الخميس، 24 مارس 2011

كتاب يكشف اخطر اعمال الموساد بالعراق ؟؟!!

كتاب يكشف اخطر اعمال الموساد بالعراق ؟؟!!
اسرائيل واغتيالها لعلماء الزرة في العراق ؟؟!ّ!
قتلت الموساد حتى الآن 566 من خيرة علماء العراق! واكثر من مائتى
استاذ واكاديمي!!!!!تحت اشراف امريكا بعلم بوش والمحافظين الجدد؟؟
فضائح تكتشف لاول مرة في تاريخ الانسانية؟؟!!!
ناجي هيكل
ورد فى العديد من التقارير ولعدة اشهر متتالية ان جهاز التجسس الاسرائيلى بالاشتراك مع قوى الاحتلال الامريكى قد قتل على الأقل 530 عالم عراقى وأكثر من 200 من الأساتذة والأكاديميين، وهذا لم يحصل قبل نيسان 2003.
وفقاً للتقرير الذى قدم للرئيس بوش، فقد عملت عناصر الموساد فى العراق بهدف تصفية علماء الذرة والبيولوجيا من بين علماء آخرين واساتذة جامعة مرموقين.
لقد حصل ذلك بعد ان اخفقت جهود امريكا بإقناعهم للعمل معها او لصالحها.
لقد عمل الكوماندوز الاسرائيلى على الأرض العراقية لأكثر من عام وكان التركيز فى عملياته ونشاطاته على قتل المفكرين والعلماء العراقيين، وقد لجأ الصهاينة إلى تنفيذ حملة واسعة من الاغتيالات بعد فشل جهود الاحتلال الامريكى فى ضبط الأمور مباشرة وفى جذب عدد من العلماء العراقيين للتعاون معهم وللذهاب والعمل فى امريكا. قد اورد مركز المعلومات الفلسطينى التقرير كما يلي: "تم إجبار بعض العلماء العراقيين على العمل فى مراكز البحث الأميركية لكن الغالبية منهم رفضت التعاون فى بعض المجالات فهربت من اميركا إلى بلدان اخرى.
وقد وافق البنتاغون على اقتراح الموساد الذى يعتقد ان افضل وسيلة للتخلص من هؤلاء العلماء هى إبادتهم. ومن اجل ذلك وفر الامن الاميركى لاسرائيل المعلومات الكاملة عن السيرة الذاتية وامكنة تواجد العلماء العراقيين والأكاديميين لتسهيل قتلهم. ويورد التقرير، مضيفاً ، ان حملة الموساد المستهدفة العلماء العراقيين لا تزال ناشطة.
وقد لاحظ الدكتور جليلى ان :
- العديد من عمليات الاغتيال ينتج عنها موت اعضاء آخرين من الأسرة والمرافقين ممن ليس لهم أى دخل فى هذا الموضوع.
- التهديدات المتكررة هى لإرغام الشعب على مغادرة العراق.
هناك العديد من التهديدات لم تُدوَّن.
- فى الاسبوع الأخير من نيسان 2006 تم القيام بحملة واسعة من التهديدات فى مدينة الموصل لأطباء طلب منهم مغادرة العراق.
- اغتيال الأكاديميين ظاهرة جديدة فى العراق لم تحصل قبل نيسان 2003.
- القتل والخطف والتهديدات بالقتل لإجبار الأكاديميين والدكاترة على مغادرة العراق لا تنحصر فى اية ديانة او نموذج طائفى معيّن.
- النموذج الوحيد السائد هو ان الغالبية المطلقة من الضحايا هم اثنياً من العرب.
وقد تم التأكيد على الأمور التالية:
* - ينبغى ان يبدأ الدفاع عن الأكاديميين والأطباء، بإدانة الاحتلال والحرب غير الشرعية التى ادت إلى هذه الحالة، حيث اصبح فى العراق الأمر السائد هو القتل غير المعاقب.
- قوات الاحتلال وحلفاؤها هم المسؤولون عن حماية حياة المدنيين العراقيين ويتحملون تبعة القتل امام القانون الدولى لأنهم اخفقوا فى تأمين ذلك.
- إن قتل الأكاديميين والعاملين فى المجالات الطبية هو جزء من محاولة مبيتة لمنع العراق من استعادة استقلاله وسيادته.
* - إن الدفاع عن الأكاديميين والأطباء لا ينفصل عن ضرورة التضامن مع الشعب العراقى وحركة التحرير القومى ضد الاحتلال.
للعراقيين الحق فى العلم والتربية والتمتع بحرية الفكر والتعبير والبحث والتحديث، وذلك اسوة بجميع شعوب الأرض.
*. - للعائلات التى فقدت من افرادها الأكاديميين والأطباء، حق المطالبة بالتحقيق والاستقصاء بواسطة هيئة ذات كفاءة ومستقلة، وحق المطالبة بالتعويض فى جميع الحالات.
*. - أكدت البعثات على مسؤوليتها فى العمل على إثارة قضية الإبادة الاجرامية للثروة الفكرية والمهنية فى العراق. وقد اخذت البعثات على عاتقها بشكل ٍ خاص ان تطالب بالأمور التالية:
· بأن تعمل اليونسكو على حماية المفكرين والأكاديميين العراقيين.
· الطلب من مكتب الهيئة العليا لحقوق الانسان بان يقوم بواجبه الكامل لحماية حياة وحقوق الأطباء والأكاديميين وجميع المدنيين العراقيين.
· الإضاءة على اسباب قتل العراقيين وذلك بالتحالف مع الجامعات الحرّة.
· ينبغى نقل مقاصد هذه الحملة إلى الجامعات الاسبانية والاتحاد الدولى للجامعات واتحاد الجامعات العربية فى الرابطة العربية. · الاتصال بجميع وسائل الاعلام كى يتم معرفة وفهم ان قتل الأكاديميين والاطباء العراقيين هو نتيجة الاحتلال وليس نتيجة الحرب الأهلية.
· الاستمرار فى العمل لبناء حملة تضامن دولى لربط الأكاديميين العراقيين فى المنفى وفى العراق مع امثالهم فى جامعات العالم. · الضغط على البرلمانات الاقليمية والقومية كى تطرح وتناقش قضية القتل الاجرامى للمفكرين والطبقة المثقفة.
وأدت عمليات الاعتداء على أكادميين عراقيين من نيسان 2003 الى نيسان 2006 الى وفاة 74% منهم فى ظل 26% على قيد الحياة، غالبيتهم العظمى من الذكور (95%) والباقى من الاناث، وذلك بحسب الاحصاءات التى قدمت الى مؤتمر مدريد 2006.
وتوزعت معظم عمليات الاغتيال ومحاولات الاعتداء فى العاصمة بغداد (57%) تليها البصرة (14%) الموصل (11%) وباقى المناطق العراقية.
مرتبة الشهادات العليا التى يحملها الأكاديميين الشهداء من نيسان 203 إلى 2006.
أطباء 17 %
حملة دراسات عليا 4 %
حملة بكالوريا 1 %
حملة شهادة PhD 62 %
درجة n\a 16 %
الاختصاصات الرئيسية المستهدفة فى الاغتيالات:
علوم 31 %
الحقل الطبى 23 %
العلوم الانسانية 21 %
العلوم الاجتماعية 12 %
دون اختصاص 13 %
إحصاء الاغتيالات حسب الرتبة والمنصب:
رئيس جامعة 2 %
عميد كلية او نائب عميد 11 %
رؤساء اقسام 6 %
مساعدين 59 %
محاضرين 6 %
اكاديميين 13 %
طلاب 3 %
عدد الاغتيالات سنوياً من نيسان 2003 إلى نيسان 2006:
2003 20
2004 30
2005 60
2006 100
اعتداءات غير مميتة
اعتقالات 33 %
محاولات اغتيال 23 %
اختطاف 16 %
تهديد بالقتل 11 %
حوادث اخرى 17 %
تحقيق: الحركة الايرلندية المناهضة للحرب
ترجمة: الدكتورة مارى شهرستان
الاربعاء, 09 ابريل, 2008
من جواسيس "الموساد" فى العراق
يعقوب جاسم.. عاشق فروزندة *
كان يصطاف على شواطئ بحر قزوين فى إيران، فاصطادته "الموساد" وأغرقته فى بحور الجنس والمتعة، ورجع إلى العراق جاسوساً خائناً، برفقته زوجة إيرانية مدربة، اتبعت حيلاً عجيبة للإيقاع بالضباط العراقيين، لكشف أسرار المخزن رقم (3) فى بغداد، وأسرار الغواصات السوفييتية فى منطقة أم قصر. إنها أجرأ عميلة استخدمت سم (السيانيد) لقتل ضحاياها..!!
حصر كل شخص اسمه يعقوب
فى يناير 1966 وفى إحدى نقاط العبور على الحدود العراقية الإيرانية، لاحظ ضابط عراقى بعينى خبير مدقق، أن حالة من الارتباك تعترى أحد العابرين، فتقدم منه وسأله عن وثيقة سفره، فازداد ارتباكه، مما شجع الضابط على ضرورة تفتيشه مرة ثانية بدقة. وكانت المفاجأة التى لم تخطر بباله أبداً، إذ اكتشف جيوباً سحرية فى قاع حقيبته، مليئة بخرائط لمواقع عسكرية عراقية، وتقارير سرية هامة تمس الجيش والاقتصاد. انهار الجاسوس فى الحال، وأخذ يصيح بالفارسية بما معناه أنه مجرد "ناقل" للحقيبة ولا يدرى بما بها.
وفى مكتب المخابرات العراقية فى بغداد، أنكر معرفته بالشخص الذى سلمه الحقيبة، وقال إنه اعتاد مقابلته بمقهى بشارع هارون الرشيد فيتسلم الحقيبة منه وينصرف كل إلى حاله، دون أن يعرف من هو، أو ماذا بالحقيبة؟!
لم يصدقه ضباط المخابرات بالطبع فى بادئ الأمر، وأمام إصراره وتأكيده على أقواله، أدخلوه غرفة خاصة فى بدروم المبنى، حيث جرى تعذيبه بقسوة ليعترف فأقر بأنه يعمل لصالح المخابرات "الاسرائيلية"، وتنحصر وظيفته فى الذهاب لمقابلة جواسيسها فى العراق لاستلام الوثائق والعبور بها إلى إيران. وتكرر هذا الأمر فى بغداد تسع مرات إلى أن قبض عليه.
وفى محاولة أخرى لانتزاع أية معلومات "من فجر عبد الله"، حبس فى زنزانة انفرادية لعدة أيام بلا طعام أو شراب، وأوهموه بأن حكماً قضائياً سيصدر ضده خلال أيام، وسيعدم لا محالة عملاً بقانون العقوبات العراقي، الذى يعامله معاملة الجاسوس، فاعترف فجر بأنه لا يعرف سوى الاسم الأول فقط للعميل الذى سلمه الحقيبة وهو "يعقوب"، وتذكر اسمه لأنه بينما كانا معاً ذات مرة فى مقهى بشارع هارون الرشيد، أقبل أحد الأشخاص وصافحه منادياً عليه باسمه "يعقوب".
أخرج فجر من زنزانته الضيقة إلى أخرى انفرادية أكثر اتساعاً، وعرضوا عليه أن يساعدهم فى التعرف على "يعقوب" هذا مقابل أن يصنفوه كشاهد فقط، فوافق فجر على هذا العرض السخي.
ومنذ أن أدلى باسم يعقوب، وكان هناك سباق محموم للتوصل إلى جاسوس "إسرائيل" عن طريق السجلات المدنية، التى تم مسحها بالكامل فى كل العراق لحصر الاسم، والحصول على صور لكل "يعقوب" عراقى لعرضها على العميل "الاسرائيلي".
آلاف الصور عرضت عليه مرة واثنين، على مدار عدة أيام، عومل خلالها معاملة حسنة، فأطعم أطايب الأطعمة وألذها، ونام نوماً مريحاً على فراش وثير.
وفى اليوم السابع للبحث فى الصور، تعرف فجر على صورة يعقوب يوسف جاسم – 34 عاماً – الموظف بإحدى محطات الكهرباء ببغداد، فعرضوا عليه الصورة مرة أخرى بعد خلطها بصور قريبة الشبه، لكنه تعرف على الصورة نفسها، وفى الحال قامت قوة من رجال المخابرات بمهاجمة منزله وتفتيشه، فعثروا على وثيقة سفره التى تبين أنه سافر إلى إيران عشرات المرات.
وعندما أخبرهم بأنه متزوج من إيرانية، لم يلتفتوا إليه، بل استمروا فى التفتيش إلى أن ضبطوا عدة وثائق عسكرية سرية محشورة فى "رجل" السرير النحاس، مربوطة بخيط رفيع يتدلى من أعلى "الرجل" الأسطوانية، التى نسى أن يضع عليها غطاءها كالأرجل الثلاثة الأخرى، فألقوا القبض عليه وعلى زوجته الإيرانية "فروزندة وثوقي".
واستمرت عملية التفتيش بدقة متناهية، بمعرفة خبراء المخابرات الفنيين، الذين اكتشفوا مخبأً سرياً فى غلاف مجلد كبير عن الشاعر "معروف الرصافي" يحوى رسائل باللغة الفارسية، عبارة عن أوامر من ضابط الارتباط "الاسرائيلي" فى ميناء عبادن الإيراني، يطلب منه موافاته بتقارير وأخبار عن الأسلحة السوفييتية الجديدة التى تصل إلى العراق، وكذلك عن الغواصات السوفييتية الكامنة فى قاع منطقة "أم قصر" المتاخمة لحدود الكويت، وحظائر طائرات توبولوف – 22 الحربية المهاجمة، وعددها، والمطارات الحربية المتواجدة بها، ومعلومات تفصيلية عن الطائرة ميغ 21 ومطاراتها وعدد طياريها، والخبراء السوفييت فى العراق.
صراع السيطرة
وفى مبنى المكتب الثانى – المخابرات- أخضع يعقوب لاستجواب مطول، فأنكر فى البداية اشتراك زوجته معه فى أعماله التجسسية التى اعترف بها وبعمالته "للموساد"، إلا أن استجواب فروزندة على انفراد أسفر عن اعتراف صريح بدورها فى شبكة زوجها، بل وأدلت بأسماء بعض أعضاء الشبكة من العراقيين قبلما يعترف بهم يعقوب.
وكان لسقوط شبكة يعقوب أثر بالغ على المخابرات "الاسرائيلية"، إذ خسرت بسقوطها العديد من أمهر جواسيسها فى العراق.
كانت لطمة عنيفة "للموساد" التى لم تتصور أن بالعراق رجال مخابرات أكفاء، لديهم المقدرة على مطاردة الخونة بمثل هذه البراعة، وفضح ممارسات "إسرائيل" والتواطؤ الإيرانى معها من أجل زعزعة الأمن فى العراق، بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا التواطؤ توجهه الولايات المتحدة الأمريكية وتباركه، للحفاظ على مصالحها فى الخليج، للحد من التغلغل السوفييتى فى المنطقة، خاصة بعد زيارة شاه إيران موسكو فى تموز/يوليو 1965، التى أزعجت الإدارة الأمريكية وأربكتها.
لقد كان التوسع فى المؤسسة العسكرية فى المنطقة سبباً آخر، يضاف إلى الخوف الأمريكى و"الاسرائيلي" معاً، فالتوسع فى المؤسسة العسكرية يعنى تحديث الجيوش، إدارة، وتسليحاً، وتدريباً، يترتب عليه توسع فى الطبقة العسكرية، نظراً لغياب المؤسسات السياسية المدنية، فحتماً ستتحول الطبقة العسكرية إلى فئة ضاغطة سياسياً، وذات ثقل فى اتخاذ القرارات.
هكذا كانت النوايا الأمريكية تتجه بزاوية حادة لإجهاض النمو العسكرى فى المنطقة لعدم التداخل مع مصالحها، والعمل على تأسيس مؤسسات نيابية، وحكم مدنى نزيه، يفتح الباب على مصراعيه كى تجد الكفايات المدنية مكانها فى السلطة، وفى جهاز القرارات العليا، وإلا فستلقى المنطقة – مع هذا النمو العسكرى الحديث – سلسلة من المغامرات والاختبارات المرة، خاصة إذا لم تكن هناك وقاية من عمليات التلقيح السياسي، وزرع روح الاحتراف العسكرى وشرفية المهمة العسكرية.
ومنذ الانقلاب العسكرى الذى أطاح بالملكية فى العراق فى 14 تموز/يوليو 1958، والعسكريون يعتلون مقاعد الرئاسة، حيث توالت الانقلابات العسكرية، وظهرت على الساحة وجوه عسكرية لم تلتزم بخط سياسى عام، أو استراتجية مفهومة، مما أقلق الولايات المتحدة الأمريكية التى تحتفظ بوجود عسكرى فى الخليج العربى منذ عام 1949، حماية لمصالحها فى البحرين والكويت والسعودية، واعتبار الخليج العربى قاعدة شمالية لأسطولها فى المحيط الهندي.
وواكب تضاؤل حجم الوجود العسكرى البريطانى فى المنطقة، تزايد عسكرى بحرى سوفييتى فى المحيط الهندي، مما يستلزم على الولايات المتحدة أن تحافظ على الوجود العسكرى الغربى فى المنطقة، ذلك أن نصف النفط المستهلك فى غرب أوروبا مصدره الخليج العربي. وتعتمد القوات الأمريكية فى جنوب شرق آسيا، وقوات حلف الأطلسى على بترول الخليج.
من هنا، فالسيطرة الأمريكية على الخليج العربى أمر حتمى لتنامى مصالحها به، خوفاً من وقوعه تحت سيطرة قوى أخرى مناوئة للغرب، قد تهز ميزان المدفوعات الأوروبى الغربى هزة كبيرة.
ومن جهة أخرى، يسعى الاتحاد السوفييتى إلى السيطرة على منابع الطاقة، ومنتجاتها الرئيسية بالنسبة لأوروبا الشرقية خشية استقلالها اقتصادياً عن الكرملين، وكانت الإمدادات البترولية هى البعد الرئيسى من أبعاد الهيمنة السوفييتية على دول "الكوميكون" أى السوق الاقتصادية لأوروبا الشيوعية.. فحصول السوفييت إذن على دور مؤثر فى منطقة الخليج العربي، يعنى سيطرتهم على أسواق البترول فى أوروبا الشرقية، وبالتالى ضمان ولاء هذه الدول لها.
أدى الصراع بين الدولتين العملاقتين فى المنطقة، إلى التنافس الشديد فى التواجد الفعلى على أرض الواقع، عسكرياً أو سياسياً، فأغرق السوفييت العراق بالسلاح المتقدم، وملأ الخبراء الروس مدن العراق وشوارعها فى تظاهرة شبه استعراضية، بل وتواجدت الغواصات السوفييتية بشكل دائم فى المنطقة، وأصبحت إحدى معالم ميناء أم قصر العراقى الملاصق للكويت، حيث نالت البحرية السوفييتية حقوق استخدام التسهيلات المتوافرة هناك.
هذا الصراع المحموم على المصالح، تسبب فى جعل منطقة الخليج كقنبلة موقوتة، تهدد بالانفجار، نظراً لوجود نزاع بين إيران والعراق على ترسيم الحدود بينهما فى شط العرب، مما دفع إيران إلى تأليب الأكراد على بغداد، فلجأ حكام العراق إلى التقارب مع الأحزاب المعارضة فى إيران، ومع الدول العربية المطلة على الخليج، وتشكيل لوبى عربى ضد إيران.
هناك أيضاً نزاع حول تسمية الخليج، فإيران تسميه "الخليج الفارسي" والعرب تطلق عليه "الخليج العربي". لذلك.. نجد أن "إسرائيل" منذ زرعت فى المنطقة العربية، سعت لمراقبة النمو المضطرد للجيش العراقي، الذى يسلحه السوفييت بأحدث ما فى ترساناتهم العسكرية، وفتحت إيران أبوابها على مصراعيها لضباط "الموساد"، بل وسمحت لهم بالعمل بحرية ضد العراق انطلاقاً من أراضيها.
لقد كانت أيضاً، "كإسرائيل"، تخشى من التسليح العراقي، وحكم بغداد العسكرى الذى قد يتعملق ويفرد ذراعيه باتجاه البلدين إيران و"إسرائيل". لذلك فقد كانت العمليات الجاسوسية "الإسرائيلية" فى العراق، خير دليل على مدى الخوف من تنامى القوة، ويقظة روح الجهاد لدى جيش العراق وحكامه.
رحلة إلى كوكب آخر
فمنذ ترعرع يعقوب يوسف جاسم، تراوده أحلام العظمة، وهو يعد أقرانه دائماً بأنه سيصبح ذا شأن عظيم فى يوم من الأيام.
لكنه تعثر فى الدراسة وحصل على الشهادة الإعدادية بشق الأنفس، وبرغم ذلك لم تفارقه أحلامه وهواجسه التى سيطرت على حيز كبير من عقله ومسامراته.
وبعد ما استقر به المقام فى عمله بمحطة كهرباء بغداد، استشعر تفاهته، وغامت حوله الرؤى، فالواقع الذى يعيشه لا ينبئ أبداً بضربة حظ قد تقتلع عذاباته، أو تصعد به الى سفوح الوجاهة والعظمة، لذلك استكان يائساً مستسلماً، نافراً من واقعه ومن أحلامه، مودعاً وإلى الأبد مجداً بناه فى الخيال.
وذات يوم من أيام أيلول/سبتمبر 1963، حزم حقيبته وعبر الحدود إلى إيران لقضاء أسبوعين على شاطئ بحر قزوين، فهى منطقة تتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة، التى تمتد من جبال "البورز" إلى البحر، وتسقط أمطارها صيفاً لتجعل الطقس ندياً رائعاً، حيث شواطئ (أستارا) و(رامر) وموانئ (بندر بهلوي) و(بابلر) و(نوشهر)، فتبدو الأجازة بهذه المنطقة كأنها رحلة إلى كوكب آخر، يتسق فيه لون الماء وخضرة الزروع على درجاتها، فتشكل قطعة فسيفساء جمعت أبهى مظاهر الجمال والرونق.
وحينما وصل يعقوب إلى شاطئ (رامر)، أذهله جمال الفاتنات يرتدين البكيني، ويمرحن على الشاطئ فى دلال.. فقبع صامتاً يتأمل ويغرز سهام رغباته فى أجسادهن، فتعتريه نوبات من أحلامه السابقة، لكنه سرعان ما يطردها شر طردة.
تحت إحدى المظلات استغرقه تفكير عميق، نأى به عن بانوراما الحسن التى أمامه، حتى أفاق على من يقول له:
"درود برشما، آيا شما إيرانى هستيد" – (السلام عليكم، هل أنت إيراني؟)
ارتبك يعقوب أكثر عندما بادره الرجل ثانية:
"أياشما زبان فارسى ميدانيد؟" – (هل تعرف اللغة الفارسية؟)
أجاب يعقوب مرتبكاً:
نه... من عراقى هستم – (لا .. أنا عراقي. أجهل الفارسية)
انفرجت أسارير الرجل فى دهشة وأردف:
هلا بك فى إيران.
كانت لهجته الشامية بشوشة مرحة، وعرفه بنفسه قائلاً إنه لبنانى واسمه "مازن" يقيم فى طهران ويعمل بالاستيراد والتصدير، وبعد برهة أقبلت سكرتيرته الإيرانية (زالة) ترتدى المايوه الأورانج، فغاص يعقوب فى ارتباكه وهى تصافحه مرحبة، ودعاه مازن إلى العشاء معه بفيلته المطلة على الشاطئ من عل، تحاصرها لوحة فنية من الزهور والأشجار، وتنم رقيقة فى حضن الجبل، الذى يبدو فى الليل كشلال متدفق من الأضواء الملونة.
كانت الأمور تسير فى يسر حيث استقبله مازن بشوش الوجه ومعه آخر يدعى (رماء)، وأقبلت (زالة) كعروس من السماء، بصحبتها إيرانية أخرى تدعى (كوكوش) والاثنتان تتحدثان العربية بطلاقة.
وبعد العشاء دارت الكؤوس وثقلت الرؤوس، وألمح إليه مازن أن (كوكوش) وقعت فى هواه، وبدا هذا واضحاً من نظراتها واهتمامها الزائد به، وحينما هم يعقوب بالانصراف إلى الفندق، أصر مازن على أن يبيت معه، وكانت نظرات (كوكوش) المثيرة ترجوه أن يبقى، وجلست إلى جواره تلاطفه فأذهبت بقية ما لديه من وعي، ثم صحبته إلى حجرة علوية، وأغلقت بابها من الداخل، وشرعت فى خلع ملابسها قطعة قطعة.
أسقط فى يد الأعزب الحالم الثمل، وبينما كان ينزف رجولته، كانت هناك كاميرات تصور وأجهزة تسجل الأحاديث السياسية، وتنقل كل شيء إلى حجرة مازن و(رماء) ضابطى "الموساد".
تكررت السهرات وحفلات الجنس فأيقظت هواجس يعقوب من جديد، عندما عرضت عليه عميلة "الموساد" الانضمام إلى أسرة العاملين بشركة مازن، سألها كيف؟ أجابته بأن الشركة تبحث إقامة فرع آخر ببغداد، ولكى يتحقق ذلك، لا بد من معلومات وافية عن الاقتصاد العراقى وحركة التجارة. وبيده كتب عدة صفحات تتضمن معلومات كثيرة تشمل نواحى اقتصادية تافهة من خلال قراءاته فى الصحف، وفوجئ بقبوله للعمل كمدير لفرع بغداد.
لم يصدق يعقوب نفسه، فها هى أحلامه تتحقق أخيراً، وتضحك له الدنيا من جديد، وبدلاً من الجلوس على الشاطئ للاستجمام، جلس كتلميذ مؤدب أمام المعلم مازن يشرب فنون الجاسوسية ودروسها الأولى، واستفسر يعقوب باندهاش عن علاقة الجيش والعسكرية، بشركة تعمل فى مجال الاستيراد والتصدير، فأجابه مازن بأن الأسرار العسكرية فى العراق مهمة جداً له. فهو لن يجازف بإقامة فرع بغداد طالما كانت هناك "نوايا" معينة لدى حكام العراق!.
لم يقتنع يعقوب بالطبع، لكنه اضطر إلى الإذعان أملاً فى رفع شأنه كما كان يحلم منذ صغره.
المخزن رقم (3)
انتهت مهمة (كوكوش) عند هذا الحد، ورحلت إلى طهران بعد انقضاء المرحلة الأساسية، أما يعقوب، فقد عاد إلى بغداد كشخص جديد، متقمصاً دوره كرجل أعمال مهم، بجيبه 1200 دينار عراقى مرتب ثلاثة أشهر مقدماً، وكان وفياً جداً لأستاذه ورئيسه مازن. إذ لم يفصح لمخلوق عن مهمته، أو عما حدث له على شواطئ بحر قزوين، وانخرط فى جمع المعلومات عن أحوال السوق العراقية، واتجاهات النمو الاقتصادى فى شتى المجالات.
وبعد خمسة أشهر سافر ثانية إلى طهران، يحمل هذه المرة تقارير اقتصادية متنوعة، ويحدوه الأمل فى أن يصبح ذات يوم من أشهر رجال التجارة ببغداد حتى إذا ما قابله مازن، عرفه بإيرانى اسمه "عبد نابلون"، اصطحبه إلى فندق كبير بشارع (ورزش) شمالى (بارك شهر) فى طهران، وشرع فى استجلاء ما لديه من أخبار وتقارير.
كان يعقوب يفيض حماساً وهو يشرح لنابلون تفصيلياً عن العراق وانفتاحاته التجارية، مستمداً معظم تقاريره من أبحاث هامة نشرتها الصحف لكبار العقول الاقتصادية وخبراء التجارة.
لكن عندما عرج نابلون إلى الحديث فى السياسة والشؤون العسكرية والتسليح، أظهر يعقوب جهله وعدم اهتمامه، حتى إذا ما أحس نابلون بأن الوقت مناسباً تماماً لمهمته، فاجأ يعقوب بالحقيقة. حقيقة أنه يعمل لصالح "الموساد"، ولا بد له من استثمار كل معلومة ولو كانت تافهة، ما دام سيحصل على ثمنها.
صعق يعقوب وتلجم لسانه، بل إنه عجز عن السيطرة على نفسه وقد اندفع بوله ساخناً بين ساقيه. إذ استغل نابلون أسرع طرق السيطرة بواسطة الصدمة الفجائية، الصدمة التى تذهب بالعقل وبالشعور، ويصبح الإنسان لحظتئذ عاجزاً تماماً عن التفكير، أو النهوض، أو المقاومة.
هكذا سقط يعقوب فى براثن "الموساد" لا حول له ولا قوة.. حاول أن يفك قيود العنكبوت التى كبلته، لكن نابلون كان واثقاً من نفسه.. ومن قدراته.. ومن مواهبه فى الإخضاع لدرجة الطاعة، فالصور العارية والتقارير التى كتبها بخط يده، كفيلة بأن تسكت صدى الرفض عنده لأن الإعدام فى بغداد ينتظره إذا لم يذعن، ولم يكن أمام يعقوب إلا الإذعان، ضعفاً، وخضوعاً، وخوفاً، فلم يعد هناك أى مهرب، أو سبيل للفكاك، هكذا تصور.
وجاءت (فروزندة وثوقي) عاملة الفندق – لتقف فى طريق العراقى التائه، المضلل. جمالها الرائع شغل عقله، والتصاقها به أيام محنته قربها إليه، فقد كانت هى الملاذ الحنون الذى يحوى انفعالاته، وشجوته، ويمتص غضبة الخوف الجاثم فوق حياته.
لذلك، تحدث معها طويلاً، وصارحها برغبته الملحة فى الزواج منها، وساعدته أموال "الموساد" على الارتباط بالفتاة التى دُست عليه، والعودة بها إلى العراق.
وبهذا الزواج فُتحت أمامه أبواب الدخول إلى إيران فى أى وقت، وضمن "الموساد" بزواجهما تدفقاً كبيراً فى حجم المعلومات التى سيحصل عليها، فالعميلة الزوجة، مدربة تدريباً عالياً على القيام بمهام تجسسية معقدة تعود بالنفع فى النهاية على "إسرائيل".
وفى بغداد، بدأ يعقوب يمارس مهمته فى استكشاف أسرار الأسلحة التى تزود بها العراق الأردن، أنواعها وأعدادها ووسيلة نقلها إلى عمان، وعجز الجاسوس فى بداية الأمر عن التوصل إلى أية معلومات، حتى تقابل مع العريف (نورىب سوار) المجند بإحدى القواعد العسكرية، فأغراه بالمال، وبطرق مختلفة حصل منه على قوائم كاملة بالمعدات التى زودت بها الأردن.
وحينما لاحظت (فروزندة) أن زوجها دأب على اصطحاب نورى معه إلى المنزل، بغية استثمار جمالها فى تليينه، تعجبت من غبائه، فهو لم يشك للحظة أنها عميلة "للموساد"، وجاهزة للسيطرة على أى عقل يريد وتركته يلجأ إليها شيئاً فشيئاً لتعاونه فى مهمته، حينئذ وجدها يعقوب الزوجة المطيعة، التى توافقه رأيه وتشاركه عمله السري.
بدأ الاثنان معاً فى البحث عمن يجيء بأسرار المخزن رقم 3 فى بغداد، فأمر هذا المخزن حير "الموساد" كثيراً، وفشل جواسيس كثيرون من قبل فى استجلاء سره، وكان خطة (فروزندة) تتلخص فى التعرف على أحد الضباط العسكريين بطريق الصدفة فى شوارع بغداد، عندها، تسأله عن مكان ما بلغة عربية ركيكة، فيضطر الضابط إلى إرشادها، ويحدث بينهما تعارف أثناء السير.
وخرجت (فروزندة) لتتصيد ضحيتها الأولى، وكان ضابطاً برتبة نقيب اسمه (أحمد رافع)، ما إن استوقفته لتسأله عن أحد الشوارع، حتى سارع بمرافقتها بأدب. وخلال الطريق حدث تعارف بينهما، وعندما أوصلها إلى المكان المطلوب، كان زوجها ينتظرها كما خططا لذلك، فشكر الضابط الشاب لشهامته وأصر على أن يقبل دعوته للزيارة.
وبعد أيام طرق رافع الباب ليجد (فروزندة) وحدها، و"ادعت" أن زوجها سافر إلى الموصل لعدة أيام، ولما هم بالانصراف ألحت عليه أن تقدم له واجب الضيافة، وبالفعل، قدمت له جسدها، فتذوق أشهى وجبة من النشوة، غيبت عقله فأدمنها، وكان سرعان ما يحن لوجبة ثانية ثم ثالثة، هكذا أوقعت به فى شباكها، فسلمها ملفاً كبيراً يحوى كل أسرار المخزن رقم 3.
كانت مكافأة يعقوب ألفين وخمسمائة دينار، ومثلها (لفروزندة)، أما (أحمد رافع)، فقد أصيب بحالة اكتئاب شديد بعدما أفاق إلى نفسه، وأحس بالجرم الذى اقترفه ضد بلده، وامتنع عن زيارة (فروزندة)، فاستشعرت عميلة "الموساد" الخطر إذا ما تطورت حالته النفسية سوءاً، وأقدم على الانتحار فى لحظة ضعف، تاركاً رسالة تقودها حبل المشنقة.
لذلك، أرسل لها "عبد نابلون" بسم (السيانيد) الفتاك، حيث أخذه يعقوب وذهب لزيارته رافع الذى قابله بغضب، فغافله الخائن ووضع له (السيانيد) فى العصير، ولما ظهرت أعراض التسمم غادر يعقوب المنزل، وفى اليوم التالى مشى فى جنازة ضحيته.
هكذا تفعل "الموساد" مع ضحاياها الذين يتراجعون فى التعامل معها، فى لحظة صدق يشعرون فيها بوخز الضمير والندم، ففى عالم الجاسوسية لا مشاعر أو عواطف، فالجاسوسية لا تقوم على ضمير أو شرف، ولا تملك قلباً يعرف نبضة رحمة تحكمه خفقات الهوى. لكن، فى تاريخ الجاسوسية العالمية، هناك حالات نادرة جداً ثاب فيها الجاسوس إلى رشده، وأصغى لنداء الحب فلبى النداء، فالجاسوسية والحب.. موضوع شيق للبحث والكتابة..!!
الأطراف المرتعشة
بمقتل الطبيب رافع، اطمأن يعقوب وزوجته، وإن نضب معين المعلومات العسكرية لديهما، لذا فكرا فى البحث عن ضابط آخر من "الكبار" يسهل إغواؤه.. وتنهمر الأسرار منه.
وبينما العقيد (جاسر عبد الراضي) جالس بسيارته العسكرية المعطلة، فى انتظار سائقه الذى يبحث عن سيارة أخرى تجرها، اقتربت منه سيدة فائقة الجمال، تنزلق من عينيها الدموع السخية، وبلغة عربية ركيكة، توسلت إليه السيدة أن يحميها من زوجها العراقى الذى لا يكف عن ضربها، ولأنها إيرانية غريبة لا تعرف ماذا تفعل، طلبت منه مساعدتها لتعود إلى إيران.
غادر الرجل سيارته مشفقاً عليها وقد أدهشه جمالها الأخاذ، ووعدها بأن يصحبها لبيتها ليتحدث مع زوجها، وما إن جاء السائق حتى طلب منه الضابط أن ينصرف بالسيارة، وركب إحدى السيارات الأجرة مع المرأة الباكية.
انكمشت (فروزندة) بجوار الضابط "الشهم" وقد لفها الخوف، تغزو جسدها نظراته العطشى المتأملة، حتى إذا ما وصلا إلى المنزل، قابله يعقوب باحترام شديد وقص عليه حكاية مغلوطة وليدة خطتهما، فتعهد الضابط بحماية المرأة الأجنبية لما رأى خضوع يعقوب له، وأقسم على أن يساعدها فى العودة لأهلها إذا ما عاد لسيرته الأولى معها.
لقد اعتقد الضابط أنه "سيطر" على الموقف، لكن دموع (فروزندة) كانت أسلاكاً من فولاذ، كبلت عقله وسيطرت على إرادته، فلم يقو على نسيانها عدة أيام وعاد لزيارتهما، فاختفى يعقوب فى مكان لا يراه جاسر، وبدأت (فروزندة) خطوتها الثانية، بأن أكدت له أن وجوده إلى جوارها خفف كثيراً من سلوك زوجها المعوج معها، وشكرته لشهامته فى نعومة يلين لها الحديد.
وبعينى أنثى خبيرة، أدركت أنها قطعت خطوة هامة للإيقاع به، فبعد عدة زيارات لم يستطع المقاومة، وأفصح صراحة عن رغبته فيها عندما احتواها بين يديه وبدنه يرتعد كفأر فى المصيدة، وأخذ يبثها حبه ووهيامه، متناسياً كل شيء فى سبيل الوصول إليها.
لقد باع وطنه على فراشها المتوقد بنيران أنوثتها، ولم يبخل بإفشاء أسرار الجيش العراقي، عندما سلم لعميلى "الموساد" أسراراً خطيرة عن الطائرة السوفييتية (توبولوف – 22)، التى تعد الأحدث قياساً بقاذفة القنابل الأمريكية (ب-52) "التى استخدمت فى حرب فيتنام"، كما أمدها بوثائق هامة، تتعلق بالمخزون الاستراتيجى من الذخيرة، وكشوف بأعداد الدبابات (تى 62)، وحصر عام لبنادق (برنو) التشيكية، ورشاشات (دوشكا) و(كلاشيكوف)، وأيضاً رشاشات (سينا) الصينية.
أمدها أيضاً بوثائق أخرى عن نظام الجيش العراقي، وأفرعه، وقياداته، وتشكيلاته، وتسليحه، وكذا خرائط سرية عديدة عن المطارات العسكرية، والقواعد الجوية الاستراتيجية والهيكلية ونظام العمل بها، كل ذلك مقابل جسد (فروزندة) الذى كان يناله فى أى وقت، حتى فى وجود يعقوب.
كان العقيد جاسر عبد الراضى من أسرة عسكرية، تتزاحم بالمناصب والرتب، لذلك.. كان يفخر دائماً بأنه يعلم بأسرار الجيش العراقي، حيث تصب كلها أمامه من خلال أقاربه العسكريين وزملائه فى المواقع المختلفة.
لقد اكتشفت فيه (فروزندة) حبه الشديد للتباهى بنفسه، والتفاخر بمنصبه العسكرى فى الدفاع الجوي، وإدمانه للخمر والقمار والجنس، ولأجل ذلك، فهو ينفق راتبه على نزواته ويعيش دائماً مديوناً.. هارباً من دائنيه.
اكتشفت فيه أيضاً ما هو أهم من ذلك، قلة وازعه الوطني، وسخطه على الحياة فى العراق، يترجم ذلك سبه الدائم لقيادات حكومته، وانتقاده العنيف لهم.
لقد برهن بما لا يدع مجالاً للشك، على عدم ولائه لوطنه، واستعداده لعمل المستحيل لأجل عيون عشيقته التى أعطته أنوثتها بسخاء فأسكرته، ومنحته من المال الكثير فأنعشته.
ونظراً لزواجه من إيرانية، اعتاد يعقوب السفر إلى إيران مطمئناً، حاملاً معه أدق الوثائق العسكرية السرية، خلافاً لوثائق أخرى كان يجلبها له عميل آخر اسمه عزاوى الجبوري.
هكذا استمر يعقوب يوسف جاسم يعمل فى خدمة "الموساد" بمعاونة زوجته، مندفعاً بكل طاقته غير عابئ بالعواقب، تخيم على عقله غيمة كاذبة من الوهم والثقة، حتى ألقى القبض على أعضاء الشبكات التسع فى كانون الثاني/يناير 1966، ساعتئذ، ارتجت دعائم ثقته وغامت الحياة من حوله، فأحجم من فوره عن حمل حقيبة الوثائق إلى إيران، وانكمش مذعوراً يترقب مصيره المجهول، أما (فروزندة)، فقد أنهكها التوتر والخوف، وفكرت، بل ألحت على يعقوب أن يتركها لتغادر إلى وطنها، لكنه رفض بحسم، فقد كان بحاجة إلى رفيق يؤازره، ويشاطره مخاوفه، وارتعاشة الأطراف لحظة الشنق.
ولما ينس رجال "الموساد" فى الوصول إلى يعقوب وزوجته، أرسلوا إليهما بعميلهم "فجر عبد الله"، الذى ألقى القبض عليه صدفة، فأرشد عن يعقوب عندما تعرف إلى صورته التى عرضت عليه بواسطة رجال المخابرات العراقيين.
ففى فجر اليوم الثانى من شباط/فبراير 1966، وبينما يعقوب و(فروزندة) بحجرة نومهما، متكورين فى هلع لا حول لهما ولا قوة، تطرق إلى سمعهما وقع عشرات الأقدام تحيط بالمنزل.
هبت (فروزندة) مذعورة إلى أحد الأدراج، وفى اللحظة التى تهشمت فيها الأبواب ودخول سيل من الرجال، ابتلعت (فروزندة) كل ما بقى فى أنبوب سم (السيانيد). أما يعقوب، فكان مستسلماً للقيود الحديدية التى كبلت معصميه، ينظر إلى (فروزندرة) هلعاً وقد جحظت عيناها، وارتعشت أطرافها قبلما تهوى إلى الأرض.
هكذا نفذت العميلة حكم الإعدام فى نفسها قبل محاكمتها، وأتاحت بذلك الفرصة لشريكها أن يرى بنفسه ارتعاشة الموت، فقد لا يسعفه الحظ ليرى ارتعاشتها وهى تتدلى من حبل المشنقة.
وهذا ما كان بالفعل، إذ نفذ حكم الإعدام فى يعقوب شنقاً بسجن بغداد المركزى فى كانون الأول/ديسمبر 1966، بعد محاكمة استمرت عشرة أشهر، اعترف أثناءها تفصيلياً بدوره فى التجسس مع شركائه لصالح "الموساد"، وأبدى ندمه الشديد لذلك، وجاء اعترافه بالندم فى لحظة حاسمة ما بين الجد والهزل، فالخونة فى كل زمان ومكان، خونة لا أمان ولا عهد لهم.
أما عزاوى الجبوري، فقد ألقى القبض عليه فاراً بالقرب من منفذ العبور إلى الأردن، وكان هو الذى شهد ارتعاشة أطراف زعيمه يعقوب على حبل المشنقة، بدلاً من (فروزندة).
لكن العقيد جاسر عبد الراضي، أنقذ جسده من رصاصات منفذى حكم الإعدام، إذ وفر عليهم مهمتهم، وانتحر هو برصاص مسدسه الميرى فى كراج منزله، ونال "فجر عبد الله" حكماً بالأشغال الشاقة المؤبدة، بعدما رفضت السلطات العراقية تخفيف الحكم على العميل "الاسرائيلي"، حيث طلبت إيران ذلك رسمياً من العراق.
وبذلك، تفككت شبكات الجاسوسية "الإسرائيلية"، وانحصر نشاط "الموساد" فى العراق فى تقوية شبكات محلية أخرى، جرى تدريبها وتثبيتها لتحل محل الشبكات التى سقطت، لتستمر حرب المخابرات فى اندفاع مستمر لا يتوقف.
هل كان هدف احتلال العراق خدمة للحركة الصهيونية ؟لم تخف الإدارة الأمريكية أن أولى أهداف غزو العراق واحتلاله كان المحافظة على أمن إسرائيل، فقبل أيام من الغزو كشف عن هذا الهدف مهندس الغزو الأمريكى على العراق، ورأس المتشددين اليمينيين فى الإدارة الأمريكى اليهودى / ريتشارد بيرل/ الملقب بـ (أمير الظلام)، فى برنامج لتيم روسيرت والمعروف بـ (Meet the Press) والذى بثته شبكة NBC ، فى لقاء صحفى فى 23 شباط 2003، وكان بيرل وقتها يشغل منصب رئيس مجلس تخطيط السياسة الدفاعية، والمستشار الأول للبنتاغون، ومؤسس المعهد اليهودى لشؤون الأمن القومي.سأل المذيع ريتشارد بيرل: (هل يمكنك طمأنة المشاهدين الأمريكيين فى كل أنحاء البلاد بأن مواجهة صدام حسين وإزالته هو لمصالح الأمن القومى ؟ وهل لهذا الموضوع علاقة بإسرائيل؟).أجاب ريتشارد بيرل: (حسناً الجواب أولاً هو نعم، منا من يعتقد بأننا سنقوم بهذا العمل إذا لم ينزع صدام حسين أسلحته ـ وأنا أشك أن يفعل ذلك ـ وأنا أعتقد أنه ليس هناك من خطأ عندما تكون إسرائيل محاطة بدول غير ديمقراطية، وفى الحقيقة لو كان العالم كله ديمقراطياً، فسنعيش فى نظام أمن عالمى أكثر أمناً، لأن الديمقراطيين لا يشنون الحروب). (1)كما أعلن السناتور الأمريكى / أرنست هولغنز / عن أن هدف الغزو هو تأمين أمن إسرائيل، حين قال أمام أعضاء الكونغرس فى أيار 2004 إن الهدف من احتلال العراق من أجل حماية إسرائيل وأمنها، وأن الغزو الأمريكى تم تحت ضغط اللوبى اليهودي، وقال: (لا أحد يرغب فى الوقوف والتصريح بما يجري، وبالضغوط التى تحدث لمؤازرة إسرائيل وسياستها.) (2).لماذا العراق ؟- لأن العراق هو البلد العربى الذى وضع تحرير فلسطين أولى أهدافه منذ الثلاثينيات وحتى سقوطه.- لأن العراق البلد القوى عسكرياً ومادياً الذى يؤثر فى ساحة المعركة مع الكيان الصهيوني.- لأن العراق البلد العربى الذى شارك فى الصراع ضد الحركة الصهيونية واغتصابها لأرض فلسطين.- إن العراق ـ وفق ما جاء فى أساطير التوراة ـ ستنطلق منه الجيوش التى ستدمر الهيكل الثالث.ـ هل احتلال العراق كان هدفاً استباقياً قبل أن يخوض الحرب الفاصلة مع الكيان الصهيوني؟.ـ قادة عسكريون صهاينة أمريكيون فى العراق؟ولفهم الهدف الأمريكى من الغزو وأمن إسرائيل، لابد من ذكر بعض الوقائع التاريخية الموثقة، فنرى أن من قاد قوات الاحتلال الأمريكى للعراق كان الجنرال / تومى فرانكز / وهو يهودى متعصب، من عائلة يهودية روسية مهاجرة إلى الولايات المتحدة، وشغل قبل قيادته لقوات الغزو منصب قائد قوات المنطقة الوسطى.من أهم ما قام به فرانكز فى أثناء الاحتلال ؛تدمير القوة العراقية العسكرية التى كانت تشكل أهم تهديد عسكرى للكيان الصهيوني، وتدمير كل المنشآت العسكرية التى بناها العراق عبر قرن من الزمن ونهبها، وأسهمت قواته فى تغطية نهب متحف بغداد والمشاركة فيه، وتبين لكل العاملين فى حقل التاريخ فى العالم، أن أهم هدف لهذا النهب سرقة لوحة فنية أثرية تظهر اليهود فى حالة الذل والهزيمة أمام الملك العراقى بختنصر. وقد كشفت مصادر استخباراتية غربية، أن هذه اللوحة نقلت مباشرة إلى الكيان الصهيوني. كما اعترف رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى فى 3/7/2008 بأن بما يقارب / 300 / وثيقة تاريخية يهودية سرقت من المتاحف العراقية وصلت إلى الكيان الصهيونى بواسطة القادة العسكريين والمدنيين الأمريكيين.ونذكر القارئ أن الذى قاد مجزرة الفلوجة؛ كان الجنرال الأمريكى اليهودى / ريتشارد أف ناتونسكي/، وهو صهيونى متعصب،ينتمى إلى عائلة يهودية مهاجرة من أوكرانيا، ونقلت وسائل الإعلام كيف أفرغ حقده على العراق ومقاومته بتدمير وحشى لمعظم أحياء الفلوجة ومساجدها وبشرها وحيواناتها ومزارعها، وهو القائل: (الفلوجة سرطان، المسلمون يستخدمون المساجد والمدارس ككمائن يهاجمون من خلالها جنود المارينز الأمريكيين).الصهاينة فى إدارة حكم العراق:ولم يقتصر الوجود الصهيونى فى القوات المسلحة المحتلة، بل امتد إلى الوزارات فى العراق، كوزارات الدفاع والداخلية والنفط والخارجية والتجارة والمالية والتعليم والزراعة وغيرها. فهناك صهاينة يعملون مستشارين فى الوزارات، ويحملون الجنسية الأمريكية مع الجنسية الصهيونية. ونذكر منهم:- / ديفيد تومى / مستشاراً لوزارة المالية.- / ديفيد لينش / مستشاراً لوزارة الزراعة والري.- / تسموهى مارفى / مستشاراً لوزارة الصناعة.- / دون بيرى / مستشاراً لوزارة الرياضة والشباب.- / دون إيردمان / مستشاراً لوزارة التعليم العالي.- / شلومو معول / مستشاراً لوزارة الداخلية.ويوجد عدد من المستشارين اليهود فى وزارة التعليم العالى ووزارة التربية، كلفوا بإعداد مناهج دراسية وتربوية للعراق.وأخضعت الوزارات العراقية كافة لرقابة شركة /ران/ الأمريكية اليهودية، وأغلب عناصرها من الموساد والمخابرات الأمريكية .يوجد العديد من المستشارين العسكريين صهاينة يعملون ضمن قيادة الاحتلال الأمريكى كما كشف مراسل صحيفة لفيغارو الفرنسية فى العراق.ونشر موقع أمريكى مناهض للحرب فى العراق (A WAR FOR ISREAL) مقالة قال فيه: (نحن انتخبنا بوش دمية صهيونية بمسيحي، فقام بوضع مجموعة من الجنرالات اليهود الصهاينة ممن ولاؤهم الأول لإسرائيل مسؤولين عن العراق، هؤلاء ساعدوا على تسرب عملاء الموساد داخل القوات الأمريكية، والاطلاع على المعلومات العسكرية).تبنـى السياسة العسكرية الصهيونية فى مواجهة المقاومة:وتتبع قيادة الاحتلال الأمريكى الأساليب نفسها للقوات الصهيونية فى قمعها للمقاومة الفلسطينية، سواء كانت من خلال مواجهة رجال المقاومة، أو الرفض الشعبى للاحتلال، فذكر تقرير أمريكى ما يلي: (بات من المؤكد وجود مستشارين عسكريين إسرائيليين يعملون مع قوات الاحتلال الأمريكى فى العراق، وتفضل القيادة الأمريكية أن تبقى علاقاتها مع المستشارين الإسرائيليين سرية، ولكن الأمر تجاوز السرية، وأصبح معروفاً لدى الجميع تعاون قوات الاحتلال الأمريكى مع الإسرائيليين ؛ لثقتها بأن تجربتهم فى مواجهة المقاومين الفلسطينيين لا تقدر بثمن. وهناك اتصالات على أعلى المستويات بين جهاز المخابرات المركزية الأمريكية (C I A) والمخابرات الإسرائيلية. وقد تبنى الجيش الأمريكى الأساليب العسكرية الإسرائيلية ذاتها، وأخذ فى إعادة تطبيقها فى العراق. ومن ذلك لجوء القوات الأمريكية للتفتيش داخل الأزقة والحارات الضيقة والشوارع منزلاً منزلاً، للقبض على المشتبهين، وبالطريقة التى مارستها قوات الاحتلال الإسرائيلى فى قرية (جنين) سنة 2000 وقتلت آنذاك عشرات المدنيين الأبرياء.وقد أعيد هذا السيناريو ذاته فى مدينة الفلوجة العراقية فى نيسان 2004، مما أدى إلى مقتل(200) عراقي. واقتبس الأمريكيون أيضاً عن الإسرائيليين أسلوب استخدام الطائرات الحربية فى قصف الأهداف المدنية وتدميرها، واستخدام القنابل الموجهة بالليزر من وزن (2.50) كيلو غراماً، والقيام بغارات انتقامية ضد مواقع للمقاومة، وكذلك استخدام الطائرات من دون طيار لمراقبة ملاجئ عناصر المقاومة، واستخدام المناظير المزودة بأجهزة تصوير، مع استخدام الحوامات (الهيليوكبتر) فى الهجمات الليلية لتدمير منازل وأماكن يشتبه بأنها للمقاومة على شاكلة ما يفعله الإسرائيليون تماماً.لقد أصبح استخدام الأمريكيين والإسرائيليين للأسلحة الثقيلة ضد المقاومة عملاً معروفاً ومألوفاً فى كل من العراق وفلسطين ؛ على الرغم مما يسببه هذا القصف من وقوع ضحايا كبيرة فى صفوف المدنيين، مما يشكل عامل تحريض لكل من الشعب فى فلسطين والعراق لمقاومة الاحتلال)(3).وكشفت صحيفة صهيونية (جيروزاليم بوست) عن التعاون العسكرى الأمريكى الصهيونى فى العراق من خلال تدريب عناصر من القوات الأمريكية لمواجهة المقاومة العراقية فكتبت: (هناك قوات أمريكية تتدرب حالياً على أساليب حرب المدن والعصابات فى قاعدة إسرائيلية، وتلك القوات من العاملة فى العراق) (4) وصرح الناطق باسم السفارة الأمريكية فى تل أبيب: (تنفى السفارة الأمريكية نفياً قاطعاً ما ورد فى الصحيفة الإسرائيلية، وكل ما فى الأمر أن الولايات المتحدة تجرى ما بين فترة وأخرى تدريبات مع إسرائيل.)ماذا يفعل الصهاينة والموساد فى العراق ؟تعمل فى العراق ضمن شركات المرتزقة شركة صهيونية تدعى / DoD / تعيث فساداً فى العراق، تعاقدت معها قيادة الاحتلال، ويقدر أعداد عناصرها بـ/ 20/ ألفاً. وبيّن العقد أن مهام تلك الشركة تفكيك المتفجرات.كشفت الأحداث أن هذه الشركة وراء تأجيج المشاعر الطائفية، فقد ألقى القبض على خمسة عشر من مرتزقة هذه الشركة فى أيار 2005، وهم يقومون بزرع العبوات المفخخة فى الطرق بهدف إشعال حرب طائفية بين العراقيين(5).وكشفت تقارير صحفية أن الموساد شارك فى تعذيب الأسرى العراقيين داخل سجون الاحتلال والسلطة العميلة بغية جمع معلومات من المسؤولين العراقيين السابقين فى الملفات الحساسة كافة فى المنطقة، فتم استجواب رجال المخابرات العراقية السابقين ممن كانوا يعملون فى دوائر الشؤون الإسرائيلية، بغية معرفة الأسرار التى يملكونها عن المنظمات الفلسطينية والعملاء فى الداخل والخطط وغيرها، ومعرفة أسرار السلاح العراقي، وخاصة المشروع النووى العراقى والعاملين فيه من علماء وفنيين.وذكرت المسؤولة السابقة عن سجن (أبو غريب) الجنرال المتقاعدة الأمريكية / جانيت كاربنسكى / فى مقابلة لها فى تموز 2004 مع راديو BBC بأنها التقت فى سجن (أبو غريب) مع إسرائيلى يقوم بعمليات استجواب السجناء. وأعادت ذلك فى مقابلة لها مع صحيفة The Signal بأنها صدمت بوجود محقق إسرائيلى فى سجن (أبو غريب)، واعتبرته غير عادي.وبينت بعض الوثائق أن الموساد كان وراء أخبار كاذبة للقوات الأمريكية عن وجود عناصر لمقاومة عراقية، حتى تقوم بضرب عشوائى لقرى وأحياء فى المدن العراقية، ومثال فكرة عن حماقة هؤلاء التافهين، خالص تحياتيعلى ذلك ما سمى بعملية الماتادور (مصارع الثيران) التى وقعت فى أيار 2005، حين هاجمت القوات الأمريكية مدينة القائم العراقية التى تقع قرب الحدود السورية، واستمر الهجوم / 11/ يوماً، قتل فيه / 125 / عراقياً غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ولم تجد كما أوحت إليها الموساد رجال القاعدة، فكافة المعتقلين لم يكن لهم علاقة بتنظيم القاعدة، ولم يجدوا سوى كمية قليلة من الأسلحة، وراح ضحية هذه الأكذوبة العديد من القوات الأمريكية المهاجمة.وكشفت الوثائق أن عناصر الموساد هم الذين وضعوا القنبلة الشهيرة فى الطائرة المروحية لشركة / بلاك ووتر / الأمنية، واتهمت بها المقاومة العراقية. وهم الذين قاموا بقطع رؤوس السائقين الأمريكيين والمترجمين اليابانيين لتشويه صورة المقاومة العراقية لدى الرأى العام العالمي.وتشير التقارير أن 80% من عمليات التفجير وحرق الأسواق والجامعات والمدارس والمراكز الحيوية، وتدمير المشاريع الخدمية، وشلل الاقتصاد العراقي، وانعدام الأمن، وتدمير المساجد ودور العبادة، وعمليات القتل والخطف والتهجير من صنع الموساد ومرتزقة الشركات الأمنية الصهيونية.متى وُجِدَ الموساد فى العراق ؟يعود وجود عناصر الموساد فى الشمال العراقى إلى الستينيات من القرن الماضي، أيام الصراع بين النظم السياسية التى تولت السلطة فى العراق وبعض تنظيمات الشمال، فاستغل الكيان الصهيونى الصراع الدموى ودخل الشمال العراقي.وازداد عناصر الموساد فى السنوات الأولى من تسعينيات القرن الماضى بعد انسحاب النظام السابق من الشمال لتحقيق عدة أهداف، ذكرها ضابط الموساد للصحفى الأمريكى المشهور (سيمور هيرش): (تدعم إسرائيل الأكراد دائماً بطريقة ميكافيلية لإيجاد توازن ضد صدام حسين ..إنها سياسة مبنية على الواقع ومتطلباته, فبالاصطفاف مع الأكراد، تكون لإسرائيل عيون وآذان فى إيران والعراق وسورية) (6).وكان أول مكتب وضع للموساد فى شمال العراق فى مدينة (أربيل) ،ثم انتشر السرطان الموسادى فى الشمال، إلى (دهوك) القريبة من الحدود التركية، ومن ثم إلى مدينة (السليمانية). ومع بداية الغزو الأمريكى تمدد السرطان الصهيونى إلى الموصل فى قواعد قوات الاحتلال، ويستقر فى فندق السدير المجاور للقصر الجمهورى فى الموصل، وفى كركوك، كما دخل هذه المدينة النفطية العديد من الشركات النفطية الصهيونية بحماية مرتزقة صهاينة.الشمال مركز الخطر الصهيوني:كشفت العديد من الصحف الغربية بالصور ما تقوم به الشركتان الأمنيتان الإسرائيليتان / Inب مليشيات لاستخدامها للتصدى للمقاومة العراقية المناهضة للاحتلال الأمريكى الصهيونى للعراق، وبنى مرتزقة الشركتين فى الشمال العديد من المنشآت العسكرية لصالح المليشيات والموساد الصهيوني.كما كان للمرتزقة الصهاينة الدور الهام فى التهيئة اللوجستية والأمنية والعسكرية لتدمير العراق واحتلاله من خلال وجودهم فى الشمال منذ عام 1991، وبعد فرض الحظر الجوى على النظام العراقى بالاستطلاع الجوى لما يجرى فى الشمال، وفرض الحصار على العراق. ونقلت شركة / Tsahal / الصهيونية مرتزقتها من الضباط بعد الحظر الجوى إلى الشمال عن طريق مطار جيبوتى للتمويه؛ لإنشاء مواقع للمرتزقة الصهاينة لاحتلال العراق وتدميره(9).بعد استكمال الاحتلال الأمريكى للعراق عزز الصهاينة وجودهم العسكرى فى صيف عام 2004، فى معسكرات البيش ـ مركة بإرسال مئات العسكريين الصهاينة، حيث يقومون بتدريب عناصر لتكوين جيش كردي.وقد أثار هذا الوجود الصهيونى فى شمال العراق تركيا، مما دفع وزير خارجيتها السابق، ورئيس جمهوريتها الحالى عبد الله غول إلى أن يصرح فى 26 حزيران 2004 للصحف قائلاً: (قامت تركيا بإبلاغ إسرائيل قلقها بشأن التقارير التى تحدثت عن تحركات إسرائيلية شمال العراق، وتؤكد أنقرة أنها لا تقبل بأى تحرك يؤدى إلى تجزئة العراق، لأن ذلك ينطوى على مخاطر كبيرة).فهناك شعور تركى بالخطر من فصل الشمال العراقى لأنه سيشكل تهديداً للدولة التركية فى حال إعلان الكيان الكردي، والطلب بضم جنوبها الشرقى الذى يضم غالبية كردية إليه.وأكدت الحكومة التركية على وحدة أرض العراق على لسان رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان للصحيفة الإيرانية (همشهري) فى الأول من آب 2004: (تؤكد تركيا موقفها بضرورة بقاء العراق موحداً، وهى تحذر من العواقب الوخيمة للتغلغل الإسرائيلى فى شمال العراق، ولن تقف تركيا مكتوفة الأيدى تجاه هذا الخطر الذى سيخلق مشكلات جديدة فى المنطقة).ووفق المعلومات العراقية المقاومة؛ توجد اليوم مكاتب الموساد فى شمال العراق برعاية حكومة كردستان فى أبنية فخمة فى مدينة (عقره)، وفى مصيف (جمجمال) وفى مصيف (سره رش) وهى مقر رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني.ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية فى 12 حزيران 2004 مقالة لسيمور هيرش ذكر فيه: أن الأهداف الإسرائيلية من وجودها فى المنطقة الشمالية، هى بناء قوة عسكرية كردية لتعويض قوة المليشيات المسلحة فى العراق، ولخلق قاعدة فى إيران للتجسس على المنشآت النووية. وبثت قناة BBC 2 شريطاً عن مدربين إسرائيليين وهم يقومون بتدريب الجنود الأكراد(7).وذكرت تقارير صحفية أوربية نشرتها وكالات الأنباء فى 3 تشرين الأول (أكتوبر) 2007 نقلاً عن المخابرات الفرنسية وجود (1200) عنصر من عملاء الموساد والمخابرات العسكرية الصهيونية منذ عام 2004 يقومون بتدريب عناصر (البيش مركة) لإدارة إقليم كردستان فى مدينتى أربيل والسليمانية، ومن التدريبات الخطرة التى يدربها الموساد والمرتزقة الصهاينة، هو تدريب نوعى لبعض العناصر لكى يتحولوا إلى عملاء للكيان الصهيوني، يتم بعدها دسهم فى التنظيمات العاملة فى المنطقة، والتجسس على المحيط الإقليمي.وذكرت مصادر عراقية أن من أخطر الأعمال التى تقوم بها مكاتب الموساد؛ تسهيل عودة اليهود الأكراد إلى الشمال ،وقدرت المصادر أن خطة الموساد استيطان (200) ألف يهودى كردى فى شمال العراق.أين يوجد الصهاينة فى العراق اليوم ؟بعد احتلال بغداد انتشر رجال الموساد وعملاؤه فى بقية العراق، فكان أول مكتب للموساد فى مطار بغداد الدولي.كما اتخذت عناصر عسكرية صهيونية قدّر عددها بفرقة عسكرية مع معداتهم القتالية من نادى (الفارس) مقراً لها، وهو الموقع الرئاسى الكبير فى حى العامرية القريب من المطار.أما المقر السرى للموساد فهو يطل على مدرج المطار، ويشرف على قاعة كبار الزوار.وبعد عام على الاحتلال ازداد رجال الموساد حتى بلغ عددهم بحسب تقديرات صحفية ب(2400) عنصر، وهو أكبر تجمع مخابراتى صهيونى فى الخارج.وبعد سنوات من الاحتلال امتد الموساد إلى داخل مدينة بغداد وحولها، وأصبح لهم عدة مقرات نذكر منها:- فندق الرشيد وهو فى قلب العاصمة العراقية مقابل قصر المؤتمرات ومقر البرلمان الجديد .- فندق بغداد وسط العاصمة فى شارع السعدون المطل على القصر الجمهوري.- فندق إيكال الواقع فى ساحة الواثق حى العلوية، اتخذ هذا الفندق مقراً مؤقتاً بعد الاحتلال مباشرة، وبعد اكتشافه من قِبَل المقاومة العراقية تركته عناصر الموساد خوفاً وبطلب من إدارة الفندق التى خشيت من تفجيره من قبل المقاومة.- فندق السدير نوفتيل وما يحيط به من أبنية فى وسط بغداد، وهذا الفندق والأبنية من أهم مراكز الموساد وإدارة الشركات الأمنية الصهيونية، ولحمايته من المقاومة العراقية التى هاجمته عدة مرات، تم تسوير المنطقة بسياج كونكريتي.- قصر دجلة الرئاسى فى المنطقة الخضراء فيه قيادة الموساد فى العراق وشبه القنصلية الصهيونية العاملة فى العراق بعد الاحتلال، وهذا القصر يقع مقابل مجمع القادسية المطل على شاطئ دجلة ،علماً أن فى المنطقة الخضراء قيادة الاحتلال والحكومة وسفارة الاحتلال الأمريكية، والوزارات والدوائر الحساسة.- ويوجد الموساد فى بغداد فى أحياء الحارثية والمنصور والجادرية بحراسة شديدة من قبل قوات المرتزقة.- فى حى الجادرية أرقى أحياء بغداد يوجد عناصر الموساد فى مكاتب تتوزع فى أكثر من زقاق من أزقة الحى المذكور القريب من المنطقة الخضراء، ومنها مسكن عبد حمود سكرتير الرئيس صدام حسين.- تشغل عناصر الموساد جزءاً من نادى الصيد الواقع على ضفاف دجلة مقابل منطقة الدورة التابع للجنة الأولمبية، وتمتد مكاتب الموساد إلى منطقة عرصات الهندية موقع المساكن الرئاسية لمجلس الوزراء السابق.- أما خارج العاصمة فيوجد الموساد والمرتزقة الصهاينة:- فى معسكر الهضبة الغربية، فيه رجال الموساد مع ضباط وعساكر صهاينة، وبعض قيادات الشركات الأمنية الصهيونية، وقد كان هذا المعسكر من أكبر المعسكرات الجوية للجيش العراقى السابق، وهو محصن بسلسلة من التلال الطبيعية، ومحاط من الجنوب ببحيرة الحبانية، ويقع ضمن الهضبة أكبر مطار عسكرى يستخدم لتحرك عناصر الموساد داخل العراق وخارجه بحرية مطلقة وفّرتها لهم قوات الاحتلال الأمريكي.- معسكر السى سى يوجد فى قاعدة الحبانية القديمة.- كما يوجد الموساد مع قوات الاحتلال الأمريكى فى قاعة عين الأسد و بعض القصور الرئاسية فى الرمادى المطلة على شاطئ نهر الفرات.- كما يوجد عناصر الموساد فى قاعدة الوليد الجوية وقاعدة القادسية والبغدادى قرب الحدود السورية.- ونقلت جريدة الشاهد المستقلة الأسبوعية عن افتتاح مكتب للجريدة الصهيونية (يديعوت احرنوت) فى فندق الحمراء فى حى الجادرية(8).القوات الصهيونية ودورها فى تدمير العراق ومقاومته.:عاث الموساد وشركات المرتزقة والجنود والضباط النظاميون الصهاينة الذين يعملون فى شركات المرتزقة الأمريكية فى العراق أو ضمن الجيش الأمريكى المحتل فساداً فى العراق من تخريب وتجسس وقتل وتدمير، ونهب للثروات العراقية النفطية والمالية والآثار، وإفساد الذمم، ونصب التفجيرات والمفخخات فى المناطق المدنية لإثارة الصراع الطائفي، وشارك الموساد (فرق الموت) من أتباع المليشيات العراقية بقتل الزعماء الدينيين والعلماء من الطوائف العراقية، والقيام بتصفيات جسدية لعلماء الذرة والطيارين والنخب العلمية والأدبية العراقية من أطباء ومحامين وقادة عسكريين سابقين، بغية تدمير العقل العراقي، وتشويه صورة المقاومة الوطنية العراقية لدى الرأى العراقى والعالمي.وتم استخدام الكوماندوز الصهيونى فى الأعمال القتالية ضد المقاومين العراقيين المناهضين للاحتلال، وكتبت صحيفة طهران تايمز عن دور القوات الصهيونية الخاصة فى قمع المقاومة: (لعب الكوماندوز الإسرائيليون دوراً فعالاً ضمن قوات الاحتلال فى مهاجمة النجف، ومدينة الصدر، وتلعفر, والفلوجة، وبعض مناطق تكريت والرمادى وبعقوبة. وتناقلت وكالات الأنباء العالمية نقلاً عن الصحف الصهيونية فى الأرض المحتلة عن مشاركة عملية للقوات الصهيونية فى المعارك الدائرة فى العراق، ما بين المقاومة وقوات الاحتلال , حيث شارك /800/ عسكرى صهيونى بقيادة العقيد الإسرائيلى / يعال شارون / فى معارك الفلوجة إلى جانب قوات الاحتلال ومرتزقة شركة بلاك ووتر(10).وتناقل العراقيون ما كانوا يرونه من ممارسات قاتلة، حين كانت يشارك مرتزقة الشركات الصهيونية فى قمع المقاومة العراقية مع قوات الاحتلال والمرتزقة، فكانوا يدخلون بقواتهم إلى المدن والقرى العراقية، وهم يظهرون نجمة داود على أذرعهم، ويرفعون العلم الصهيونى على مدرعاتهم، التى تداهم القرى والمدن فى المناطق الغربية (الأنبار) .وكتبت الصحيفة الإيرانية: (مع ازدياد الحملات على العراقيين، أصبح وجود القوات الصهيونية ملموساً، واتسع نطاق عملياتها، فشاركت فى العمليات العسكرية فى تلعفر، وسامراء، والفلوجة).وصرح ضابط من الحرس الوطنى العراقي، لوكالة (مهر) الإيرانية، بأن حضور الكوماندوز الإسرائيلى قد زاد بعد مشاركة طيارين إسرائيليين مع قوات الاحتلال، وأضاف الضابط العراقى أن قوات الاحتلال الأمريكية تستفيد من خبرات أولئك الكوماندوز فى تعاملهم مع الشعب الفلسطيني.وقال الضابط العراقي: (إن الكوماندوز الإسرائيلى اتخذوا مواقع لهم فى مطار بغداد وجنوب الفلوجة، وفى اثنين من القصور الرئاسية، وتعرض أحدهما لهجوم بالقذائف). وأضافت الصحيفة الإيرانية: (طبقاً لتقارير مؤكدة، هنالك أكثر من /200/ من القوات الإسرائيلية فى العراق يرتدون اللباس العسكرى الأمريكي، ويعملون تحت إمرة شبكة مخابراتية)(11).وتحدثت تقارير صحفية عن النشاطات الواسعة للشركات والمنظمات اليهودية فى العراق، خاصة فى شمال البلاد، وتحدثت التقارير عن محاولات الشركات اليهودية شراء أراض عراقية بأسعار عالية، وأن الشركات الأمنية والتجارية الإسرائيلية حققت أرباحاً كبيرة فى السوق العراقية، وأضافت أن إسرائيل تستعد لإدخال مجموعات أمنية متخصصة فى المراكز العراقية الحساسة.وتحدثت التقارير عن النشاط السرى الخطير الذى تقوم به المخابرات الصهيونية (الموساد) فى تفكيك العراق، وتدمير بناه المادية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية؛ حتى لا تقوم للعراق قائمة كما كان قبل الاحتلال. ونشرت تقارير عن النشاطات السرية للموساد فى العراق بعد أن تم إعداد تقرير بلغ الأربعين صفحة أعدته الموساد لرئيس الوزراء السابق آرييل شارون عن الخطط الجهنمية التى يعدها الموساد للعراق. (12).إن العراق الذى يئن من الموساد والمرتزقة الصهاينة الذين يعيثون فيه فساداً وتخريباً وتدميراً وقتلاً؛ يحتاج إلى مساندة كل الأمة العربية لإنقاذه من براثن الصهاينة، فالمقاومة العراقية من الجنوب إلى الشمال تتصدى لهذا الغزو السرطاني، ولكنها وحدها غير قادرة دون دعم كل أشقاء العراق لتخليصهم من هذا الوباء السرطاني.1 ـ عبد الجبار ناصر ـ فى الذكرى الخامسة للاحتلال ـ شبكة البصرة ـ 24 آذار 2007.2 ـ مارك ويبر ـ مدير معهد Historical Review ـ موقع المعهد.3 ـ صحيفة لوفيغارو الفرنسية ـ 1 آب 2004.4– صحيفة جيروز اليم بوست ـ فلسطين المحتلة ـ 18 / آب / 2004.5 ـ عبد الجبار ناصر ـ فى الذكرى الخامسة للاحتلال ـ شبكة البصرة ـ 24 آذار 2007.6 ـ صحيفة الغارديان اللندنية ـ 12 حزيران 2004.7 ـ صحيفة الغارديان ـ 12/6/2004 ـ المصدر السابق.8 ـ موقع مدونات ـ التغلل الخطير للموساد فى العراق.9 ـ صحيفة /The Newsnight / 19 ـ أيلول ـ 2006.10 ـ صحيفة طهران تايمز الإيرانية ـ 5 تشالموساد وكردستان العراق.. أهداف ومخططات
معمر الخليل 18/5/1425 هـ
تتسرب الأنباء القادمة من شمال العراق خجولة ومتوارية، كأنما تتهيأ لتكوين مولود جديد، سيصبح فى يوم من الأيام، فاعلاً ومؤثراً فى منطقة الشرق الأوسط.فمع بداية الاحتلال الأمريكى للعراق، تسربت بعض الأخبار حول الشمال العراقى الغنى بالنفط، والتى صغّرها الإعلام الغربى والإعلام العربى الرديف، وقلل من شأنها، بغض الطرف عنها، وإيرادها كخبر يخص طرفاً آخر فى العالم، بعيد عن أجواء الحرب فى العراق.بعض الوسائل الإعلامية حاولت التركيز على هذا الموضوع (لخطورته) إلا أنها واجهت ندرة المعلومات، وقلة الخبرة بطبيعة المنطقة التى رعتها الولايات المتحدة وبريطانيا منذ عام 1991م، فلم ندر عنها سوى أسماء زعمائها وأحزابها، وبعض المعلومات القديمة !اليوم وبعد مرور 15 شهراً من احتلال العراق، وفيما تنتقل السلطة فى العراق من المحتل إلى العميل، تستمر الوسائل الإعلامية بشكل عام بالتغاضى عما يحدث فى الشمال العراقي، المملوك بصك أمريكى للأكراد، وبالتحديد لحزبى الاتحاد الوطنى الكردستانى والديموقراطى الكردستانى !كاميرات التلفزة العالمية والعربية، والصحفيون والمراسلون بما يقومون به من تغطيات إعلامية وتقارير ورصد واستطلاعات رأي، تتركز فى العاصمة العراقية بغداد، وفى الفلوجة والأنبار عموماً، وفى البصرة، وفى كل مكان تقوم به المقاومة العراقية بمواجهات مع قوات الاحتلال، فقط تلك المناطق التى تقع تحت سيطرة الأكراد فى الشمال، تبقى بعيدة عن عيون وكاميرات الصحافة !بغض النظر عن أسباب الحزبين فى عدم التعاطى مع المقاومة، إلا أنهما يقدمان الأولوية الأولى للقوات الأمريكية، وهو ما أكدته (على سبيل المثال) الرسالة التى وجهها زعيما الحزبين جلال الدين طالباني، ومسعود البارزاني، إلى (الحاكم الأمريكى السابق للعراق) بول بريمر قبل رحيله بشهر، والتى يذكّران فيها صديقهما الأمريكى بالخدمات التى قدماها شخصياً فى القتال ضد الحكم العراقى السابق، ويشيران إلى أن قواتهم المسلحة تكبدت من الخسائر عدداً يفوق الذى تكبده أى حليف آخر، كما يذكِّرانه بأن الأراضى الواقعة تحت سيطرتهما لم تشهد إراقة دم جندى أمريكى واحد خلافاً للأراضى الأخرى التى يسكنها العرب.معظم الأنباء التى أوردتها بعض وسائل الإعلام عن شمال العراق، تحدثت عن تواجد يهودى مكثف، ونشاطات استخباراتية وأمنية تتجمل بشركات اقتصادية.الولايات المتحدة (التى تقوم بتنفيذ كل ما لا يستطيع اليهود تنفيذه فى العراق) باركوا وجود منطقة مستقلة للأكراد شمال العراق، وفيما تضع واشنطن حسابات عديدة لبعض دول الجوار ومصالح أخرى فى العراق، فإن هذا الاستقلال سيحمل طابعاً (فيدرالياً) لمنع حدوث أزمات.هذا النظام الفيدرالى الذى يؤمن استقلالاً ذاتياً لأكراد الشمال، موجود سلفاً منذ أعوام، وهو ما ساعد إسرائيل فى البدء بتحقيق بعض أحلامها فى المنطقة، تحت غطاء العلاقات المتينة بين الأكراد والأمريكان، وبمباركة الاحتلال الأمريكي.صحيفة النيويوركر تحدثت فى مقال سابق لها عن اهتمام اليهود بشمال العراق، وقالت: " إن جهاز المخابرات الإسرائيلى (الموساد) مشغول بالعمليات العسكرية السرية بين الأكراد الإيرانيين والسوريين، بالإضافة إلى تدريب المغاوير الأكراد العراقيين"فماذا تحقق إسرائيل من تواجدها فى تلك المنطقة؟فى الحقيقة، إن إسرائيل لديها العديد من الأحلام السابقة والحالية لتنفيذها فى هذه المنطقة بالتحديد، منها على سبيل المثال: - خط أنابيب (الموصل – حيفا) الذى سيزود إسرائيل بالنفط الخام العراقى الرخيص، وهو أحد الأحلام الإسرائيلية القديمة التى سيؤدى خدمة لا يستهان بها للكيان اليهودي.وقبل أسابيع قليلة، قال (وزير البنية التحتية اليهودي) يوسف باريزكي: " إن مثل هذا الخط النفطي، سينوع مصادر طاقة إسرائيل ويقلل اعتمادها على النفط الروسى الغالي".وهذا الخط يجب أن يسافر أولاً عبر الدولة "الطيّعة لليهود" الأردن، والتى لن تبدى أبداً أى تحفظ على ذلك.- الخوف الأمريكى الإسرائيلى من المفاعل النووى الإيراني، والشكوك التى تدور حوله، وفى حال إقامة نقاط المراقبة والتجسس التى أكدت قرب إقامتها العديد من وسائل الإعلام الغربية، سيكون بمقدورها اعتراض الكثير من المعلومات حول هذا البرنامج، بالإضافة إلى أن التهديد بقصف المفاعلات سيكون أجدى؛ نظراً لقرب المسافة.- زيادة الضغط على سورية، الدولة التى تعدها إسرائيل (العدو الأهم بين دول المواجهة)، والتى لا تزال ترفض الهدنة المشروطة مع إسرائيل وتسليم القيادة للأمريكيين، بحيث ستصبح سورية بين فكى كماشة يهودية، عكس ما حصل أيام حرب أكتوبر 1973م، عندما كانت إسرائيل بين فكى كماشة عربية (سورية ومصر).- تعد إيران، الراعى الرسمى والأهم للمقاومة اللبنانية الملاصقة لليهود جنوب لبنان والمعروفة باسم "حزب الله"، والتى لا تزال تناوش إسرائيل إعلامياً وعسكرياً، ويمكن أن تتبنى إسرائيل نوعاً جديداً من الموازنة، عبر وجود ميليشيات مسلحة كردية أو يهودية، ترعاها الصهيونية، ملاصقة لإيران، تقوم بمقايضة هجمات المقاومة اللبنانية عملياً جنوب إيران.بالإضافة إلى أسباب أخرى استراتيجية بعيدة المدى، تتعلق بأهداف الاحتلال الأمريكى فى العراق.وهو ما ستحرص على تنفيذه الجماعات اليهودية التى بدأت تتدفق للمنطقة منذ أشهر طويلة.ليس غريباً إذن اليوم أن تفتتح الولايات المتحدة وبريطانيا قنصليتين معدتين سلفاً بكامل طواقهما فى مدينة كركوك (!!) وفى مجمع شديد الحراسة.هذه السرعة فى افتتاح القنصليتين، والتى جاءت لتمثل دولتين محددتين رعتا طويلاً اليهود واليهودية، لا يمكن أن تخدم إلا إسرائيل، ولن تضم سوى دمى أمريكية وبريطانية فى الواجهة، وأعداداً كبيرة خلفها من الموساد الإسرائيلي، الذى سيحتاج بعد نقل السلطة إلى واجهة شكلية، لتنفيذ مخططاته فى البلد العربي.. العراق.رين الأول 2004. اسود هنداوى (زائر) — 10/07/2004
بسم الله الرحمن الرحيم ان المقال عن وجود الموساد فى شمال العراق هو ليس بشيء ذات اهمية لان الموساد موجود فب غزة والخليل وكل مدن فلسطين فمن الذى اخبر عن خروج الشيخ احمد الياسن رحمه الله تعالى الجواب متروك لكم ... ؟؟ ان الانسان الجبان والخائف هو دائما يريد ان يعرف كل شيء حوله لان هذا دليل جنه وخوفه لهذا يبنى الاسوار العالية وينشر المخابرات فى كل مكان لانه جبان وخاف ويعرف انه على باطل مثل السارق او اللص رغم قيامه بالجريمة فهو يخاف جدا واذا كانالموساد موجودا فى شمال العراق فان البحر او ماء البحر لايتنجس بشربة كل كلاب العالم من ماءه اى من ماء البحر لاننا نعلم بان الكلب هو نجس وكما جاء لنا ذلك فى الحديث الشريف للرسول صلى الله عليه وسلم لهذا اقول لكم اطمئنوا ان وجود مجموعة من الجبناء الخائفين فى منطقة ما هو دليل على الخوف من هذه المنطقة وثانيا الجيش الموجود فى العراق للدول الاجنبية هى كلها موساد وما الفرق بين الكلب الاحمر والكلب الاسود لان الكلاب كلها نجسة هكذا كان الرئيس السابق صدام حسين يعادى الامريكان ولكنه يوقع معاهدة تعاون مع الروس والصين ... الخ ان الكلاب كلها نجسة مهما كان لونها وحجمها من الجرو الى الكلب الكبير هل ان الروس دافعوا عنه ام الصينين ام الفرسين الجواب متروك لكم ؟والخوف هو الذى يدفع الانسان الى الترقب والتجسس واذا كانت الموساد قد اتت الى شمال العراق فان بقية الكلاب اخوة الموساد موجودون فى بغداد والبصرة والموصل لان الكلاب كلها نجسة مهما كان لونها وان ماء البحر لايتنجس اذا شربت كل كلاب العالم منهومع الاحترام الفائق
KURDISH (زائر) — 07/08/2010
اخى الفاضل معمر الخليل كثرت كلمات عن وجود الموساد فى كردستان كثيرا ...ولذلك انى اسالك سؤال قول لى اى من الدول العربية ما عدا السعودية لا تجد فيها موساد او اليهود فماشاءالله الرئيس اسرائيلى كل يوم سلام عليكم فى مصر وكثير من السفراء اسرائيل موجودون فى الدول العربية اخى العزيز اسرائيل قصفت وقتلت فى غزة وكل شخصيات الرسمية والغير رسمية ذهبت الى غزة الحبيبة من الشخصيات العربية ذهبت الى هناك ولا يسعنى الا ان اقول نحن مسلمين الحمدلله وان كانت القدس الشريف سوف تتحرر فستكون بيد كوردى اخر كالقائد صلاح الدين الايوبى
نشوان (زائر) — 01/09/2010
ان الموظوع ليس بهم يا خليل اسالك بالله الا يوجد موساد فى بلدك ويتعاونون على المستوى العالى و علنا واليك نصيحة اولا قم بكتابة الواظيع عن الموساد فى بلدك من يحمى الموساد فى العراق: التواطؤ وظهور جبل الذهب من الذى يحمى الموساد فى العراق ؟ كلنا نعرف انهم موجودون، وانهم رغم كثرتهم محيدون. ففى بلد شهد الفظائع، وعرف خلال خمس سنوات اكثر من 21 الف انفجار، بما يعادل كل ماعرفته الكرة الارضية خلال نصف قرن. ومع احتساب فوارق المساحة، وعدد النفوس، قبل المقارنة الزمنية. يمكن تصور الجحيم الذى نتحدث عنه، علما بان 17 الفا من تلك الانفجارات وقعت فى المدنيين. ومع هذا فاننا لم نسمع ان عنصرا تابعا للموساد الاسرائيلي،او ضابطا، او اى منتسب لهذا الجهاز، قد اصيب بخدش ولو بالصدفة. المشكلة اننا نتحدث عن بلاد، السلاح فيها مباح، والتنظيمات المسلحة متحررة الى ابعد حد، وظلت لفترة تزيد على عدة سنوات تتمتع بسطوة فى مناطقها على الاقل. هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى، فان اغلب هذه القوى او المليشيات والتنظيمات، معادية الى اقصى حد لاسرائيل.هذا مانعرفه مثلا، او مانسمعه عن مواقف 'القاعدة'. او عن 'حزب البعث'، الذى يقول ويكررمدعيا قيادته للمقاومة المسلحة، او لجناح من اجنحتها. ومن المؤكد الذى لايقبل الجدل، ان المقاومة العراقية، تناصب اسرائيل عداء شديدا للغاية . فلماذا لم نسمع عن هجوم قامت به هذه التنظيمات ضد اجهزة المخابرات الاسرائيلية المنتشرة فى كل مكان من العراق؟ ليس هذا اتهاما او تشكيكا باحد، بل هو تقرير واقعة ملفتة، وتساؤل عن ظاهرة جديرة بالانتباه.والامر هنا لايطرح على جهة من الجهات، بل على جهات مختلفة وفى خنادق متباينة. المخابرات الايرانية موجودة ومتغلغلة فى العراق، منذ الغزو الامريكى عام 2003 حتى اليوم، مثلها مثل المخابرات الاسرائيلية. والكثيرون يشيرون الى ذلك، لدرجة ان احد عتاة 'العملية السياسية الامريكية' ومستشار الامن القومى السابق، موفق الربيعي، هاجم الوجود الايراني،وسمى المسؤول عن المخابرات الايرانية، الضابط فى جيش القدس الايرانى قاسم سليمانى علنا قبل ايام. والبعثيون والقاعدة والمقاومة العراقية، يهاجمون بدرجات، ودائما، وبصوت عال، الوجود الايرانى ويشيرون اليه، وكل هذا يجعل من التدخل الايرانى مكشوفا ومراقبا من جهات عديدة. بينما يعمل الموساد الاسرائيلى مثل الشبح،ولايستهدف او يشار اليه من احد اطلاقا.كأنما الكل فى العراق بعد الغزو، يحرص على عدم ذكر اسرائيل والوجود الاسرائيلي. وعندما كانت اسرائيل تمارس القتل للعلماء العراقيين، وتطاردهم هى وايران،التى ركزت حملتها على الطيارين العراقيين، وبالذات من المشاركين السابقين فى حرب الثمانى سنوات بين العراق وايران.ترددت اصوات خافته، ملمحة الى دور اسرائيلى فى عمليات التصفية. مع ان حصة الموساد هى الاكبر، وتصل الى ثلاتة اضعاف حصة ايران.الشيء الذى تردد ايضا، فى الفترة الاولى بعد الغزو مباشرة. كان عن عمليات شراء املاك واراض عراقية من قبل اسرائيليين. الا ان احدا لم يسمع بعد ذلك، عن حجم تلك العمليات. وفى العراق الان، اكثر من مئتى شركة اسرائيلية تعمل بغطاء اردنى وتركي، وهى تتكاثر بعد ان الغى رئيس الوزراء المالكي، شرط عدم التعامل مع اسرائيل، الذى كان مفروضا على الشركات الاجنبية وغيرها من تلك الراغبة بالعمل فى العراق.والعمليات المخابراتية الاسرائيلي، تدار من موضع متقدم ،يتركز بالذات فى مدينة كركوك. فالموساد حذروجبان، وهو اختار قاعدة عملياته فى كركوك،لاسباب لوجستيه، ولكى يحفظ خط الرجعة الى السليمانية واربيل، حيث تنتظره حاضنة الامان التقليدية. عموما فان الغزوات التى تنظم الى جنوب ووسط العراق مهولة النتائج ورهيبة. وقد تمكن الموساد من سرقة كنوز من التراث اليهودى العبري، من مناطق بابل القديمة. بعضها يعود الى السبى البابلي، ومن بين ماتمت سرقته نسخة مكتوبة بالعبرية من التوراة، لاتقدر بثمن على الاطلاق. والمعلوم ان التوراة كتبت على يد النبى عزرا فى بابل، فى القرن السادس قبل الميلاد، وهى النسخة المعتمدة بعد ضياع نسخة النبى موسى.ليس هذا الجانب،هو الاهم فى عمل اجهزة المخابرات الاسرائيلية التى مسحت العراق،وقاست كل شبرفيه. ودور هذا الجهاز كما تشير وقائع كثيرة، رهيب، ويتعدى التصور. فهو شامل، ولا يقف عند حدود، وتقدير ابعاده امر مستحيل، مادام يجرى بهذا القدر من التغطية والصمت، والغريب على سبيل المثال، ان تكون ايران المهددة من اسرائيل، والمعرضة كما نسمع كل يوم، لاحتمالات هجوم عسكرى اسرائيلي، بعيدة كليا عن الاستياء او التذمر الملموس والمجسد، من وجود الاسرائيليين على حدودها. ولم يعرف حتى الان ان الايرانيين فكروا بخطة لاجلاء الاسرائيليين من العراق. الاكثر اثارة للاستغراب والدهشة هو موقف التيار الصدري، الذى هو فرع من فروع المقاومة المسلحة والسياسية، وهو مناهض للاحتلال الامريكى ومعاد لاسرائيل. وهذا التيار الكبير، موجود فى بغداد وكركوك، ولديه كل مايلزم من القدرات، لملاحقة الاسرائيليين والحد من خطر وجودهم فى العراق. غير ان هؤلاء على ما نعرف، فعلوا كل شيء آخر، الا ان يراقبوا الاسرائيليين، او يفكروا بملاحقتهم واستهدافهم. وهكذا يكتمل الاتفاق، ونصبح امام قوى متعارضة ومتقاتلة حتى الموت. لكنها متفقة ومجمعة على نقطة، تكاد تكون نقطة الاجماع الوحيدة، بين القوى النافذة والمسيطرة على الاوضاع فى عراق ما بعد الغزو.الكل مجمعون فى العراق، وحتى فى خارجه، على ان اسرائيل قد لعبت دورا اساسيا فى دفع الولايات المتحدة لغزو العراق واحتلاله . وقد حالفها الحظ، لدرجة ان جعلت المبررات التوراتية، محركا لسياسية رئيس الامبراطورية الكبرى فى العصر الراهن. وقد كشف مؤخرا، كيف ان الرئيس بوش اتصل بالرئيس الفرنسى جاك شيراك، يطلب منه العون على مقاتلة جيش 'يا جوج وماجوج' الموجود قرب بابل فى العراق. الامر الذى ا ذهل شيراك، والواقعة مثبتة بتاييد من الرئيس الفرنسى السابق، فى كتاب صدر مؤخرا فى فرنسا. ومن 'ارمجدون' الى غيرها، اعيد مفعول المحركات التوراتية فى قلب عصرنا الراهن. مثلما هو وجود اسرائيل نفسها على خارطة الدول العصرية و 'الديمقراطية'. وحتى وان اقتضى الامر بعض التعديل، وتحول 'ظهور جبل الذهب عند الفرات' بعرف العالم الحاضر الى 'نفط'، فالمصادر تقول على تعددها، ان ثمة امر سيتصاعد ويعلو، بحيث يتحول العراق الى البلد الاول فى الانتاج النفطى خلال عشر سنوات، وهو ما يثير قلقا ومخاوف فى ايران والسعودية وتركيا.كل هذا سيجعل مسألة تصادمات مصالح الامم، مثيرة وغير معهودة ولامسبوقة هنا. ولننظر على سبيل الافتراض، الى الاسباب التى يمكن ان تكون وراء التغاضى عن وجود الموساد الاسرائيلى الذى يسرح ويمرح فى العراق منذ سبع سنوات. فايران مثلا لن تفكر بشن حملة على الاسرائيليين فى العراق، لانها بذلك ستفتح الباب امام مسلك يعزز الوطنية العراقية، ويفتح العيون على نفوذ آخر مرفوض، هو النفوذ الايرانى نفسه. وايران تستطيع ان تبعد التيار الصدرى عن مثل هذا الهدف، كما ان البعثيين يعلمون حدود مايمكنهم القيام به، وهم بحاجة ماسة، الى قدر من القبول فى المنطقة العربية وبعض انظمتها. وحين يغضون الطرف عن الاسرائيليين، فان الولايات المتحــــدة لاتجد لديها دوافع قوية تحفزها لخنقهم عربيا وفى الشتات، عن طريق الضغط الامريكى على الانظمة العربية. وتبقى 'القاعدة' و'المقاومــــة العراقية'، وهاتان جهتان يصعب فهم دوافعهما، فمن البديهى بالنسبة للمقاومة يوم كانت فعالة، ان تنشيء جهازا خاصا بمتابعة الموساد، الا انها لم تفعل ربما بسبب الظروف غير العادية التى نشأت وسطها، او لاسباب اخرى، وهو ما لاينطبق على 'القاعــــدة'، التى يظل موقفها على هذا الصعيد غامضا، هل لتركيا دور ما فى هذا المجال بالذات؟ هذه الاخيرة تقوم بالتستر على الشركات العاملة فى العراق، وتمنحها التغطية اللازمة. والغريب ان هذا يحدث بينما تركيا تزداد حضورا، فى القضايا العربية والفلسطينية بالذات. غير ان الوجه التركى فى العراق، مناقض تماما لوجهها الجديد فى المنطقة. فهى مثلا تحرم العراق من مياه دجلة والفرات، وتوغل باصرار فى هذه السياسية الكارثية والقتالة. بينما هى تتعاون كما اسلفنا مع الاسرائيليين، وتساعدهم فى التغلغل فى العراق، و تستسهل فى الوقت نفسه شن الهجمات على حزب العمال الكردستاني، داخل الحدود العراقية، فتستبيح اراضى العراق وسيادته.دعونا نفترض بان بوادر تجدد او يقظة وطنية عراقية، قد اخذت بالتبلور من جديد، بعد استيعاب المجتمع لفترة الغزو والفوضى، الناجمة عن انهيار الدولة خلال السنوات الست الاولى، هل سيكون استهداف التغلغل الاسرائيلي، عنصرا من عناصر ايقاظ الحماسة واللحمة الوطنية وتجديدها. لابل واعادة انتاج واذكاء عناصر وعى مفقود جرى تشتيته، هذه مجرد فرضية، نتلمسها اليوم مع بوادر اخرى وتحركات شعبية عفوية ناهضة، تتجه نحو التفلت من 'العملية السياسية الامريكية' ومن قواها. وهذا المسار الصاعد، يوازيه صعود آخر، يمكن ان تكون اثاره مناقضة لمنحى، أو روح التوافقات السرية السائد الان فى العراق، رغم اتون احتراب الامم عند 'جبل الذهب'، وتشابك التناقضات الاقليمية التى تحمى وجود اسرائيل فى العراق. فالعراق الذى يغرق فى الكارثة، ينتظرمن جهة اخرى، تصاعدا فى وتائر انتاجه للنفط، بحيث يصبح المصدر الاول فى العالم، كما اشارت 'الاندبندنت' البريطانية مؤخرا، ودرجة الاختلال المتوقع المرافق لهذا التطور، يصفها الخبير فى مركز الدراسات الدولية للطاقة، ليودرو لاس فيشبهها بـ'اعصار ماحق اشبه بتسونامى هى نفط العراق'، فهذا البلد يمكن ان يضاعف انتاجه ثلاث مرات. واذا تحقق ذلك فانه سيزعزع اوبك ويعصف بالاسعار. ومن مؤيدى هذا الرأى ايضا معلق وول ستريت جورنال الاقتصادي، ومن زاوية تبدو الان حثيثة الصعود ما بين الكارثة المفجعة والمفاجأة ، يطالعنا مشهد ينمو عن: 'عراق مابعد النهرين'، فمن جهة، تتبلور اليوم معالم صحوة وطنية عراقية جديدة، تضع وراءها اقسى واخطر تجربة فجائعية لشعب من شعوب المنطقة فى التارخ الحديث. ومن جهة هدير الاختلالات ستراتيجيا النفط، وما يترتب عليها من اضطراب وارتباك هائل فى موازين عالمية وهزها، وهذا تطور، لابل منعطف اقليمى وعالمي، نحن لم نتعود على التعامل معه من قبل: وهو يأتى ايضا متزامنا مع تطورات استثنائية، فى شكل ووزن القوى الدولية المؤثرة، وتعددها، ناهيك عن انتقالاتها المطردة من قارة بعينها نحو قارة اخرى.يبدو ان حسابات الاجندة التوراتية، مصابة بخلل عميق، فجبل الذهب الذى ستقتتل حوله الامم كما تقول تلك الحسابات، قبل ان نشهد بدايات نهاية العالم. لم يظهر حتى الان، عكس ماتصوره الحاخامات الاسرائيليون وتوهموه، الامر الذى دفع باحدهم ومن اهمهم / المقصود الحاخام اكرسون / لان يتلو الصلوات، شاكرا الرب على ماحققه للمستوطنين فى القارة الامريكية، ولما يرتجى تحقيقه لليهود فى فلسطين و'ربما فى العراق'؟ فجبل الذهب فى طريقه للظهور من هنا فصاعدا، وهذا فأل غير حسن للاسرائيليين وشؤم لموساد الاسرائيلى فى العراق.
' كاتب عراقي
يحمى من؟وبمن؟أرسلت بواسطة الحاج ابو سرمد, يوليو 09, 2010
تحية طيبة للدكتور سرمد و للركابى الشهم والصحفى النهم لمعرفة من؟ لست صحفيا ولكن ربانا الوالد (رحمه الله) على حب الوطن وضرورة الانتباه لحمايته وكيف؟علمنا ان للعراق ثروات لاتنظب واننا ان ملكنا المال علينا ان نحرسه ولكن العلم وحده يحرسنا وعلينا ان نقرا؟ ثم نمتلك القدرة على التحليل لنتعرف على عدونا من هو ؟وماهى غاياته؟ثم نحلل فى اى من الساحات سنلاقيه او نجابهه ؟ ثم علينا معرفة باى قدرات وطاقات وموارد الامة سنجابه عدونا؟اين؟وكيف؟ومتى؟ولكن قل لى ياعزيزى الصحفى هل لدينا منظومة لجمع وتحليل المعلومات؟او قيادة عامة للقوات المسلحة لها القدرة فى ان تستلم من قيادة سياسية علياومجلس (دفاع) اعلى المهمات (السياسية العسكرية) ثم تحولها الى مهام (عسكرية) لقوات برية وبحرية وجوية واخرى للامن الداخلى والحدود وغيرها ؟وايضا لها القدرة فى اجابة مراجعها العليا بتصوراتها تلك وكم ستكلف من موارد بشرية اولا ثم مادية لتتدارسها ومن ثم تقرر ؟وباى الوسائل الاقتصادية؟ الدبلوماسية؟ العلمية والتقنية ؟........الخ من موارد الامة الكثيرة غيرها؟ستخطط ؟وتنظم وتنسق وتتعاون لتعمل وتراقب ؟وباى منظومات اتصالات كفؤة وامينة تدار وتتابع؟هل فهمنا الان من يحمى الموساد ؟ومن يجب ان يحمينا؟وهل اقتنعت الان بربك ان تلك المهام يمكن ان توكل الى لجنة الامن والدفاع فى البرلمان وحدها؟ولدورة ثانية بقيادة (عامرية استراتيجية) مثلا؟وكان الله فى عوننا وعونكم ..الحاج ابو سرمد السويد 2010
النخيل-تتحدث العديد من بيانات فصائل المقاومة العراقية عن استهداف مقار لـ الموساد الإسرائيلى على امتداد مساحات العراق وتذكر المكاتب الإعلامية لـ عصائب العراق الجهادية وجيش المجاهدين والجيش الإسلامى تفاصيل استهداف تجمعات إسرائيلية فى التاجى وكركوك وبغداد وغيرها، بل إن عصائب أهل الحق تبث شريطاً مصوراً على شبكة الإنترنت لتفجير عبوة ناسفة ضد آلية أميركية كانت تنقل، بحسب بيان العصائب، ضباطاً أمنيين إسرائيليين بتاريخ السابع عشر من شهر أيار عام 2006 وتنتشر صوراً على الإنترنت أيضاً لجرحى على سواعدهم وشم نجمة داوود.
ولئن كان من المتعذر التثبت من صحة هذه الادعاءات، فإن الحديث عن وجود إسرائيلى فى العراق صار من المسلمات، نتيجة تواتر أخبار، مصدرها فى كثير من الأحيان جنود أميركيون.
وفى مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سي)فى تموز من عام 2004، ذكرت المسؤولة الأميركية السابقة عن سجن أبو غريب، جانيت كاربنسكي، أنها التقت فى السجن محققاً إسرائيليا يجرى عمليات استجواب السجناء.
وفى السياق نفسه، ترددت أنباء، تؤكدها الحوزة العملية فى النجف، عن نشاط استخبارى إسرائيلى ينشط فى غالبية المحافظات وذكر العديد من العراقيين، الذين اعتقلوا لفترات قصيرة، أنه بعد إجراء الجنود الأميركيين التحقيق معهم، أُحيلوا على محقّقين من نوع مختلف تركزت أسئلتهم على مدى شعبية حزب الله اللبنانى وحركة حماس الفلسطينية فى صفوف العراقيين، فضلاً عن دور الحرس الثورى الإيراني، إضافةً إلى استفسارات عن مقامات لأنبياء بنى إسرائيل وآثار يهودية قديمة فى العراق ويشير هؤلاء إلى أن لهجة المحقّقين الملثمين كانت أقرب إلى اللبنانية، وتدل على أنهم تعلّموا العربية وليسوا عرباً.
إضافةً إلى ذلك، بثت قناة الـ (بى بى سي)الثانية شريطاً لضباط إسرائيليين يدربون جنوداً أكراداً شمال العراق وهذه التقارير والأنباء تقود إلى التساؤل عن أهداف وأدوار الوجود الإسرائيلى فى العراق وهنا يمكن تحديد إطار هذا الوجود:
ــــ دور استخبارى وقائى لتوفير حماية جنود إسرائيليين يقاتلون فى العراق أو أى نوع من الوجود المدني.
ــــ وجود اقتصادي:
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت أول صحيفة إسرائيلية تؤكّد خبر وجود شركات إسرائيلية فى العراق فى شهر كانون الثانى من عام 2005، حين تحدثت عن عشرات الشركات التى تعمل فى مجالات الاتصالات والمعلوماتية والمقاولات والاستشارات فى مختلف المجالات؛ الأمر الذى أكّدته أيضاً صحيفة معاريف عام 2007 حين تحدثت عن اختراق إسرائيلى كبير فى العراق ونشرت موضوعاً على صدر صفحتها الأولى تحت عنوان هكذا يتحول الإسرائيليون إلى أغنياء على حساب العراق وأوضحت أن أكثر من سبعين شركة تجارية إسرائيلية من جميع فروع التجارة والصناعة تعمل فى العراق بطريقة شبه علنية، وتسوق منتجاتها للعراقيين، مشيرة إلى أن أرباح الشركات الإسرائيلية من التجارة مع العراق وصلت إلى مئات ملايين الدولارات، وأن هذه الشركات تتوقع أن تزداد أرباحها زيادة كبيرة فى المستقبل.
واضافت إن الشركات التجارية الإسرائيلية بدأت العمل فى العراق، بعدما أعلن عام 2003 وزير المالية الإسرائيلى آنذاك، بنيامين نتنياهو، أنه بتاريخ الحادى والعشرين من شهر تموز 2003 ألغى الحظر الإسرائيلى الذى كان مفروضاً منذ إقامة الدولة العبرية على الشركات الإسرائيلية بالتعامل مع العراقيين، باعتبار العراق فى ظل حكم الرئيس العراقى السابق دولةً عدواً.
ومن بين الشركات الإسرائيلية التى اخترقت العراق، وذكرتها معاريف فى تحقيقها: شركة الحافلات دان التى تبيع العراقيين الحافلات المستعملة، وشركة ربينتكس لبيع الأقنعة الواقية، وشركة سونول وهى أكبر الشركات الإسرائيلية لبيع الوقود، إذ تزود يومياً جيش الاحتلال الأميركى بملايين اللترات من الوقود، وشركة دلتا التى تصنع ملابس النسيج، وغيرها من الشركات.
ويمكن تلخيص الأهداف من الوجود الاقتصادى فى العراق بحاجة الاقتصاد الإسرائيلى إلى إيجاد أسواق جديدة توفّر له دخلاً إضافياً فى ظل الأزمة المالية العالمية، وفرص عمل مع ارتفاع معدل البطالة داخل الأراضى المحتلة إلى معدل غير مسبوق (ما يزيد على عشرة فى المئة)، فضلاً عن أن قطاع إعادة الإعمار يمثّل عامل جذب مهمّاً.
ويقدر مدير معهد الصادرات الإسرائيلية السابق، شراغا بروش، حجم الصادرات الإسرائيلية المرتبطة بقطاع البناء وتأهيل البنى التحتية إلى العراق بمئة مليون دولار سنوياً، وذلك عبر مسارات نقل غير مباشرة عبر تركيا أو الأردن أو بولندا.
وفى هذا المجال، يبرز اسم شركة سوليل بونيه؛ من مجموعة شيكون فبينوى (إسكان وبناء)، المعروفة بخبرتها العالية فى مجال البنى التحتية فى أفريقيا وشرق أوروبا كذلك، يبرز اسم شركة ارونسون، إحدى أكبر الشركات الإسرائيلية فى مجال تأهيل البنى التحتية ومن الشركات الإسرائيلية الأخرى التى تتطلع إلى الاستثمار فى إعادة إعمار العراق، شركة كاردان المتخصصة فى المياه، وأشتروم فى مجال إنشاء بنى تحتية، وأفريقيا إسرائيل فى مجال إنشاء الطرق، والشركة لإسرائيل المتخصصة فى تقطير المياه، وبزان التى تعمل فى مجال تشغيل مصافى التكرير؛ ودائماً بحسب صحيفة يديعوت.
وتطول لائحة المجالات والشركات الإسرائيلية العاملة فى العراق بدءاً بالاتصالات عبر القمر الاصطناعى الإسرائيلى ايريديوم، إلى النقل والشحن شركتا ترانس كلال ساخار وفيديرال اكسبرس إسرائيل، إلى القطاع الصحى شركتا امنت واتيربول للأدوية والأدوات الطبية وغيرها من القطاعات.
ـــ دور عسكرى لنقل تقنيات حديثة وتوفير استشارات فى مكافحة الإرهاب للجيش الأميركي.
ـــ تدريب القوات الكردية:
فقد ذكرت تقارير صحافية أوروبية نشرتها وكالات الأنباء فى 3 تشرين الأول 2007، نقلاً عن الاستخبارات الفرنسية، وجود 1200 عنصر من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية منذ عام 2004 يدرّبون عناصر البشمركة فى مدينتى أربيل والسليمانية، وهو ما أكّدته صحيفة يديعوت أيضاً بكشفها أن معسكراً للتدريب يُعرف باسم المعسكر Z يديره ضباط إسرائيليون أُنشئ فى منطقة صحراوية شمال العراق.
ـــ استقطاب اليهود الأكراد والعراقيين عموماً للهجرة إلى «أرض الميعاد».
وتمثل مدينة كركوك أيضاً محوراً رئيسياً فى النشاطات الإسرائيلية واللافت أن الموساد يعمل أيضاً على خط النزوح المحلى لليهود فى العراق باتجاه الإقامة فى كردستان لمن لا يرغب فى السفر إلى الأراضى المحتلة. أما الأسباب الأخرى التى تجعل من مدينة كركوك عنصر جذب بالنسبة إلى الإسرائيليين، فتكمن فى أن هذه المدينة تضم نسبة عالية من احتياطى النفط العراقي، وإعادة تأهيل المنشآت البترولية فى هذه المنطقة يتطلب استثمارات بقيمة 8 مليارات دولار من شأنها أن ترفع معدل إنتاج الحقول إلى ما يناهز الخمسة ملايين برميل يومياً وتحاذى كركوك كلاً من تركيا وسوريا وإيران، وهى بالتالى تؤمن موقعاً استراتيجياً كنقطة انطلاق إلى أراضى هذه الدول.ـــ التجسس على إيران وحلفائها:
فقد نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، فى 12 حزيران 2004، مقالة لسايمور هيرش يوضح فيها أن الأهداف الإسرائيلية من وجودها فى المنطقة الشمالية هو بناء قاعدة للتجسس على المنشآت النووية الإيرانية وجغرافياً، يتوزع الوجود الإسرائيلى على العديد من المناطق، غير أن المذكور فى بيانات المقاومة يتركّز في:
- مطار بغداد الدولى :نادى الفارس، وهو موقع رئاسى سابق فى حى العامرية قرب المطار، وقد تعرض لعمليات قصف عديدة من جانب المقاومة. - داخل المنطقة الخضراء، بالقرب من التجمعات الأميركية، وفنادق عديدة بالقرب من مراكز حكومية. - قاعدة الحبانية القديمة، ومعسكر الهضبة الغربية وهو من المعسكرات الجوية السابقة للجيش العراقى فى عهد صدام حسين.
وبغض النظر عن دقة هذه التفاصيل، لا شك أن بلداً يعيش حالة من الفوضى الأمنية ويحوى كميات وافرة من الثروات الطبيعية ويقع فى قلب العالم، يجذب العديد من الأجهزة الاستخبارية فكيف الحال بـ دولة محفور على عملتها المعدنية القديمة خريطة لـ إسرائيل الكبرى وتظهر عليها الحدود النهرية للنيل والفرات؟
غطاء أردني
كشفت صحيفة معاريف، فى تحقيقها عن الوجود والنشاط الإسرائيلى فى العراق، أن قائد هيئة الأركان الأسبق فى جيش الاحتلال امنون ليبكين شاحاك، الذى كان وزيراً للمواصلات فى حكومة إيهود باراك (الصورة)، هو من أبرز رجال الأعمال الإسرائيليين فى العراق، حيث يتلقى النصيحة والمشورة من صديقه باراك.
إضافةً إلى ذلك، بثت قناة الـ (بى بى سي)الثانية شريطاً لضباط إسرائيليين يدربون جنوداً أكراداً شمال العراق وهذه التقارير والأنباء تقود إلى التساؤل عن أهداف وأدوار الوجود الإسرائيلى فى العراق وهنا يمكن تحديد إطار هذا الوجود:ــــ دور استخبارى وقائى لتوفير حماية جنود إسرائيليين يقاتلون فى العراق أو أى نوع من الوجود المدني.ــــ وجود اقتصادي:وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت أول صحيفة إسرائيلية تؤكّد خبر وجود شركات إسرائيلية فى العراق فى شهر كانون الثانى من عام 2005، حين تحدثت عن عشرات الشركات التى تعمل فى مجالات الاتصالات والمعلوماتية والمقاولات والاستشارات فى مختلف المجالات؛ الأمر الذى أكّدته أيضاً صحيفة معاريف عام 2007 حين تحدثت عن اختراق إسرائيلى كبير فى العراق ونشرت موضوعاً على صدر صفحتها الأولى تحت عنوان هكذا يتحول الإسرائيليون إلى أغنياء على حساب العراق وأوضحت أن أكثر من سبعين شركة تجارية إسرائيلية من جميع فروع التجارة والصناعة تعمل فى العراق بطريقة شبه علنية، وتسوق منتجاتها للعراقيين، مشيرة إلى أن أرباح الشركات الإسرائيلية من التجارة مع العراق وصلت إلى مئات ملايين الدولارات، وأن هذه الشركات تتوقع أن تزداد أرباحها زيادة كبيرة فى المستقبل.واضافت إن الشركات التجارية الإسرائيلية بدأت العمل فى العراق، بعدما أعلن عام 2003 وزير المالية الإسرائيلى آنذاك، بنيامين نتنياهو، أنه بتاريخ الحادى والعشرين من شهر تموز 2003 ألغى الحظر الإسرائيلى الذى كان مفروضاً منذ إقامة الدولة العبرية على الشركات الإسرائيلية بالتعامل مع العراقيين، باعتبار العراق فى ظل حكم الرئيس العراقى السابق دولةً عدواً. ومن بين الشركات الإسرائيلية التى اخترقت العراق، وذكرتها معاريف فى تحقيقها: شركة الحافلات دان التى تبيع العراقيين الحافلات المستعملة، وشركة ربينتكس لبيع الأقنعة الواقية، وشركة سونول وهى أكبر الشركات الإسرائيلية لبيع الوقود، إذ تزود يومياً جيش الاحتلال الأميركى بملايين اللترات من الوقود، وشركة دلتا التى تصنع ملابس النسيج، وغيرها من الشركات.ويمكن تلخيص الأهداف من الوجود الاقتصادى فى العراق بحاجة الاقتصاد الإسرائيلى إلى إيجاد أسواق جديدة توفّر له دخلاً إضافياً فى ظل الأزمة المالية العالمية، وفرص عمل مع ارتفاع معدل البطالة داخل الأراضى المحتلة إلى معدل غير مسبوق (ما يزيد على عشرة فى المئة)، فضلاً عن أن قطاع إعادة الإعمار يمثّل عامل جذب مهمّاً.ويقدر مدير معهد الصادرات الإسرائيلية السابق، شراغا بروش، حجم الصادرات الإسرائيلية المرتبطة بقطاع البناء وتأهيل البنى التحتية إلى العراق بمئة مليون دولار سنوياً، وذلك عبر مسارات نقل غير مباشرة عبر تركيا أو الأردن أو بولندا.وفى هذا المجال، يبرز اسم شركة سوليل بونيه؛ من مجموعة شيكون فبينوى (إسكان وبناء)، المعروفة بخبرتها العالية فى مجال البنى التحتية فى أفريقيا وشرق أوروبا كذلك، يبرز اسم شركة ارونسون، إحدى أكبر الشركات الإسرائيلية فى مجال تأهيل البنى التحتية ومن الشركات الإسرائيلية الأخرى التى تتطلع إلى الاستثمار فى إعادة إعمار العراق، شركة كاردان المتخصصة فى المياه، وأشتروم فى مجال إنشاء بنى تحتية، وأفريقيا إسرائيل فى مجال إنشاء الطرق، والشركة لإسرائيل المتخصصة فى تقطير المياه، وبزان التى تعمل فى مجال تشغيل مصافى التكرير؛ ودائماً بحسب صحيفة يديعوت.وتطول لائحة المجالات والشركات الإسرائيلية العاملة فى العراق بدءاً بالاتصالات عبر القمر الاصطناعى الإسرائيلى ايريديوم، إلى النقل والشحن شركتا ترانس كلال ساخار وفيديرال اكسبرس إسرائيل، إلى القطاع الصحى شركتا امنت واتيربول للأدوية والأدوات الطبية وغيرها من القطاعات.ـــ دور عسكرى لنقل تقنيات حديثة وتوفير استشارات فى مكافحة الإرهاب للجيش الأميركي.ـــ تدريب القوات الكردية:فقد ذكرت تقارير صحافية أوروبية نشرتها وكالات الأنباء فى 3 تشرين الأول 2007، نقلاً عن الاستخبارات الفرنسية، وجود 1200 عنصر من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية منذ عام 2004 يدرّبون عناصر البشمركة فى مدينتى أربيل والسليمانية، وهو ما أكّدته صحيفة يديعوت أيضاً بكشفها أن معسكراً للتدريب يُعرف باسم المعسكر Z يديره ضباط إسرائيليون أُنشئ فى منطقة صحراوية شمال العراق.ـــ استقطاب اليهود الأكراد والعراقيين عموماً للهجرة إلى «أرض الميعاد».وتمثل مدينة كركوك أيضاً محوراً رئيسياً فى النشاطات الإسرائيلية واللافت أن الموساد يعمل أيضاً على خط النزوح المحلى لليهود فى العراق باتجاه الإقامة فى كردستان لمن لا يرغب فى السفر إلى الأراضى المحتلة. أما الأسباب الأخرى التى تجعل من مدينة كركوك عنصر جذب بالنسبة إلى الإسرائيليين، فتكمن فى أن هذه المدينة تضم نسبة عالية من احتياطى النفط العراقي، وإعادة تأهيل المنشآت البترولية فى هذه المنطقة يتطلب استثمارات بقيمة 8 مليارات دولار من شأنها أن ترفع معدل إنتاج الحقول إلى ما يناهز الخمسة ملايين برميل يومياً وتحاذى كركوك كلاً من تركيا وسوريا وإيران، وهى بالتالى تؤمن موقعاً استراتيجياً كنقطة انطلاق إلى أراضى هذه الدول.ـــ التجسس على إيران وحلفائها:فقد نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، فى 12 حزيران 2004، مقالة لسايمور هيرش يوضح فيها أن الأهداف الإسرائيلية من وجودها فى المنطقة الشمالية هو بناء قاعدة للتجسس على المنشآت النووية الإيرانية وجغرافياً، يتوزع الوجود الإسرائيلى على العديد من المناطق، غير أن المذكور فى بيانات المقاومة يتركّز في:- مطار بغداد الدولى :نادى الفارس، وهو موقع رئاسى سابق فى حى العامرية قرب المطار، وقد تعرض لعمليات قصف عديدة من جانب المقاومة.- داخل المنطقة الخضراء، بالقرب من التجمعات الأميركية، وفنادق عديدة بالقرب من مراكز حكومية. - قاعدة الحبانية القديمة، ومعسكر الهضبة الغربية وهو من المعسكرات الجوية السابقة للجيش العراقى فى عهد صدام حسين.وبغض النظر عن دقة هذه التفاصيل، لا شك أن بلداً يعيش حالة من الفوضى الأمنية ويحوى كميات وافرة من الثروات الطبيعية ويقع فى قلب العالم، يجذب العديد من الأجهزة الاستخبارية فكيف الحال بـ دولة محفور على عملتها المعدنية القديمة خريطة لـ إسرائيل الكبرى وتظهر عليها الحدود النهرية للنيل والفرات؟غطاءأردنيكشفت صحيفة معاريف، فى تحقيقها عن الوجود والنشاط الإسرائيلى فى العراق، أن قائد هيئة الأركان الأسبق فى جيش الاحتلال امنون ليبكين شاحاك، الذى كان وزيراً للمواصلات فى حكومة إيهود باراك (الصورة)، هو من أبرز رجال الأعمال الإسرائيليين فى العراق، حيث يتلقى النصيحة والمشورة من صديقه باراك.وقال المسؤول الإعلامى فى شركة باراك للمشورة الاقتصادية الاستراتيجية بينى ميدان للصحيفة الإسرائيلية إن الشركة التى يديرها شاحاك فازت بمناقصتين جديدتين بالمشاركة مع شركات أجنبية وأضاف المسؤول الإعلامى إن الشركات الإسرائيلية تعمل بغالبيتها العظمى تحت غطاء أردني، وتدفع العمولات للأردنيين فى مقابل ذلك.
مشاهدة النسخة كاملة : الموساد فى العراق
وين مادسنصحفى أمريكي: الموساد ينفذ مخططًا استيطانيًا فى العراق بمباركة أمريكية - كرديةكشف صحفى أمريكى فى تقرير له نُشر مؤخرًا، عما وصفه بـ "مخطط إسرائيل التوسعى الاستيطانى فى العراق"، أكد فيه أن "إسرائيل" تطمح فى السيطرة على أجزاء من العراق تحقيقاً لحلم "إسرائيل الكبرى".وتضمن التقرير الذى نشره الصحفى "وين مادسن" على موقعه الذى يحمل الاسم نفسه، معلومات لم تُنشر فى السابق حول مخطط نقل اليهود الأكراد من "إسرائيل" إلى مدينة الموصل ومحافظة نينوى فى شمال العراق تحت ستار زيارة البعثات الدينية والمزارات اليهودية القديمة.ولفت التقرير إلى أن اليهود الأكراد قد بدأوا منذ الغزو الأمريكى للعراق عام 2003، فى شراء الأراضى فى المنطقة التى يعتبرونها ملكية يهودية تاريخية.واستعرض الكاتب أسباب "الاهتمام الخاص الذى يوليه الإسرائيليون لأضرحة "الأنبياء" ناحوم ويونس ودانيال، وكذلك حزقيل وعزرا وغيرهم"، موضحًا أن الكيان الصهيونى ينظر إليها جميعها على أنها جزء من "إسرائيل"، حالها حال القدس والضفة الغربية التى يسمّيها "يهودا والسامرة".ويؤكد التقرير أن فرق جهاز المخابرات الصهيونية "الموساد" قد شنّت مع مجموعات من المرتزقة، وبالتنسيق مع الميليشيات الكردية، هجمات على المسيحيين الكلدانيين العراقيين فى كل من الموصل وأربيل والحمدانية وتل أسقف وقره قوش وعقره....... وغيرها، وألصقتها بتنظيم "القاعدة"؛ بغية تهجيرهم بالقوة، وإفراغ المنطقة التى تخطط إسرائيل للاستيلاء عليها، من سكانها الأصليين من المسيحيين والمطالبة بها بوصفها "أرضاً يهودية توراتية"!ويقول الصحفى الأمريكى "وين مادسن" إن المخطط الصهيونى يهدف إلى توطين اليهود الأكراد محل الكلدان والآشوريين.ويتهم الكاتب الإدارة الأمريكية برعاية هذا المخطط الذى يقوم على تنفيذه ضباط من جهاز الموساد "الإسرائيلي" بعلم ومباركة القيادات السياسية فى الحزبين الكرديين الكبيرين (الاتحاد الوطنى بزعامة جلال الطالبانى والحزب الديمقراطى الذى يتزعمه مسعود البرازاني).ويخلص الصحفى الأمريكى إلى أن "هذه العملية تمثّل إعادة لعملية اقتلاع الفلسطينيين من فلسطين أيام الانتداب البريطانى بعد الحرب العالمية الثانية وإحلال الصهاينة مكانهم" على حد قوله.تقرير خطير يكشف بالأسماء التغلغل "الإسرائيلي" فى العراق:وكانت دراسة عراقية معزّزة بالأسماء والأرقام والعناوين، قد كشفت معلومات وصفت بالمذهلة عن تغلغل "الأخطبوط الصهيوني" فى العراق المحتل منذ قرابة الست سنوات.وقال تقرير مفصّل أعده مركز "دار بابل" العراقى للأبحاث، إن التغلغل "الإسرائيلي" فى هذا البلد طال الجوانب السياسية والتجارية والأمنية، وهو مدعوم مباشرة من رجالات مسؤولين من أمثال مسعود البرزاني، جلال الطالباني، كوسرت رسول مدير مخابرات السليمانية، مثال الألوسي, وهو نائب ورجل أعمال، كنعان مكيّه, وهو مدير وثائق الدولة العراقية، وأحمد الجلبى ، وغيرهم.وقال التقرير إن وزير الحرب الصهيونى الأسبق ووزير البنية التحتية الحالى "فؤاد بنيامين بن أليعازر"، وهو يهودى من أصل عراقي، ومن مواليد محافظة البصرة العراقية، يشرف على إدارة سلسلة شركات لنقل الوفود الدينية اليهودية- "الإسرائيلية" بعد جمعهم من "إسرائيل" وأفريقيا وأوروبا، والسفر بهم على متن خطوط جوية عربية، ومن ثم إلى المواقع الدينية اليهودية- المسيحية فى العراق.وأفاد التقرير بأن مركز "إسرائيل" للدراسات الشرق أوسطية "مركز دراسات الصحافة العربية" يتخذ من مقر السفارة الفرنسية فى بغداد مقراً له. وخلال الهجمات الصاروخية التى استهدفت مبنى السفارة الفرنسية، نقل الموساد مقر المركز البحثى إلى المنطقة الخضراء بجانب مقر السفارة الأمريكية.وأوضح أن الموساد استأجر الطابق السابع فى فندق "الرشيد" الكائن فى بغداد والمجاور للمنطقة الخضراء، وحولوه إلى شبه مستوطنة للتجسس على المحادثات والاتصالات الهاتفية الخاصة بالنواب والمسؤولين العراقيين، والمقاومة العراقية. وفى نفس الفندق المذكور افتتحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" "الإسرائيلية" عام 2005 مكتباً لها فى بغداد وآخر فى مدينة أربيل الكردية.يهود يشرفون على عمل الحكومة: وأكد التقرير وجود 185 شخصية "إسرائيلية"، أو يهودية أمريكية يشرفون من مقر السفارة الأمريكية فى المنطقة الخضراء على عمل الوزارات والمؤسسات العراقية - العسكرية والأمنية والمدنية.وكشفت الدراسة أيضاً عن وجود كمّ كبير من الشركات "الإسرائيلية" الخالصة أو الشركات المتعدّدة الجنسية العاملة فى العراق، وتمارس نشاطها إما مباشرة، أو عن طريق مكاتب ومؤسسات عربية فى هذه العاصمة أو تلك... ويأتى فى مقدمتها كلها شركات الأمن الخاصة التى تتميّز بالحصانة مثل الأمريكان، وهى التى يتردّد أنها متخصصة ـ أيضاً ـ فى ملاحقة العلماء والباحثين وأساتذة الجامعات والطيّارين العراقيين والعمل على تصفيتهم.وبالنسبة للنفط، فتقول المعلومات المتوفّرة إن عملية تشغيل المصافى تشرف عليها شركة بزان التى يترأسها يشار بن مردخاي، وتم التوقيع على عقد تشترى بمقتضاه نفطاً من حقول كركوك وإقليم كردستان إلى "إسرائيل" عبر تركيا والأردن.نشاط الموساد: وأفادت الدراسة بأن "إسرائيل" نشطت منذ بداية احتلال العراق عام 2003 بنشر "ضباط الموساد" لإعداد الكوادر الكردية العسكرية والحزبية الخاصة بتفتيت العراق، كما يقوم الموساد "الإسرائيلى" منذ عام 2005 داخل معسكرات قوات البيشمركَة الكردية العراقية، بمهام تدريب وتأهيل متمردين أكراد من "سوريا وإيران وتركيا"..كما يقوم الموساد "الإسرائيلى" بمساعدة البيشمركَة الكردية بقتل وتصفية واعتقال العلماء والمفكرين والأكاديميين العراقيين "السنة والشيعة والتركمان". بالإضافة لتهجير الآلاف منهم، بغية استجلاب الخبرات "الإسرائيلية" وتعيينها بدلاً عنهم فى الجامعات العراقية- الكردية.بالإضافة لسرقة الموساد والأكراد الآثار العراقية وتهريبها إلى المتاحف "الإسرائيلية" عبر شركات الخطوط الجوية "الدنماركية، والسويدية، والنمساوية، والعراقية".وتقوم كذلك وحدات من الكوماندوز "الإسرائيلي" بتدريب القوات الأمريكية والعراقية على أساليب تصفية نشطاء المقاومة فى العراق، وذلك فى القاعدة العسكرية "بورت براغ" فى شمال كارولينا. للخبرات التى يمتاز بها الموساد "الإسرائيلى" فى مجال حرب العصابات.كما أسس الموساد "الإسرائيلى" بنك القرض الكردى الذى يتخذ من مدينة السليمانية التابعة لكردستان العراق مقراً له. ومهمة البنك المذكور السرية تقتصر على شراء أراض شاسعة زراعية ونفطية وسكنية تابعة لمدينتى الموصل، وكركوك الغنيتين بالنفط. بغية تهجير أهلها الأصليين- العرب والتركمان والآشوريين- منها بمساعدة قوات البيشمركَة الكردية.اليهود يتدفقون: وفى سياق متصل، ذكرت مصادر إعلامية عراقية، العام الماضي، أن حكومة المالكى استجابت للضغوط الأمريكية بفتح المعبد اليهودى فى منطقة الكفل جنوب العراق أمام الزوار اليهود. وقالت هذه المصادر إن أحمد الجلبى هو من ينسق ويضطلع بهذه المهمة بالتنسيق مع وفد "إسرائيلي" يزور بغداد والذى التقى به الجلبى أكثر من مرة لتأمين متطلبات الزيارة للموقع اليهودى فى العراق، مشيرةً إلى أن الجلبى هو من تولى عملية إتمام هذه الصفقة المشبوهة فى إطار علاقته مع اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة من أجل تحسين صورته أمام إدارة بوش. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن مجاميع الزوار اليهود سيتدفقون إلى العراق من "تل أبيب" مباشرة إلى مطار النجف والذى تتولى قوات الاحتلال الأمريكى إدارته والإشراف على حركة الطائرات القادمة والمغادرة منه. وأضافت أن اليهود الذى غادروا بغداد بعد جريمة احتلال فلسطين عام 1948 سيعودون إلى العراق بغطاء السياحة الشهر المقبل على شكل مجاميع سياحية اللهم أحمى الأمة الأسلامية من شر اليهود الصهاينة آمين يا رب العالمين
ماذا تعرف عن حصة الموساد فى العراق.!.. وما خفايا التفجيرات والحرائق التى تعرضت لها قا
ماذا تعرف عن حصة الموساد فى العراق.!.. وما خفايا التفجيرات والحرائق التى تعرضت لها قاعدتهم فى (زاويته) بدهوك.! 2010-08-20 ::بقلم: عبد الزهرة الركابى :: عدد القراء 700 لوحظ فى الفترة الأخيرة نشاط غير عادى فى قاعدة (زاويته) فى شمال العراق، وهذه القاعدة يستخدمها جهاز الموساد الإسرائيلى فى مراقبة الحدود السورية والإيرانية على نحو خاص، مع أن نشاط هذا الجهاز يشمل الحدود التركية، وبالتالى إن عمليات الموساد فى المراقبة والاستمكان تتمحور فى المثلث الإقليمى المحاذى للعراق من المنطقة الكردية، وقد لفت نظر بعض شهود العيان حركة نشيطة لمعدات وآليات ذات استخدامات استخبارية، وهى مغطاة بأشكال تمويهية ومخادعة، علماً بأن مثل هذه الحركة بهذه الكثافة، لم تحدث من قبل فى هذه القاعدة الإسرائيلية التى تتخفى تحت لافتة مجمع صناعى ومجمع سياحي. وعلى أثر هذا النشاط اللافت تعرضت القاعدة الى تفجيرات فى مواقع معينة منها، وامتدت الحرائق من جراء هذه التفجيرات الى الغابات والجرود المحيطة بالقاعدة، وأفادت المصادر القريبة من المنطقة، بأن تكتماً ساد أوساط أجهزة الأمن الكردية وميليشيات (البيش مركه) وذلك بالامتناع وعدم التصريح عن الأسباب التى أدت الى هذه التفجيرات واشتعال الحرائق من جرائها، ولم يستطع الصحافيون الوصول الى المنطقة والاطلاع على المواقع التى تعرضت للتفجير، بيد أن صحيفة «الصباح» العراقية نشرت خبراً مقتضباً لا يتجاوز السطرين ذكرت فيه: (أكدت قيادة قوات حماية البيئة فى دهوك امس أن النيران التى اندلعت قبل يومين فى غابات مصيف زاويته السياحى ما زالت مستمرة بسبب وعورة المنطقة).!يُذكر أن المنطقة المذكورة تتميز باعتدال مناخها فى الصيف وبسقوط الثلوج فيها شتاء، ومن النادر اشتعال الحرائق فيها إلا بفعل فاعل، ويعتقد المراقبون فى المنطقة الكردية، أن هذه القاعدة الاستخبارية الإسرائيلية وعلى أثر نشاطها المكثف الأخير، ربما تعرضت بعض مواقعها ومعداتها الى التخريب بفعل هذه التفجيرات، ولا يستبعد هؤلاء المراقبون أن تكون أجهزة أمن إقليمية تقف وراء حوادث التفجيرات هذه.والمفيد فى هذا السياق، أن السلطات الكردية فى شمال العراق، منذ احتلال العراق، وافقت على بناء قواعد إسرائيلية فى المنطقة الكردية، تحت لافتة مجمعات صناعية ومنشآت سياحية وخاصة فى منطقة (زاويته) التى سبق لأنباء مؤكدة أن أشارت الى ذلك ونقلا عن مصادر كردية مطلعة حيث ذكرت أن عناصر استخباراتية إسرائيلية اشترت أراضى فى المنطقة المذكورة فى شمال العراق، تقدر مساحتها بـ 250 هكتارا تمهيدا لتحويلها الى قاعدة استخباراتية موجهة ضد الدول المجاورة للعراق، وان الموساد يستفيد فى تحركاته بشكل كامل من الأجهزة الالكترونية الأميركية المنصوبة على الحدود مع الجوار.وبالنسبة للاعترافات الإسرائيلية بخصوص الوجود الإسرائيلى فى شمال العراق، فقد صرح بها أكثر من مسؤول إسرائيلي، بينما راحت الصحافة الإسرائيلية فى تناول الموضوع ذاته من جوانب عدة، حيث سبق لصحيفة معاريف الإسرائيلية أن نشرت مقالا للكاتب الإسرائيلى بوعز غاوون تحت عنوان (قواتنا فى العراق) أكد فيه حقيقة الوجود الاسرائيلى وقال صراحة إن إسرائيل دخلت العراق لتأخذ حصتها.وبشأن آخر ما اتهم به الموساد فى العراق خلال الأيام الأخيرة، هو عندما عاود مسلسل تصفية العقل العراقى حلقاته، حيث قام مسلحون مجهولون بفتح النار على شاب فى منطقة بغداد الجديدة ما أردوه قتيلا على الفور، وأفاد مصدر أمنى فى بغداد لوسائل الإعلام، بأن الشاب هو طالب فى جامعة بغداد قسم علوم الفيزياء، مشيرا الى أن هذا الشاب قد ابتكر بعض المكائن الحديثة لتخصيب اليورانيوم بطريقة سلمية، فضلا عن استعمالات بعض مجالاتها فى السيطرة على التفاعلات النووية.إن وجود الموساد واجه الكثير من العمليات المضادة على الرغم من تخفيه وراء واجهات مكاتب وشركات تجارية، وقد تم تفجير أحد مكاتبه فى مدينة كركوك فى بدايات الاحتلال، كما أن عناصر إسرائيلية كانت ضمن لجان التحقيق الأميركية التى كانت تستجوب المعتقلين العراقيين.
الأكراد والموساد:
علاقات عشائرية، انفصالية وتجارية
الدكتور عبدالإله الراوي

سبق وترجمنا عدة مقالات للسيد جيل مونييه، السكرتير العام لجمعية الصداقة الفرنسية –العراقية، وكان آخرها: ( عودة الماسونية إلى العراق. شبكة البصرة. 10/2/2010.)

و المقال الذى نقوم بترجمته حاليا تم نشره فى المجلة الشهرية "أفريقيا – آسيا " بعددها الصادر فى شهر تموز 2010
ونظرا لكون المقال يتكلم عن موضوع مهم، أى العلاقات بين الكيان المسخ ( كردستان العراق ) والكيان الصهيونى فى شمالنا العراقى الحبيب ( الدكتور عبدالإله الراوي: لماذا أطلقنا على ( كردستان العراق) الكيان الصهيونى فى شمال العراق. شبكة البصرة. 12/3/2010 )، لذا قررنا ترجمته ليطلع عليه القارئ العربي.
ولكن قبل تقديم الترجمة، وكما عودنا فراءنا الكرام، سنقوم بإبداء بعض الملاحظات فنقول:-
1- إن ما يطلق عليهم القادة الأكراد يصرحون دائما بعدم وجود علاقات بينهم وبين الكيان المسخ، وآخر هذه التصريحات ( بارزانى من القاهرة: لا توجد علاقات بين إقليم كردستان العراق ( وإسرائيل ) راديو دجلة. 5/7/10)
نقول إذا كانوا يقصدون العلاقات الرسمية ( الدبلوماسية ) فهم على حق عندما يقولون بأننا لا يمكن أن نقيم علاقات قبل أن تقوم الحكومة المركزية بذلك. ولكن كيف يستطيعون إنكار التغلغل القوى لهذا الكيان فى شمالنا الحبيب؟
ولا نريد الذهاب بعيدا فى هذا المجال بل سنشير إلى استطلاع رأى نشر، باللغة الفرنسية، فى أحد المواقع الصهيونية بعنوان " صحافى كردى صديق مخلص ل ( إسرائيل ) " بتاريخ 4/1/10.
وهذا المقال يوضح بأن 87% من الأكراد يؤكدون بأن الشعب الكردى لديه روابط عميقة مع الكيان الصهيونى و 67% يقولون بأن ( إسرائيل ) ستلعب دورا مهما بتكوين دولة كردية فى شمال العراق.
2- لقد ذكر السيد مونييه " العلاقات الكردية – ( الإسرائيلية ) لا تعود إلى فترة القضاء على النظام الملكي.... " والذى ليس لديه اطلاع كاف على تاريخ العراق سوف لا يستطيع استيعاب هذه الفقرة بصورة واضحة لذا رأينا أن نبين:-
إن مصطفى البرزاني، قبل ثورة 1958، كان لاجئا فى الاتحاد السوفيتى وبالنتيجة فإن المخابرات الروسية كان تساند التمرد الكردي، ولكن بعد قيام الثورة فإن الزعيم عبدالكريم قاسم تقرب للشيوعيين وسمح للبرزانى بالعودة إلى العراق مما دفع المخابرات الروسية بأمر البرزانى التخلى عن السلاح و..
وهنا استغل الكيان الصهيونى هذا الموقف وقام بدعم التمرد الكردى بدلا من ال ( ك.ج.ب ). رغم كون العلاقة بين الأكراد والصهيونية بدأت منذ عام 1930 كما يوضح كاتب المقال.
3- إن الكاتب يشير إلى أن أول زيارة قام بها مصطفى البرزانى للكيان الصهيونى كانت عام 1968، أى فى زمن عبدالرحمن عارف، والتى يفهم منها بأنها أول زيارة لمسؤول كردى للكيان المسخ.
ولكن أحد الكتاب الأكراد المطلعين يؤكد وبالوثائق ما يلي:
لقد سبقت الكل من العرب والأكراد عندما أشرت علناً عن الزيارة الأولى للقيادة الكردية إلى ( إسرائيل ) أواخر عام 1962م وليس عام 1969، ففى بيتى الخاص ( الوكر القيادى ) وأمامى سلم الشهيد فائق محمد أمين السكرتير العام للحزب الديمقراطى الكردستانى الإيرانى رقم تذكرة الطائرة ورحلتها ( شركة العال الإسرائيلية ) من جنيف إلى تل أبيب إلى السكرتير العام السيد عزيز محمد .
وكان الوفد يتكون من السيدين المرحوم إبراهيم أحمد السكرتير العام للديمقراطى الكردستانى والسيد جلال الطالبانى عضو المكتب السياسى حينذاك.
" (شوكت خزندار: رسالة أخوية إلى الكاتب والمناضل الفلسطيني، ناصر السهلي. العراق نيوز. 19/5/2006 )
أى أن الزيارة الأولى تمت فى زمن عبدالكريم قاسم بعد أن ساءت العلاقة بينه وبين المتمردين الأكراد. كما أن ما ذكره السيد خزندار يدل على عدم دقة السيد مونييه عندما يقول بأن الطالبانى قام بعمل علاقات مع الكيان الصهيونى ولكن " بصورة أقل " أى من البرزاني.
4- كما أن الكاتب يشير فى آخر المقال عن العلاقات مع الكيان الصهيونى لكل من نيجرفان برزانى و قباد طالبانى وعن زواج هذا الأخير من ابنة أحد أعضاء الـ ( ايباك ) وفى هذا المجال ننصح القارئ الكريم بقراءة مقال عشتار العراقية حول هذا الموضوع والذى تضمن صور للعروسين المحروسين!!
(. إكذوبة اعادة الإعمار: جى گارنر والزواج السرى للمحروس قباد. شبكة البصرة. 8/2/2009 ) والتى تذكر فى آخر المقال عبارة لطيفة تستحق الاشارة لها:
" واحنا كنا زعلانين لما صافح ريّسنا طلبانى ايهود باراك فى مؤتمر الاشتراكية الدولية. شگد لعد احنا غشمة؟! اثارى الريس مناسب العشيرة!! "
كما نشير بأنه حسب معلوماتنا فإن قباد لم يعد ممثلا للإقليم فى الولايات المتحدة حيث حل محله أحد أولاد مسعود برزاني.
وختاما نقول بأننا كتبنا كثيرا حول هذا الموضوع وسنذكر مقالا واحدا ( الدكتور عبدالإله الراوي: قادة العراق الجديد!! وعملية التطبيع مع الكيان الصهيوني. شبكة البصرة. 25/8/2005).
كما ننصح بقراءة كتاب ( شلومو نكديمون: الموساد فى العراق ودول الجوار. ترجمة بدر عقيلي. دار الجليل للنشر. عمان. 1997 ).
ترجمة المقال
الأكراد والموساد: علاقات عشائرية، انفصالية وتجارية
بتشجيع من ( إسرائيل )، فإن مسعود برزاني، رئيس إقليم كردستان للحكم الذاتي، أخذ، تدريجيا يتمتع بصلاحيات رئيس دولة.
فى شهر أيار ( مايو ) استطاع أن يتوصل إلى اتفاق مؤقت مع بغداد حول عائدات حقول النفط الكردية.
العديد من الدول الغربية قامت بفتح قنصليات لها فى اربيل، التى يمنع فيها رفع العلم العراقى ودخول أى قوات عربية. وإن الإقليم يقوم بمفاوضات مع تركيا لغرض تكوين أسطول بحرى تجارى كردى ليتخذ من أحد الموانئ التركية مرسى له.
ورغم كون برزانى لديه، منذ مدة طويلة جهاز أمن خاص، فإنه يعمل على تجاوز مرحلة مهمة: إنشاء جيش ( للإقليم ) الكردي. وقد تباحث حول هذا الموضوع مع باراك اوباما، فى شهر كانون الثاني، بعد أن استشار، فى جنيف، العميد دانى يانوم مدير سابق للموساد.
ووفق الموقع السرى الخاص – الذى لا يمكن الاطلاع على ما ينشر فيه إلا للمشتركين لقاء مبالغ – ( المترجم ) -" انتيليجنس اون لاين " فإن الشركة ( الإسرائيلية ) كاميرون للخدمات العسكرية " كاميرون مليترى سيرفس " ستكلف بتوحيد فصائل البيش مركة لهذا الغرض.
نظرية الحلفاء القريبين
العلاقات الكردية – ( الإسرائيلية ) لا تعود إلى فترة القضاء على النظام الملكى عام 1958،والتى على أثرها أمرت الـ ( ك.ج.ب.) مصطفى البارزانى التخلى عن السلاح وتجميد نشاطات المفارز المسلحة الكردية التى شكلت فى طاشقند فى اوزباكستان.
وفى هذه الأثناء فإن الموساد قام مقام المخابرات السوفيتية بمساندة المتمردين الأكراد.
فى نهاية عام 1930 قام، العميل السرى للوكالة اليهودية، روبين شيليا، بزيارة كردستان العراق لغرض إقامة علاقات مع قبيلة البرزاني، التى قام بعض أفخاذها – المعتنقين للديانة اليهودية – بالهجرة إلى فلسطين.
وإن شيليا كان، مع دافيد بن غوريون، مؤسس دولة ( إسرائيل )، أحد المنظرين لـ " نظرية الحلفاء القريبين ".
وقد تجسدت خطتهم الأساسية عام 1982 من قبل اوديد يينون، المقرب من وزير الخارجية ( الإسرائيلى )،فى مقالة نشرت فى مجلة ( اوركانيزاسيون سيونست مونديال ) والتى تتضمن تفتيت الدول العربية إلى كيانات قومية أو دينية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق