الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

19ألف مصرى حاولوا الانتحار العام الماضى أغلبهم من الرجال


19ألف مصرى حاولوا الانتحار العام الماضى أغلبهم من الرجال
الطب النفسى: الاحتياجات اليومية وراء انتشار الظاهرة وقصر ذات اليد
كتب: ناجى هيكل 
كشف الدكتور أحمد شاهين، أستاذ السموم بكلية طب عين شمس، أن نسب حالات الانتحار فى مصر زادت بنسبة 13% عن العام الماضي، مؤكدا أن عدد من وصل مركز السموم يقارب من 19ألف منتحر وتم ملاحظة أن عدد الرجال الذين حاولوا الانتحار وصلوا إلى عشرة آلاف والباقى من النساء والشباب والمراهقين، مؤكداً أن غالبية الرجال حاولوا الانتحار بسم الفئران وقطع شرايين اليد.
وأضاف أن أكثر الفئات العمرية إقبالاً على الانتحار هى ما بين الخامسة عشرة والخامسة والعشرين وتمثل نسبتهم%66.6  من إجمالى عدد المنتحرين فى كل الفئات تأتى بعد ذلك نسبة المنتحرين من المرحلة العمرية مابين25  إلى40سنة حيث يطغى عليها النسبة الأكبر لانتحار الرجال ومعظم حالات انتحار الرجال فى هذه المرحلة العمرية ترجع إلى الظروف الاقتصادية وعدم المقدرة على الإنفاق على أسرته، وذكر أن القاهرة تأتى فى الترتيب الأول من عدد المنتحرين تليها الجيزة والإسكندرية وبورسعيد والسويس والغربية.
والغريب أن المرتبة الثالثة فى إحصائية المنتحرين جاءت ممثلة فى الفئة العمرية  من7:15سنة وكانت البنات المنتحرات فى هذه المرحلة ثلاثة أضعاف الأولاد، ورغم أن هذه المرحلة التى يعتبرها جميع العلماء مرحلة الطفولة إلا أن نسبة هؤلاء الأطفال المنتحرين 5.21% من إجمالى المنتحرين فى مصر.
ويشير الدكتور أحمد شاهين إلى أن طرق الانتحار تختلف بين النساء والرجال فـ90%  من النساء يستخدمن فى انتحارهن الأقراص المنومة أو سم الفئران أو إلقاء أنفسهن من أماكن شاهقة أو فى النيل، بالإضافة إلى لجوءهن إلى حرق أنفسهم.
أما الرجال فينتحرون بالشنق أو قطع شرايين اليد أو إطلاق النار أو الحرق وتختلف طرق الانتحار حسب الوضع الاجتماعى والأدبى، فالعاطلون يشنقون أنفسهم ورجال الأعمال يطلقون النار على أنفسهم بينما يلجأ تلاميذ المدارس إلى قطع شرايين اليد أو الشنق.
وأشار الدكتور شاهين إلى أن أخطر حالات الانتحار التى يصعب علاجها هى الانتحار بالبوتاس لأنه فى حالة الشفاء يترك البوتاس أثارًا صحية صعبة أهمها ضيق فى الرئة يؤدى إلى صعوبة فى البلع والتغذية، أما أسهل حالات الانتحار فهى الانتحار بأدوية القلق والأعصاب لأنها مأمونة ولا تؤدى إلى اضطرابات فسيولوجية عنيفة، كما أن لها أدوية مضادة تؤدى إلى استعادة الوعى بسرعة خاصة إذا كان المريض صغيرًا فى السن
ففى القاهرة قام محامى بإشعال النار فى نفسه امام مبنى مجلس الشعب فى شارع القصر العينى وسط القاهرة، فيما نجحت قوات الشرطة فى إحباط محاولة موظف بالمعاش إحراق نفسه امام البرلمان، فيما توفى شاب متأثر بحروق من الدرجة الثالثة بعد أن أشعل النيران بجسده فى مدينة الاسكندرية الساحلية.
وأن مواطن من السيدة زينب يدعى محمد فارق محمد حسن "50عاماً" ويعمل محامى قام بإشعال النار فى نفسه امام مجلس الشعب وسط القاهرة.
وأنه عندما أشعل النار فى نفسه قام شرطى بإلقاء نفسه عليه محاولاً إنقاذه فأصيب باختناق ونقلا سويا إلى مستشفى المنيرة.
وأفادت المعلومات الأولية ان المحامى قام بذلك احتجاجاً على هروب ابنته منذ 3 أشهر من المنزل، وقام بتحرير محضر بالواقعة فى قسم شرطة السيدة زينب، وعلم بعد ذلك بوجود ابنته فى شقة بالمقطم، ورغم ذلك لم يتم إعادة ابنته اليه.
وانتقل فريق من نيابة السيدة زينب بإشراف المستشار ممدوح وحيد المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة إلى المستشفى لسؤال المصاب ومعرفة ملابسات الواقعة وجارى التحقيق معه.
وبعد  دقائق من قيام المحامى بإحراق نفسه، اشتبه الأمن فى موظف بالمعاش يحمل حقيبة جلدية وبتفتيشها وجدوا بداخلها زجاجتين بنزين، واعترف انه كان ينوى إضرام النار فى نفسه امام البرلمان.
وقامت الشرطة باقتياده الى قسم السيدة زينب لتحرير محضر بالواقعة،
وفى الاسكندرية، أعلنت مصادر طبية وفاة شاب مصرى عاطل عن العمل أضرم النار فى نفسه بمحافظة الاسكندرية
وأشارت المصادر الطبية الى ان الشاب أحمد هاشم السيد البالغ من العمر 25عاماً توفى متأثرا بحروق من الدرجة الثالثة بمختلف أنحاء الجسم فى مستشفى الأميرى الجامعى نقل اليه صباح اليوم، بعدما أضرم النار فى نفسه فوق سطح العقار بمنطقة خورشيد التى يقطنها فى مدينة الاسكندرية الساحلية، الأمر الذى أدى لحالة من الفزع بين سكان بعض العقارات المجاورة الذين تصادف وقوفهم بشرفات منازلهم وشاهدوه، وقاموا بإبلاغ الإسعاف على الفور، فيما قالت مصادر من الشرطة إلى أن ذوى الشاب المنتحر ابلغوا الأمن أنه كان يعانى من اضطرابات نفسية.
بالتحرى من قبل رجال البحث الجنائى عن كيفية إصابة المذكور تبين أنه يعيش مع أسرته بمنطقة خورشيد وأنه عاطل عن العمل ،وأفاد والده الذى يدعى هاشم السيد محمد "67سنة"، بالمعاش، أن نجله اليوم قد غافل الأسرة وصعد إلى سطح العقار سكنهم ثم سكب الكيروسين على جسده وأشعل النيران التى أمسكت بملابسه وتسببت فى حالة من الفزع لسكان بعض العقارات المجاورة.
وكان مواطن مصرى يدعى عبده عبد المنعم قام بإشعال النار فى نفسه امام البرلمان اعتراضاً على عدم صرف حصة إضافية من الخبز له للمطعم الخاص به فى قنطرة غرب بمحافظة الإسماعيلية.
وفرضت قوات الامن فى القاهرة حراسة مشددة على عبده عبد المنعم الذى يتواجد حالياً داخل مستشفى المنيرة.
ونقلت صحيفة "الدستور الاصلى" عن حميد مجاهد صديق المواطن عبده قوله: "انه ظل بالمستشفى قرابة الخمس ساعات حاول خلالها الاطمئنان على صديقه إلاَّ أن الامن رفض وأخبره أن يحضر ليلاً ولما توجه مساء للمستشفى مرة أخرى منعوه واخبروه أنه لن يسمح له بزيارته نهائياً.
ولاحظ مجاهد الحراسة المشددة التى يخضع لها صديقه وعدد أفراد الأمن المتواجدين على السلم المؤدى للحجرة التى يوجد بها، وأبدى مجاهد استغرابه من الوضع خاصة وأن جميع المسئولين يقولون أن حالة صديقه جيدة.
وأضاف: أنه منذ تلقيه اتصالا من احد الضباط يسأله عن علاقته بصديقه وكيف بدأت فيما يشبه التحقيق عبر الهاتف لم يستطع الوصول له والاطمئنان عليه.
ويشار الى انه عقب إضرام المواطن عبده النار فى نفسه فرضت الشرطة طوقا امنيا حول مبنى ديوان عام محافظة الإسماعيلية الكائن بحي الشيخ زايد.
وقال شهود عيان "انه تم نشر عدد من رجال الشرطة حول مبنى المحافظة كما تم الدفع بعدد من السيارات من سيارات الشرطة فى محيط المبنى خوفا من القيام بأي أعمال شغب.
وقال مصدر امني: أن الأوضاع الامنية بالمحافظة هادئة تماماً وان هذا الإجراء احترازى فقط، وأنه لا توجد أي معلومات بشأن تنظيم أي احتجاجات".
واصدر مكتب محافظ الإسماعيلية بياناً أدان فيه قيام عبده عبد المنعم باعتباره أحد مواطنى الإسماعيلية بالأقدام على الانتحار امام مجلس الشعب لمشكلة فى صرف الخبز المدعم له ولأسرته.
وقال البيان: إن المواطن ويدعى عبده عبد المنعم حمادة 49سنة مشكلته الأساسية التى يعانى منها انه يريد خبزا مدعما للمطعم الخاص بما يخالف القانون وان المواطن سبق دخوله مستشفى الصحة النفسية والعقلية فى العباسية والخانكة وهو غير مسئول عن تصرفاته"، وأرفق البيان صور زنكوغرافية من الشهادات والتقارير الطبية الموثقة التى تؤكد دخوله المستشفى مرات عديدة.
وأضاف البيان ان المواطن مثار الموضوع احد سكان مدينة القنطرة غرب ويملك مطعماً عاماً يقدم جميع الأكلات "مطعم عبده حمادة" وهو يدير المطعم الخاص به دونما مشاكل سابقة والذى يتولى إدارته ابنه متولى عبده عبد المنعم.
وقال البيان "ان المواطن يأخذ حصته من الخبز المدعم له ولأسرته بإجمالى عدد 20رغيف يوميا واسرته مكونه من خمسة أفراد بمعدل 4أرغفة لكل فرد وطلب حصة إضافية لأسرته وصدق له المهندس محمد فهمى البيك -رئيس المركز والمدينة- وعبد الملك مسعد -مدير التموين القنطرة- بعدد 20رغيف إضافية أخرى مدعمة.
وتابع البيان "ان المواطن ذهب لاستلامها من المنفذ وقام بعمل مشكلة مع مدير المنفذ وحرر مذكرة بذلك يعرض عمل محضر بمركز شرطة القنطرة غرب وثبت انه ليس له حق فى مطالبه بالحصول على خبز إضافى مدعم بحضور رئيس المركز والمدينة ومدير التموين القنطرة".
وتابع البيان "ان المواطن ليس له حق فى شكواه او تصرفه غير اللائق بأحد مواطنى مصر".
من جهتها، استعجلت نيابة السيدة زينب بإشراف المستشار ممدوح وحيد المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة، تقرير الأدلة الجنائية الخاص بفحص ملابس عبده عبد المنعم صاحب المطعم الذى أشعل النيران بنفسه بشارع قصر العينى صباح أمس، عقب عدم قدرته على توفير الخبز لمطعمه.
وتواصل النيابة تحقيقاتها مع شقيق عبده الذى حضر من الإسماعيلية ومعه المستندات والأوراق الخاصة بشقيقه بعد ان أمرت بعرض ملابسه وجركن البنزين الذى سكبه على نفسه قبل ان يشعل النيران فى جسده للطب الشرعى لفحصهم وهو ما ينفى كلام مستشار وزير الصحة بالمرة حول عدم وجود نية انتحار لدى الرجل وما أن الحروق التى بجسده سببها مادة مشتعلة بسيطة رجح انها يمكن ان تكون غاز الولاعة الخاصة به.
تسجيل 104ألف محاولة انتحار بين بنات وشباب مصر خلال عام
11ألف حالة فى مركز السموم.. والمبيدات الحشرية الأخطر
8500 أنثى.. بنات وسيدات و2500شاب من سكان القاهرة والجيزة نقلوا إلى مركز السموم بمستشفى الدمرداش مصابون بحالات التسمم الحاد أثر محاولتهم الانتحار بالمبيدات الحشرية أو المواد المخدرة خلال 12شهراً.
43ألف شخص ذكور وإناث من مختلف الإعمار بمختلف المحافظات فى الريف والحضر حاولوا الانتحار بمختلف الوسائل.
54ألفاً إجمالى من حاولوا الانتحار خلال الفترة من يونيو2008 إلى يونيو2009 تمكن 4آلاف منهم من الانتحار ولفظوا آخر أنفاسهم سواء قبل أو بعد إسعافهم بينما تدخل القدر فى إنقاذ 50ألفاً ممن أقدموا على الانتحار.
لغة الأرقام
هذه الأرقام المخيفة كشفت عنها دراسة صادرة من مركز المعلومات بمجلس الوزراء ضمن عدة دراسات عن جرائم الانتحار فى مصر وأسبابها ومسبباتها.
تناولت الدراسة كل هذه الأرقام بالتفصيل مؤكدة أن الذين تم إنقاذهم من محاولات بالانتحار 50ألف فتاة وشاب فى المرحلة العمرية من 25:15 سنة.
شملت الدراسة الأدوات المستخدمة فى محاولات الانتحار منها المبيدات الحشرية أو الأدوية والأقراص المخدرة وأكدت أن 66ألفاً من الفتيات والشباب الذين حاولوا الانتحار استخدموا هذه المواد وتعددت أسباب الانتحار.
وفى عرض هذه الأرقام على اساتذة علم النفس والاجتماع وخبراء الأمن والأطباء وكانت هذه تحليلاتهم.
د. فادية أبو شهبة استاذ القانون بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية أكدت على تواجد صور مختلفة للانتحار.. ووصفت جرائم الانتحار بالمأساة التى تصيب المجتمع.
أكدت أن الشعور بالفشل والإحباط أهم أسباب الإقدام على الانتحار مشيرة الى أن الإحباط يولد العنف سواء ضد الذات "النفس" أو الآخرين.
وقالت ان للفشل إشكالاً كثيرة منها الفشل فى الحب أو التجارة أو العمل بما يعنى أنه فشل عاطفى أو اقتصادى أو اجتماعى الى جانب الفشل النفسى المتمثل فى تعاطى المخدرات.
أضافت د. فادية أن الضغوط الحياتية والفقر والأزمة الاقتصادية والظروف المادية تصيب الإنسان الضعيف بالإحباط أما الإنسان القوى المتعلم القارئ للقرآن المتمسك بدينه سواء الاسلامى او المسيحى فيكون أكثر تماسكا ضد الازمات التى يتعرض لها.
عن كيفية القضاء على الإحباط والفشل قالت ان التسلح بالدين أهم الوسائل ليقى الإنسان نفسه من شر نفسه وطالبت بضرورة تعليم النشء والأجيال القادمة قوة التحمل والصبر منذ الصغر حتى يكبر الطفل وهو شخص مدرب على قوة التحمل والصبر ومواجهة الازمات يكبر وهو شخصية قوية وليست هشة تتطاير مع اول أزمة، وأوضحت د. فادية أن الانتحار جريمة والشروع فى محاولة الانتحار لايعاقب عليها القانون.
عن المبيدات الحشرية الأكثر استخداما فى جرائم الانتحار يقول د. خيرى عبد المقصود الاستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة انه لايوجد قانون يجرم بيع المبيدات الحشرية الخاصة بالاستخدام المنزلى بالصيدليات ولا بيع المبيدات الزراعية بمحلات بيع المستلزمات الزراعية.
أضاف د. خيرى ان المبيدات الزراعية الأكثر خطورة وهى تؤدى للتسمم بطرق غير مباشرة ممثلا رش المنتجات الزراعية بالمبيدات قبل جمعها وطرحها بالاسواق قد تؤدى الى التسمم الحاد.
طالب د. خيرى بضرورة وجود حملات إرشادية وتوعية للفلاحين بعدم رش المنتجات الزراعية قبل طرحها بالاسواق.
وعن جرائم الانتحار بالمبيدات الحشرية اكد د. خيرى أن احدى الدراسات كشفت ان 16ألفاً و99 حالة من حالات محاولات الانتحار كانت بالمبيدات الحشرية المستخدمة منزليا وبعدها جاءت المواد المخدرة أو المشتقات البترولية مشيراً الى أن المبيدات الحشرية من أقدم وسائل الإقدام على الانتحار فى مصر.
أكد د. محمود عبد المقصود أمين عام نقابة الصيادلة أن الاتجار فى المبيدات الحشرية المنزلية مقنن بقانون صادر منذ عام1955مشيراً إلى أن نوعيات المبيدات الحشرية المنزلية محدد ومعروف.
أما د. وفيق محمد رفعت مدير عام مستشفى السلام العام قد أوضح كيفية التعامل مع المرضى المصابين بحالات التسمم المختلفة سواء كان تسمماً من الطعام الفاسد أو المبيدات الحشرية أو المنظفات المنزلية موضحا انه فور وصول المريض الى مكتب الاستقبال يقوم أطباء الاستقبال بإجراء الإسعافات الاولية اللازمة بعمل غسيل معوي للمريض وبعدها يتم نقله الى مركز السموم بمستشفى الدمرداش باعتبار أن هذا المركز متخصص فى استقبال وعلاج مرض التسمم بمختلف أنواعه.
أضاف ان التعليمات واضحة ومحددة لجميع أطباء الاستقبال بمختلف مستشفيات وزارة الصحة فى حالة التعامل مع مرضى التسمم.
انتحار ربات البيوت
كشف تقرير صادر من مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان ان ربات البيوت الأكثر فى محاولات الانتحار وان أسباب الإقدام على الانتحار هو الخلافات الزوجية والظروف المادية للأسرة والفقر وحاجة البيوت.
أضاف التقرير أن أسباب انتحار الرجال هو الفقر والحاجة للمال والبطالة عن العمل او تعاطى المخدرات التى تذهب بالعقول.
ظاهرة الانتحار: تزايدت فى عصر مبارك ولم تنته بعد الثورة
من الواضح أن الشعب فشل فى إسقاط النظام، فعلى الرغم من تنحّى مبارك شكليًّا إلا أن نظامه مازال قائمًا بعد الثورة، ومازال يحكم بشكل قوى، ولم تتم الاستجابة لمطالب الشعب حتى الآن، وأهمها على الإطلاق تحسين مستوى المعيشة وإيجاد فرص عمل للشباب وإلا لِمَ قامت الثورة إذن؟!
فالفقر.. والبطالة.. والغلاء.. والمشاكل العائلية أسباب قد تدفع الواقعين فيها للانتحار بعد عجز الحكومة عن مواجهة تلك المشكلات، وقد تلاحظ فى الآونة الأخيرة ارتفاع حالات الانتحار بشكل غير مسبوق بسبب شعور بعض الشباب بتهميشهم من جانب الحكومة، و بسبب التميُّز الطبقى للبعض على حساب البعض الآخر، الأمر الذى دفع المصريين لمحاولة رصد أبعاد الظاهرة التى شهدها مجتمعنا المصرى.
وقد أعلن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن حالات الانتحار فى مصر أغلبها للشباب من سن 15إلى 25عاماً، وأن أعداد المنتحرين تزداد سنويًّا عن السنة التى سبقتها، فنجد فى عام2005 عدد المنتحرين1160 وعام2006 وصل عدد المنتحرين إلى 2355 منتحراً، أما فى عام 2007 أصبح عدد المنتحرين3600 وفى عام 2008 ارتفع عدد المنتحرين ليصبح 4200منتحر وعام2009 قفز إلى 5000منتحراً.
يوم25/6/2011 قام أحد الأشخاص ويسمى كمال محمد السيد، 45عاماً بإشعال النار فى نفسه أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون، إلا أن الأهالى أنقذوا حياته واتضح أن السبب وراء محاولته الانتحار هو ضيق ذات اليد؛ حيث إنه يسكن فى حجرة واحدة مع زوجته وأولاده، إلاَّ أن صاحب المنزل قام بهدم المنزل، ولم يجد مكانًا آخر يؤويه هو وزوجته وأولاده، حيث إنه يعمل نجارًا ويكاد يكفى متطلبات الحياة وعندما حاول طرق أبواب المسئولين لم يفيدوه بشيء، كما كان حال المسئولين أيام حكم مبارك، فلم يجد هذا النجار حلاً غير إنهاء معاناته بالانتحار وترك الدنيا!
وفى محافظة القليوبية قام عريس لم يمر على زواجه سوى شهرين فقط بطعن نفسه بسكين؛ محاولاً إخراجَ أحشائه ليلقَى حتفه قبل نقله للمستشفى؛ وذلك بسبب عجزه عن تدبير نفقات المعيشة.
وفى القاهرة قام رجل يبلغ من العمر 51عاماً بإلقاء نفسه من فوق كوبرى القبّارى بسبب الغلاء وعجزه عن الإنفاق على أسرته.
وفى القاهرة أيضًا وتحديدًا مِنطقة مصر الجديدة، قام أب بدس السم لبناته الثلاث، وذلك لإحساسه بالظلم بعد ما استولى أحد الأشخاص المسنودين فى البلد على قطعة أرض، كانت هى كل ما يملك وحاول بكل الطرق استعادتها، لكن القانون لم ينصفه فى ذلك الوقت، عندها شعر الرجل بحالة من الاكتئاب، فقرر التخلص من حياته هو وبناته حتى لا يتركهن يواجهن نفس المصير فى ظل حكومة لا تحمى الحقوق.
ومن القاهرة إلى الصعيد، حيث قام شاب من محافظة أسيوط بقتل جميع أفراد أسرته، ثم قام بإطلاق النار على نفسه بسبب عجزه عن الحصول على فرصة عمل.
وفى مركز ملّوى بمحافظة المنيا قام أب بقتل بناته الثلاث بعدما عجز عن إلحاقهم بمراحل التعليم المختلفة بسبب أعباء الحياة، وقام بالتخلص من حياته بشنق نفسه فى غرفة نومه، تاركًا خطابًا، نصه: "أرجو أن يسامحنى أفراد عائلتى على ما ارتكبته، لكن لم أجد سبيلاً سِوى ما قمت به لعجزى عن مواجهة أعباء الحياة.
وحول أسباب تفشى الظاهرة أشارت تقارير المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية إلى أن ذلك يرجع إلى عدة أسباب: أهمها الكبت السياسى والبطالة والغلاء وعدم القدرة على توفير نفقات الزواج فى ظل ارتفاع الأسعار والغلاء الذى تشهده مصر، والذى خلّفه النظام السابق بكل أجهزته، والذى انصرف إلى الاهتمام بنفسه والاستيلاء على المال العام، بدلاً من أن ينصرف إلى مواجهة مشاكل الشباب وإيجاد حلول فورية وسريعة، مما حمَّل الشباب أكثر من طاقاتهم، فلجأوا إلى الانتحار، على اعتبار أنه حل لإنهاء معاناتهم.
 كما أن ضغط الحياة أثَّرت كذلك فى معدل الخصوبة والقدرة الإنجابية للشباب، فالفراغ دفعهم لمشاهدة الأفلام الإباحية، فتدهورت قدراتهم الجنسية وانعدمت لديهم الرغبة فى تكوين حياة زوجية سليمة.
ففى محافظة الغربية وتحديدًا طنطا، قام رجل يعمل باليومية ويكاد يكفى متطلبات بيته من الناحية المادية بضرب زوجته بفأس على رأسها، فأرداها قتيلة فى الحال لمعايرتها له بأنه لا يقوم بواجباته الزوجية، وبعد ذلك أنهى حياته بطعن نفسه ببلطة.
ولعل من أكثر الأسباب التى تؤدى إلى الانتحار هى الفوارق الطبقية، والتى كان يتعامل بها النظام السابق دون النظر إلى التفوق العلمى والمهنى، ونذكر على سبيل المثال انتحار الطالب عبد الحميد شتا خريج سياسة واقتصاد، والذى كان مشهودًا له بالتفوق والحصول على أعلى التقديرات، وعندما قرر الالتحاق بالسلك الدبلوماسى اجتاز كل الاختبارات بتفوق كبير، إلا أنه رسب فى كشف الهيئة؛ حيث إنه كان من أسرة بسيطة، مما دفعه إلى الانتحار هربًا من حالة الإحباط التى مر بها نتيجة ظلم بعض المسئولين، الذين لم ينظروا إلى تفوقه وذكائه العلمى، بل كان كل همهم الشكل الاجتماعى فقط.
كما يذكر الجميع قبل قيام الثورة محاولات الانتحار التى حدثت أمام مجلسي الشعب والشورى وأمام مجلس الوزراء اقتداءً بالشاب التونسى البوعزيزى، وكانت محاولة بائسة لإبلاغ رسالة للحكومة التى لم تشعر بهم ولا بمعاناتهم، كما أن المنتحر سُدت أمامه كل الطرق، فوجد أن الحياة قد أُغلقت أمامه وفى لحظة ضعف رأى أن الموت أفضل من الحياة، واختل التوازن بين رغبته فى الحياة ورغبته فى الموت، فكان الموت أسهل من الحياة.
ومن أشهر قصص الانتحار أيضًا قصة الشاب الذى شنق نفسه أعلى كوبرى قصر النيل بسبب عجزه عن تدبير نفقات الزواج، الأمر الذى وقف حائلاً بينه وبين الزواج من حبيبته، الأمر الذى دفع والد الفتاة إلى محاولة تزويجها من رجل آخر أكثر ثراءً، مما أدى إلى إقدام هذا الشاب على الانتحار تاركًا خطابًا مكتوبًا فيه: "أستطيع ترك الدنيا، لكنى لا أستطيع أن أترك حبيبتى.
رئيس الجمعية المصرية لعلاج الإدمان الدكتورة حنان الشاذلى تشير إلى أن المنتحر يمر بعدة مراحل، تبدأ بشعوره بالكرب، ثم الكرب الشديد، ثم يفكر فى كيفية التخلص من حياته، ثم يفكر فى الوسيلة التى يتخلص بها من حياته، ثم يحدد ميعاد التنفيذ، وتأتى المرحلة الأخيرة، وهى التنفيذ نفسه، وهى اللحظة الوحيدة التى يشعر فيها المنتحر أنه قادر على إنهاء حياته للتخلص من مشكلاته، وتؤكد الدكتورة حنان أن أسباب الانتحار أسباب اقتصادية وأخرى اجتماعية، كما أن عوامل الملل الشديد وانعدام الدور وانعدام الذات، كلها عوامل تؤدى إلى إقدام الشخص على الانتحار.
تضيف الدكتورة حنان أن هناك أشكالاً مختلفة للانتحار، مثل الدخول فى شبكات تجسس، وإقدام الشباب على الزواج من الأكبر سناً، وهناك مَن يلجأ إلى بيع أعضاء جسده، كل هذه أشكال للانتحار يعبر بها المنتحر عن رفضه للواقع الذى يعيش فيه، ولم يعد ذلك إيذاءً للشخص نفسه فقط، بل يعتبر إيذاءً للمجتمع الذى يعيش فيه.
مدير مركز السموم بمستشفى الدمرداش الدكتور محيى المصرى، أكد أن أعداد المنتحرين والمُقْدمين على الانتحار يزداد بشكل يدعو إلى القلق، وأن أغلب المنتحرين من الشباب، وتفسير هذا أن لهم مشاكل اجتماعية أو اقتصادية، مما ينذر بالخطر، ومن الضرورى سرعة إيجاد حلول من الدولة لحل مشاكل الشباب، حتى نحدّ من فكرة الانتحار التى تراود الكثير من الشباب.
كما أكد الدكتور محيى أن إجمالى حالات الانتحار التى تم استقبالها بمركز السموم الإكلينيكى بمستشفيات جامعة عين شمس خلال عام2010(8926حالة) بمعدل 42.9% من إجمالى الحالات.
كان منهم 6527 حالة73.1% من الأثاث و2399 حالة 26.9% من الذكور وكانت حالات الانتحار فى الفئة العمرية كما يلى:
• 1905حالة (21.3%) دون الثمانية عشر عاماً.
• 4410حالة (49.4%) فى الفئة العُمرية أكبر من18-25عاماً.
• 2023حالة (22.6%) فى الفئة العمرية من26-40عاماً.
• 588حالة (6.6%) فى الفئة العمرية أكبر من 40عاماً.
وتعتبر الفئة العمرية من 18-25عاماً هى الفئة الأكثر انتحاراً.
من ناحية أخرى أشار أستاذ الطب النفسى جامعة الأزهر الدكتور محمد المهدى إلى أن مصر إلى وقت قريب كانت نسب الانتحار فيها قليلة، وكانت تعد من الدول التى تدخل فى حزام الأمان؛ لكن مع بداية عام 2005 لوحظ تزايد معدلات الانتحار بشكل كبير؛ خاصة فى سن الشباب وسجلت حالات بين الأطفال أيضاً، ومن بداية تلك الفترة كان نظام مبارك وأعوانه وما لحقه من فساد كبير، قد شكَّل نوعاً من الضغط الهائل على الناس، وخاصة الفئات المفترض أنها تبحث عن عمل وعن حلم وعن بيت وعن زوجة واستقرار، فهذه الفئات كانت عندها مشاكل كثيرة فى الحياة اليومية المصرية، من ظلم سائد إلى جانب خيرات البلد المنهوبة، ولا توجد فرص عمل ولا توجد فرص لتحقيق الأحلام ولا لتحقيق الذات لدى المواطن الشريف، ويضيف الدكتور المهدى أنه تم رصد حالات انتحار كثيرة، وكانت رسالة وصرخة إلى المجتمع تبين إلى أي مدى أن هذه الحالات انتحرت نتيجة للظروف المجتمعية الشديدة، كما يؤكد الدكتور المهدى أن أكثر حالات الانتحار هى الحالات المصاحبة للاكتئاب النفسى، وأن أغلب المنتحرين تكون لديهم معاناة نفسية شديدة، يليه تعاطى المخدِّرات، ثم يليه الفِصام، ثم يليه الاضطرابات النفسية الأخرى، وأن معدل الانتحار من2005 إلى2010 زاد إلى خمسة أضعاف، وبالنسبة للوازع الدينى فهو موجود، ولكن فى حالات الاكتئاب الشديد يختل التوازن النفسى عند الشخص، وتكون العوامل الداعية للموت أكثر من العوامل الداعية للحياة.
أما عن الحد من ظاهرة الانتحار فيقول الدكتور المهدى يجب أن نبحث عن أسباب انعدام الأمل لدى الشباب، والتى تؤدى إلى الإقدام على الانتحار، كما يجب أن نبحث عن الفئات الهشّة المعرضة للانتحار، وأيضاً يجب البحث عن أزمات الشابات، سواء فى التعليم وفى العمل وفى الزواج والعناية بالأماكن العشوائية، ومن ثم تحسين نوعية الحياة للشعب.
أما بالنسبة لرأى علماء الاجتماع فى ظاهرة الانتحار، فتقول أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية الدكتورة عزة كريم: إن الإنسان عندما تتعرض حياته لمشاكل وضغوط تجعله فى حالة إحباط شديدة، وغير قادر أن يحل هذه المشاكل، فيلجأ إلى الانتحار وقد لوحظ فى المرحلة الأخيرة وقبل الثورة أن معدلات الانتحار زادت بشكل كبير جداً، وأن هؤلاء المنتحرين وصلوا لمرحلة شديدة من اليأس، وقد وصل تفكيرهم إلى أن الموت أهون بكثير من هذه الحياة.
كما تؤكد الدكتورة عزة أنه توجد أشكال أخرى للمنتحرين، منهم العاطلون الذين تخرجوا فى الجامعة ولم يجدوا عملاً، فشعروا باليأس ومن ثم الانتحار، خاصة أن الأوضاع التى كانت تحيط بهم كلها ظلم اجتماعى وواسطة، وعدم اهتمام بمشاكلهم، فلم يجدوا حلاً أمامهم غير الانتحار، مما يوضح أن المجتمع الذى يوجد فيه ظلم ويأس وإحباط تزداد فيها نسبة الانتحار عن المجتمع الذى يوجد به نوع من التوازن، كما يوجد نوع آخر من الانتحار غير المباشر، وهو الهجرة غير الشرعية ويكون الشاب على يقين أنه من الممكن أن يموت غرقًا، ولكنه يلجأ إلى هذه الهجرة وترك البلد للهروب من حالة اليأس وفقدان الأمل فى بلده، فيجب معالجة هذه الظاهرة مجتمعيًّا وأسريًّا، ويجب أن تبدأ الأسرة بتدعيم الجانب الدينى الذى يقلل من فكرة الانتحار واعتبار المقبل على الانتحار كافرًا.
هذه هى الصورة كما رصدتها "المصريون"، فهل نجد لدى حكومتنا الجديدة حلاً لحالة الاكتئاب التى انتابت الشعب؟، أم أنها تقف مكتوفة الأيدى كما فعلت الحكومة السابقة؟! والتى تعتبر السبب المباشر لما آلت إليه حال المواطن المصرى وشعوره بالإحباط ثم إقدامه على الانتحار للتخلص من معاناته.
الشباب المصرى افتقد العمل والأمل فأقـدم على الانتحار!
تتعدد الوسائل المستخدمة للانتحار لكن البطالة والفقر يمثلان دافعاً مهما للإقدام عليه فى مصر ومعظم بلدان المنطقة (Keystone).
اعتبر الدكتور محمد عبد الفتاح المهدي، الخبير النفسى المصرى وأستاذ الطب النفسى وعضو الجمعية الإسلامية العالمية للطب النفسي، أن حالات ومحاولات الانتحار، التى وقعت فى مصر خلال السنوات الخمس الأخيرة، هى أقرب إلى كونها مظاهر اعتراض ورسائل غضب موجّـهة إلى الحكومة والنظام الحاكم"، مشيرا إلى أن "الفقر والبطالة والعنوسة، أشهر دوافع الانتحار وأن انعدام الأمل وقلة الحيلة، أبرز عوامل الانتحار وأن الشباب المصرى قد افتقد العمل والأمل، فأقدم على الانتحار.
وفى حوار خاص لـ swissinfo.ch، لخص الدكتور المهدى، عضو الجمعية المصرية للطب النفسى ومستشار التحرير بمجلة "النفس المطمئنة"، الوصفة العلاجية للقضاء على أو التقليل من ظاهرة الانتحار فى "تحقيق العدالة من خلال التوزيع الجيد للثروة، فتقل الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وإعادة قِـيم التراحم والمساندة والدّعم والتكافل، فتقوى شبكة الأمان الاجتماعي، فضلا عن ضرورة السعي لإعادة القيم الإسلامية الأساسية"، مشددا على أهمية تنمية الوعْـى الثقافى لدى العامة بأمراض الاكتئاب والانفصام والإدمان والقلق، ومحذراً الشباب والفتيات من تسلّـل اليأس إلى نفوسهم.
swissinfo.ch: اسمح لى فى البداية أن أسألك: كيف يقنع الإنسان نفسه بقرار الانتحار؟!
د. محمد المهدى: هو يعتقد أن الألم سينتهى بعد لحظة الانتحار وأنه سيتخلص من الصراعات والألم إلى الأبد، وأحيانا يفكِّـر فى أن الذهاب إلى الله أفضل من البقاء بين الناس وفى ظل هذه الظروف التى يعيشها. وأحيانا، يرى أنه سبب رئيسي فى آلام الآخرين، فيقرر الانسحاب من حياتهم بهدوء، وربما يقْـدُم على الانتحار ليَـشعر ظالموه بأنهم السّـبب فى إنهاء حياته، فتؤنبهم ضمائرهم. وأحياناً، يتردد فى تنفيذ القرار، فيستخدم أساليب أقل خطورة: كالحبوب أو محاولة قطع الشرايين، بدلاً من الشَّـنق وإطلاق الرصاص والحرْق بالنار، كما أن المتردّد يرغب فى تحقيق هدفه من الانتحار دون تنفيذه..
د. محمد المهدى: هناك عوامل كثيرة تجعل الإنسان عرضة للانتحار، وكل مجتمع له عوامله الخاصة، وكل شخص له دوافعه الخاصة، ورغم أن الإيمان حاجز قوى ضدّ الانتحار، لكن حينما يختلّ التوازن بين الرّغبة فى الحياة والرّغبة فى الموت، يتلاشى هذا الحاجز، ويظهر ذلك فى حالات الاكتئاب الشديد، كما أن هناك عوامل خطيرة مثل: المرض النفسي، وخاصة الاكتئاب الحاد والانفصام والإدمان، وتتراوح نسب الانتحار فيها بين 15-18%، فضلاً عن ضعف شبكة الأمان الاجتماعي، إضافة إلى أن هناك أمران على درجة عالية من الخطورة، هما: قلة الحيلة وانعدام الأمل (اليأس)، ولو أردنا تطبيق المعايير الدولية على العالم العربي، سنجد أن هناك تغيرات كثيرة حدثت، جعلت العديد من الدول العربية خارج حِـزام الأمان للانتحار، وهو أقل من 10أشخاص لكل 100ألف من السكان، كما أن هناك حِـزام الخطر للانتحار وهو من25-40شخص لكل100ألف، وهو موجود فى الدول الاسكندنافية وأوروبا الشرقية وألمانيا واليابان.
د. محمد المهدي: شهدت مصر فى السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً فى معدّلات الانتحار، حتى أصبحت ظاهرة لافتة تستحِـق التوقف والدراسة.
ففى عام2009، أقدم 114ألف مصرى على الانتحار، نفّـذ 5آلاف منهم ما أقدموا عليه، وهذه النسبة تمثل 5أضعاف ما كانت عليه فى عام2005.
وما الذى تقرأه فى حالات أو محاولات الانتحار التى وقعت بمصر فى السنوات الخمس الأخيرة؟
د. محمد المهدى: المتابع، يلحظ أنها لم تكن محاولات انتحار بقدْر ما كانت محاولات لتوصيل رسائل شكوى من المجتمع وغضب من الحكومة، التى لم تمد له يَـد العوْن لحلّ مشكلته، ولم تساعده للعيش فى أمان بعيداً عن المشكلات. ويبدو هذا واضحاً من اختيار المنتحِـر للمكان -جسر قصر النيل، جسر عباس، ميدان عام، والطريقة التى أنهى بها حياته -الشنق، الغرق، السم، القفز من مكان مرتفع، فكلها دلالات واضحة على أنها رسائل غضب ورفض.
والمتفحص لأغلب حالات الانتحار، يجد أن الدافع وراءها إجمالاً، هو اليأس وقلة الحيلة، سواء كان ذلك بسبب البطالة المتفشِّـية فى المجتمع أو العنوسة، التى أصبحت ظاهرة مُـقلقة للفتيات، فضلاً عن الفقر، الذى ضرب بجذوره فى قلب الغالبية العُـظمى للشعب المصرى، إضافة إلى ارتفاع الأسعار وتدنى الخدمات والازدحام الشديد وارتفاع نسب التلوث، فضلاً عن إهدار كرامة وآدمية الموطن.
حديثك يشير إلى أن الفقر مِـن أبرز دوافع الانتحار فى العالم العربي.. فلماذا تزداد هذه النِّـسبة فى دول الخليج العربى مثلا رغم حالة الثراء والوفرة؟
د. محمد المهدي: قُـلتُ سابقًا، إن عوامل الخطورة تختلف من شخص إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر. وفى الخليج، توجد عوامل خطورة، مُـغايرة لتلك الموجودة فى الدول العربية الفقيرة، فضلا عن أن الفقر هناك نِـسبي، فليس الكل على درجة متساوية من الغِـنى. ومن أبرز هذه العوامل: العجز عن تحقيق الرفاهية وتعاطى وانتشار المخدّرات بين الشباب والوحدة وافتقاد التواصل والتلاحم، وأيضا تغير مفهوم الأسرة. فلم يعد مرادفا للدِّفء العائلى والتواصل الحميم.
كما أن المجتمع الخليجى لم يعُـد المجتمع العربى التقليدي، المعروف بترابطه وتماسكه وحسن الجوار وصلة الأرحام، أضف إلى ذلك، التطلعات العالية والأحلام المستحيلة، التى يعجز الشباب عن تحقيقها فى واقعه، وكذا القِـيم الدينية التى لم تعُـد بالعُـمق الكافي، حيث صارت مجرّد مظاهر وشكليات، أكثر منها واقع وحياة، ومن ثَـمَّ، لم تعد دِرعا واقيا للشباب الخليجى من الإقدام على الانتحار.
د. محمد المهدي: بالتأكيد. فهناك عوامل اجتماعية، أخطَـرها العُـزلة، وهناك أيضاً عوامل نفسية. فمن خلال الدراسات الاسترجاعية لتاريخ الأشخاص المنتحِـرين، وجد أنه كانت لديهم تخيّـلات مرضية مثل: الرّغبة فى الانتقام أو القوة والسيطرة أو العقاب، والرغبة فى التكفير أو التعويض أو التضحية أو العودة أو الهرب، هذا بالطبع بخلاف العوامل البيولوجية، وفى مقدمتها: الوراثة والكيمياء العصبية والاضطرابات والأمراض العضوية المزمنة والأدوية التى تؤدّى إلى حالات الاكتئاب الشديد.
وأضاف: فى بحث أجْـرِى عام1957، لدراسة حالات الانتِـحار لوحظ أن 8% منهم كانوا يعانُـون من أمراض نفسية أو جِـسمانية، وكانت أشهر الاضطرابات المصاحبة للانتحار، هى الاكتئاب وإدمان الكحوليات. وعندما أجرى بحث تتبعى للمقارنة بين مجموعتيْـن: الأولى، مصابة بأمراض نفسية مختلفة، والثانية، مصابة بأمراض جسمانية، وجد أن نسبة الانتحار فى الأولى تصل إلى5,5%، بينما فى الثانية، لم تتجاوز0,6%.
كما أثبتت دراسة أخرى أن ‏15%‏ من مرضى الاكتئاب والانفصام ينتحرون وأن ‏17%‏ من المُـدمنين يُـمارسون هذا السلوك، وأن نسبة الانتحار بين مرضى الانفصام -الشيزوفرينيا-، تصل إلى 10%، كما توجد أعراض اكتئابية لدى ثلثى مرضى الانفصام المنتحِـرين، ولهذا، يُـعتبر المرض النفسى من أقوى دوافع الانتحار، وتزيد خطورة الانتحار فى المرضى النفسيين من 3-12مرة، بالمقارنة بعموم الناس.
وأكد: بالطبع، هناك... اضطرابات النوم وفقدان الشهية‏ والحديث الدائم عن رفض الحياة وتفضيل الموت،‏ وقد ساهمت دراسات عديدة فى تحديد بعض علامات الخطر، التى يمكن ملاحظتها مثل: السن -فوق 45سنة- وتعاطى الكحوليات يزيد 50ضعفاً عن عموم الناس والاستثارة والغضب والعنف والقيام بمحاولات انتحارية سابقة ورفض المساعدة وطول نوبة الاكتئاب وفقد شيء غالٍ أو الافتراق عن عزيز وتراجع الحالة الصحية والبطالة والعنوسة، كما لوحظ أن المتدينين، أقل انتحاراً من غير المتديِّـنين.
كلامك يُـوحى بأن هناك علاقة عكسية بين التدين والانتحار.. فهل تعنى هذا؟
وقرر: نعم.. فقديما، كان التدين مانعا للانتحار بمصر، أما فالمجتمع يعانى من نقص الإيمان، رغم كثرة مظاهر التديـن، وهناك أمر نرصده خلال تعامُـلنا مع المرضى، ذوى الميول الانتحارية، فحين نسألهم: ما الذى منعكم من الانتحار؟ تكون الإجابة دائماً: الخوف من الله!!، ويبدو أن التديُّـن يعطى الإنسان دعماً روحياً واجتماعياً، يجعله لا يسقط فى اليأس والقنوط، ويمدّه بحالة من الرضا، تجعله يتقبَّـل إحباطه ومعاناته بدرجه أفضل من غير المتديِّـن، وهذا بالطبع راجع إلى أن التعاليم الدِّينية مليئة بالزّجر والتخويف من خيار الانتحار.
فبدلاً من اعتباره نوعا من الراحة والخلاص فى خيال المريض، يجعله التصوّر الدينى مصيراً مُـخيفاً، حيث يخلد المنتحر فى جهنّـم ويُعَذّبُ بالوسيلة التى انتحر بها، وهذا التصوّر يعكِـس المنظومة الانتحارية برمّـتها ويغلق باب الخيار الإنتحارى ويفتح باب الأمل واسعا، وهذا الموقف الدينى الحاسم من مسألة قتْـل النفس، له أثر كبير فى خفْـض معدّلات الانتحار فى الدول الإسلامية.
قلت فى تفسيرك وتحليلك لمحاولات الانتحار بالعالم العربي، أنها أقرب إلى رسائل غضب من الحكومات والنظم.. فما علاقة الحكومات بالانتحار؟
د. محمد المهدى: لا شك أن جزءا من معاناة الناس فى العالم العربي، هى من نظم الحُـكم الجاثمة على صدورهم لسنوات طويلة، والمشكلة، أن الشعوب العربية تفتحَّـت أعينها على العالم من حولها من خلال ثورة الإتصالات وعبر شبكة الإنترنت، فرأت وقرأت عن شعوب غربية تعيش فى أجواء من الديمقراطية الحقيقية وتمارس كافة حقوقها التى كفلتها لها القوانين والدساتير، وعندما أرادت أن تقارن بين ما تعيشه وما تسمع عنه وتراه، وجدت أنها أقرب إلى الموت منه إلى الحياة!
وعلى هذا، فالحكومات العربية ليس أمامها إلا أن ترحل وتترك الحُـكم لمن يأخذه بحقّـه أو أن تسعى لإجراء تغيير حقيقى يعيد الحياة إلى الناس، بدلاً مما تقوم به من تكريس السلطة والثروة فى يَـد عدد قليل من رجال الأعمال، وهو أمر يجعل المجتمع غير مستقِـر. وقد سادت العدالة فى مصر، لكن فى توزيع الفقر والإهانة على المواطنين وهو ما يدفع المواطن المغلوب على أمره، قليل الحيلة إلى توجيه عُـدوانه إلى نفسه، فيقتلها ليخلّـصها من الحياة التى تعانى فيها.
د. محمد المهدى: محاولات الانتحار السابقة، هى أفضل مؤشّـر لمعرفة مدى خطورة الحالة. فحين ندرس المحاولات السابقة للانتحار، يجب التركيز على شيئيْـن أساسيين، هما: نيّـة المريض فى أن يموت وجدية المحاولة التى قام بها. وقد أثبتت دراسة عِـلمية أن 40% من المكتئِـبين الذين انتحروا، كانت لهم محاولة سابقه للانتحار وأن 10% ممَّـن قاموا بمحاولات انتحار، انتحروا فعلاً خلال السنوات العشر التالية للمحاولة.
وإذا كان المجتمع لا يملك أن يقدِّم شيئاً لأولئك الذين انتحَـروا، فإنه يستطيع أن يفعل الكثير للأشخاص الذين يفكِّـرون فى الانتحار أو أولئك الذين أقدَموا من قبْـل على محاولات انتحار، خاصة وأنه فى 70% من حالات الانتحار، كانت توجد رسائل إنذار، لكن أحداً لم ينتبِـه إليها أو لم يُـدرك مدى خطورتها وجديَّـتها. وقد تبلغ فترة حضانة فكرة الانتحار، 3أشهر أو أكثر.
وبعد دراسة تاريخ الحالة المرضية ودراسة عوامل التدعيم والمساندة المحيطة بالشخص والقيام بالفحوصات الطبية اللازمة، يقرر الطبيب النفسي، ما إذا كان المريض يحتاج لدخول مصحّـة نفسية أو أنه سوف يعالَـج من اضطراباته النفسية وسط أسرته. وفى كل الأحوال، تتلخص خطة العلاج فى ثلاث نقاط، هي: تخفيف الألم النفسى بكل الوسائل والتدعيم والمساندة وتقديم بديل للانتحار.
وما أنسب الطُّـرق لتقديم الدّعم النفسى لأولئك الذين أقدَموا على الانتحار؟
الدكتور محمد المهدي: لابد أن ننتبِـه جيدا لهولاء الأشخاص الذين يعيشون فى مثل هذه الظروف، وأن يسألهم الطبيب النفسى المعالِـج، بشكل واضح وصريح، عن أفكارهم نحو الموت، ثم يستفسِـر منهم عن خُـططهم للانتحار، بعدما يتعرّف بشيء من التفصيل على محاولات الانتحار السابقة، ثم يبحث مصادر التدعيم الذاتية للشخص، مثل: إنجازاته الحياتية السابقة وبصيرته ومشاعره، ثم مصادر التدعيم الاجتماعية مثل:
الأسرة أو الأصدقاء أو الجمعيات الخيرية المساندة. وبناءً على ذلك، يقرر الخطوات التالية المطلوبة لمساعدة هذا الشخص.
وهنا، لابد من الاعتراف بضعف الشبكة الاجتماعية بمصر. ففى الماضي، كان الترابط الأسَـرى سِـمة المصريين، أما اليوم، فالمرء يواجه مشاكله منفردا ولا نستطيع أن نغفل ازدياد معدّلات العنف، اللفظى أو البدني. فقد أصبحت الناس مشحونة بالغضب والاحتقان، الذى سرعان ما يخرج. فإذا توجه نحو الآخر، يحدث القتل، وهو ما يفسر ازدياد معدلات الجرائم. واذا توجّـه ناحية النفس، يخرج فى صورة انتحار.
وما هى فى تقديرك وصفة (روشتة) العلاج التى يجب الأخذ بها للتخلّـص من ظاهرة الانتحار؟
د. محمد المهدي: تتلخص الوصفة العلاجية في: تحقيق العدالة من خلال التوزيع الجيِّـد للثروة، فتقل الفجوة بين الأغنياء والفقراء، كما يجب العمل على إعادة قيم التراحم والمساندة والدعم والتكافل، فتقوى شبكة الأمان الاجتماعي، فضلا عن ضرورة السعي لإعادة القِـيم الإسلامية الأساسية، مثل الثقة فى رحمة الله وأن ننمى الوعي الثقافى لدى الناس بأمراض الاكتئاب والانفصام والإدمان والقلق.
وأوصى الشباب بأن لا ييأس، فمهْـما أعلنت الأرقام أنه لا أمل، فإن الأمل يظل فى الله، الذى ضمن لنا المُقلقين: الرزق والأجل، كما أن معظم الشباب المقبل على الانتحار، إما ضعيف أو مستسلم أو كسول، وهى صفات أبعد ما تكون عن كلمة الشباب، التى تعتبر مرادفا للأمل، كما أهمس فى أذن الفتيات اللائى تأخّـر زواجهن فأقول: إن الزواج رزق والرزق بيد الله، فلا تستسلمى لليأس والقنوط، واملئي حياتك أملاً بالاجتهاد فى فعل شيء نافع ومفيد، كاستكمال دراستك أو الاتجاه للتطوع فى القيام بأعمال البِـر فى الجمعيات والمؤسسات الخيرية، التى تُعْنَى بالفقراء والأيتام والمرضى.
أضرم أب لستة أبناء النار فى نفسه أمس فى مدينة الواد فى أقصى الشرق الجزائرى قرب الحدود مع تونس، ما يرفع إلى ثمانية عدد محاولات الانتحار حرقا التى شهدها هذا البلد مؤخراً، وقالت مصادر صحفية أن عفيف حضرى (37عاماً) يعمل منذ ثلاث سنوات بائعا جوالاً فى السوق المركزية فى المدينة دخل فى مشادة مع شرطى أراد منعه من عرض بضاعته فى السوق تنفيذا لأمر إدارى بمكافحة التجارة غير المرخص بها. وعلى الأثر عمد البائع الجوال إلى صب البنزين على نفسه، الا انه لم يتمكن من إشعال النيران لان المحيطين به نجحوا فى منعه من ذلك. وهذه ثامن محاولة انتحار بالنار تشهدها الجزائر منذ السبت الماضى.
كما أفادت جريدة “الوطن” الجزائرية أمس أن شاباً مصاباً بخلل عقلى نقل إلى المستشفى فى الجزائر بعد ان أضرم النار فى نفسه مساء امس الاول فى مدينة دلس الساحلية شرق الجزائر، فى سابع محاولة انتحار بإضرام النار فى الجزائر منذ السبت الماضي. وأكدت مصادر متطابقة أن“ الشاب (35 عاماً) مصاب بمرض عقلى وهو أعزب من قرية عفير.
وأوضحت أن الحادث وقع قرب مقر بلدية مدينة دلس فى محافظة بومرداس، فإن حالة الشاب المدعو كريم “حرجة ما تطلب نقله الى مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة” وهو اكبر مؤسسة صحية مدنية فى الجزائر.
وصرح طبيب فى المستشفى انه “نقل الى المستشفى فى حالة حرجة ومصاب بحروق من الدرجة الثالثة فى 95% من جسده، ورفض ذكر أي تفاصيل عن فرص نجاته.
 وفى القاهرة قالت مصادر أمنية إن موظفا مصريا حاول أمس إشعال النار فى نفسه فى أحدث حلقة ضمن سلسلة حوادث مماثلة أدت فى بعض الحالات الى الوفاة، وقال مصدر إن حازم عبد الفتاح (35عاماً) الذى يعمل موظفا فى شركة مياه تابعة للحكومة صب البنزين على نفسه أمام مقر مجلس الوزراء فى وسط العاصمة لكن الناس منعوه من إشعال النار.
وكان مواطن يمنى أحرق نفسه، الليلة قبل الماضية، احتجاجا على تدهور وضعه المعيشي، فى حادثة هى الأولى من نوعها يشهدها اليمن. وذكرت مصادر صحفية يمنية متعددة أن المواطن سليم العمراني، من أهالى مديرية رداع بمحافظة البيضاء شرقى اليمن، أحرق نفسه “للمطالبة بتحسين وضعه المعيشي”، مشيرة إلى أن العمرانى الذى يعيل أسرة كبيرة “متعاقد مع مؤسسة الكهرباء بمدينة رداع مقابل راتب ضئيل.
وأوضحت أن وضعه الصحى “مستقر”، وأنه يتلقى حاليا العلاج بأحد مستشفيات صنعاء.
إلى ذلك حذًرت الداخلية اليمنية من “أحداث شغب وأعمال فوضى” قد ترافق تظاهرات مرخص لها، فيما تظاهر العشرات من طلاب جامعة صنعاء، أمس الأربعاء، لليوم الخامس على التوالى، تأييدا للتغيير الذى حصل فى تونس مؤخرا. وقالت وزارة الداخلية أن “أجهزة الأمن ستتعامل بحزم إزاء أية أحداث شغب أو أعمال فوضى قد ترافق أية تظاهرات أو مسيرات منحت تراخيص مسبقة وفقا للقانون”، معتبرة أن ذلك يندرج ضمن “واجباتها للحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية السكينة العامة.
وامتدت حركة الاحتجاج على الأحوال المعيشية من خلال الانتحار حرقاً إلى رومانيا وفرنسا حيث اضرم طالب فى مرسيليا لأسباب مجهولة النار فى نفسه فى مدرسة وفق ما افاد عناصر الاطفاء. وقال عناصر الإطفاء ومصدر قريب من التحقيق ان الطالب (16عاماً) أضرم النار فى نفسه داخل مراحيض مدرسته سان جوزف لى ماريست و”نقل الى المستشفى فى حالة خطيرة” إذ أصيب بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة فى غالبية أنحاء جسمه.
وذكرت وكالة "ميديا فاكس" للأنباء أن رومانيين اثنين أقدما على الانتحار عن طريق إحراق نفسيهما بسبب ظروفهما السيئة. وقد قام أب "31عاماً" لديه ثلاثة أطفال بسكب بنزين على نفسه وأشعل فيها النيران فى قرية فى منطقة فاسلوى بشرق البلاد، وقال الرجل إنه حاول الانتحار لأنه غير قادر على إطعام أطفاله. وتمكن الجيران من إخماد النيران ولكن الرجل أصيب بحروق شديدة فى أنحاء جسده. وقد أدخل للمستشفى ولم تعرف حالته على الفور. فى حين قام رجل آخر مشرد بإضرام النيران فى نفسه عندما منع من دخول ملجأ فى زالاو.
ارتفاع حالات الانتحار إلى حالة يومياً فى صفوف الجيش الأمريكى فى الاثنين، 11يونيو2012.. ارتفعت حالات الانتحار فى صفوف الجيش الأمريكى إلى حالة بشكل يومي، قالت هيئة الإذاعة البريطانية BBC إن إحصاءات وزارة الدفاع الأمريكية تشير إلى أن عدد حالات الانتحار فى صفوف القوات المسلحة الأمريكية قد ارتفع بشكل ملحوظ فى العام الحالى بحيث تبلغ الآن حالة واحدة يومياً.
 وأكدت وزارة الدفاع أن عدد حالات الانتحار بلغت لغاية الثالث من يونيو  الجارى 154حالة، مقارنة بـ130حالة فى الفترة ذاتها من العام الماضى.
وقالت ناطقة باسم البنتاجون نحن نشعر بقلق بالغ إزاء انتشار ظاهرة الانتحار فى صفوف القوات المسلحة، وهذه المشكلة هى إحدى المشاكل التى نحاول حلها بشكل عاجل.
وبحسب BBC تشير الإحصاءات إلى أن العسكريين الذين قضوا فترات متعددة فى جبهات القتال يعتبرون أكثر عرضة للانتحار من غيرهم، ولكن مع ذلك، فإن عدداً من المنتحرين لم يشاركوا فى القتال قط.
وكانت نسبة الانتحار فى صفوف العسكريين الأمريكيين قد استقرت خلال عامى2010 و2011، ولكن الزيادة التى شهدتها فى2012 كانت الأكبر منذ الغزو الأمريكى لأفغانستان عام2001.
 وتأتى هذه الزيادة رغم الجهود التى بذلها الجيش الأمريكى عبر سنوات كثيرة لتشجيع أفراده على مراجعة الأخصائيين فى حال شعروا أنهم يعانون من مشاكل نفسية أو عقلية، وشملت هذه الجهود فتح خطوط هاتفية متخصصة ونشر المتخصصين بالأمراض العقلية قرب خطوط القتال.
 ولكن بعض التقارير تشير إلى أن العديد من العسكريين الأمريكيين ما زالوا يعتقدون أن مراجعة الأطباء والاختصاصيين هى علامة ضعف.
لم تكن واقعة انتحار أحد الشباب معلقا نفسه على "حبل مشنقة " ليتدلى به من أعلى كوبرى قصر النيل بعد فشله فى الارتباط بحبيبته الأولى من نوعها لكنها قطعا كانت الأشد وقعا على نفوس المصريين.وبقدر الدهشة من قرار شاب بالتخلص من حياته على هذا النحو المأساوى بقدر الأسئلة التى تركها خلفها حول أسباب تزايد حالات الانتحار فى مصر خلال السنوات القليلة الماضية خاصة بين الشباب والفتيات صغار السن.يأتى ذلك فى الوقت الذى أرجع فيه الدكتور خليل فاضل -أستاذ الطب النفسى تزايد معدلات محاولات الانتحار بين المراهقين والشباب الى وجود مشاكل عاطفية وفشلهم فى الزواج أو عدم قدرتهم على تحقيق طموحاتهم فى العمل، بينما يظهر الانتحار لدى الكبار نتيجة المشاكل الأسرية او صدامات مالية كخسائر البورصة، وأخذت حوادث الانتحار فى مصر خلال السنوات القليلة الماضية أشكالا مختلفة، مثل الشنق وهذا ما يميل إليه الرجال، أو القفز تحت عجلات المترو، أو من أعلى أسطح المنازل، أو فى النيل، أو قطع شرايين اليد، وهذا ما تميل إليه النساء‏\، وتقول أرقام بحثية إن مصر تشهد سنويا نحو 3آلاف حالة انتحار لمن هم أقل من 40عاماً، فيما تقول تقارير أخرى إن خمسة أشخاص من بين كل ألف شخص يحاولون الانتحار بهدف التخلص من مشكلاتهم.وقد شهد عام2009 وحدة محاولات للانتحار فى مصر بلغت 104آلاف حالة، تمكن‏ 5‏ آلاف منهم فى التخلص من حياتهم‏، وتقول الإحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، إن جريمة الانتحار فى مصر، أصبحت ظاهرة خطيرة تتصاعد يوما بعد يوموتبين الإحصائيات أنه فى عام‏2005 شهدت مصر ‏1160‏حالة انتحار، وعام‏2006 وقعت‏ 2355 حالة، وعام‏2007 شهد وقوع‏ 3700 حالة، أما عام ‏2008‏ فقد وقعت‏ 4‏آلاف حالة انتحار، فى حين كانت هناك‏ 50 ألف محاولة أخرى، يأتى ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه إحصائية صادرة عن المركز القومى للسموم فى القاهرة عن أن 2700فتاة مصرية أقدمن على الانتحار خلال عام واحد بسبب العنوسة كما أشارت دراسة صادرة عن المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أن نسبة غير المتزوجين من الشباب من الجنسين بلغت بشكل عام حوالى 30%، وبالتحديد 29.7% للذكور  28.4% للإناث، وقال دكتور خليل فاضل فى حواره لموقع "أخبار مصر" أنه لا يوجد سجل أو حصر حكومى محدد وعدم وجود ارقام دقيقة للانتحار لأن كثير من حالات الانتحار لا يبلغ عنها أنها انتحار. ، وإنما تبلغ عنها كحوادث. واضاف أستاذ الطب النفسى أن الانتحار لا يستثنى عمراً، ولكنه يزيد فى منتصف العشرينات وكذلك بين الفتيات أكثر من الأولاد فى الرغبة السريعة من التخلص من الحياة، أن حالات الانتحار المتحققة تزيد فى منتصف الثلاثينات حتى أوائل الخمسينات، وأكد الدكتور خليل فاضل أن الانتحار المكتمل "ينهى حياة الإنسان" تزيد نسبته للذين يتعرضوا لضغوط حياتية شديدة، ويريدوا ان يتخلصوا من الحياة مثل من يفقد عزيز، أو تتعرض أسرته لانهيار، أو تنتقل حياة بشكل مفاجئ من شكل لاخر، اقل شأنا نتيجة كارثة أو زلزال أو مصيبة، طلاق، اغتصاب، او تعرض لعنف منزلي، كلها عوامل تؤثر سلبا على حالة المراهق ودرجة اكتئابه وتكون دافعاً قوياً للتخلص من الحياة موتاً، ونبه أستاذ الطب النفسى أنه من الضرورى مراعاة المريض بالاكتئاب إذا ذهب المراهق المكتئب إلى معالج نفسي، فيجب أن يتم ذلك بشكل حضارى وبأسلوب راق، لأن الكشف عن المشكلة وعلاجها بشكل علمى هو السبيل الوحيد لخروج المريض من حالته لإحساسه بالمرض كما أن الطبيب النفسى يحترم المراهق ويعامله بشكل خاص ويحافظ على أسراره.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق