الاثنين، 17 أكتوبر 2011

ناجى هيكل من داخل أحداث ماسبيرو يتساءل:

مـــن ينقـــذ مصـــر؟
الأحداث الدامية التى دارت رحاها بين بين الأخوة الأقباط وفسيل من جيشنا المرابد لحماية مبنى التليفزيون المصرى بماسبيرو كان الكاتب الصحفي الأستاذ ناجى هيكل أحد شهود العيان لهذه الأحداث منذ اندلاعها وحتى خمدت النار وتحول معظم وقودها إلى تراب فى هذه الليلة المشئومة.. فى لقاء خاص به سألنا الأستاذ ناجى هيكل: ما برأيك الحقيقة خلف كواليس هذه الأحداث؟
كنت متوجهاً لعملى بمجلة الإذاعة والتليفزيون القابعة فى مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو حوالي الساعة الرابعة والنصف بعد عصر يوم الأحد سلمت عملى لرئيس التحرير وكان الجو يسوده الهدوء وعند دخولى المجلة سمعت هتافات ضد الجيش والمجلس العسكري والمسلمين فنزلت متوجهاً إلى منزلى فسمعت أصوات طلق نارى أمام المبنى الرئيسي باب4، فخرجت من الجراج ووجدت شباباً يرتدى فانلات مكتوب عليها "شهيد تحت الطلب".. هالنى الاستغراب والفزع في ذات الوقت : ما الذى يحدث؟ تعبر الجو جراء البنزين المتساقط من زجاجات المولوتوف التى تلقى من فوق رؤوسنا تجاه الجيش والتى أصابتنى إحداها فى يدى اليسرى بحروق بالغة أجبرتنى على ملازمة الفراش لفترة.
من بدأ بالهجوم على الآخر.. الجيش أم المحتجين؟
الحقيقة أن رأيت الأمور أخذت إطار الهرج والمرج واختلط الحابل بالنابل خاصة أعلى كوبرى 6أكتوبر المواجه لمبنى رمسيس هيلتون القريب من مبنى التليفزيون وبه أحد الفتحات المتجهة للمبنى، المهم رأيت موجة من الناس فى حالة كر وفر سريعة مصاحبة بهمجية ووابل من الحجارة يلقى تجاه الجيش فدعوت الله أن ينقذ مصر وأيقنت أن الموضوع ليس مجرد احتجاج أو تعبير عن غضب ولكنه أمر انتقامي وبشكل يندى له الجبين حسرة وألماً وتحول الأمر إلى موجات تخريب وبلطجة غير منظمة.. هناك من يتلف السيارات المتواجدة إلى جوار الفندق وهناك من يتقدم ويلقى الحجارة على الجيش دون رادع وارتفع الصليب الذى لا يكاد يكون أحد واقفاً بدون حيازته بأحجام متفاوتة ووصل طول أحدهم إلى 2متراً، ناهيك عن التعدى على الأملاك العامة من أتوبيسات النقل العام الذى عاد سائقيها إلى العمل بعد الإضراب قبلها بيوم واحد فقط.
أستاذ ناجى.. إلى أين تذهب بنا الحياة فى مركب مصر؟
أولاً هذه المركب التى نستقلها كشعب مصر بكافة أطيافه وملله واتجاهاته وأحزابه وتحزبه تلاطم أمواج عاتية وأدعو الله أن ترسى بنا إلى بر الأمان فشراعها وهنت من كثرة مواجهة الرياح ومجاديفها هلكت من ركودها فى المياه فنحن لا نحتاج إلى الجودى لإنقاذنا ولكن لابد وأن تستوى هذه المركب على أكتاف أبناء مصر ليبنوا ويعمروا ويبذلوا كل غال ونفيس لرفعة مصر.
برأيك: كيف نستطيع أن نعبر هذه المرحلة العصيبة من عمر الوطن؟
أعتقد أن كل مصرى لا يحتاج إلى ثورة يناير بقدر ما يحتاج كل منا ثورة حقيقية داخله على نفسه لتستقيم الأمور، ويجب على القائمين على شئون الدولة أن يترفعوا عن الصغائر فلماذا يصرون على الوقيعة بين قطبي الوطن رغم أن هذه النار لو اندلعت سوف لا تبقى ولا تذر فأطالب المجلس العسكري أن يصدر قانون دور العبادة وليس حرجاً أن يبنى هذا مسجداً أو ذاك معبداً لأن دور العبادة احترام لمعتقد ودر للتقرب من الله وليس مربعاً ليلطجة أو وكراً لجريمة أو مركزاً للتدريب على الإرهاب، ويجب أيضاً على الشرطة أن تعود للشوارع لحفظ النظام فى إطار الاحترام المتبادل وأن يعود الجيش إلى ثكناته تاركاً شئون البلد لقيادة مدنية يتفق عليها الشعب فى أسرع وقت، هناك أمور عديدة لو قمنا بها من الممكن أن نوئد كل ما يحيق بالبد
هل ستعود مصر إلى سابق الأوان فى سيادتها وريادتها للعالم العربى والشرق الأوس من جديد؟؟
فى الحقيقة هناك الكثير من المغالطات لأن مصر لم تكن قائدة للشرق الأوسط والعرب وكافة أفريقيا سوى فى عهد سعد زغلول ومحمد على وفترة العنجهية لجمال عبد الناصر ولم تكن مصر وقتها العروبة كما كانوا يقولون ولكن عبد الناصر هو الذى أحب لفظة الزعامة وساق فى الأمر وكانت انتكاسة 67خير دليل على أنه عنجهي وفى عهد السادات قاطعنا العالم العربى بأسره بعد معاهدة السلام فلم يكن لنا ثقل عربى لأننا خارج إطار المكيال، وفى أوائل رئاسة مبارك وعودة العلاقات العربية إلى حضن مصر بدأت مصر تأخذ مكانها الطبيعي كدولة رائدة ولكن الأمر لم يستمر كثيراً حتى وجدنا الأقزام يقذفون على أكتاف مصرنا ليقوموا بالدور المحورى بدلاً منها مثل دويلة أو محيفظة "قطر" وأيضاً الغزو الآغوي للمنطقة عن طريق الدور الكبير الذى تلعبه تركيا بالمنطقة.
وأضاف: اليوم أرى وجهاً جديداً لمصر بحضارتها وتراثها وتاريخها الذى يبشر بقيادة العالم العربي من جديد للتقدم والازدهار والنمو وأعتقد أن مصر سيكون لها دور عالمى أيضاً بعد ثورة يناير وسقوط رؤوس الفساد والخنوع للغرب.
حاوره خيري الكومي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق