف المصدر لوكالة فرانس برس الجمعة 14/8/2001 أنه تلقى تهديدات عبر الهاتف قيل فيها "أنتم المسلمون ستدفعون ثمن ذلك"، وقال أيضاً: إن عدة نساء يضعن الحجاب قد تعرضن للشتم، وشعرن بأنهن مهددات خلال اليومين الأخيرين في القطارات والحافلات بمدينة تورنتو.
وأوضح المصدر "عندما يكون الناس غاضبين يحاولون التنفيس من خلال التعرض لآخرين، ونحن أسهل هذه الأهداف، مشيراً إلى أن المسلمين لا يستطيعون القيام بأي رد فعل في الوقت الحالي".
وذكرت الشرطة الكندية أن طلابا مسلمين في جامعة "لافال" قد تعرضوا لتهديدات مماثلة، في حين لحقت أضرار بمسجد في سانت كاترين جراء إشعال حريق متعمد.
وفي مونتريال، ذكر رئيس اتحاد الكنديين العرب "جون عصفور" أن شخصاً قد ألقى طلاء على شابة؛ لأنها كانت تضع الحجاب.
ومن جانبه وجه رئيس الوزراء الكندي "جان كريتيان" نداء إلى الكنديين يطلب منهم التسامح، قائلاً: "نحن في حرب ضد الإرهاب، وليس ضد مجموعة أو ديانة محددة".

ويذكر أن المنظمات المسلمة الرئيسية في كندا قد أدانت بشدة اعتداءات نيويورك وواشنطن .
ويشار إلى أن الجالية المسلمة في أستراليا هي الأخرى قد تعرضت لتهديدات شديدة، ففي يوم الخميس 13/8/2001 تعرضت حافلة كانت تقل طلاباً مسلمين لرشق بأحجار وزجاجات، كما تعرض مسجد "نور الإسلام" الواقع في مدينة "بيرث" غرب أستراليا لمحاولة اعتداء.
المسلمون بألمانيا.. إعلام بلا فاعلية
2001/09/20



جوبلز وزير الإعلام النازي الأشهر هو صاحب المدرسة الشهيرة في الكذب المخلوط بقليل من الحقيقة وتكرار الكذب، ثم الكذب، حتى يصدق الجمهور كذبه، ويصدقه صانعوه أيضا بالتعود، ربما هذا هو ما يجعل المسلمين في ألمانيا يعانون من تشويه صورتهم، وتصويرهم دائما على أنهم عدو محتمل أو صديق لا ينفع!
ورغم أن ألمانيا تحتل المرتبة الأولى في قائمة الدول الأوروبية التي توزع فيها وسائل الإعلام الأجنبية المطبوعة من صحف ومجلات ومطبوعات مختلفة، وتأتي الصحف التركية الصادرة في ألمانيا في مقدمة هذه الصحف الأجنبية من حيث العدد ومعدلات التوزيع، فإن هذا الإعلام المحسوب على المسلمين لم يقدم شيئا يُذكر لتحسين صورة المسلمين في المجتمع؛ إذ بلغ عددها 12 صحيفة ومجلة أسبوعية خاصة بأبناء الجالية التركية المقيمة في ألمانيا، وتزيد عن ثلاثة ملايين يمثلون أكبر جالية فيها. ويصل معدل توزيع الصحف التركية في ألمانيا الآن إلى ما يقارب 290 ألف نسخة يومية، والمفارقة هي أن الوجود الصحفي التركي رغم حجمه فإنه غير ممثَّل بأية صورة في اتحاد الصحفيين والمراسلين الأجانب في ألمانيا.
بداية قديمة
البدايات الأولى للإعلام التركي في ألمانيا ترجع إلى أوائل الستينيات من القرن العشرين، مع مجيء أول موجة من العمال الأتراك إلى ألمانيا، واستقرارهم في ميونيخ معا دعا مطابع الصحف التركية إلى إرسال طبعاتها المختلفة بالطائرة مثل صحيفتيْ "ترجمان" و"جمهوريات". وفي أبريل 1969 بدأت "حريات" كأكبر صحيفة تركية بطباعة نسخها في مؤسسة الكتاب البافارية، وفي نفس الوقت وصلت صحيفة "ترجمان" المحافظة إلى جميع العمال الأتراك في كافة ولايات ألمانيا من خلال مؤسسة توزيع "مارباخ" الألمانية، ولاقت الصحيفة إقبالا واسعًا؛ وهو ما شجعها على افتتاح أول مطبعة تركية في ألمانيا في "هد دارن هايم"، وبعد فترة وجيزة توسعت أعمال المطبعة؛ فتم طباعة صحيفة حريات بها، وفي عام 1971 اضطرت "ترجمان" لنقل مطبعتها الصغيرة نسبيًا إلى منطقة "نوى اسنبرج"، وكان هذا بداية التركيز لتواجد المطابع التركية في فرانكفورت.
وفيما بعد طورت شركتا النشر حريات AG وترجمان BMH نفسيهما، وتحولتا إلى سلسلة من المطابع الحديثة الضخمة؛ وهو ما زاد من الاهتمام الدولي بمدينة فرانكفورت كمنطقة دولية للطباعة حتى إن دار النشر الإيطالية ريزولي بدأت في طباعة صحيفتها كورييرا دي لاسييرا وصحيفة جازيته دي لوسبورت في مطبعة ترجمان، وبعد ذلك حذا العرب حذوهم، فأصدروا صحيفتهم (الشرق الأوسط) طبعة فرانفكورت لدى ترجمان أيضا، ثم تبعتهم الهيرالد تريبيون إنترناشونال الأمريكية والجاريان الإنجليزية، ثم العديد من الصحف الأجنبية مثل فينسرنجي ليست الكرواتية، وفيتسي الصربية، وأزفستيا الروسية، وصحيفة كاراماني القازاخية.
الخبير الإعلامي تونجلي من جامعة أنقرة قال: "إن هذه الصحافة لا تحقق أرباحًا وتتدنى معدلات توزيعها؛ لأنها بكل بساطة في قبضة رجال الأعمال الكبار الذين يستخدمون الإعلام كوظيفة جانبية للحصول على موقع قدم في مجال التأثير السياسي".
وبلغ مجموع ما تصدره المطابع التركية في فرانكفورت من الصحف والمجلات الأجنبية ما يزيد على النصف مليون نسخة يوميا، وفي مانهاتن الأمريكية توزع الآن ظهرا الصحف التركية المطبوعة في ألمانيا ليلا. صحافة الجيل الثالث
يسمي الإعلام الألماني الصحف التركية الصادرة في ألمانيا بـ"الحبل السُّرِّي إلى أنقرة"، ويعتبر أن الجالية التركية في ألمانيا تحصل في الغالب على المعلومات فقط من هذه الصحف السطحية، كما تقول صحيفة "ذي دويتشه تسايتونج"، مصمم الجرافيك في وادي الراين نجم الدين أتيلب يقول: "إن هدوء المواصلات في الشارع الذي أعيش فيه أهم عندي من سقوط شجرة في الأناضول" ويرى أن الأهمية لديه لما يحدث في ألمانيا، أما الجيل الجديد فقد أصبح يطالب بإصدار الصحف التركية بالألمانية.
كانت هناك محاولات لإيجاد صحافة موجهة إلى هذا الجيل، ومن أبرزها مجلة "إيتاب" التي تصدر بالألمانية بصفة شهرية، وتوزع بالبريد على 230 ألف ألماني تركي، وهي موجهة إلى شباب الجيل الثالث، وتؤثر فيهم بقوة من خلال لغتها الحديثة وأفكارها المحتوية على خليط من السياسة والثقافة والاقتصاد، وتصدر المجلة بإنتاج مشترك بين دار إيتاب التركية في برلين وشركة برلين محدودة المسؤولية، هيئة تحريرها قالت في الأعداد التجريبية الأولى: "إن المجلة ستحترم الأصول الأخلاقية المتعارف عليها، ولكنها لن تتوانى في المقابل في استغلال أية فرصة لتقييم الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في تركيا بحرية مطلقة".
دنيا إيرول عبّرت للمجلة عن سرورها قائلة: "إنكم أظهرتم للألمان أن الأتراك ليسوا فقط بائعي كباب وشاورما، لكن لديهم كفاءات في كافة التخصصات"، أما الإعلامي الألماني إيكرت شولتز فقد انتقد المجلة لتركيزها على الصور ولفتحها ملفات القضايا التي تخيف المجتمع الألماني مثل الجيتو والأسلحة والمجتمع الموازي .
موزاييك
في مدينة شتوتجارت يعيش حوالي 70 ألف تركي، إلا أن الصحافة الألمانية تعتبر أن القليل منهم فقط يعلم ما يحدث أمام منزله؛ لأن أغلبيتهم لا يقرءون إلا الصحف القادمة من تركيا. وإذا ما ذُكر اسم ما نفريد شوستر عمدة شتوتجارت فهو لا يعني أي شيء بالنسبة لمعظمهم، وعلى العكس من ذلك؛ فاسم بولنت أجاويد رئيس الوزراء التركي الاسبق معروف للجميع -أتراكًا وألمان-. ولهذا تريد صحيفة موزاييك الصادرة بالألمانية والتركية تغيير ذلك الوضع وتقريب شتوتجارت إعلاميًا لأهلها الأتراك، وتعود فكرة تأسيس الصحيفة إلى اتفاق ماتياس شنايدر المتحدث السابق باسم حزب الخضر في ولاية براندبورج ومظفر جول الاستشاري بإحدى الشركات الألمانية على تغطية مساحة الجمهور التركي في شتوتجارت إعلاميًا.
العدد الأول من الصحيفة ظهر في أبريل 2001. ويرى مظفر جول أن موزاييك انطلقت لتستمر؛ فكثير من أفراد الجالية التركية قد بدؤوا يتململون من صحفهم، خاصة "حريات" التي تنشر عشرين صفحة عن تركيا، وصفحتين سيئتي المضمون والإخراج عن ألمانيا.
ماتياس شنايدر هو المسؤول في القسم الألماني بالصحيفة، وهو يتدفق بأفكار المانشيتات: "كيف تحصل على حق المواطنة الألمانية بعد صدور قانون الجنسية الجديد؟"، "كيف تظهر مشاكل لاعبي الكرة الأتراك؟"، "ما هي أهمية أصحاب الأعمال الأتراك؟"، "ما هي شركات الهواتف التي تقدم أرخص تعريفة للاتصال بتركيا؟".
ويبدو شنايدر الذي يجهل طبيعة الأتراك كأنه مراسل في دولة خارجية؛ فهو يكتب المقالات بالألمانية، وهي تشكل 30% من الصحيفة، ويرى أنه ينبغي على الألمان إلقاء نظرة على ثقافة الهجرة التركية، علاوة على ذلك فيجب على مزاييك ألا تقتصر على الأتراك والألمان فقط؛ فهناك شريحة من المسلمين من غير الأتراك ممن يجيدون الألمانية تبدي اهتمامًا بالغًا بهذه النوعية الإعلامية متعددة الثقافات.

وقد بدأت "مزايبك" في الصدور برأسمال قدره 90 ألف مارك، وصدر منها في البداية 6 آلاف نسخة تم توزيعها مجانًا، وفي الشتاء الحالي وصل التوزيع إلى 12 ألف نسخة تباع الواحدة بمارك واحد، وإلى الآن لم تساهم بلدية شتوتجارت بأي قدر من المال في دعم الصحيفة، لكن شنايدر انطلاقًا من قناعاته بأن الدولة الألمانية عليها واجبات تجاه الأتراك كمواطنين يتفاوض مع الإدارة لحثها على المساهمة في التمويل.ونحن نرصد كل هذه الامور حتي تعرف الجاليات الإسلامية كيف تدير أمورها مع الغرب
وفي العاصمة الألمانية برلين بدأت صحيفة تاتس التي يقرؤها الطلبة واليساريون تجربة مماثلة بإصدارها ملحقًا أسبوعيًا باللغتين الألمانية والتركية يحمل اسم "بير شامبا = الخميس".
ومن البداية يعترف عمر أرتسييرين مسؤول التحرير في القسم التركي من الملحق بأن الصبغة اليسارية تطغى على مواد الملحق الذي يسعى لاكتساب الجيلين الثاني والثالث من الأتراك المولودين في ألمانيا كقراء جدد؛ لأنهم يتحدثون الألمانية بإجادة أكثر من التركية، لكنهم في الوقت نفسه يُبدون سعادة في قراءة الصحافة بلغتهم الأم. "بير شامبا" وهو يُولي اهتمامًا بمواضيع حقوق الإنسان والهجرة واللجوء.
البث التركي في ألمانيا
إن استثنينا القنوات الفضائية ومحطات الإذاعة التركية القادمة إلى ألمانيا من تركيا؛ فإن هناك عددًا محدودًا من المحطات والقنوات التركية قد تم تأسيسها، وانطلق بثُّها من ألمانيا مثل "قناة D” التلفازية و"محطة متروبول FM" الإذاعية، وتُعد هذه المحطة التي بدأت البث من العاصمة الألمانية برلين في مايو 1997 ثاني محطة إذاعية من نوعها خارج تركيا بعد المحطة الموجودة منذ سنوات طويلة في فيينا عاصمة النمسا.
أما "قناة D" فرغم أنها أُنشئت لتتوجه في الأساس إلى أتراك ألمانيا، فإنها اختارت أن يكون بثها فضائيًا من خلال القمر الصناعي التركي، وقد بدأت "قناة D" بثَّها أوائل عام 1999، وتقدم القناة برامج وتقارير ونشرات أخبار شاملة للأحداث في ألمانيا وتركيا إلى جانب برامج وثائقية تم إنتاجها في ألمانيا، وتحث الجالية على الاندماج في المجتمع الألماني والتفاهم المشترك معه.
المهاجرون العرب في أسبانيا
بعد سنوات- قلّت أو كثرت- يكتسب المهاجر في أي بلد شرعية وجوده؛ فيحصل على عمل ثابت، ويصبح له مسكن دائم، ويقيم علاقات مع الآخرين، لكنه يظل غريبًا. ففي إسبانيا يرفض الكثير من المهاجرين العرب- وهم مغاربة وجزائريون في الأساس- والمهاجرين الباكستانيين، الحصول على الجنسية الإسبانية ما داموا قد حصلوا على إقامة قابلة للتجديد أو دائمة، وتصريح بالعمل.
إنها حالة رفض لقيم الآخر وثقافته وعاداته، وفي الوقت ذاته يبذل الرافضون أقصى جهدهم؛ ليصبحوا مقبولين في المجتمع الجديد.
تكاتف الغربة
رفض الذوبان أو (التماهي) في الآخر سبب ونتيجة في الوقت ذاته. إن لم يصل المهاجر العربي أو الباكستاني إلى إسبانيا بمساعده أبناء وطنه، فإنه يبحث عنهم؛ ليساعدوه في الحصول على عمل، وتدبير مسكن، وتوفير الأوراق التي تجعله مهاجرًا شرعيًّا.
على جانبي شارع "رامبلا" الشارع السياحي الأول في برشلونة، أكبر مجمع للباكستانيين في المدينة، فيه يعيشون، ويعملون، ويمتلك معظمهم متاجر خاصة. الحي بأكمله يكاد يكون باكستانيًّا: الوجوه، والمحلات بأسمائها، وأسماء أصحابها، والآيات القرآنية على الجدران الملاصقة لأبواب المحلات وعلى الأبواب الزجاجية ذاتها، ومحلات بقالة صغيرة يمتلكها ويعمل فيها باكستانيون. هذه الحالة قد توحي بأنك في مدينة آسيوية يزورها سياح أوربيون فقط. لافتات المحلات التي توفر المكالمات للهند وباكستان والمغرب، وتعلن عن سعر الدقيقة الذي يبلغ خمسين بيزيتا (ربع دولار تقريبا) -تعيدك إلى واقع المدينة الإسبانية، التي تجمَّع غرباؤها في مكان واحد.هذا ما اكده لنا مجموعة من علماء المسلمين هناك
وقد وصلت برشلونة بعد أيام من عيد الأضحى، ووجدتهم ما زالوا يتحدثون عن صلاة العيد، والأضحية، وعن الآباء الموجودين في مكة لقضاء فريضة الحج.
سؤال يحتاج إجابة
هؤلاء الآباء هم الذين يرفضون الجنسية الإسبانية. "لقد ولدت مغربيا أو باكستانيا مسلما، وسأموت كما ولدت".. هذا ما يقوله كل مَنْ تجاوز الأربعين أو الخمسين من عمره.
أما الشباب والمراهقون، الذين وُلدوا في إسبانيا، ولم يعرفوا أرض آبائهم إلا في زيارات قصيرة لا تتجاوز أيامًا، فيقول أحدهم لي بعد أن نخرج إلى الشارع: "أنا لا أريد العودة. أنا إسباني، ولدت هنا، ومعي جواز سفر إسباني؛ فلماذا أعود؟!".
هكذا قال لي "عبد الرحمن سعيد " ذو الثمانية عشر عامًا. يتحدث معي بالإسبانية، ومن حين لآخر ينطق بكلمة عربية، يقول: "وكيف الحال في مصر؟ أعرف عادل إمام، أراه في التلفزيون".
عبارات لا علاقة لها بالسياق الذي نتحدث فيه، ربما تكون الرغبة المضمرة في عدم قطع الجذور. عبد الرحمن لم يحصل على شهادة، ولن يستكمل تعليمه؛ وإنما ينتظر الوظيفة التي تقدّم للحصول عليها من بلدية برشلونة كعامل نظافة أو بستاني؛ لأن والده لا يمتلك متجرًا، وإنما يعمل في مصنع للملابس.

حكومة إقليم "قطلونية" تحاول حل مشكلة أبناء المهاجرين العرب، الذين ولدوا على أرضها، والذين يحصلون تلقائيا على الجنسية الإسبانية، بعد خمس سنوات من ميلادهم؛ فهي تقوم حاليًا بالإعداد لإدراج اللغة العربية في مناهج التعليم، وتبحث عمّن يستطيعون القيام بالتدريس لهم من بين المهاجرين، وإن لم تجد من بينهم من يصلح لهذا العمل، فسوف تقوم باستقدامهم من البلدان العربية.
الأحياء والتقاليد
تتم عملية الاندماج، رغم قسوتها وصعوبتها، وسوف تظهر نتائجها كما يتوقع القطلونيون مع انتظام أبناء المهاجرين في التعليم. لكنّ هناك نوعا آخر من المشاكل التي تؤثر بشدة على من يولدون لأب عربي أو باكستاني وأم إسبانية، وهي المشاكل الخاصة بالعادات والتقاليد والدين. هذه المشاكل يتوقف ظهورها ودرجة حدتها على العمل ومستوى الحي الذي يسكنونه؛ فالقبول بالحياة مع الزوج في أحياء المهاجرين يعني تلقائيا القبول بطريقة الحياة وأسلوبها في هذا المكان، والعكس صحيح؛ فقبول الزوج بالحياة في الأحياء ذات الأغلبية الإسبانية يعني قبول الحياة الغربية وأسلوبها مع بعض التحفظات الخاصة بالدين؛ حيث توجد حرية الاعتناق.
اللحظة التي تبدأ فيها المشاكل بالظهور والتضخم هي إقامة طرف من طرفي العلاقة الزوجية لعلاقة أخرى.
والمجتمع والقانون الإسبانيان يرفضان تعدد الزوجات، والحل بالنسبة لهما هو الانفصال الودي. لكن أحيانا يقوم مهاجر عربي أو باكستاني بالزواج من أخرى في بلده، أو من مقيمة في إسبانيا، ولا يقوم بتسجيل الزواج مدنيا، وإنما في المركز الإسلامي.
القانون الإسباني يقف عاجزًا أمام مثل هذه الحالات؛ فهو لا يستطيع إجبار الزوج على تطليق الزوجة الأولى، أو بمعنى أدق الانفصال عنها، والمراكز الإسلاميه لا توجد له سلطة قانونية.

وهناك حالة محددة حدثت فيها هذه المشكلة هي حالة "علي" وهو شاب في العشرين من عمره، وابن لأب هندي مسلم وأم جزائرية.
قام الأب منذ خمسة شهور بالعودة إلى الهند ليتزوج من فتاة تصغره بخمسة وعشرين عاما. الأم تستطيع حسب تأكيدات المحامين الحصول على الانفصال حسب القانون الإسباني، لكنها حسب الشرع الإسلامي ما زالت زوجته، والمركز الإسلامي في "برشلونة" لا يستطيع إجبار الزوج على تطليقها.
الأب لم يعد إلى إسبانيا و"علي" ترك دراسته، وانضم إلى مجموعة من عازفي الشارع، الذين يقومون بالتجوال بين عربات المترو والشوارع؛ ليعزفوا الموسيقى، مقابل القليل من البيزيتات التي يتركها الجمهور في حقيبة أو قبعة.
أين نحن؟
هذه هي المشكلات التي يقف المجتمع الإسباني وحكومة قطلونية عاجزين عن حلها، وهى تحدث بتنويعات عديدة. أحيانا يقوم الأب الذي تجاوز الأربعين أو الخمسين من عمره بشرب الخمر أو إدمان المخدرات أو مرافقة فتيات الليل. مثل هذه المشكلات التي تحدث غالبا في عائلات تحسنت أحوالها الاقتصادية، وبدأ أبناؤها في المشاركة بفعالية في المجتمع- تؤدي إلى تردٍّ حاد في العلاقات الأسرية، وإلى انسحاب الأبناء من جديد إلى هامش المجتمع. كل هذا يؤجل الحضور الفعال للمهاجرين في المجتمع الإسباني، ويجمدهم في وضع الأفراد المهمّشين أو الكائنات الطفيلية التي يرفضها المجتمع.
مسلمو هولندا يبدءون حملة "استعادة الحقوق"
أمستردام- حسام تمام- إسلام أون لاين.نت/ 28-9-2001
بدأ توجُّه رسمي في الحكومة الهولندية يدعو إلى فتح الباب على مصراعيه لدراسة ملف الجالية المسلمة؛ حيث اجتمع محافظ مدينة "أمستردام" الأربعاء (26-9-2001) مع قيادات الجالية العربية والإسلامية في أحد مساجد الجالية التركية بالمدينة، وحضره ممثلون عن الأحزاب؛ بهدف الاستماع إلى المسلمين ومعرفة رأيهم في معالجة الحكومة والإعلام الهولندي للأزمة الأمريكية، وما يتعلق منها بالجالية المسلمة تحديدًا، وكيفية تجنب انعكاس الأزمة على استقرار الجالية وإحساس أبنائها بالأمن في هولندا، وبالانتماء لها كمواطنين لهم فيها كل الحقوق كبقية أبناء الشعب الهولندي.
وناقش اللقاء القضايا الشائكة والموضوعات التي لم يكن متاحا للجالية الحديث فيها كالانحياز الواضح لبعض وسائل الإعلام ضد المسلمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق