الإبحار فى نهر التكنولوجيا

الإبحار فى نهر التكنولوجيا

حوار أجراه ناجى هيكل
فى سلسلة ثقافة التكنولوجيا والاستفادة منها
إعمالا بالمثل الصيني.. الذى يقول فى حكمته
بدلا من أن تعطني سمكة علمني كيف اصطاد

م/ مدحت أبو الحسن
خبير نظم استقبال الأقمار الصناعية
ولد ونشأ وتربى بمدينة الإسكندرية
عشق العلوم والتكنولوجيا المتنوعة
ظل مدحت أبو الحسن تلاطمه أمواج الحياة الذائقة تحمله يمينا ويسارا لا يتحكم فيها لان عوامل الزمن قاسية جدا اشتد فكره وكان حين ذاك عنده 14 عام والده جزاه الله كل خير يقول له ماذا تفعل يا بنى ( شوفلك صنعه يابنى غير دى ) أنت عايز تاكل عيش ولا عايز تهرج .... يرد الفتى الصغير ويقول له بس شجعنى يا ابى شوية وظل يطالب والده بالتشجيع الى ان وصل 25 عاما وعند هذا السن المعين شرب الصنعة بكأس المعلمين واصبح معلم ودخل فى مرحلة الخبرة والان يطلق عليه فى المراكز العلمية المتخصصة ( الخبير التكنولوجى ) الفريد من نوعه الذى حصل على طفرة علمية تضاهى أينشتاين والمقريظى
فى مجال تعليم وشرح التدريب على التكنولوجية العامة
من ( ستالايت / انترنت وعلوم الكمبيوتر / شبكات لاسلكية / برامج سوفت وير ..... الخ )
وكان لنا هذا الحوار مع هذا الخبير مدحت ابو الحسن
والذى اجراه ... ناجى هيكل ..
.... الخبير التكنولوجى مدحت ابو الحسن
ماهو مفهوم التكنولوجيا لدى رجل الشارع وكيف يتثنى لنا النهوض بهذا المفهوم العلمى لخدمة الجيل الصاعد
** مفهوم التكنولوجيا لدى رجل الشارع ضئيل جدا فمنهم من يتخيل ان التكنولوجيا هى شىء مستحيل لدينا ان نقف على بابه لان الغرب قد احتكرها
ومنهم ايضا من يفهم ان التكنولوجيا هى عالم الاليكترونيات الرحب
ومنهم من يفهم ان التكنولوجيا هى علوم الفضاء ... الخ اذا فالمفاهيم متباينة
لذلك احب ان اوضح مفهوم التكنولوجيا بالشكل البسيط لرجل الشارع
( التكنولوجيا- هى كل تطور يدخل على استخدام العلوم المختلفة يسمى تكنولوجيا ) فعلم الاليكترونيات مثلا قدم لنا الدوائر الاليكترونية المطبوعة وهنا عندما دخلت التكنولوجيا الى علم الاليكترونيات وولدت الدوائر الرقمية والمنطقية والتى يقوم الروبوت بتنفيذها وليس اليد البشرية
علوم الحاسب تطورت الى مثلا عبر مراحل ترقية متنوعة حتى وصل الينا الكمبيوتر المحمول .. وايضا تطورت تكنولوجيا التشابك ونقل البينات عبر الاسلاك الى تكنولوجيا النقل اللاسلكى اذا فالتكنولوجيا هى التطور فى مجال كل علم من العلوم

... بمناسبة الحديث عن الشبكات سمعنا عن ان هناك طفرة جديدة ظهرت فى عالم الشبكات وهى الشبكات اللاسلكية فماذا تستطيع ان تقدم سيادتك إلى الجيل الصاعد من نقل او توصيل او تعليم بحرفية عالية لمثل هذه التكنولوجيا ؟


** بفضل الله استطيع تقديم حلقات تعليمية وبرامج تدريبية من شأنها أن تفيد الشباب المهتم بمجال الشبكات وخاصة اللاسلكية وليس فقط بناء الشبكات فحسب ولكن ايضا التكنولوجيا الجديدة فى مجال البث اللاسلكى

بمعنى اننا نستطيع وضع بذرة الثقافة التكنولوجية ونقوم بريها بحيث نلفت انظار رجل الشارع الى كيفية السباحة فى بحر التكنولوجية دون ان يغرق وعليه بعد ذلك ان يوجه نفسه الى ما يهوى من علوم الى ان تترعرع العقول اعمالا بالحكمة التى تقول بدلا من ان تعطنى سمكة علمنى كيف اصطاد
.... هل كل ما تستطيع سيادتكم من تقديمه يخدم مجال الشبكات فقط ام ان هناك مجالات تكنولوجية اخرى تستطيع توجيه انظار الشباب لها وما هو الفكر الذى يدور بخلد سيادتكم فى مقابل تقديم تلك التوجهات
** فى الواقع ان اهتمامى بتقديم تلك البرامج هو ناشىء عن كونى مواطن نشأ وترعرع فى هذا البلد ويرى كل يوم ان معدل البطالة يزداد والنمو الاقتصادى بطىء جدا ويحتاج الى طاقات بشرية وثروات شبابية عقلية حيث اننى استطيع مد يد العون لكل شباب هذا البلد فى ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية وفى ظل حاجة هذا البلد الى القضاء على ظاهرة البطالة وتكوين كوادر علمية تستطيع ان تفيد فى مجالات عديدة أو على الأقل ننهض بالفكر التكنولوجى الهزيل جدا لدى العامة فإذا قمنا بتوجيه سؤال الى انفسنا يقول
كم مليون مواطن من ابناء البلد مثقف تكنولوجيا اى يستطيع التعامل مع الكمبيوتر والانترنت والشبكات والرسيفر والستالايت بحرفية بسيطة سنجد ان الاجابة ستنحصر فى عدد قد لا يتعدى اصابع اليد الواحدة
فلماذا لا نرفع هذا العدد الى النصف او اكثر من شبابنا حتى تتقدم عجلة الاقتصاد
.... فى اعتقاد سيادتكم وفى ظل ما تستطيعون تقديمه من تلك التكونولوجيا للشباب وفك شفرتها الغربية التى هبت علينا من الغرب كيف للحكومة ان تشارك فى يد مد العون لنشر تلك الثقافة وخصوصا اذا كانت مقرونة بلغة العصرمن حيث النواحى العلمية والتكنولوجية – بمعنى اخر المساعدة فى انشاء مشاريع فنية وهندسية ؟
** (الدولة مش حاتعمل كل حاجة لوحدها) بمعنى ان الحكومة لا تملك العصاه السحرية ولكن تستطيع ان تساعد الشباب من خلال تطوير مجال دراسات الجدوى وتوسيع قاعدة المشاريع الحرفية لتشمل المشاريع التكنولوجية والدليل على ذلك ماقدمه الصندوق الاجتماعى من مساعدات تفوق الوصف للشباب من اجل النهوض بالاقتصاد ولكن احب ان اشير الى ان الشاب الذى قد تقدم للحصول على قرض لانشاء ورشة للنجارة او الحدادة او الخراطة مثلا لم يكن لديه فى تلك الايام اى ثقافة تكنولوجية تؤهله الى انشاء مشروع مصنع لتصنيع الدوائر الاليكترونية كالتى تعمل الان فى الاردن وسوريا ولبنان وحتى جيبوتى فى اعماق افريقيا كما انه لم يكن لدى الصندوق الاجتماعى قوانين أو لوائح تسهم فى صرف القرض اذا كان المشروع تكنولوجيا
.... اذا ما هى النصيحة التى توجهها للشباب الان من خلال هذا الحوار
** احب اولا ان اوجه بعض الاسئلة الى اخوانى الشباب وسأجيب عنها وسيجد الشاب ان الاجابة التى اقولها هى التى تدور داخله ثم بعدها اتوجه بالنصائح
من منا اليوم يحمل بداخله معنى ثقافة التكنولوجيا
فى الوقت الذى انتشرت فيه وفى كل مكان أجهزة الكمبيوتر المحمول والشاشات البلازما وأجهزة الرسيفر وأجهزة الكمبيوتر وشبكات الانترنت التى تطورت وأصبحت لاسلكية وأصبح زمن الشبكات السلكية ( دقة قديمة )


وغيرهم من التكنولوجيا التى ظهرت ثم اصبحت على وشك الانقراض ونحن اكثر مانعرفه هو حفظ اسمائنا على هواتفنا المحمولة ! او نقل صورة او نغمة بتقنية البلوتوث فى سيناريو مماثل للاتى
.... ( افتح البلوتوث يا وليد ... ) .... ( فتحته يا رامى ... ) طيب خد النغمة الحلوة دى ... هات .... ) وهنا احب ان اوجه سؤال لوليد ورامى ومروة واسماء وغيرهم من شبابنا
من منكم يستطيع تحميل ويندوز لجهاز الكمبيوتر الخاص به
الاجابة 10% نعم و 90% لا
من منا يستطيع تحميل سوفت وير لجهاز الرسيفر الخاص بمنزله ؟
الاجابة اكيد نعلمها جميعا
ومن منا ذهب الى احدى محلات صيانة الرسيفر بشكوى بسيطة او كبيسة وإذا بشاب فى مقتبل عمره يخرج من داخل ورشة الصيانة ليأخذ جهازك ويدخل به وبعد فترة معينة يخرج بالجهاز تمام التمام .... وتقوم ان بسؤاله ( خير يل بشمهندس كان فى ايه ) كما لو كنت تسأله ( خير يا دكتور المريض عنده ايه ) ومنهم ما يريح قلبك ومنم ما لا يرد سوى بكلمة ( الجهاز اصبح تمام ومن فضلك ادفع 50 جنيه فى الخزنة ) وهنا لى وقفة تفرض نفسها ...... الا يلفت نظرك مثل هؤلاء الشباب وكيف وصلوا لتلك المعلومات التى ميزتهم عن ( اصحابنا ... ) المهتمين بنقل النغمات بالبلوتوث بينهم وبين بعض ولم يشغلو بالهم بغير ذلك بل انهم فضلوا ان يذهبوا الى مراكز الصيانة بالرغم من ان العيب كان بسيطا جدا وهذا ما اسميه بالكسل اوالتنبلة الفكرية التى تمنع مصابها من مجرد البحث وراء معلومة قد تفيده يوما ما ..... وهنا اسمحوا لى ان اقول ان الشاب الذى اخذ الرسيفر ودخل به ورشة الصيانة منذ قليل انه شاب متعلم مثله كمثل كل الشباب ولكنه مثلا لايضيع وقته عندما يدخل على صفحات الانترنت بالهراء الذى يسمى ( شات ) بل يدخل الى المواقع التى تمده بالمعلومات وتفيده فى مجال عمله وايضا ممكن يجرى ( شات ) .... ( مرة من نفسه كل كام مرة )
لذلك أحب أن أوجه الشباب الراغبين فى تنمية المهارات والثقافات التكنولوجية لديهم بأن هناك كل عام صرح كبير فى مجال الثقافة يأتي لدينا اسمه
( معرض القاهرة الدولى للكتاب ) بما يحتويه من دور نشر وعارضين فى كافة المجالات فهيا أبنائنا الشباب لنسعى لتنمية الثقافة التكنولوجية حيث أننى قد سرني جدا ان ألاحظ أن العام الماضى وقبل الماضى كان نصيب الاسد فى الاقبال من القراء كان لكتب الكمبيوتر وعلوم الحاسب وهذا نذير خير
كما اننى سوف اتعاون معكم من خلال صفحات الجرائد والمجلات وذلك
للوصول الى اكبر قاعدة من عشاق تعلم لغات العصر ومن اجل هذا اخذت على عاتقى ان اوصل هذه الامانة لمن يعشق ويحب تراب مصر و نشرالوعى التكنولوجى فيها من خلال حلقات متصلة منفصلة تفيد الشباب فى مجالات عديدة من حيث البرمجة وسوفت وير الاجهزة و الصيانة والاصلاح وتصنيع الدوائر الاليكترونية وبناء الشبكات السلكية واللاسلكية للانترنت ( WIFI) .... الخ من التكنولوجية المتنوعة التى تجتاح حياتنا ولانعلم عنها سوى مجرد التشغيل اما ابسط الاعطال نجهل سبل التعامل معها لذلك اعدكم ان تكون حلقاتى التى تحمل عنوان ( ثقافة التكنولوجيا ) هى جسرا للعبور الى التعامل السليم والاستفادة من عالم التكنولوجيا بما ينمى عقولنا الذكية التى من الممكن ان تكون قد بدءت فى الاكسدة نتيجة للكسل فى البحث وراء المعلومة او لجهل مصدر الحصول على المعلومة ...... ومن خلال هذا الحوار اعدكم ان اتواصل معكم فى النهوض بصناعتنا التكنولوجية وانعاش الاقتصاد المصرى الذى مازال وسيظل حاملا لراية النجاح