الأحد، 14 نوفمبر 2010

لغز اختفاء القمر المصرى ( ايجبت سات )

لغز اختفاء القمر المصرى ( ايجبت سات )

حوار أجراه : ناجى هيكل
اصابتنى الدهشة عندما قراءت خبر فقد القمر الصناعى المصرى ايجبت سات ( Egypt sat) فى الفضاء الخارجى استغربت لفقدان هذا القمر ومن هنا نريد ان نعرف ونبصر القارىء بتلك الجريمة التى ارتكبت خارج الكرة الارضية
انه عالم غريب وعجيب بعيدا عن ادراكنا وفوق طاقتنا الفكرية التى لم تستطع حماية ممتلكاتنا الفضائية فهل هو اهمال / ام عجز علمى ام تقصير فى امكانيات المتخصصين ام تعجيز لزهرة افكارنا العلمية التى دائما تؤد فى المهد كعادتنا ام هو قضاء وقدر ؟؟؟؟؟؟؟؟ فما هو سبب الكارثة وكم حجم العائد علينا بعد ضياع تلك التكلفة فى الفضاء دون تحقيق ما تم التصنيع من اجله
نضع هذه الاسئلة ونطرحها على الخبير التكنولوجى - مدحت ابو الحسن
كأحد خبراء انظمة استقبال الاقمار الصناعية بالجمهورية
..... ماهى الاسباب التى تؤدى الى فقدان الاقمار الصناعية عامة وهل هذا الفقدان من الممكن ان يحقق كارثة بيئية فى بعض الاحيان ؟

** فى الحقيقة ان اسباب فقدان القمر تكاد تكون منعدمة الان نظرا لما طرأت عليه تكنولوجيا التحكم عن بعد والتى تزود بها محطات الرصد المتعددة فى بلدنا حيث ان تلك المحطات تعمل بتقنية رقمية عالية الكفاءة وهذا فى حد ذاته يجعل من فرصة ضياع القمر شبه مستحيلة
... لكن لا مانع من ان احتمالية الفقدان موجودة ؟ أليس كذلك ؟

** انا لا انفى احتمالية فقدان القمر ولكن فى حالات ضئيلة جدا قد تندر فى حدوثها
..... وما هى تلك الحالات
** مثلا تعطل محطات الرصد والتحكم لفترة طويلة كانقطاع التيار الكهربائي عنها او تعطل مولدات الطوارىء التى تعمل ذاتيا عند انقطاع التيار الاساسى أو سوء تصنيع القمر الذى يتسبب فى فقد اتصاله بالأرض من وقت لأخر أو حدوث كارثة طبيبعية مثل اصطدام القمر بأحد المذنبات أو الشهب
أو ان تصاب محطات التحكم اصابة بالغة كاصابتها فى الحروب لأقدر الله

.... هل هذه هى كل الاحتماليات ؟
** ليس بالضبط لاننا لم نذكر اخطار البقع والتيارات الشمسية التى تهاجم الاقمار الصناعية كعادتها
.... ومن يضمن لنا عدم تعرض سلسلة اقمار نايل سات لنفس المصير المحزن اوليست هى اقمار تسبح فى الفضاء شأنها شأن القمر الضائع ؟ !
** إذا كان السبب كما قلت من قبل هو سبب ظاهرة طبيعية او مؤثر كوني فلا يوجد يد تستطيع الحماية لان الحماية هنا تكون بتقدير الله وحده
إما إذا كان السبب يرجع لعوامل للإنسان تدخل فيها كالإهمال أو نقص فى الإمكانيات أو ما شابه ذلك فان احتمالية حدوث الكارثة فى حق النابل سات قد تكون واردة ولكنى أحب ان واضح ان هذه العوامل التى ذكرتها منذ قليل ليس لها مكان فى المؤسسات الفضائية عندنا حيث ان الشركة المصرية للقنوات الفضائية (Nilesat) لا تبخل أبدا ولا تألو جهدا فى خدمة سلسلة نايل سات وخاصة ان تلك السلسلة مرتبطة بتعاقدات واعمال تجارية على اعلى مستوى وهو مستوى القنوات الفضائية وبالتالى فان المتابعة والتأمين اصبح لزاما وضرورة على تلك الشركة ولهذا فهى لا تتقاعس ابدا عن الاهتمام بمتابعة أقمارها
.... هل ممكن للقمر إن يفقد لحظة الإطلاق أم إن هناك مراحل زمنية يجب إن تمر عليه حتى يتم فقد السيطرة عليه نرجو من سيادتكم إن تشرح لرجل الشارع بسلاسة كيفية الإطلاق وكيف للقمر إن يستقر فى الفضاء الخارجي استقرارا أمنا ؟
** الإطلاق يعتمد على أكثر من أسس كعلم الاتصالات وعلم الصواريخ وعلم الفيزياء كعلاقة النقطة المراد للقمر الاستقرار عندها ونقطة الإطلاق من الأرض وسرعة وكتلة الصاروخ الحامل وقوة الجاذبية الأرضية كلها يجب إن تتوال مع بعضها البعض فى سيمفونية تسمى منظومة الإطلاق
.... إذا هل من الممكن إن تذكر لنا جزءا من تلك المنظومة
** نعم استطيع إن أقول إن هناك شركات متخصصة فى صواريخ إطلاق الأقمار الصناعية وليست الحربية ولكن إعدادها تكاد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة اذكر منها على سبيل المثال شركة ( اوريون ) التى تعهدت بإطلاق سلسلة نايل سات واستطاعت ذلك بكفاءة عالية
... اسمح لي إن اسأل ماهى مراحل الإطلاق
** أولا يجب إن نعلم إن القمر يستقر فى الفضاء الخارجي عند نقطة تعادل قوتان متضادتان إلا وهما
القوة الطارة المركزية التى يشكلها صاروخ الدفع الحامل الذى يتحرك عكس الجاذبية والقوة الأخرى العكسية هى قوة الجاذبية الأرضية التى تحاول إن تعيد القمر مرة أخرى للأرض
ونقطة التعادل تكون عند ارتفاع 36 إلف كيلو مترا فوق سطح البحر
..... ولكن اين يذهب الصاروخ بعد إطلاق القمر وكيف ومتى ينفصل القمر عنه وهل هنا يمكن إن

يفقد فى تلك المراحل فسر لنا هذا الشأن ؟
** إن صاروخ الدفع عند بداية أطلاقة يكون فى قمة قوته خاصة انه يكون بكامل كتلته لذلك فأن الدفع عند البداية يجب إن يكون فى اقوي صوره لذلك يتم تزويد الصاروخ بصواريخ صغيرة جانبية تكون عند بداية قاعدته لتساعد الصاروخ الأساسى على الخروج من المرحلة الأولى للجاذبية ثم تنفصل تلك الصواريخ عند وصول القمر الى مرحلة محددة من مسافة إل 36 إلف كيلومتر ليستمر باقي جسم الصاروخ الحامل ولكن بقوة اقل تناسب المرحلة التى وصل عندها من حيث وهن الجاذبية ثم يصل القمر إلى مرحلة أخرى ينفصل فيها باقي جسم الصاروخ ماعدا كبسولة الإطلاق والتى تطرد القمر منها بعد ذلك فى المرحلة قبل الأخيرة ليستمر بقوة الدفع الذاتي الناشئة عن كل ماسبق حتى يصل القمر إلى أخر نقطة عنده على ارتفاع 36الف كيلومتر وهنا يأتي دور محطات التحكم والرصد لبدء السيطرة عليه وتوجيهه فى مسار معين لا يخرج منه أبدا إلا بعد انتهاء عمره الافتراضي وأحب إن أوضح أن كل المراحل السالفة الذكر هى من مسئولية الشركة صاحبة الصاروخ أما بمجرد دخول القمر مداره فأن المسئولية تنتقل غالى محطة التحكم والرصد الخاصة بالدولة أو الشركة المالكة للقمر
... بصفة مصر أنها عضو جديد فى نادي الفضاء هل تعتقد ان هناك أسبابا سياسية أو عدائية وراء تلك الكارثة
** فى ظل الصراعات المتنوعة التى نراها ونشعر بها كل يوم من خلال النشرات والصحف فاننى لا استبعد إن تتسبب دولة فى ضياع قمر لدولة أخرى بشرط إن تكون الدولة المعتدية ذات قدرة علمية تفوق الدولة الأخرى من حيث القدرة على التشويش الذى قد يتسبب فى قطع الاتصال بين القمر ومحطة الرصد مما يسهل فقدانه وبما إن مصر لا تستخدم الأقمار فى إغراض حربية أو تخريبية لكونها دولة أمنة وفى ظل السلام المبرم مع كل دول الجوار وغير الجوار فاننى لا استطيع إن أقول سوى إن السبب قد يرجع إلى ناحية علمية بحتة وليس به اى إغراض أو دوافع سياسية أو عدائية
.... إذا هل فى اعتقادكم إن النواحي العلمية التى تتسبب فى فقدان القمر هل من الممكن إن يكون للإهمال دورا فيها وكيف
** بالطبع فأن المسببات التى تؤدى إلى ضياع قمر أو طائرة أو سفينة فإنها لا تندرج سوى تحت بند الإهمال سواء كان الإهمال فى خطوات التطبيق أو فى مراحل المراقبة وقوانينها أو فى التنفيذ الحي لعمليات المراقبة
لكن مايخفى اليوم سيظهر غدا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق